الإحساس بالقلق والخوف هو رد فعل طبيعي وذو فائدة في المواقف التي تواجه الإنسان
بتحديات جديدة ؛ فحين يواجه الإنسان بمواقف معينة مثل المقابلة الأولى للخطوبة أو الزواج ،
أو المقابلة الشخصية الهامة للحصول على عمل ، أو يوم الإمتتحان ،
فانه من الطبيعي أن يحس الإنسان بمشاعر عدم الإرتياح والتوجس ،
وأن تعرق راحتا يداه ، ويحس بآلام في فم المعدة .
وتخدم ردود الفعل هذه هدفًا هامًا حيث أنها تنبهنا للإستعداد لمعالجة الموقف المتوقع .
ولكن أعراض القلق المرضي تختلف اختلافًا كبيرًا عن أحاسيس القلق الطبيعية المرتبطة
بموقف معين . فأمراض القلق هي أمراض يختص الطب بعلاجها ولهذا الإعتبار
فإنها ليست طبيعية أو مفيدة .
وتشمل أعراض مرض القلق الأحاسيس النّفسية المسيطرة التي لا يمكن التخلّـص منها مثل
نوبات الرعب والخوف والتوجس والأفكار الوسواسية التي لا يمكن التحكم فيها والذكريات
المؤلمة التي تفرض نفسها على الإنسان والكوابيس ، كذلك تشمل الأعراض الطبية الجسمانية
مثل زيادة ضربات القلب والإحساس بالتنميل والشّـــد العضلي .
وبعض الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلق التي لم يتم تشخيصها
يذهبون إلى أقسام الطوارئ بالمستشفيات وهم يعتقدون أنهم يعانون من أزمة قلبية أو من مرض طبي خطير.
وهناك العديد من الأشياء التي تميز بين أمراض القلق وبين الأحاسيس العادية للقلق ، حيث تحدث
أعراض أمراض القلق عادة بدون سبب ظاهر، وتستمر هذه الأعراض لفترة طويلة .
ولا يخدم القلق أو الذعر المستمر الذي يحس به الأفراد المصابين بهذا المرض ؛ أي هدف مفيد ،
وذلك لأنّ هذه المشاعر في هذه الحالة عادة لا تتعلق بمواقف الحياة الحقيقية أو المتوقعة .
وبدلاً من أن تعمل هذه المشاعر على دفع الشخص إلى التحرك والعمل المفيد ،
فإنّـه يكون لها تأثيرات مدمرة حيث تدمر العلاقات الإجتماعية مع الأصدقاء وأفراد العائلة والزملاء
في العمل فتقلّــل من إنتاجية العامل في عمله وتجعل تجربة الحياة اليومية مرعبة بالنّســبة للمريض
منذ البداية . وإذا تُرك المرض بغير علاج ، فيمكن حينئذ أن يحـدّ عرض القلق المرضي
من حركة الإنسان بشكل كامل أو أن يدفعه إلى آتّـخاذ تدابير متطرفة مثل ؛ أنْ يرفض المريض
منْ يترك بيته أو تجنبّـهِ المواقف التي قد تؤدي إلى زيادة قلقه .
* مُنتــــدى فتكـــــــــات *