مأساة عائلة ضربها فيروس كورونا !
السبت 15 ـ 08 ـ 2020
ا ف ب :
في البيرو ، إحدى الدول الأكثر تضرراً جراء كوفيد - 19 ، يبدو أن الوباء العالمي ضرب عائلة دياز إذ إنه
تسبب بوفاة خمسة من أفرادها فيما لا يزال أربعة من بينهم في المستشفى ،ويروي خوان دياز لوكالة
فرانس برس ، وهو أستاذ يبلغ 58 عاماً ، " ما أصابنا كابوس ، لا أتمناه حقاً لأحد " ، وفي الأسابيع الأخيرة ، تسبب وباء كوفيد - 19 بوفاة والده سيسيليو دياز ( 80 عاماً ) ووالدته إيديت لايفا ( 77 عاماً ) وشقيقيه إرنيستو
( 54 عاماً ) وويلي ( 42 عاماً ) وأخته ماريبيل ( 53 عاماً ) ، ويضيف خوان الذي أُصيب أيضاً بالمرض بالإضافة إلى زوجته وابنته " كنّا سبعة أشقاء وشقيقات ، مثل الأيام السبعة في الأسبوع ، خسرنا ثلاثة " .
قبل ظهور الفيروس ، كان 17 فرداً من هذه العائلة التي تنتمي إلى الطبقة الوسطى البيروفية ، يعيشون في منزل مؤلف من أربع طبقات في حيّ كوريوس في جنوب العاصمة ليما ،وفي هذا المنزل ، احتفلت العائلة بآخر مناسبة في 22 نوفمبر ، بمناسبة عيد ميلاد سيسيليو الثمانين ، لم يتخيل أحد آنذاك أنّ الكابوس سيبدأ قريباً ، وبالإضافة
إلى الضحايا الخمس ، لا يزال خمسة من أفراد العائلة في مستشفى فيلا باناميريكانا ، الموقع المخصص
لدورة ألعاب دول القارة الأمريكية في ليما عام 2019 والذي حوّلته مذاك السلطات إلى مستشفى للمصابين
بكوفيد - 19 ، والبيرو التي تعدّ 33 مليون نسمة ، هي إحدى الدول الأكثر تضرراً من الوباء في العالم ،
وقد تجاوزت الخميس عتبة 500 ألف إصابة وسجّلت أكثر من 25 ألف وفاة . ومعدّل الوفيات في البلاد
( 78 ، من أصل مئة ألف نسمة ) ، هو من بين الأعلى في العالم ، ويروي خوان أنّ مأساة عائلة دياز بدأت
في 24 مايو مع وفاة إرنيستو الموظف في بلدية كوريوس ، ويقول " تُوفي شقيقي قبل شهرين ، ثم تُوفي والدي ، وبعد أسبوع شقيقتي التي خدمته كممرضة ، وبعد أسبوع ، والدتي ، ثمّ شقيقي الأصغر" ، يضيف خوان
الذي أُدخل إلى المستشفى لـ 15 يوماً في فيلا باناميريكانا ، " نحن مدمّرون بالكامل ، الآن دورنا هو إعادة
بناء العائلة مع الذين بقوا " ، يعانق خوان صورة لوالديه كانت في إحدى غرف المنزل وتبدو عليه علامات التأثّر.
لا تدرك العائلة كيف التقطت العدوى ، يروي ارنيستو دياز من الجيل الثالث في العائلة وهو يحمل أسم والده
الذي تُوفي ، " والدي كان أول من توفي " ، ويشرح ارنيستو البالغ 32 عاماً ، أنه أصيب بعدها بالمرض ،
ثم التقط العدوى جدّه سيسيليو الذي كان يعاني السكري ، وتُوفي أثناء نقله إلى المستشفى .
وفي 18 يوليو/ تموز، تُوفيت ماريبيل التي كانت تعاني مرض الربو وآعتنت بوالدها .
ثمّ تُوفيت الجدة إيديت وآبنها الأصغر سناً بعد عشرة أيام .
في المنزل العائلي ، حيث أقيم قداس عبر خدمة الفيديو لإحياء ذكراهم ، تُعرض صور للمتوفين في كل الأنحاء ، وفي الأسابيع الأخيرة ، تعافى خمسة أفراد من العائلة وتمكنوا من الخروج من المستشفى .
خرجت ابنة ماريبيل ، جوليسا نافارو دياز ( 32 عاماً ) قبل بضعة أيام بعد أن صارعت المرض على مدى
ثلاثة أسابيع ، وتقول : " إنه أمر صعب لأنّ ليس فقط والدتي تُوفيت إنما أيضاً جدّاي وعمّاي ، بالنسبة
إلي التعافي كان بطيئاً بسبب المشاعر التي شعرنا بها .
كان توديعهم عبر صورة أو مجرد رؤية عربة الموتى ، حزيناً جداً " .
وكان لهذه المأساة أثر اقتصادي كبير على العائلة ، ويوضح إرنيستو " ما حدث معنا جعلنا على وشك الإفلاس " ، ويضيف " أُرغمنا على استخدام مدّخراتنا ، والاقتراض وطلب مساعدة أصدقاء لدفع تكاليف الرعاية الصحية " .
ويتابع " الآن ، نريد العودة إلى الوضع الطبيعي ، ربما هذا لن يحصل أبداً ، لكن يجب المضي
قدماً لأنّ الحياة تستمرّ " .
المصدر / موقع البيان الألكتروني .