من هو كارل ماركس - Karl Marx ؟
كارل ماركس، الفيلسوف الألماني والثوري الاشتراكي.
نشر البيان الشيوعي وكتاب رأس المال، والكثير من الأعمال المضادة
للرأسمالية والتي شكلت أساس الماركسية.
نبذة عن كارل ماركس :
ولد كارل ماركس في ألمانيا في 5 أيار/ مايو 1818، وبدأ الاطلاع
على النظريات الاجتماعية والسياسية في الجامعة محاطًا بالهجيليين الشباب.
أصبح صحفيًا، وأدت كتاباته الاشتراكية لطرده من ألمانيا وفرنسا. وفي عام 1848،
نشر مع فريدريك إنجلز البيان الشيوعي ونُفي إلى لندن، حيث كتب المجلد الأول
من كتاب رأس المال وعاش فيها بقية حياته.
كان ماركس طالبًا ذا مستوى متوسط. تلقى تعليمه في المنزل حتى بلغ الثانية عشرة،
وقضى خمس سنوات، من 1830 إلى 1835، في المدرسة الثانوية اليسوعية.
في تشرين الأول / أكتوبر من عام 1835، بدأ ماركس دراسته في جامعة بون.
كانت جامعةً ذات طابع حي ومتمرد، كما شارك ماركس بحماسة في الحياة الطلابية.
وسجن لسكره وإزعاجاته وديونه ومشاركته في عراك مع عضو من جماعة بروسيا الطلابية.
بنهاية العام، أصرّ والد ماركس على التحاقه بجامعة برلين الأكثر جدية.
في برلين، درس القانون والفلسفة، وقدم إلى فلسفة هيجل، الذي كان أستاذًا في الجامعة
حتى وفاته في عام 1831. لم يكن ماركس في البداية محباً لهيجل، لكنه سرعان
ما انخرط مع الشباب الهجيليين، وهي مجموعة راديكالية من الطلاب ضمت
برونو باور ولودفيغ فيويرباخ الذي كان ينتقد الأسس الدينية لذلك الوقت.
في عام 1836، أصبح ماركس أكثر حماسًا سياسيًا.
لم يستقر ماركس، وحصل على الدكتوراه من جامعة يينا في عام 1841،
ولكن نظرته السياسية الراديكالية منعته من الحصول على وظيفة في التدريس
فبدأ العمل كصحفي، وفي عام 1842، أصبح رئيس تحرير صحيفة رينيش تسايتونج،
وهي صحيفة ليبرالية في كولونيا. بعد عام واحد أمرت الحكومة بإيقاف الصحيفة،
استقال ماركس وبعد ثلاثة أشهر، تزوج من جيني فون وستفالين،
وفي تشرين الأول، انتقلوا إلى باريس.
إنجازات كارل ماركس :
كانت باريس هي القلب السياسي لأوروبا عام 1843. فيها وبرفقة أرنولد روج،
أسس ماركس مجلة سياسية اسمها الحولية الألمانية. شارك ماركس بمقالتين في بحث
"مدخل إلى المساهمة في نقد فلسفة هيجل في الحق " و" حول المسألة اليهودية " ،
وقدم في المقال الثاني رأيه حول البروليتارية وكيف أنّهم قوة ثورية ويوضح فيه اعتناقه للشيوعية.
مقالٌ واحد فقط نشر، وكان ذو نجاحٍ نسبي، يرجع سبب ذلك بشكلٍ كبير
لتضمن المقال قصيدة غنائية لهاينرك هاينه يسخر بها من لودفيج ملك بافاريا،
مما دفع الولايات الألمانية إلى حظرها ومصادرة النسخ المستوردة؛ مع ذلك رفض
روج تمويل نشر الإصدارات المستقبلية، فتحطمت صداقته مع ماركس.
بعد انهيار الصحيفة، بدأ ماركس بالكتابة للصحيفة الألمانية الراديكالية اليسارية الوحيدة
التي لم تكن تخضع للرقابةVorwärts ومقرها باريس.
صقل ماركس وجهات نظرة حول الاشتراكية المبنية على أفكار الديالكتيكية المادية
لهيغل وفيوربخيان، في نفس الوقت أنتقد الليبراليين والاشتراكيين اللآخرين الموجودين في أوروبا.
في 28 آب / أغسطس 1844، التقى ماركس بفريدريك أنجلز الاشتراكي الألماني
وبدأت بعدها صداقة دامت مدى حياتهما. عرض أنجلز على ماركس مقالة حديثة النشر
حول ظروف الطبقة العاملة في إنجلترا في عام 1844، مقنعًا ماركس
أن الطبقة العاملة سوف تكون فاعلة وأداة ثورة.
قرر الاثنان كتابة نقدٍ حولَ الأفكار الفلسفية لصديق ماركس السابق، برونو بوير،
وتم نشره عام 1845 بعنوان " العائلة المقدسة ".
في وقتٍ لاحق من ذلك العام، انتقل ماركس إلى بلجيكا بعد طرده من فرنسا أثناء
كتابته لصحيفة متطرفة أخرى كان لها علاقات قوية مع منظمة من شأنها
أن تصبح في وقتٍ لاحق الرابطة الشيوعية.
في بروكسل رافق ماركس اشتراكيين آخريين منفيين من جميع أنحاء أوروبا
بما فيهم موسي هيس، وكارل هينزين، وجوزيف ويديمير، قبل أن ينتقل أنجلز
إلى المدينة منضمًا إليهم. حضّر ماركس بالتعاون مع أنجلز لكتابة الكتاب
الذي لطالما اُعتبر أفضل ما تناول مفهوم المادية التاريخية والأيديولوجية الألمانية،
إلا أن العمل كباقي الأعمال الأخرى العديدة، لم يرَ النور في حياة ماركس
حيث تمت طباعته في العام 1932. وقد تبع ذلك " بفقر الفلسفة " في عام 1847
كرد على كتاب " فلسفة الفقر" الصادر عن الفرنسي بيير جوزيف، الاشتراكي الأناركي،
وقد انتقد أيضًا الفكر الاشتراكي الفرنسي بشكل عام.
وضعت هذه الكتب الأساس لأشهر أعمال ماركس وأنجلز، وهو المنشور السياسي
الذي عُرف باسم "البيان الشيوعي". انضم ماركس إلى منظمة سرية متطرفة تدعى
حزب العدالة أثناء إقامته في بروكسل عام 1846، وقد كان ذلك الحزب نشطًا بشكلٍ
سياسي سري منذ ثلاثينيات القرن التاسع عشر. وكان أعضاء
حزب العدالة نشطين في ألمانيا وانجلترا وسويسرا وفرنسا.
في حزيران / يونيو من عام 1847، تمت إعادة تنظيم حزب العدالة من قبل أعضاء ،
وتحويله إلى مجتمع سياسي علني ناشد الطبقات العاملة بشكل مباشر. سُمّي ذلك المجتمع السياسي
باسم الرابطة الشيوعية، وشارك كل من ماركس وأنجلز في صياغة البرنامج
والمبادئ التنظيمية للرابطة الشيوعية الجديدة.
تم نشر البيان الشيوعي في عام 1848، وبعد فترةٍ وجيزة، في عام 1849،
طُرد ماركس من بلجيكا. انتقل إلى فرنسا متوقعًا ثورة اشتراكية، ولكن تم ترحيله
من هناك أيضًا. رفضت بروسيا إعطاءه الجنسية مجددًا، لذلك انتقل ماركس إلى لندن.
وعلى الرغم من أن بريطانيا أنكرت مواطنته، إلا أنه ظل فيها حتى وفاته.
وفي لندن، ساعد ماركس في تأسيس جمعية العمال الألمانية ومقر جديد للرابطة الشيوعية.
كما واصل العمل كصحفي وكمراسل فترة 10 سنوات لصحيفة نيويورك ديلي تريبيون،
لكنه لم يستطع تأمين تكاليف المعيشة فكان أنجلز يدعمه إلى حدٍّ كبير.
أصبح ماركس يركز بشكلٍ متزايد على الرأسمالية والنظرية الاقتصادية،
وفي عام 1867، نشر المجلد الأول كتاب رأس المال. وقد أمضى بقية حياته
في كتابة وتنقيح المجلدات التي لم تتم يومًا.
تم تجميع المجلدين المتبقيين ونشرهما بعد وفاته من قبل أنجلز.
* منقول *