منظمة أوكسفام : العالم والدول الغنية ؛ يخذلون الشعب السوري !
الأثنين 01 ـ 02 ـ 2016
الأطفال من أكثر الفئات تضررا من الحرب الدائرة منذ 5 سنوات تقريبا في سوريا .
إنتقدت منظمة أوكسفام الخيرية العالم ، وخاصة الدول الغنية ، لـ " خذلانـهِ الشعب السوري " !
وكشفت المنظمة العالمية عن أنْ قطر والسعودية " خفضتا بدرجة كبيرة "
المعونات المالية اللازمة لمساعدة الشعب السوري في عام 2015 .
وقالت المنظمة ، في تقرير صدر الاثنين ، إن بعضا من أكثر الدول آنخراطا
في الحرب الأهلية السورية ومن بينها روسيا وفرنسا وآستراليا هي منْ بين أقل الدول مساهمة
في مساعدة ضحايا الحرب ، بعد مرور 5 سنوات على بدء الأزمة ، يواصل العنف
والمعاناة التصاعد لكن مستوى التمويل والدعم أخفق في مواكبة ذلك مارك غولدرنغ ،
المدير التنفيذي لمنظمة أوكسفام في المملكة المتحدة .
ويأتي التقرير قبيل آنعقاد مؤتمر للمانحين في لندن ، الخميس المقبل ،
مصحوبا بنداء لزيادة المساعدة وإعادة التوطين في الخارج لعشرة في المئة
من اللاجئين المسجلين في الدول المجاورة لسوريا بحلول نهاية العام .
وتشير تقديرات عام 2015 إلى أنْ قطر دفعت 10.2 مليون دولار تشكل 18 في المئة
فقط من إجمالي " نصيبها العادل " البالغ 57.1 مليون دولار، حسب تقرير أوكسفام ،
وعنوانه " الأزمة السورية ، تحليل النصيب العادل 2016 " .
والنصيب العادل الذي تشير إليه المنظمة هو الذي يجب على كل بلد أنْ يساهم به ،
في مساعدة السوريين ، بالتناسب مع حجم آقتصاد هذا البلد .نداءات دولية :
ويقول التقرير إن السعودية دفعت 88.8 مليون دولار فقط تمثل 28 في المئة
من إجمالي " نصيبها العادل " البالغ 317.6 مليون دولار. وتقول تقديرات الأمم المتحدة
إنّ الحرب في سوريا أودت حتى الآن بحياة 250 ألف شخص على الأقل ،
وأجبرت ملايين السوريين على الفرار منْ بلادهم .
ويضيف تقرير أوكسفام أنّ معظم الدول الغنية تساهم بأقل من " حصتها العادلة "
من المساعدات المالية ، ويقول إنّ " دول العالم قدمت 56.5 في المئة من 8.9 مليار دولار
كانت مطلوبة للمساعدات لعام 2015 .
" وكانت الكويت هي أكبر الدول الخليجية المساهمة في مساعدة السوريين ،
إذ دفعت 313.6 مليون دولار تمثل 554 في المئة من نصيبها المقدر بـ 56.6 مليون دولار.
ويعاني سكان مضايا من قسوة الحصار المفروض عليهم منذ فترة طويلة .
وقد شهد عام 2015 ، زيادة التدخل المباشر من جانب روسيا واستراليا وفرنسا
في الصراع العسكري في سوريا ، غير أنّ هذه الدولة " أخفقت في تمويل النداءات الدولية
بالقدر الواجب " ، حسب تقرير أوكسفام .
فروسيا قدمت " واحدا في المئة من نصيبها العادل ، كما لم تتعهد بقبول لاجئين سوريين " .
أما آستراليا ، فإنها وفت بـ 37 في المئة فقط من نصيبها العادل ،
إذ دفعت 44.3 مليون دولار فقط من آجمالي 119.2 مليون دولار مستحقة عليها ،
حسب أوكسفام ." سخاء مالي " :وآنتقدت أوكسفام السعودية أيضا لعدم
إستقبالها لاجئين سوريين ، رغم انها تقدم مساعدات عسكرية لجماعات معارضة مسلحة
تسعى للإطاحة بنظام حكم الرئيس السوري بشار الأسد .
دول العالم قدمت 56.5 في المئة من 8.9 مليار دولار كانت مطلوبة للمساعدات لعام 2015 .
حسـب تقرير أوكسفام ، كما أنّ روسيا تساند الحكومة السورية عسكريا بأشكال منها الدعم الجوي .
وقالت أوكسفام إنّ فرنسا وهي منْ بين الدول الغربية التي آنضمت للحملة الجوية
التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا
في سبتمبر/ أيلول قدمت 45 في المئة من " حصتها العادلة . " .
فلم تدفع فرنسا سوى " 139.4 مليون دولار أمريكي
من نصيبها المستحق البالغ 308.7 مليون دولار .
" وآستقبلت پاريس نحو خمسة آلاف لاجيء سوري العام الماضي .
وأشادت أوكسفام بـ " سخاء " المملكة المتحدة وألمانيا وهولندا ماليا .
وقالت إنّ لندن دفعت 702.4 مليون دولار، تعادل 237 في المئة من نصيبها المفترض
البالغ 296.8 مليون دولار ، غير أنها انتقدت المملكة المتحدة لإخفاقها
في تحمل " نصيبها العادل " من آستقبال اللاجئين السوريين .
إقامة قانونية :ووفق تقديرات أوكسفام ، فإن الإمارات العربية المتحدة دفعت 71.9 مليون دولار
تشكل نسبة 63 في المئة من نصيبها المستحق ، وهو 113.2 مليون دولار.
وقال مارك غولدرنغ ، المدير التنفيذي لمنظمة أوكسفام في المملكة المتحدة ،
إنّ العالم " يخذل الشعب السوري " ، وأضاف في بيان رافق صدور تقرير المنظمة
أنه " بعد مرور 5 سنوات على بدء الأزمة ، يواصل العنف والمعاناة التصاعد ،
لكن مستوى التمويل والدعم أخفق في مواكبة ذلك . " .
ودعا غولدرنغ دول العالم إلى فعل المزيد لمساعدة السوريين في سوريا أو المنطقة
وفي إعادة توطين الفئات الأضعف من السوريين في الخارج .
يترقب آلاف السوريين المساعدات الإنسانية التي باتت مصدر الحياة الرئيسي لهم .
وآحتلت الولايات المتحدة صدارة الدول التي قدمت مساعدات مالية .
ووفق تقديرات المنظمة الخيرية ، فإن أمريكا دفعت مليار و565.9 مليون دولار.
غير أنّ هذا المبلغ يشكل 76 في المئة فقط من نصيبها المقدر،
وفق حسابات أوكسفام ، بمليارين و62.2 مليون دولار.
وطالبت أوكسفام لبنان والأردن برفع القيود المفروضة على الإقامة القانونية
ومنح الوظائف للاجئين السوريين ، وضمان حصولهم على التعليم والرعاية الصحية .
لكنها طالبت ، في الوقت نفسه ، بضرورة تقديم الدعم المالي للدولتين
في تحقيق التنمية طويلة الأمد " لو أريد منع شعبي البلدين من الانزلاق إلى الفقر" .