" يا بني أعطني قلبك " / قصّة وعبرة !
أنا فتاة مسيحية ، عشتُ في بيت متديّن ، كنت أصلي دائما وأذهب إلى الكنيسة أيام الآحاد .
بقيت على هذا الحال الى أن تزوجت ، تهت في أمور العالم وملذاته ، وقد فترت محبّتي لله
إلى أن حضرت اجتماعاً صغيراً لبعض الإخوة المؤمنين عند جيراننا ، وقد لمست قلبي الترانيم
والصلوات المؤثرة ، واشتقت أن أرجع إلى الله ، فسلمت حياتي للرب يسوع
وبعدها حصلت على فرح لم يعطني العالم مثله .
ولكن إبليس لم يتركني في سبيلي ، بل حرّض ضدي الأقارب والأهل حتى زوجي ، ودخلت
في تجارب كبيرة متنوعة لم أستطع أن أحتملها ، وبما أنني كنت طفلة في الإيمان وغير متعمقة
في كلمة الله ارتددت وعدت إلى الخطية كما كنت بل وأشرّ، وكان هذا رغماً عني ،
ولكن قلبي كان يحن إلى الله من حين لآخر، إلى أن رأيت الرب يسوع بجانب سريري ،
يريد مساعدتي ومرة أخرى يحثني على قراءة الكتاب المقدس ، لم أستطع أن أنظر إليه لأن نوراً عجيباً
كان يشع منه ، وكان كل جسدي يهتز حتى سريري معي ، وبعدها أيقنت أنني خاطئة ، خاطئة جداً ،
ولا أستطيع أن أصلّح حياتي إِلا إِذا طلبت الرب يسوع .
ركعت عند سريري وصلّيت بحرارة ، كانت صلاة ندامة وأعتراف بالذنب وعدم الوفاء ،
وطلبت من الرب أن يغفر ذنوبي ، فأعطاني تأكيداً في قلبي أنه قد غفر ذنوبي
ولن يعود يذكرها فيما بعد ، ثم وعدت الرب وصممت أن أتبعه
مهما كانت الظروف والمشاكل حتى الموت ، والرب له المجد أخضع وذلّل جميع
الصعوبات وأعانني وخلّص زوجي وولدي وعمره 11 سنة وأختي وزوجها أيضاً .
والرب يتعامل مع زوجي وولدي برؤى وأحلام كثيرة لتنمية إيماننا .
ونحن كل يوم نقرأ كلمته ونقضي الفترة الصباحية ، وهي من أمتع الأوقات ،
نقضيها مع الرب في قراءة كلمته والشركة معه في الصلاة ،
ونأخذ كل يوم بالصلاة قوة ونصرة وبركة جديدة .
وهكذا وبنعمة الرب يسوع وقوة الروح القدس استطعنا أيضاً أن نكون بركة لكثيرين ،
ذاقوا نعمة الخلاص من الخطية وقوة يسوع المقام من الأموات في حياتهم .
وهكذا نذهب من بيت لبيت نخبر الناس عن عمل الرب يسوع في حياتنا
وعن عمل الرب يسوع أولاً على الصليب لأجلنا نحن الأثمة
ليعطينا حياة أفضل وثقل مجد أعظم ، وكما يقول الكتاب :
« وقد غلبوه بدم الحمل وكلمة شهادتهم » له كل المجد .
إِنه قادر أن يخلص إلى التمام كل من يطلب ويريد أن يعيش له .
قال أحد الأفاضل ، أنه إذا رأينا عقارب الساعة في اختلال فلا فائدة من تعديل العقارب ،
فمهما أصلحنا من شأنها ، تبقى الساعة معطلة ، فالأمر اللازم للساعة هو إِصلاح الخلل من الداخل ،
ومتى تمّ ذلك يمكننا ضبط العقارب ، وبعد هذا تسير بانتظام .
هكذا نحن لا فائدة من إِصلاحنا من الخارج بل يجب إِصلاح القلب أولاً .
ومتى تمّ ذلك أمكننا أن نصلح كل شيء .
المصدر / منتدي الشّــبيبة .