ذهب جحا الى الحاكم وطلب منه أنْ يعينه في وظيفه ..
فاعتذر الحاكم إليه .. وبعد أيام جاء جحا يكـرّر طلبه فقال الحاكم :
متأسّف ؛ ليس هناك وظيفه خاليه .. فقال له جحا :
أنا اذكّرك بوظيفه خاليه .. لا طالب فيها ولا مطلوب ..
وما تضراحدا وتساعدك في حـلّ الأشياء الصّعبه !
فقال له القاضي : وما هي تلك الوظيفه ؟
قال : عيّني بوظيفـة قاضي الظل ! فتعجب الحاكم من هذه الوظيفه ..
ولكن طاوع جحا .. وخصّص له حجرته التي يجلس فيها ..
وذات يوم جاء رجل صاحب مطعم للحاكم ماسكاً بتلاليب رجل فقيـــر ..
قال له : سيدي القاضي .. هذا الرّجل يأتي كلّ يوم الى مطعمي ؛
ويضع رغيفين من الخبز أمامَ الكباب ؛ فيشبع الرّغيفان من ( رائحـة ) الكباب ..
ولم يدفع لي ثمــن الرّائحـــة !
فتعجب الحاكم وعصى عليهِ الحل ! فأحال القضيه إلى جحا ..
فاستمع جحا للشكوى فقال لصاحب المطعــم : نعم لك حق ..
أسكت وهات درهمـــاً ، فأمسكها جحا بالدّرهم ورماهُ في الهواء أمام المدّعـــي ..
وأسمعه صوتهُ ، وعندما سقط الدّرهم على البلاط ؛ أحدث صوتــاً ..
ثم قال لـــهُ جحـا : هل سمعت الصّوت ؟
قال المدّعــــي : نعم سيّدي .. فقال جحــا : خذ يا صاحبي من هذا الصّوت ما شــئتَ ..
فهو ( ثمـــن ) الكباب .. وآسمع الآن ( الحُكــــم ) !! .
لقد حكمنا عليكَ انْ تعطي لهذا الرّجل ( المدّعي عليهِ ) كلّ يوٍمٍ ( شيشينِ )
من الكباب مجّانـــاً مـع رغيفيـن من الخبز ، أو تُســـجن لمدّة ( شهرينْ ) ! .
فآختـــر أيّ منهمـا تريد ! فطـأطـأ المدعي رأســـه ( موافقــاً )
على الشّرط الأوّل ! بدلاً من السّجن ( شهرينْ ) !!