القديسة تيريزيا :
كم من الأنفس قد تصل الى القداسة لو تم توجيهها كما ينبغي منذ الطفولة المبكرة :
فريق أليتيا ..
الأربعاء 30 ـ 03 ـ 2016
روما / أليتيا ( aleteia.org/ar )
ترعرعت على محبة اللّه ، وقدم لي الرب فرصة العمل مع الأرواح الصغيرة .
حدث ذلك بطريقة مأساوية فقد ماتت قريبةٌ لي في سن صغيرة جداً تاركةً وراءها
عائلة مؤلفة من ثلاثة أطفال ، استضفنا خلال فترة مرضها الفتاتَين ولم تكن البكر
قد بلغت السنوات الست بعد ، كنت اهتم بهما النهار بكامله وأعجبتُ ببساطتهما .
طاب لي أن أرى كيف تصدقان ببساطة كل ما أقوله لهما .
في الواقع ، يغرس العماد في أنفسنا القيم اللاهوتية بعمق إذ يظهر عندنا الرجاء
بالمكافأة السماوية منذ نعومة أظافرنا قوي لدرجة حثنا على ممارسة نكران الذات .
كنتُ ، في كل مرة أريد منهما احسان التصرف مع بعضهما البعض ،
أحدثهما عن المكافأة الأبدية التي يقدمها الطفل يسوع للأطفال عوض
وعدهما بالسكاكر والألعاب ، وكانت البكر دائماً مسرورة تطرح عليّ أسئلة رائعة
عن الطفل يسوع وجنته الجميلة ، وكانت تعدني بالاهتمام بأختها الصغيرة وبأنها
لن تنسى أبداً ما علمتها ، فهمتُ ، من خلال تعاملي معهما ، كلام الرب :
“ من أعثر أحد هؤلاء الصغار المؤمنين بي فخير له أنْ يعلق
في عنقه حجر الرحى ويغرق في لجة البحر”
( متى 18: 6 ) .
وتساءلت كم من الأنفس قد تصل الى القداسة لو تم توجيهها كما ينبغي منذ الطفولة المبكرة .
أعرف أنّ اللّه لا يحتاج الى جهد أحد في عمل التقديس ،
لكن وكما يسمح للمزارع الذكي بأن يزرع شتولاً نادرة وحساسة ، معطياً إياه
المهارة لاتمام ذلك في حين يُعطي لنفسه هو حصراً الحق في إنمائها ،
يتمنى أنْ يحصل على المساعدة في إنماء النفوس .