الاستشهاد في المسيحية :
المسيحية هي المحبة الباذلة ، والصليب هو علامة المسيحية ، وفي شخص السيد المسيح التقي الحب بالألم ،
وتغير مفهوم الألم وأصبح شركة حب مع الرب المتألم ، وأرتفع إلي مستوي الهبة الروحية ، والموت
أصبح كأسا لذيذا يرتشفها المؤمن سعيدا راضيا بل يسعى إليها عن حب ويتعجلها ، وليس في هذا عجب
فقد تحول الموت من شيء مرعب إلي جسر ذهبي ومعبر يعبر بنا من حياة قصيرة وغربة مؤقتة وثوبا باليا
إلي سعادة أبدية دائمة وثوبا لا يفني ولا يتدنس ولا يضمحل ، وأرتبط الاضطهاد بالمسيحية
وهو يسير معها جنبا إلي جنب ، وأحيانًا يصل إلي النهاية وهو ما نقول عنه الاستشهاد ،
وأول اضطهاد تعرضت له المسيحية كان من اليهودية إذ ولدت المسيحية في وسط المجتمع اليهودي ،
ورفض اليهود السيد المسيح وصلبوه ، واضطهدوا أتباعه بالقتل والتعذيب
أو بالوشاية وإثارة الجماهير أو بالمقاومة الفكرية .
بعدها دخلت المسيحية الناشئة في صراع طويل مع الوثنية متمثلة في الإمبراطورية الرومانية
بما لها من سلطة الدولة وقوة السلاح وقد وصل هذا الصراع إلي حد الإبادة أي الاستشهاد ،
وكان الصراع غير متكافئًا إذ لم يكن للإيمان الجديد ما يسنده من قوة زمنية أو سلاح اللهم
إلا ترس الإيمان ودرع البر وخوذة الخلاص وسيف الروح
( رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 6 ) .
وأستمر الصراع حتى أوائل القرن الرابع حين قبلت الإمبراطورية الرومانية الإيمان بالمسيح وسقطت الوثنية .
لقد بدأ اضطهاد المسيحية في روما علي يد نيرون في القرن الأول المسيحي وانتهي .
علي بعد ميل واحد من روما علي يد قسطنطين في القرن الرابع وكان القصد منه
إبادة المسيحية ولكن علي العكس كان سببا في تنقيتها وإظهار فضائلها وبطولات شهدائها الأمر
الذي أدي انتشارها ودخول الوثنيين في الإيمان المسيحي ،
وكما عبر عن ذلك العلامة ترتليانوس "دماء الشهداء بذار الكنيسة " .
* St.Takla.org