محققان يأملان بأنْ تصبح التكنولوجيا التي طوروها بأيدي المحاكم لمراقبة التحركات
على الأرض .
بلقيس دارغوث – إرم نيوز :
الأربعاء 06 ـ 04 ـ 2016
إنتقل نطاق عمل المحققين من الأرض إلى الفضاء ، حيث أطلق محققان قمرا اصطناعيا
لخدمة الراغبين في الحصول على صور من الفضاء كدليل للبت في خلافات ما
أو مراقبة أشخاص بعينهم أو مؤسسات .ويأمل المحققان في وضع خدماتهما الفضائية
تحت تصرف المتخاصمين قضائيا وحتى المنظمات والوكالات الدولية ،
ويطلق المحقق ، راي برودي ، على نفسه لقب “ محامي الفضاء ” ،
بينما يتخصص شريكه ، راي هاريس ، بعلم الجغرافيا وآستخدام الصور الفضائية
وتحليل البيانات ، وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2014 ، أطلق الرجلان وكالتيهما للتحري الفضائي
تحت عنوان “ Air & Space Evidence ” .
وساهمت خبرتهما في القوانين والصور الفضائية في تحويل المغامرة إلى مشروع مربح .
يقول برودي :
“ سمح لنا التطور التكنولوجي برصد صور عالية الدقة تكشف ما يوجد داخل حفرة ما
من الفضاء ” ، وقال إنّ المسلسلات التلفزيونية أشعلت المخيلة الجماهيرية
بأن الحكومات والوكالات ترصد كل الحركات على كوكب الأرض بالفيديو ،
وآستشهد بطلب امرأة كانت تشك بأن أحدا ما يلاحقها ، لكنه أكد أن تقنيات التصوير الحديثة
لا تسمح بهذه الدرجة من الرصد ، بعكس الأفلام الهوليوودية ،
وذكر أمثلة أخرى لزبائن آخرين طلبوا معرفة من أحدث ثقبا في إطارات سيارته ،
وآخر سأل عن عملية سرقة مصرف محلي ، لكن برودي أكد أنّ التصوير عبارة
عن لقطة جامدة وليس فيديو ، فالتقنيات الحديثة لا تستطيع أنْ تصور بالفيديو ،
لكن الاحتمال ليس بعيدا في ظل التطور التكنولوجي السريع الذي يشهده العصر ،
وأكد أنّ الرصد الفضائي بالفيديو موجود ، لكنه صورته ليست عالية التقنية
ولا يمكن أن يتم لفترة طويلة ، ويمكن مثلا تصوير مقطع لـ 90 ثانية فقط
قبل أنْ يتحرك القمر من مداه ، ومن القضايا التي تولاها المحققان ،
حل خلاف بين جارين على أولوية الطريق ، إذ عاد المحققان في الصور
إلى توثيق وكالات الفضاء العام 1977 وصولا إلى يومنا هذا ليثبت أن الجار
لم يتعد على ملكية جاره ، وأعرب المحققان عن أملهما في أنْ يتم آعتماد هذه الأدلة
في المحاكم بعد إثبات صحة توثيقها لسنوات ، لمساعدتها على حل نزاعات
من شتى القطاعات ، ويأمل برودي أنْ تشكل صور القمر الاصطناعي خير دليل
في القضايا العقارية على وجه التحديد ، علما أن الغيوم والأحوال الجوية قد تشكل عائقا .
كما يمكن آستخدامها لتحديد مواقع سفن ومراكب وحتى رصد التغيرات البيئية .
بدوره ، حذر عالم التكنولوجيا في جمعية حماية الخصوصية البريطانية ، ريتشارد تينان ،
من التعدي على خصوصية البشر نتيجة انتشار هذا النوع من الأقمار الصناعية ،
ولفت إلى ضرورة تقنين إستخدام سبل الرصد الفضائية التجارية ،
فبعدما كانت تستخدم لأهداف عسكرية فقط ، أصبحت الآن
في متناول القطاع الخاص الذي يعمل لصالح المال فقط .