فرنسا .. إحتدام الجدل حول تمويل منظمة تركية " متطرفة " !
24 ـ 03 ـ 2021
أحمد نظيف - باريس :
أثار قرار مجلس مدينة ستراسبورغ، بمنح منظمة تركية إسلامية متطرفة مساعدة بقيمة 2.5 مليون
يورو لبناء مسجد جديد، جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية الفرنسية، خاصة بعد رفض
المنظمة التوقيع على " ميثاق مبادئ الإسلام في فرنسا ".وأقر مجلس مدينة ستراسبورغ ( شرق )، الاثنين، اعتماد منحة تزيد قيمتها عن 2.5 مليون يورو لبناء جامع " أيوب سلطان " في حي لامينو، التابع لمنظمة مللي جوروش، الإسلامية التركية. وفي حديث لـ " سكاي نيوز عربية "، قالت عمدة
المدينة، جين بارسيجيان، " اعتمد مجلس المدينة بأغلبية 42 صوتًا مقابل 7 أصوات، مبدأ الإعانة.
مشيرة إلى أن " نص القرار الذي تم تعديله أثناء دراسته، ينص على أن السداد الفعلي للإعانة ،
وسيكون موضوع تصويت آخر" في وقت لاحق.وأضافت بارسيجيان "سنقوم بوضع شروط مسبقة
لهذه المساعدة المالية وأهمها التوقيع المسبق على ميثاق مبادئ الإسلام في فرنسا وكذلك ضمانات
بشأن شفافية التصرف في الأموال المخصصة لتمويل المشروع ".وأشارت بارسيجيان إلى أن مجلس المدينة قد منح منذ عام 1999 لأغلب دور العبادة منحا بــ 10 في المئة من تكلفة البناء.
ومنذ عام 2008، منحت مدينة ستراسبورغ 22 مليون يورو كإعانات لمختلف الأديان.لكن الجدل
الذي أثير حول المساعدة الحكومية لمشروع جامع " أيوب سلطان "، جاءعلى خلفية مواقف منظمة
مللي جوروش من " الإسلام السياسي والولاء الخارجي للنظام التركي ".
وكانت جماعة مللي جوروش المنضوية تحت لواء المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية
قد أعلنت في 21 فبراير الماضي رفضها توقيع "ميثاق مبادئ" لتنظيم شؤون المسلمين في فرنسا بصيغتها الحالية، معتبرة أن بعض فصول هذا الميثاق " تُضعف أواصر الثقة بين مسلمي فرنسا
والأمة ".وأصدرت إلى جانب منظمة تركية أخرى هي " اللجنة التنسيقية للمسلمين الأتراك في فرنسا "، وحركة " إيمان وممارسة " التابعة لجماعة التبليغ، بيانا مشتركا نددت فيه بما اعتبرتها " فقرات وصياغات في النص من شأنها أن تضعف أواصر الثقة بين مسلمي فرنسا والأمة ".وفي 18 فبراير الماضي، أقر المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية رسميا " ميثاق مبادئ " للإسلام في فرنسا إثر طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من مسؤولي الديانة الإسلامية في البلاد التأكيد على مبادئ
الجمهورية في إطار حملة ضد التطرف الديني .
من جانبها قالت النائبة الفرنسية، عن حزب التجمع الوطني ( أقصى اليمين ) في إقليم غراند إيست،
فيرجيني جورون في حديث مع " سكاي نيوز عربية "، " من المؤسف أن يوافق الخضر
( الحزب صاحب الأغلبية في المجلس ) على صرف المال العام لهذه المنظمة التي ترفض التوقيع
على ميثاق مبادئ الإسلام في فرنسا، الذي يدين الإسلام السياسي والولاء للخارج، وهي تهم تحوم
حول هذه المنظمة، كما أنها تحافظ على صلات مع منظمة قطر الخيرية، غير الحكومية المشتبه في مشاركتها في تمويل الإرهاب ".وكانت المادة السادسة من ميثاق مبادئ الإسلام قد أثارت جدلا
واسعا داخل مجلس الديانة، ودفعت الاتحادات الثلاثة داخل المجلس لرفضالتوقيع على الميثاق.
المصدر / سكاي نيوز عربية .