بسم الثالوث الاقدس
**********************
كان هناك شاب فقير جدا جدا ... ولم يكن يملك شيء في هذه الدنيا ابدا.. وكان يسكن في غرفة متواضعة وسط احد البساتين
وقد امر له صاحب البستان ان ينام فيها وان يحرس البستان مقابل السكن
وكان هذا الشاب يذهب كل يوم الى عمله... وعندما كان يعود مساء" الى البيت كان يمر بين البساتين والاراضي وهو يحمل بيده طعام العشاء .. و كل يوم عندما يعود كان يغني بصوت عالي وسط تلك البساتين
لانه يعرف ليس من شخص يمر في هذا الطريق
وذات يوم وفيما هو عائد الى غرفته كان يغني كالعادة بصوت مرتفع... وصدفت ان الملك كان هو الاخر يمر في ذالك الطريق بصحبة الحرس.. فراه الملك كيف كان فرح ويغني ... فنادا الحراس وقال لهم... احضرو لي هذا الشاب.
فذهب الحرس واحضروه... فوقف هذا الشاب المسكين امام الملك برتباك... ثم سأله الملك :
اراك فرح جدا وتغني بصوت عالي ؟؟ اليس هو انت ذالك الشاب الفقير الذي يسكن في ذالك البستان؟
اجاب الشاب : نعم يا مولاي انا هو
استغرب الملك وقال : ولماذا انت فرح لهذا الحد انت لا تملك شيء لتفرح من اجله؟
اجاب الشاب : نعم يا مولاي انا لا املك شيء .. لكن اعرف نفسي وان يومي قد انتهى.. وعملي قد انهيته.. وها انا احمل بيدي طعامي العشاء .. وبعدما اتناوله سوف انام وغدا في الصباح اعود الى عملي .. وهكذا هي حياتي ليس لي لا هم ولا غم احزن لاجله
استغرب الملك وقال : انا ملك هذه البلدة واملكها كلها ولدي جاريات يرقصن امامي ولدي قصر كبير وخدم وكل شيء.. ولكن لا اشعرب بالسعادة التي تحسها انت .. لذلك انا احببتك وسوف اعطيك كيس من الذهب لكي تكون اكثر سعادة
فرمى له الملك كيس من الذهب ثم امر رجاله برحيل.
ولكن وما ان غادر الملك ذلك المكان حتى احتضن هذا الشاب كيس الذهب وراح يتلفت يميا ويسارا خوفا ان يكون هناك احد كان يراقبه.
وهنا خرجت الفرحة من قلب الشاب ودخل الخوف مكانه.
وعندما عاد الى الغرفة لم يناول العشاء.. فكيف يكون له نفس للأكل وهو يملك كيس ذهب؟
وبعد قليل ارد ان ينام فلم يستطع.. حيث كان يتقلب في السرير وهو يفكر:
ماذا اعمل بهذا الذهب هل ابعه واشتري بضائع واتاجر فيها؟؟ ولكن ماذا اشتري اي بضاعة؟.وكيف اذا خسرت بتلك البضاعة؟ لا يجب ان افكر في بضاعة لا اخسر فيها.
وبين هذه البضاعة وتلك لم يستطع النوم.. وفي اليوم التالي لم يذهب الى عمله .. حيث كان يقول :
لماذا اذهب الى العمل وانا املك كيس من الذهب؟؟.
ثم وقف وحفر حفرة وخبأء الذهب فيها و وصل الى الباب ليخرج... ولكن وما ان وصل الى الباب حتى التفت الى مكان الذهب يظر اليه ويقول :
ان هذه الحفرة ليست امينة.. ربما سوف يأتي احد حراس الملك ويسرق مني كيس الذهب.. يجب ان ابحث عن مكان افضل
فذهب واخرج كيس الذهب.. وراح يتلفت من حوله اين يخبأء هذا الكيس ؟ اين ؟ اين؟.
واخير اتخذ قرار ان يحمل الكيس معه ويخرج... ولكن وما ان وصل الى الباب حتى راح يفكر :
لا.. انا لا استطيع ان اخرج والكيس معي.. ربما احد حراس الملك قد اخبر اللصوص بأني املك كيس ذهب .. فسوف يقتلونني... فسوف اخسر حياتي والذهب.
وعندها شعر هذا الشاب بفرق كبير على ماكان في القبل والان .. فقال:
مالذي جرى لي؟؟ لماذا انا حائر هكذا؟؟ بالامس كنت فرح جدا بحياتي البسيطة .. حيث لم يكن لي شيء اخاف من اجله.. فلماذا انا اليوم خائف من كل شيء؟
فخرج مسرعا وهو يحمل كيس الذهب وذهب الى الملك واعاد اليه هذا الكيس وهو يقول للملك:
يا مولاي ماذا فعلت بي؟ كنت اعيش حياة جميلة خالية من الهموم والخوف .. والان انا عشت يوم واحد فقط مع هذا الذهب ادركت الخوف والتفكير والهم .. فأنا لا اريده اريد ان اعيش حياتي كما هي.
وعاد هذا الشاب ليعيش حياته كما اعتاد عليها.