مروحة طميية
مروحة طميية هائلة تفترش الأرض الجرداء بين سلسلتي جبال كونلون و ألتون اللتين تشكلان الحد الجنوبي لصحراء تكلامكان في شينجيانگ. الجانب الأيسر هو الجزء النشط في المروحة، ويبدو مزرقاً بسبب الماء المنساب في العديد من الغدائر الصغيرة.
مروحة طميية في وادي الموت
مروحة طميية في البرانس الفرنسية
المروحة الطميية أو المروحة الفيضية ، هي راسب على شكل مروحي يتكون عندما تنساب المجاري المائية في الأودية الضيقة شديدة الإنحدار ، ثم تنبثق فجأة إلى الوديان المنبسطة القاع أو المناطق السهلية ، فإنه يحدث تغير في الظروف عند مقدمة الجبل وتترسب على إمتداد هذه المقدمة كميات كبيرة من الرواسب على هيئة تراكمات مروحية أو مخروطية الشكل.
تشابه المراوح الفيضية , تشابهاً كبيراً مع الدالات من حيث طريقة التكوين مع وجود فارق رئيسي بينهما, وهو أن المراوح الفيضية تتكون فوق سطح الأرض وليس فوق قاع البحر أو المحيط. فإذا إنحدر نهر متدفق عارم على طول سفح جبلي مرتفع شديد الإنحدار, إلى أرض منخفضة واسعة ذات سطح مستو, فلابد أن يلقي النهر حمولته من الرواسب عند مخرجه من المنطقة الجبلية, فتبدو هذه الرواسب على شكل مروحة بحيث تنتشر فوق الأرض المنخفضة التي توجد عند حضيض السفح الجبلي. وتظهر قمة هذه الدلتا المروحية عند النقطة التي تبدأ الرواسب في الإنتشار منها بهذا الشكل المروحي. وقد تتكون في بعض الأحوال مخاريط فيضية عندما يشتد نسبياً إنحدار الأرض التي تتراكم عليها الرواسب عند حضيض المرتفعات نتيجة وجود عدد كبير من الأنهار القصيرة التي تنحدر من هذه المرتفعات إلى الأرض السهلية المنخفضة. على أننا نلاحظ دائماً أن أكثر الدالات والمخاريط الفيضية يكون في أغلب أوقات الفيضان, أما في غير ذلك من الأوقات فتتميز مجاري السيول في الدالات المروحية بجفافها, وقد توجد رغم هذا بعض سيول ومجار مائية مستديمة المياه.
وتختلف أحجام المواد الرسوبية التي تتألف منها المراوح أو المخاريط الفيضية إذ يتركز ترسب الجلاميد والزلط والحصى عند قممها, وتزداد هذه الرواسب دقة ونعومة كلما بعدنا عن المرتفعات وأوغلنا التقدم في المنطقة السهلية. وكثيراً ما يحدث في المناطق الجافة - أن تتعدى مياه المجاري والسيول المائية التي كونت الدالات امروحية, مناطق هذه الدالات, وتنتشر فوق سطح المنطقة السهلية مكونة ما يشبه البحيرة الضحلة التي تتبخر مياهها في بعض الحالات, كما قد تكون مستديمة المياه في حالات أخرى, كما هي الحال في جريت سولت ليك في ولاية يوتا (بالولايات المتحدة) وكثيراً ما تسمى هذه البحيرات بالبلايا .
وقد يحدث بمضي الوقت أن تتصل الدالات المروحية المتجاورة والممتدة عند حضيض سلسلة واحدة من المرفعات, ويتكون حينئذ سهل فيضي خصيب يمتد عند حضيض هذه المرتفعات , وهو الذي يعرف بالبهاده : وتتكون البهاردات نتيجة إنتقال وتحرك المجاري المائية التي توجد في الدلتا المروحية, تحركاً جانبياً . وإذا ما تعرض أحد مجاري الدلتا المروحية لعمليات إرساب تؤدي إلى إرتفاع قاعه, فلابد أن تنحدر مياهه إلى الأرض المنخفضة التي تجاوره, وتكون لها مجرى جديداً. ويساعد على الإنتقال والتحرك الجانبي للأانهار, أن معظم الأنهار والسيول التي تشق طريقها في دالات مروحية, من النوع المتعدد المجري .
وتمثل البهادة ظاهرة جيومورفية تساعد على تكون المياهالباطنية وإختزانها بكميات كبيرة, بحيث يمكن الحصول عليها عن طريق حفر آبار ضحلة في تكوينها المنفذة للمياه, ويرجع هذا إلى أن مياه الأنهار والسيول التي تخترقها, تتسرب إلى باطن الأرض عند رءوس الرمواح الفيضية (الت يتمثل أعلى جهاتها) ثم تنحدر مع إنحدارها بقوة هيدروستاتيكية واضحة. ويظهر هذا بوضوح في حوض لوس أنجلس الكبير بكاليفورنيا, الذي يتكون مما يزيد على الثلاثين حوضاً من الأحواض الجوفية الصغيرة الممتلئة بالمياه, والتي تكونت ف يالفجوات التي كانت تظهر في الصخور الأساسية, التي تكونت فوقها البهادة,ثم إمتلت بعد ذلك بالمياه المتسربة إلى باطن الأرض عند رءوس المراوح, وتمثل هذه الأحواض المصدر الرئيسي لما يقرب من 90% من المياه التي تحتاج إليها لوس أنجلس.
[1]التكوين
ينتج هذا النوع من الرواسب نتيجة الإنخفاض المفاجئ في سرعة جريان الماء بسبب إتساع عرض المجرى المائي كثيراً وإنخفاض شدة الإنحدار عند مقدمة الجبل. وتأخذ المروحة الطميية (الفيضيية) شكلاً محدباً لأعلى يصل بين الجزء المنحني الذي يمثل أشد إنحداراً للجبل من ناحية ومنحنى الوادي اللطيف الإنحدار أو السهول من ناحية أخرى. وتسود المواد الخشنة من الجلاميد إلى الرمل على المنحدرات الحادة العلوية من المروحة, بينما تتكون الرواسب السفلية من رمال أكثر دقة وغرين وصلصال. وقد تتكون على مقمة الجبل مراوح طميية (فيضية) أخرى من مجاري مائية مجاورة تتصل معاً لتكون ما يسمى بالبهادا Bajada والتي تمتد عند حضيض الجبال بشكل طولي.
-