ثمار الروح القدس ( سلام )
نشرت بواسطة : رامي هناء
السلام الحقيقي هو من الله هذا الذي قيل عنه في المزمور ” الله يبارك شعبه بالسلام ”
( مز 29 : 11 ) ،
وعن هذا السلام قال الرسول ” سلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم”
( في 4 : 7 )
أولاً : السلام الذي من الله :
الله هو مصدر السلام ورئيس السلام وأول الأواشي هو أوشية السلامة نطلب فيها من الله أن يعطي سلامة للكنيسة والشعب .
سلام الله يحفظنا من الشيطان وتجاربه الشريرة ومن الخوف والاضطراب ، وهنا نجد وعود الله الكثيرة التي تُشعرنا بالطمأنينة ”
هوذا على كفي نقشتك ”
( أش 49 : 16 ) ،
وأيضاً قوله ” أما أنتم شعور رؤوسكم جميعها محصاة ”
( لو 10 : 30 ) ،
وقوله ” تكونون مبغضين من الجميع لأجل اسمي ولكن شعرة من رؤوسكم لا تهلك ”
( لو 21 : 18 ) ،
وقوله ” لأنه تسقط شعرة من رأس واحد منكم ”
( أع 27 : 34 ) ،
ومن هذه الأقوال العديدة المملوءة بسلام الله الذي كما هو نبع كل شيء هو أيضاً نبع السلام نجدها في المزامير
مثل ” الرب يحفظك الرب يظلل على يدك اليمنى فلا تحرقك الشمس ولا القمر بالليل …
الرب يحفظك من كل سوء يحفظ دخولك وخروجك ”
( مز 120 ) ،
” الساكن في ستر العليّ في ظل القدير يبيت لا تخش من خوف الليل ولا من سهم يطير بالنهار ….
يسقط عن يسارك ألوف وعن يمينك ربوات أما أنت فلا يقتربون إليك ”
( مز 91 ) ،
وبجانب هذا السلام الذي من الله يوجد ألواناً أخرى من السلام الزائف التي ليست من الله .
السلام الزائف : مثلما كان يوحي به الأنبياء الكذبة قبل السبي حتى لا يتوب الناس خائفين من غضب الله الآتي
وهكذا قال الله في سفر حزقيال النبي “أضلوا شعبي قائلين سلام ولا سلام ”
( حز 13 : 10 ) ،
وكما ورد أيضاً في سفر أرمياء النبي ” قائلين سلام سلام ولا سلام ”
( أر 6 : 14 ) ،
وكأي شخص يدعوا إنسان لخطية ما ويشعره بأنه سوف لا يصيبه من ذلك أي أذى بل سيمر الأمر بسلام تماماً
كما خدع الشيطان أبوينا الأولين قائلاً ” لن تموتا بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله
عارفين الخير والشر ”
( تك 3 : 4 ـ 5 ) ،
وهذا كله سلام زائف يصوره الإنسان لنفسه أو يصوره له الشيطان أو شركاء السوء .
حمامة السلام
ثانياً سلام الإنسان مع نفسه :
لأنه ممكن أن يصنع الإنسان سلام مع الله ولكنه يكون مضطرب في بعض الأشياء الداخلية مثل إنسان يظل
يقاوم في الخطية والخطية تحاربه باستمرار فهذا اضطراب رغم إنه عندما يصلي لله يشعر بسلام وطمأنينة
ولكن توجد أوقات مازال يوجد اضطراب بينه وبين نفسه لذلك فهذا الإنسان لكي يصنع سلام بينه وبين نفسه
لابد أن يكون منتصراً أو على الأقل يسير في طريق الانتصارات على الخطية .
ثالثاً سلام مع الناس :
وفيه يسلم الناس بعضهم على بعض ليس فقط بالأيدي وإنما بالقلب والنية ويقولون كلمة سلام
من عمق قلوبهم ويقصدونها
وعن هذا قال السيد المسيح له المجد في عظته على الجبل ” إذا قدمت قربانك إلي المذبح وهناك تذكرت
أن لأخيك شيئاً عليك فأترك هناك قربانك فاذهب أولاً اصطلح مع أخيك ”
( مت 5: 23 ـ 24 ) ،
وفي هذا تشترط الكنيسة صلاة الصلح قبل التناول في القداس الإلهي لأنه قد يبدوا من الصعب
أن تصطلح مع كثير من الأعداء والمقاومين لذلك قال الرسول ” إن كان ممكناً فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس ”
( رو 12 : 18 ) ،
وذلك لأن البعض لا يمكنك مسالمتهم إلا إذا اشتركت معهم في الخطأ وإلا فعلى الإنسان
أن لا يجعل الخلاف بسببه حيث يجب على الإنسان أن لا يبدأ بالشر وأن يكون واسع الصدر نذكر ما قيل عن موسى النبي
” وكان الرجل موسى حليماً جداً أكثر من جميع الناس الذين على وجه الأرض ”
( عد 12 : 3 ) ،
وأن يحاول باستمرار الاحتمال والمغفرة كما قال الرسول ” لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء ” ،
” لا تجازوا أحد عن شر بشر ”
( رو 12 : 17 ، 19 ) ،
وأن لا يطالب الناس بمثاليات وإنما يقبلهم كما هم وليس كما ينبغي أن يكونوا وأيضاً بالوداعة والتواضع
يمكن مسالمة الكثيرين ولكن الاستثناء الوحيد يكون معاملة الهراطقة وفاسدي الأخلاق كما قال الكتاب
” لا تضلوا فإن المعاشرات الرديئة تفسد الأخلاق الجيدة ”
( 1 كو 15 : 33 ) .
رابعاً السلام الداخلي والاطمئنان وعدم الخوف :
إن عدم وجود السلام القلبي بسبب الخوف ويسبب قلق واضطراب وانزعاج ومتاعب نفسية لذلك عندما ننظر إلي إنسان
قلبه مملوء بالسلام مثل داود نجده يقول في مزاميره ” إن يحاربني جيش فلن يخــاف
قلبي وإن قام عليّ قتال ففي هذا أنا مطمئن ”
( مز 27 ) ، ”
إن سرت في وادي ظل الموت فلا أخاف شراً لأنك أنت معي ”
( مز 23 ) ،
الجيش كله خاف من ملاقاة جليات لكن داود لم يخاف لأنه كان مرتكزاً على الرب فقال :
” الحرب للرب ” وليس الخلاف بسيف أو برمح وقال للجبار ” أنت تأتي إليّ بسيف ورمح وترس وأنا آتي إليك باسم رب الجنود ”
” في هذا اليوم يحبسك الرب في يدي ” ، وهكذا الذي يملك السلام قلبه ليس فقط يكون مطمئناً بل أيضاً يشع اطمئنانه إلي القلوب
وكما كان داود كذلك إليشع حيث جيش الأعداء كان يحيط بالسامرة وكان إليشع النبي مطمئناً أما تلميذه جيحزي
فكان خائفاً لأنه لم يكن يبصر المعونة الإلهية المحيطة بالمدينة لذلك قال إليشع لتلميذه
” لا تخف لأن الذين معنا أكثر من الذين علينا ”
( 2 مل 6 : 16 ) ،
وصلى إلي الله لكي يفتح أعين الغلام فيرى ، بالإيمان نرى معونة الله وخلاصه فلا نخاف فبطرس الرسول وهو
ماش مع الرب على الماء لما نظر إلي الأمواج ” ولما رأى الريح شديدة خاف وابتدأ يغرق ”
( مت14 : 30 ) ،
وسبب ذلك إنه كان ينظر إلي الأمواج وليس للسيد المسيح له المجد الذي يمسك بيده وينجيه لذلك وبخه السيد على عدم إيمانه وقال له
” يا قليل الإيمان لماذا شككت ”
( مت 14 : 31 ) ،
وما أكثر ما دعانا إليه الرب بعدم الخوف فيقول ” لا تخافوا ولا تضطرب قلوبكم ولا تجزع ” ،
” سلامي اترك لكم سلامي أنا أعطيكم ”
( يو 14 : 27 ) ،
والله دائماً يقوي أولاده فعندما أحس يشوع بالخوف بعد موسى النبي قال له الرب ” كما كنت مع موسى النبي
أكون معك لا أهملك ولا أتركك ” ” تشدد وتشجع لا ترهب ولا ترتعب لأن الرب إلهك معك حيثما تذهب
” بل قال له أكثر من هذا ” لا يقف إنسان في وجهك كل أيام حياتك ”
( يش 1 : 5 ـ 9 ) .
المصدر / موقع صوت صارخ في البرية ..
أعدوا طريق الربّ .