سير القديسين والشهداء في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية :
* القديسة شيرين *
* مرشدة روحية للرهبان :
عاشت القديسة شيرين - وهي كلمة فارسية معناها " حلوة " - في القرن السادس الميلادي ،
ولم تكن راهبة بل امرأة عادية تسكن في العالم ولكن بسلوك أكثر حزمًا من الرهبان الذين
في الجبال ، ورغم أنها تعيش في العالم ، لكنها كانت مرشدة روحية لكثيرين حتى من الرهبان .
* نشأتها :
يقول كاتب سيرتها ( الراهب مرتيريوس ) سعدونا أنها كانت تعيش في بلدة هلمون ( حلمون )
في منطقة تسمى بيت نوهاد في شمال العراق ، وتربّت في أسرة مسيحية بسيطة .
وكانت القديسة مواظبة على القيام باكرًا للصلاة قبل أي عمل ، وفي المساء يجتمع الكل
للصلاة للشكر على مرور اليوم بسلام ، وكانت الأسرة مواظبة على الذهاب إلى الكنيسة .
وهكذا تربّت تلك القديسة في هذا الوسط الروحي الجميل ، فعزفت عن مباهج الحياة الفانية
وأخذت تلهج في آيات الكتاب المقدس وتترنم به طول يومها وأثناء عملها .
* بتوليتها :
كبرت الفتاة شيرين وتقدم لخطبتها كثيرون لعلمهم برزانة عقلها وطهارة سيرتها ،
ولكنها رفضت الجميع وصارحت والديها بأنها تود أن تكون عروس للسيد المسيح ولا يشغلها
عنه أي شاغل ، ونظرًا لحب والديها الشديد لها ولعدم تكديرها تركوها تمارس
حياتها الشخصية بدون مانع ولا عائق .
+ كانت القديسة ناسكة في الطعام ، فكانت تسكن آلام الجوع بأن تتناول قليلًا من الخبز
الجاف وبعض الخضار المسلوق في كل مساء وكانت تشرب الماء فقط .
ورغم هذا كان وجهها يضئ بنعمة من الروح القدس حتى أن كل من يراها يتعجب
من ضوء وجهها ، وعدم ذبوله من كثرة النسك .
+ كانت تصلي طول الوقت بتلاوة المزامير وبعض صلوات القلب القصيرة ،
وكانت مواظبة على سماع الإنجيل المقدس وتسأل عن سير القديسين والشهداء وقصصهم .
* خدمة المساكين والفقراء ماديًا وروحيًا :
كانت أيضًا مسئولة عن استقبال الغرباء في منزلها ، فكانت تعمل على راحتهم
ويشع وجهها سعادة غامرة عندما كانت تخدم المساكين والفقراء وتعطف عليهم .
مرَّت الأيام وخلى البيت من كبار السن، فقد رحل والداها إلى السماء ، وأما هي فقد ازدادت
في نسكها وزهدها حتى كانت تطوي الأيام بدون طعام . ولولا أنها كانت تستعد في كل يوم
لخدمة الفقراء والمعدمين لكانت امتنعت عن الطعام يومين أو أكثر، ولكنها كانت تتناول
طعامها حتى تستطيع خدمة هؤلاء المحتاجين .
+ كان زوارها من المساكين والبسطاء ولكنها كانت تقدم مع الأغذية الجسدية الأغذية
الروحية أيضًا ، فكانت تسألهم عن صومهم وصلواتهم وذهابهم إلى الكنيسة
والاعتراف والتناول من الأسرار الطاهرة.
* علاقتها بالرهبان :
كان يحضر عندها كثير من الرهبان ، وأما هي فكانت بخجل تستقبلهم وتقدم لهم الغذاء الجسدي،
ثم يطلبون منها أن تقف للصلاة معهم حتى يتلمسوا طريقة ورعها وخشوعها في وقفتها للصلاة ، ويسمعون كلام النعمة الخارج من فمها . ( ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء ) .
+ آزدادت القديسة شيرين في حبّها للَّه ، فظهر هذا بشكل واضح على شكلها الخارجي ،
فكان كل من ينظر إليها يتعجب من هيبتها ورزانة مسلكها وطهارة سيرتها .
كانت موضع احترام كبير من رؤساء الأديرة في ذلك المكان واعتبروها أمًا روحية لهم
ولكل من يريد زيارتها . وعندما كانت تقوم هي بزيارة دير من هذه الأديرة ،
كانت تنال كل تكريم ومحبة ، وكانوا يطلبون منها أن تبقى معهم فترة أطول حتى يستطيعوا
أن يطرحوا عليها أسئلتهم ، وكيفية محاربتها للعالم وللشرير. وكانوا يعتبرونها مكرّمة من اللَّه ،
لأنها كانت حقًا مستحقة لهذا الإكرام .
المصدر / الأنجيل الأجبيــة .. مواقــــــع .