○ سأله رجل أيهما أفضل يا جحا ؟ .. المشي خلف الجنازة أم أمامها ..
فقال جحا : لا تكن على النعش وآمش حيث شئت .
○ رأى جحا يوما سربا منْ البط قريبا منْ شاطئ بحيرة فحاول أنْ يلتقط منْ
هذه الطيورشيئا فلم يستطع لأنها أسرعت بالفرار منْ أمامه ، وكان معه قطعة منْ الخبز
فراح يغمسها بالماء ويأكلها . فمر به أحدهم وقال له : هنيئاً لك ما تأكله فما هذا ؟ .
قال : هو حساء البط فإذا فاتك البط فاستفد منْ مرقه .
○ ضاع حماره فحلف أنه إذا وجده أنْ يبيعه بدينار ، فلما وجده جاء بقط وربطه بحبل
وربط الحبل في رقبة الحمار وأخرجهما إلى السوق وكان ينادي :
منْ يشتري حماراً بدينار ، وقطا بمائة دينار ؟ ولكن لا أبيعهما إلا معا .
○ أعطى خادما له جرة ليملأها منْ النهر ، ثم صفعه على وجهه صفعة شديدة
وقال له : إياك أنْ تكسر الجرة ، فقلَ له : لماذا تضربه قبل أنْ يكسرها ؟
فقال : أردت أنْ أريه جزاء كسرها حتى يحرص عليها .
○ مشى في طريق ، فدخلت في رجله شوكة فآلمته ، فلما ذهب إلى بيته أخرجها
وقال : الحمد لله ، فقالت زوجته : على أي شيء تحمد الله ؟
قال : أحمده على أني لمْ أكن لابسا حذائي الجديد وإلا خرقته الشوكة .
○ سـئلَ جحا يوما : كم عمرك ؟
فقال عمري أربعون عاما ، وبعد مضي عشرة أعوام ، وسـئلَ أيضا عنْ عمره
فقال عمري أربعون عاما فقالوا له : إننا سألناكَ منذ عشر سنين فقلتَ إنه أربعون
والآن تقول أيضا إنه أربعون فقال : أنا رجل لا أغيّـركلامي
ولا أرجع عنه وهذا شأن الرجال الأحرار .
○ طبخ طعاما وقعد يأكل مع زوجته فقال : ما أطيب هذا الطعام لولا الزحام !
فقالت زوجته : أي زحام إنما هو أنا وأنت ؟
قال : كنت أتمنى أنْ أكون أنا والـقـدْر لا غير .
○ جاءه ضيف ونام عنده فلما كان منتصف الليل أفاق الضيف ونادى جحا
قائلا : ناولني يا سيدي الشمعة الموضوعة على يمينك فاستغرب جحا طلبه
وقال له : أنت مجنون ، كيف أعرف جانبي الأيمن في هذا الظلام الدامس ؟ .
○ سألوه يوماً : ما هو طالعك ؟ فقال : برج التيس .
قالوا : ليس في علم النجوم برج اسمه تيس . فقال : لما كنت طفلا فتحت
لي والدتي طالعي فقالوا لها أنه في برج الجدي .
والآن قد مضى على ذلك أربعون عاماً فلا شك أنّ الجدي
منْ ذلك الوقت قد صار الآن تيسا وزيادة .
○ سكن في دار بأجرة ، وكان خشب السقف يقرقع كثيرا ، فلما جاء صاحب
الدار يطالبه بالأجرة قال له : أصْلِحْ هذا السقف فإنه يقرقع .
قال : لا بأس عليك فإنه يسبح الله ، قال جحا : أخاف أنْ تدركه خشية فيسجد .
○ أحست إمرأة جحا ببعض الألم فأشارت عليه أنْ يدعو الطبيب ، فنزل لإحضاره ،
وحينما خرج منْ البيت أطلّت عليه آمرأته منْ النافذة وقالت له :
الحمد لله لقد زال الألم فلا لزوم للطبيب ، لكنه أسرع إلى الطبيب وقال له :
إنّ زوجتي كانت قد أحسّـت بألم وكلفتني أنْ أدعوك ، لكنها أطلت منْ النافذة
وأخبرتني أنها قد زال ألمها فلا لزوم لأدعوك ،
ولذلك قد جئت أبلغك حتى لا تتحمل مشقة الحضور .
○ جاءته إحدى جاراته وقالت له : أنت تعلم أنّ آبنتي معتوهة متمردة ،
فأرجو أنْ تقرأ لها سورة أو تكتب لها حجابا ، فقال له :
إنّ قراءة رجل مسن مثلي لا تفيدها ، ولكن إبحثي لها عنْ شاب في سن
الخامسة والعشرين أو الثلاثين ، ليكون لها زوجا وشيخا معا ،
ومتى رزقت أولادا صارت عاقلة طائعة .
○ سـئلَ يوما : أيهما أكبر، السلطان أم الفلاح ؟
فقال : الفلاح أكبر لأنه لو لمْ يزرع القمح لمات السلطان جوعا .
○ قيل له يوما : كم ذراعا مساحة الدنيا ؟ وفي تلك اللحظة مرت جنازة ،
فقال لهم : هذا الميت يرد على سؤالكم فاسألوه ، لأنه ذرع الدنيا وخرج منها .
○ كان أمير البلد يزعم أنه يعرف نظم الشعر ، فأنشد يوما قصيدة أمام جحا
وقال له : أليست بليغة ؟ فقال جحا : ليست بها رائحة البلاغة .
فغضب الأمير وأمر بحبسه في الإسطبل ، فقعد محبوسا مدة شهر ثم أخرجه .
وفي يوم آخر نظم الأمير قصيدة وأنشدها لجحا ، فقام جحا مسرعا ،
فسأله الأمير : إلى أين يا جحا ؟ فقال : إلى الإسطبل يا سيدي .