منتدى يسوع المخلص
♥ عيــد الدنح " عيد الظهـــور" ♥ 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
منتدى يسوع المخلص
♥ عيــد الدنح " عيد الظهـــور" ♥ 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
منتدى يسوع المخلص
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى ثقافي ديني اجتماعي حواري واقسام للتسلية والترفيه.
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
لأي مشكل وللرسائل هنا
welcome maria

 

 ♥ عيــد الدنح " عيد الظهـــور" ♥

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
خادم المسيح
مشرف (ة)
مشرف (ة)
خادم المسيح


الجنس : ذكر
الجوزاء
عدد المساهمات : 24257
التقييم : 4957
تاريخ التسجيل : 11/08/2012
البلد التي انتمي اليها : العراق

♥ عيــد الدنح " عيد الظهـــور" ♥ Empty
مُساهمةموضوع: ♥ عيــد الدنح " عيد الظهـــور" ♥   ♥ عيــد الدنح " عيد الظهـــور" ♥ I_icon_minitimeالجمعة يناير 06, 2017 8:23 pm

عيد الدنح المجيد :
::: مقدّمة :::
إنَّهُ عيد الدِّنح أي عيد الظُّهور وَدِنح " كَلِمَة سريانيَّة ( دِنحو ) تَعني ظُهور " . وَ لَكِن :
مَنِ الذي ظَهَرَ؟ إنَّهُ الثَّالوث الأقدَس ! ظَهَرَ الإبْنُ على الأرض ، صَنَعَ مَشيئَةَ الآب ،
فَحَلَّ عَلَيْهِ الرُّوحُ القُدُس ، وَرَضِيَ عَنْهُ الآب فَسَمِعَ النَّاسُ صَوتَهُ :
» هوذا ٱبْنِي الحَبيب الذي بِهِ رَضيت « .
وَنحنُ : بَعدَما ظَهَرنا على هذه الأرض ، وحَلَّ عَلَيْنا الرُّوح القُدُس في العِماد ،
هَل نَصْنَعُ مَشيئَةَ الآبِ لِنَسْتَحِقَّ أنْ نُدعَى لَهُ أبْناء ،
وَلِنَكونَ إخْوَةً لِيَسوعَ المَسيح ، فَيَرْضَى 
عَنَّا الآب ؟ يا من قدّست لنا المياه باعتمادك وأعطيتنا أن نقبل عماد الماء والرّوح
فنصبح أبناء لأبيك وإخوةً لك وسكبت في قلوبنا الإيمان بالثّالوث ، معك الكنيسة ترفع صلاتها
إلى الآب لتكون بنوّتنا ظهور ( دنح ) محبّة فيعرف العالم أنّك تحبُّنا وأنَّنا نُحِبُّكَ . آمين .
صلاة :
> نَشْكُرُكَ يا أبانا القُدُّوس على عَطاياكَ ٱللامُتَناهِيَة التي وَهَبْتَها لِكُلِّ فَرْدٍ مِنَّا . نَشْكُرُكَ لأنَّكَ
خَلَقْتَنا وَجَعَلْتَنا أبْناءً لَكَ في ماءِ العِماد . نَشْكُرُكَ على ٱهْتِمامِكَ بِنا وَرِعايَتِكَ لَنا . نَشْكُرُكَ
على صَوْتِكَ القُدُّوس الذي يُدَوِّي لَيْلَ نَهار في قُلوبِنا وَفي ضَمائِرِنا .
نَشْكُرُكَ أيُّها الإبْنُ ٱلحَبيب ، على وِلادَتِكَ وَعِمادِكَ ، وَعلى تَبْشيرِكَ ، وَعَلَى مَوْتِكَ وَقِيامَتِكَ .
نَشْكُرُكَ لأنَّكَ أعْطَيتَنا وَحَمَّلْتَنا ٱسْمَكَ في المَعْمودِيَّة ، وَوَلَدْتَنا مِنْ جَديد أبْناءً للحَياةِ وَالمَلَكوت .
نَشْكُرُكَ على تخليصِكَ لَنا مِنْ عُبودِيَّةِ الخَطيئَةِ وَالمَوت . 
وَنَشْكُرُك أيّها الروحَ ٱلقُدُّوس لأنّنا تعَمَّدْنا بِك بالنَّارِ للحَياةِ ٱلأبَدِيَّة .
للثالوث الأقدس المتجلّي في الدنح ٱلمَجْدُ مِنَ ٱلآنَ وَإلى الأبَد ، آمين . >
الرسالة :
11 لأَنَّ نِعْمَةَ اللهِ قَدْ ظَهَرَتْ خَلاصًا لِجَمِيعِ النَّاس ،
12 وهِيَ تُؤَدِّبُنَا لِنَحْيَا في الدَّهْرِ الـحَاضِرِ بِرَزَانَةٍ وبِرٍّ وتَقْوَى ، نَابِذِينَ الكُفْرَ والشَّهَوَاتِ العَالَمِيَّة ،
13 مُنْتَظِرِينَ الرَّجَاءَ السَّعِيد ، وظُهُورَ مَجْدِ إِلـهِنَا ومُخَلِّصِنَا العَظِيمِ يَسُوعَ الـمَسِيح ،
14 الَّذي بَذَلَ نَفْسَهُ عَنَّا ، لِيَفْتَدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْم ، ويُطَهِّرَنَا لِنَفْسِهِ شَعْبًا خَاصًّا ،
غَيُورًا على الأَعْمَالِ الصَّالِحَة .
15 تَكَلَّمْ بِهـذِهِ الأُمُورِ وَعِظْ بِهَا ، ووَبِّخْ بِكُلِّ سُلْطَان . ولا يَسْتَهِنْ بِكَ أَحَد .
1 ذَكِّرْهُم أَنْ يَخْضَعُوا لِلرِّئَاسَاتِ والسَّلاطِين ، ويُطِيعُوهُم ، ويَكُونُوا مُسْتَعِدِّينَ لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِح ،
2 ولا يُجَدِّفُوا على أَحَد ، ويَكُونُوا غَيْرَ مُمَاحِكِين ، حُلَمَاء ، مُظْهِرِينَ كُلَّ ودَاعَةٍ لِجَميعِ النَّاس .
3 فَنَحْنُ أَيْضًا كُنَّا مِنْ قَبْلُ أَغبِيَاء ، عَاقِّين ، ضَالِّين ، مُسْتَعْبَدِينَ لِشَهَواتٍ ولَذَّاتٍ شَتَّى ،
سَالِكِينَ في الشَّرِّ والـحَسَد ، مَمْقُوتِين ، مُبْغِضِينَ بَعْضُنَا بَعْضًا .
4 ولـكِنْ لـَمَّا تَجَلَّى لُطْفُ اللهِ مُخَلِّصِنَا ، ومَحَبَّتُهُ لِلبَشَر،
5 خَلَّصَنَا ، لا بِأَعْمَالِ بِرٍّ عَمِلْنَاهَا ، بَلْ وَفْقَ رَحْمَتِهِ ، بِغَسْلِ الـمِيلادِ الثَّاني ،
وتَجْدِيدِ الرُّوحِ القُدُس ،
6 الَّذي أَفَاضَهُ اللهُ عَلينَا بِغَزَارَة ، بِيَسُوعَ الـمَسِيحِ مُخَلِّصِنَا .
7 فإِذا تَبَرَّرْنَا بِنِعْمَتِهِ ، نَصِيرُ وَارِثِينَ وَفْقًا لِرَجَاءِ الـحَياةِ الأَبَدِيَّة .
( طي 2 : ـ 11 - 3 ـ 7 )
أفكار من الرسالة :
يَأتي هذا النَّصّ مِن الرِّسالةَ ( طي 2 : 11 – 3 ـ 7 ) في سِياقِ حَديثٍ يُوَجِّهُهُ مارپولُس
إلى تِلميذِهِ تيطُس ، ذاكَ الذي تَخَرَّجَ عن يَدِهِ بَعدَما حَصَلَ على التَّعليم الصَّحيح ، بِخُصوصِ
اختِيارِ أساقِفَة وَكَهَنَة ، وَوَعْظِ وَتَأديبِ المُؤمِنينَ بِيَسوعَ مِن أطفالٍ ( راجع طي 2 : 5 )
وشُبّانٍ ( راجع طي 2 : 6 ) وَعائِلات ( راجِع طي : 2 : 3 و4 ) .. في الكَنيسَة
التي في كريت، تلك الجَزيرَة التي سَبَقَ الرَّسول وَتَعَرَّفَ عَلَيْها ، وَلَرُبَّما بَشَّرَها ، خاصَّةً
وَأنَّهُ يَعلَمُ جَيِّداً حالَةَ أهلها الرُّوحِيَّة والإجتِماعِيّة المُذرِيَة . فَكَيفَ يُحَدِّد لَنا بولس الرّسول
صِفات المَسيحيّ ؟ وَما الذي يَجعَلُ مِنَ الشَّخصِ مَسيحيًّا حَقيقيًّا ؟
يَصِفُ پولُس في بِدايَةِ الرِّسالَة حالة رَعِيَّتَهُ في كريت آخِذاً عِبارَةً عَن لِسانِ أحَد شُعَرائِها :
" إنَّ الكريتيينَ كَذَّابونَ أبَداً وَوُحوشٌ خَبيثَة وَبُطونٌ كَسالَى "
( طي 1: 12 ) .
وَيُشَدِّد على عَدَم إيْمانِهِم ، وَوَقاحَتِهِم ، وَنَزعَتِهِم للدُّخولِ في مُماحَكاتٍ وَصِراعاتٍ هَدَّامَة .
وَحَثَّ پولُس مُباشَرَةً - بَعدَ التَّوجيه الحازِم بِوُضوحِهِ وَدِقَّتِهِ بِخُصوص عَيش الإيمان في وجه
عَدَم الإيمان الكريتيّ - تِلميذَهُ تيطُس لِيَضَع الأشخاص أمامَ نقيضَين :
إمَّا أن يَكونوا كريتيين ( مَعَ ما تَعنيه هذه الكَلِمَة ) ، أو مَسيحيين .
فَپولُس يُشَدِّد على أنّ المُؤمِن ، المَسيحي الحَقيقي ، لا يَستَطيع أن يَكونَ كالكريتيين ،
لأنَّهُ يَحصَل على نِعمَة الله " يَنبوع الخلاص لِجَميع النَّاس "
( طي 2: 11 ) .
 فَمَن حَصَلَ على هذه النِّعمَة لا يَحُقُّ لَهُ ، بَل لا يَستَطيع
أن يَفعَلَ الشّرّ، لا يَستَطيع ألاَّ يَنتَظِر تَجَلِّي مَجد الله في نِهايَة الزّمان ،
وَألاَّ يَكونَ على أتَمّ الإستِعداد بالتّقوَى والبِرّ وَالحِرص 
على الأعمال الصَّالِحَة ( راجع : ط 2 : 12 و 13 ) .
وَيُوضِح بولُس كَيفَ كانوا ( كَمَسيحيين ) سابِقاً كالكريتيين ،
" أغبياء ، عاقّين ، ضالّين ، مُستَعبَدينَ لِشَهَواتٍ وَلَذَّاتٍ شَتَّى ، سالِكينَ 
في الشّرّ والحَسَد ، مَمقوتين ، مُبغِضينَ بَعضُـ ( هُم ) بَعضاً "
( طي 2: 3 ) : فلا داعي للتَّكَبُّر على الكريتيّ ! .
للخُروجِ مِنَ هذا الوَضع المُذري الذي كانوا يَقبَعونَ في ظِلِّهِ ، لا يُعطي پولُس أهَمِّيَّةً
فَقَط للأعمال الصَّالِحَة التي يجِب أنْ يَكونَ المَسيحيّ على أتَمّ
الإستِعداد وَالتَّأهُّب لَها ( راجِع : طي 3 : 1 ) ؛ 
بَل أيْضاً هُناكَ الرَّحمَة التي يَمُنُّها الله ، وَكَلِمَة " رحمة " تَأتي من الجذر الآرامي " رَحَم "
( أي الرّحم ) ، أي الخَلق الجَديد ، " غُسل الميلاد الثّاني "
( طي 3: 5 ) .
وَقَدْ عَنَى پولُس بِذَلِكَ : الخُروج من رَحم المَعمودِيّة بَشَراً جُدُد ،
مَسيحيين حَقيقيين ، مَوسومونَ بالرُّوحِ القُدُس الذي أفاضَهُ يَسوع
( راجِع : طي 3: 6 ) ، يَحمِلونَ النِّعمَة ، وَهُم مَسؤولونَ 
عَن صَلاحِ كُلّ عَمَل يَقومُون بِهِ .
هذه هي النِّعمَة التي تُؤَدِّبنا لِنَكونَ مَسيحيينَ حَقيقيين :
لِنَسْتَحِقّ الحَياة ! هذه هيَ المَعمودِيَّة التي تَلِدُنا بَشَراً حَقيقيين ، نَعيشُ بِسَلامٍ مَعَ أنفُسِنا ،
مَعَ الآخَرينَ ، وَمَعَ الله ! هذه هيَ المَعمودِيَّة التي تَغسِلُ خَطايانا ، تُؤَدِّبنا ، لا بالكَلام ،
بَل بالمَثَل الذي أعطانا إيّاه مَن هوَ دونَ خَطيئَة 
إذ اعتَمَد ! نِعمَة المَعمودِيَّة هذه ، هيَ التي حَصَلنا عَلَيْها لَمَّا كُنَّا أطفالاً :
هَل نَشعُر اليَوم بِمَسؤولِيَّتنا تِجاهها ؟
هل نحنُ على قَدْرِ هذه النِّعمَة التي تَجعَل مِنَّا مَسيحيين حَقيقيين ؟ 
هَلاَّ عَلِمْنا نحنُ الذينَ خَرَجْنا مِن أرحامٍ بَشَرِيَّةٍ ، أنَّنا وُلِدْنا مُجَدَّداً مِن حَشا المَعمودِيَّة ،
أبْناءً لله ؟ فَهَل نَشْعُرُ بِهذه البُنُوَّة ، عالِمينَ أنَّنا لا نَسْتَطيعُ أن نَكونَ أبْناءً لَهُ وَنحنُ كريتيُّون ؟
أعطِنا رَبِّ ، أن تُؤَدِّبنا نِعْمَتَكَ ، التي حَلَّت عَلَيْنا مُنذُ صِغَرِنا ، فَنَحيا مَعَكَ . آمين .
الإنجيل :
15 وفيمَا كانَ الشَّعْبُ يَنتَظِر، والـجَمِيعُ يَتَسَاءَلُونَ في قُلُوبِهِم عَنْ يُوحَنَّا لَعَلَّهُ هُوَ الـمَسِيح ،
16 أَجَابَ يُوحَنَّا قَائِلاً لَهُم أَجْمَعِين : " أَنَا أُعَمِّدُكُم بِالـمَاء ، ويَأْتي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي ،
مَنْ لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحُلَّ رِبَاطَ حِذَائِهِ .
هُوَ يُعَمِّدُكُم بِالرُّوحِ القُدُسِ والنَّار .
17 في يَدِهِ الـمِذْرَى يُنَقِّي بِهَا بَيْدَرَهُ ، فيَجْمَعُ القَمْحَ في أَهْرَائِهِ ،
وأَمَّا التِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لا تُطْفَأ " .
18 وبِأَقْوَالٍ أُخْرَى كَثيرَةٍ كانَ يُوحَنَّا يَعِظُ الشَّعْبَ ويُبَشِّرُهُم .
19 لـكِنَّ هِيرُودُسَ رئِيسَ الرُّبْع ، وقَد كانَ يُوحَنَّا يُوَبِّخُهُ مِنْ أَجْلِ هِيرُودِيَّا امْرَأَةِ أَخِيه ،
ومِنْ أَجْلِ كُلِّ الشُّرُورِ الَّتي صَنَعَها ،
20 زَادَ على تِلْكَ الشُّرُورِ كُلِّهَا أَنَّهُ أَلقَى يُوحَنَّا في السِّجْن .
21 ولـمَّا اعْتَمَدَ الشَّعْبُ كُلُّهُ ، واعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضًا ، وكانَ يُصَلِّي ، انفَتَحَتِ السَّمَاء ،
22 ونَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ القُدُسُ في صُورَةٍ جَسَديَّةٍ مِثْلِ حَمَامَة ، وجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُول :
" أَنْتَ هُوَ ابْنِي الـحَبِيب ، بِكَ رَضِيت " . 
( لو 3 : 15 -22 ) .
أفكار على ضوء والإنجيل :
يُورِدُ لوقا النَّص الذي نقرَأهُ في هذا العيد المَجيد ، بعدَ أن أظهَرَ لَنا كَيفَ أنَّ يوحَنَّا
أعَدَّ طَريقَ الرَّب ( راجع : لو 3: 4 - 6 ) ، وسارَ أمامَ يَسوع ، يَحُثُّ النَّاسَ
على أن يَبقوا مُستَعِدِّينَ لِقُدُومِ السَّيِّد ، في جَوِّ يَسودُ فيه السّلام والعَدل والحَقّ
( راجع : لو 3 : 10-14 ) . 
في هذا الجَوّ ، يَبدَأ النَّص بِصورَة جَميلَة ، تُعَبِّرُ عَن
مَدَى شَوق الشَّعب لِتَجَلِّي المَسيح في وَسَطِهِ ، وَهيَ الإنتِظار.
هذا الانتِظار لم يَكُن عَبَثِيًّا ! هذا الإنتِظار كانَ يَملؤهُ الرَّجاء ، بِأن سَتَكونُ
على الأرضِ أيّامُ السّماء ! أتى يوحَنَّا في زمن الإنتِظار هذا، ورَآهُ الشّعبُ عَظيماً في مَوليد النِّساء ، 
وَقَد اعتَبَرَهُ نَبِيًّا . أتى يوحَنَّا يُطَهِّرُ بِعِماد الماء الخطايا وقد جَذَبَ صَوبَهُ الشَّعب ،
حَتَّى إنّ النّصّ يَقول لَنا : " ... ٱعتَمَدَ الشَّعب كُلُّهُ ... "
( لو 3: 21 ) .
وبالرُّغم من ذلك كُلِّهِ ، لم يُنادي يوحَنَّا لِنَفْسِهِ ، بَل كانَ بِأعمالِهِ وَأقوالِهِ وَتعاليمَهُ يُشيرُ
إلى شَخصٍ آخَر، إلى مَن هوَ أقوَى مِنهُ ، مَن لا يَستَحِقُّ أن يَفُكَّ رِباطَ نَعلَيه ( راجع لو3: 16 ) .
هذا الآخَر، لا يُعَمِّدُ بالماء ، بَل بالرُّوح القُدُس والنَّار، أي يُعطي النِّعمَة التي تُغَيِّر،
إذ تَرمُز النَّار إلى عمل الله الذي يُنَقِّي الإنسان من كُلِّ شائِبَة ، مِن كُلِّ غَبْشٍ يَمنَعهُ مِن رؤيَةِ الحَقيقَة ، 
كَما يَحصَلُ للذَّهَبِ عِندَما يُمَحَّصُ بها ، وَيَأتي هُنا ذِكر الرُّوح القُدُس كاستِباق لِحَدَث العنصرة ،
إذ حَلَّ على التَّلاميذ في العليّة بشبهِ ألْسِنَةٍ منْ نار ( راجِع : أع 2 : 3 ) .
أخيراً ، وَعِندَما " ... ٱعتَمَدَ الشَّعب كُلُّهُ ... "
( لو3: 21 ) .
أتى يَسوع ، يُحَقِّقُ ما قالَهُ يوحَنَّا ، ليسَ بالسُّلطَة والقُوّة ، بل بالتَّواضُع والمَحَبَّة
الذَينِ يَفتَرِضانِ أوَّلاً النُّزول إلى مُستَوَى الآخَر وَحَمْلِ خَطيئَتِهِ .
فَيَسوع ، وهوَ بلا خَطيئَة ، انتَظَرَ فَراغ الشَّعب 
كُلُّه من العِماد ، أي من تَطَهُّرِهِ مِن خَطاياه بِغُسلِ الماء على يَد يوحَنَّا ، فَنَزلَ إلى هذه الماء
نفسها ، حامِلاً خَطايا الشّعب كُلِّه ، مُحْنِياً رَأسَهُ باتِّضاعٍ أمامَ يوحَنَّا خَليقَتِهِ ! في هذه اللحظة
حَلَّ الرُّوح ، وَأعلن الآبُ رِضاه ، فَظَهَرَ الثَّالوثُ الأقدَس بِأبْهَى تَجَلِّياتِهِ : الإبن ، " حَمَل الله "
( يو1: 36 ) .
الذي يَحمِل خَطايا العالم مُتَمِّماً مَشيئَة الآب ، الرُّوح الذي يَحِلّ مُرافقاً الإبن في رسالته
على الأرض ، والآب الذي يُعلِنُ بِصَوْتِهِ رِضاه عَن إبنِهِ الذي – كَما قُلنا - يُتَمِّمُ مَشيئَتَهُ
بِخَلاصِ البَشَرِيّة ، بِطاعَةٍ وَتَواضُع .
إذا ما تَأمَّلنا في انتِظار الشَّعب الذي تَكَلَّمَ عَنهُ لوقا الإنجيلي ، نَرَى أنَّهُ انتِظارٌ باحِث :
" كُلٌّ يَسأل نَفسَهُ عَن يوحَنَّا هَل هوَ المَسيح "
( لو3: 15 ) .
غالِباً ما ننتَظِرُ مَن يُعطينا الأمَل وَيُخَلِّصنا . وَغالِباً ما يَكونُ انتِظارُنا
عَن يَأسٍ وَقُنوط ، أو عَن مَعرِفَةٍ بِأن لَيسَ أمامَنا سِوَى الإنتِظار،
وَلَكِن ، هَل كانَ يَوماً انتِظارُنا انتِظاراً باحِثاً ؟
هَل لنا أن نخرُج مِن السّلبيّة في التَّصَرُّف عالِمينَ أنَّ الإنتِظارَ يُصبِحُ قاتِلاً
إن لم نَملأهُ بالعَمَل وَالبحث عَن الحَقيقَة لِخلاصِ نُفوسِنا ؟
وَإن قُمنا بِعَمَلٍ جَيِّدٍ وَمُفيد ، جاذِبينَ أنظارَ النَّاس ، كَما حَدَثَ 
مَع يوحَنَّا ، ما عَسَى يَكون مَوقفنا في ذلك الوقت ؟ هَل نُظهِر الإرتِياح وَنَبني لنا مَجداً
على أساسِ ذلك ؟ أم نُشيرُ إلى المُعطي الأوّل ، الذي وَهَبَنا القُوّة والمعرفة لِنَقومَ بهذا العمل ،
على مِثالِ يوحَنَّا ؟ مَن هُوَ القَوِيّ بِنَظَرِنا ؟ وَإلى مَن نُشير؟ إلى زَعيم أو مُتَمَكِّن ،
يَنتَقِد الآخَر، يَدينُ وَيَصْرُخُ مُخاصِماً ؟
أم نُشيرُ إلى ذلِكَ الإله الذي لا يَموت ، الذي سَتَرَ خَطيئَةَ الجَميع ، 
لا بَل حَمَلَها ، وَبِتَواضُعِهِ جَلَسَ على عُروشِ القُلوب ، مُنقاداً لإلهام الرُّوحِ ، مُستَحِقًّا رِضَى الآب ؟
أخيراً مَن هوَ أقوَى مِنِّي ، وَأينَ هوَ ؟ هَل هُوَ زَعيمٌ أدعَمُ مَواقِفَهُ بِرِيائِها ؟
أم هوَ الله فقط ؟ 
لم يَخَف يوحَنَّا مِن القَول بأنّ يَسوع ( هوَ ، الله ) هوَ أقوَى منه ، فَلَم يَهابَ حَتَّى هيرودس ،
ذلك الملك الخاطِئ ، فَوَبَّخَهُ بِقُوَّة ، وَدَخَلَ السِّجنَ ، غَيرَ مُبالٍ إلاَّ بالحَقيقَة الواحِدَة ، وَهيَ أنَّ الله
هوَ المَلِك وَالقَوِيّ الوَحيد ( راجع : لو3: 19و20 ) . هَل لَنا الجُرأةَ أن نَرَى سَيِّئات الذينَ
نَدعَمهُم بِآرائِنا اليَوم ، فَيَكونَ لَنا حِسٌّ ناقِدٌ بَنَّاء ، غَيرَ مُبالِين بِما يُمكِن أن يُحَقِّقُوهُ لَنا
من مَصالِح ، مُعْلِنينَ أنَّ القَوِيّ الوَحيد ، وَالمُنَزَّه الوَحيد هوَ يَسوع ؟
تأمّل روحي :
إبن الله !
إبن الله ، الكلمة المتجسّدة ، عاش بيننا لابساً جسمنا ، لكنّه لم يكن في ما هو لنفسه
أو يتطلّبه العالم أن يكون ، بل كان في ما هو للّه في كلّ شيء .
وكان ينمو في القامة كما في الحكمة والنعمة إلى يوم اعتماده
على يد يوحنا ، وكان قد بلغ الثلاثين من عمره .
" ولما اعتمد الشعب كلّه اعتمد يسوع وكان يصلّي ... أنت هو ابني "
هو الإله ، أتى إلينا صائراً مثلنا ، متضامناً مع ضعفنا وآدميّتنا الخاطئة ،
كي ينزع مناّ خطر الموت الأبدي ويعيد لحياتنا عافيتها ، كما المِشرطِ بِيَد الجرّاح ،
يتعامل مع القسم المريض من الجسد كي يستأصل هذا الأخير لينقذ صاحبه من الأسوأ .
لقد طَبَعَنا بحياته على الأرض ، لا بكثرة المواعظ أو خطابات المنابر، ولا بفريّسيّه العطاء
أو الشفاءات كما أنه لم يؤلّف المجلّدات والقواميس كي تشرح ماهيّته .
كان ، كإنسان ، شديد التميّز، وكإله ، كان في الثالوث حاضراً ، فتجلّى الآب بصوته معلنًا
هويّة الإبن ، والروح القدس بحلوله عليه ، فمسحه كي يباشر الرسالة علانيّةً .
ونحن هل يمكننا أن نكون أبناءاً للله في العالم ؟ هل يمكننا أن نتميّز بحياتنا ومسيحيتنا
دون أن نَنْزوي أو نتنسّك ؟ هل نؤمن بأنّ تميّزنا هو الإمتلاء من نعمة الله كي نفيض على الآخرين
مماّ وضعه داخلنا ؟ هل تنبّهنا إلى أن تميّزنا يتعلّق بما امتلأنا به ،
إن كان صالحاً تألّق وجه الخالق في أعمالنا وبان حضوره ، وإن كان سيّئاً ،
جَلَبنا الشتيمة والعار لأنفسنا وأحياناً لمن ربّانا أي الأب والأمْ .
في أياّمنا هذه ، ماذا نريد أن نسمع ؟ أي صوت ؟
صوت الله يكلّمنا أم صوت العالم في عبارة :
" هذا هو ابني الحبيب الذي عنه رضيت " ؟ هذا يتوقّف على إقرارنا ببنوّتنا : 
أبناء من نحن ، ؟ الله أم العالم . هل نعمل ما يُرضي الله في فِعلِنا وردود فِعلِنا ؟
هل نُحسِن الصلاة من القلب أم نردّد كلماتٍ دون روح ولا طعم ؟
ربّما مازلنا نخجل أن نُعلن بنّوتنا للّلهِ ونفتخر بكلّ ما صنعه لنا من عظائم .
اليوم نحن " المتحضّرين ، أبناء عصر الإنترنت " ، ألا نسارع إلى تلبية أية دعوة لدخول
أيّ صفحة ، أكانت تجاريّة أو لاأخلاقيّة ؟ بإختصار، ما يسيء للإنسان وروحه ،
أو إلغاء أي إيميل يدعوني إلى التأمّل في الله وعلاقتي به ؟ تُرانا نتهافت إلى تلقّف كلّ ما ينهمر علينا 
من " هدايا " بالكلمة والصورة ونهمل أجملها :
الصلاة ، تلك الهدية المجاّنية .
إن هناك ما يُدمي القلب اليوم ، حين ترى الناّس يتهافتون لسماع البذيء من النكات
والعبارات ، فيضحكون ويقهقهون ويتناقلونها بين بعضهم دون أن يدركوا
أنها ستأخذ بهم كالنار في الهشيم .
وهناك ما يُبكي حين نرى البعض ينتظر عبارةَ " أنت ابني الذي عنه رضيت
" من العالم الذي يغذّيه بالأنانية ، والتمرّد والفوقيّة ...
ويُنادي مِن على السطوح بشريعة العين بالعين وأكثر، 
لكنّه يخجل أن يذكر اسم الله أمام الآخرين ، لأن الخوف من حكم العالم عليه ينهش قلبه
ويتملّك عقله ... ما زال يخاف ... ، ما زال عبداً ... ، لم يتحرّر بعد ... ! لم يصبح بعدُ 
" الإبن الحبيب الذي عنه يرضى الآب " . وأنت ، إبن من تريد أن تكون ؟
المصدر / موقع الكنيسـة الألكترونيــة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
♥ عيــد الدنح " عيد الظهـــور" ♥
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عيــد الصعـــــــــــود .
» قراءة عيد الدنح الثانية
» ♣ عيــد الغطاس المجيـــــد ♣
» ♥ عيــد ميــلاد مع يســوع ♥
» قراءات الاحد الخامس من الدنح

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى يسوع المخلص :: المواضيع الروحية :: منتدى التأملات والمواضيع الروحية-
انتقل الى: