لا تنزعج اذا وجدت صعوبة في جعل اطفالك يطيعونك, ولا تندهش اذا كانوا عُصاة في الوقت الذي تريدهم ان يسلكوا سلوكا معينا, وان مسألة الطاعة وعدمها قد اصبحت تؤرق الاباء والامهات. ويقول احدهم: تبدو حجرة ابني كأنها حظيرة مواشي, وقد حاولت كل جهدي ان احثه على ترتيب غرفته وسريره دون جدوى, واعتقد انه فوضوي بالفطرة علما بأني وامه غاية في النظافة والنظام, فما العمل؟
ويقول آخر: انا شديد القلق على ولدي بسبب تدني درجاته المدرسية مع انه بالغ الذكاء ولكنه لا يميل الى الدراسة, وحينما اخبره بأن الوقت قد حان للمذاكرة يقطب حاجبيه, ويزمجر, ثم يتسلل لمشاهدة التلفزيون. هذان الوالدان وكثير غيرهما مقتنعون بأن اولادهم قد ساءت احوالهم لان جهودهم لم تنجح في جعل اولادهم منظمين منضبطين ومطيعين فما العمل؟ فيا ايها الاب اذا وجدت نفسك في هذا الموقف فاسأل نفسك الاسئلة التالية:
• اين الخطأ؟
هنا عليك ايجاد الاجابات التي تحدد انواع السلوك التي يسلكها اولادك والتي تغضبك, وتذكر انه لا يكفي ان تنهي المشكلة
بقولك لنفسك «انه لا يجيد عمل شيء» او «انه كسول» وانما المطلوب منك ان تحدد كيف وفيم هو كسول؟
هل يرفض اداء اعمال دون غيرها, ام يرفض كل الاعمال, وهل غرفته مزرية وهل اخفق في تكوين عادات النظافة الشخصية؟
• اوجه الصواب:
يجب ان تكون الاجابة على السؤال محددة ايضا, حدد انواع السلوك الجديدة والجيدة التي تريد لطفلك ان يسلكها, واذا كان ابنك كسولا في اعمال البيت.. فحدد له بالضبط النشاطات التي تريدها منه, هل تريد منه غسل السيارة مثلا او جمع اواني المائدة بعد الطعام؟ او ري نباتات الحديقة..
اذن: فالمسألة هنا تنحصر في تحديد الواجب الذي تريد من ابنك ان يؤديه.. ويجب ان تضع جدولا للخطأ والصواب وراقب ابنك ودوّن الانشطة التي يجيدها واجعلها اولوية في نشاطاته.. ثم الاقل اجادة وهكذا.. ثم كلفه بالانشطة المحببة والتي تتوسم في ابنائك اتقانها.. ثم بعد ذلك كلفه بالانشطة الاقل حبا له وحاوره فيها الى ان يتقنها..
واتبع الخطوات التالية حتى تجعل من ابنك مطيعا:
1 – السماح له بزيارة صديق حميم.
2 – الذهاب للنادي في نهاية كل اسبوع.
3 – مشاهدة التلفزيون باوقات منتظمة.
4 – وفر له بعض ما يرغب من الاطعمة كالبوظة والحلويات كمكافأة له.
ففي هذه الخطوات, مقرونة بممارسة اعمال يرغبها الابن ويجيدها مضافا الى ذلك بعض وسائل الثواب كشراء لعبة او طعام محبب لديه سيجعل منه طفلا يتجه للطاعة شيئا فشيئا طمعا في هذا الثواب الذي يُرضيه ويدغدغ مشاعره.
وعليك ان تشرح له ما تريد منه ان يفعله وبوضوح وان تعطيه الوقت الكافي لانجازه, وان توحي له بأن الجائزة موجودة لكنها مرهونة بانجاز العمل, وهكذا وبتعاون الام حتى يشعر الطفل بأن والديه معا يريدانه هكذا.. فانه سيقتنع بان عدم الطاعة والعناد ليسا في مصلحته, وان الطاعة وحدها هي التي تحقق له ما يريد.