" على خطّ المواجهة " ؛ ما تداعيات أحداث سفارة واشنطن في بغداد ؟
لثلاثاء 29 ـ 09 ـ 2020
عربي 21 - وليد الخزرجي :
غرينتش 1 " على خط المواجهة " إنّ ما تداعيات أحداث سفارة واشنطن في بغداد ؟ صورة وزعتها السفارة الأمريكية في بغداد تظهر حرق نقطة حراسة في حرم السفارةمن قبل أنصار الحشد الشعبي - جيتيتنذر الأزمة الحالية بين واشنطن والمليشيات العراقية الموالية لإيران ، بتصعيد " خطير " قد تخرج فيه الأمور عنْ السيطرة في العراق ،إذ يؤكد مراقبون أنّ الأوضاع الحالية إذا بقيت بعيدة عنْ التهدئة ، فإن المواجهة المباشرةستكون حتمية وأقدم منتمون للحشد الشعبي الثلاثاء ، على تطويق السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء وسط بغداد ، وحرق أجزاء منها ، ردّاً على قصف أمريكي آستهدف " كتائب حزب الله " العراقية ، وأدى
إلى مقتل وإصابة العشرات .
" تصعيد خطير " :
عضو البرلمان العراقي السابق حامد المطلك ، قال في حديث لـ " عربي 21 " إنّ " سيناريو التصعيد الحالي
كان متوقعا ، بعد توترات وتهديدات منذ أشهر ، حتى وصلت إلى قصف قواعد عراقية فيها جنود أمريكان " ، وأضاف : " لكن الضّربة الأخيرة للولايات المتحدة التي آستهدفت كتائب حزب الله في العراق وسوريا وضعت الأمور على مسار خط المواجهة " ، لافتا إلى أنّ " الأمور تسير نحو التصعيد وليس التهدئة " ، وعزا المطلك
ذلك إلى أنّ الحكومة العراقية " لم تمسك زمام الأمور في البلد وتفرض السيطرة ، فهناك اتفاقية أمنية بين العراق والولايات المتحدة " ، مشددا على ضرورة أنْ " تضغط واشنطن لتنفيذ الاتفاقية التي بموجبها قواتها متواجدة بالعراق " ، ورأى العضو السابق بلجنة الأمن والدفاع البرلمانية ، أنّ الحكومة غير قادرة على امتلاك زمام الأمور والسيطرة على السلاح في العراق ، فهناك مجاميع كثيرة خرقت النظام وتتصرف كما تريد ، لأنها
عندما تطلق النّار على الأمريكيين فهي تستهدف العراقيين أيضا " ، وتابع : " لذلك ، على الحكومة أنْ تفرض سلطتها وتفرض النظام ، ولملمة الموضوع ؛ بمنع التجاوز من الطرفين ، وتجعل الأمور تسير إلى التفاهم
وليس إلى المواجهة " ، محذرا من أنّ " الأمور ذاهبة إلى التّصعيد ، إذا لمْ تتداركها الحكومة العراقية " ، وبخصوص الأطراف التي تسعى إلى تصعيد الأزمة في العراق ، قال المطلك ، إنّ إيران لديها مشروع توسعي ، فهي تعمل في أكثر من دولة بالمنطقة ، لذلك فهي لنْ تتراجع عنْ السعي إلى التمدد في العراق ، لكن السؤال هنا أين الحكومة العراقية والقادة السياسيين من واجباتهم تجاه البلد ؟ " ،وأردف : " نحن لا نريد أنْ يكون العراق ساحة صراع ، وعليهم أنْ يلتزموا بالاتفاقية الأمنية مع واشنطن ، لأنّ التمدد على حساب الساحة العراقية غير صحيح " ، لافتا إلى أنّ الأمور إذا آنفلتت بالعراق ، فمن صلب الاتفاقية الأمنية نْ ترسل واشنطن جنودها
لضبط الأمن بالبلد " .
" فلتان أمني " :
وفي المقابل ، رأى المحلل السياسي الدكتور أسامة السعيدي ، في حديث لـ " عربي 21 " أنّ
" الصراع ليس جديدا ، فالخلاف المتعلق بالحشد الشعبي وتحديدا الفصائل التي لديها نوع من الولاء لإيران ، يشكل تهديدا بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية " ، وتابع : " الأمر الآخر هو الموقع الذي استهدفته القوات الأمريكية ، هو نقطة حساسة وفاصلة تمنع تدفق الجماعات المسلحة إلى داخل العراق ، لكن الولايات المتحدة تسعى الى إبقاء هذه النقطة فارغة لمرورهؤلاء ليبقى البلد غير مستقر" وبحسب قوله :
فإنّ " العراق لديه تجربة سابقة عندما تركت الولايات المتحدة تنظيم الدولة يصل إلى الموصل دون أنْ تحرك ساكنا ، وهي من تسيطر على الأجواء العراقية ، لذلك واشنطن لم تلتزم وتفي ببنود الاتفاقية الأمنية الموقعة
مع العراق " ، وبخصوص تعرض واشنطن إلى ضربات قبل الرد ، وقال السعيدي إنّ " الكل يعلم وجود قيادة عمليات مشتركة بين العراقيين والأمريكيين تضم ضباط من الطرفين ، فلماذا لم يميّزوا ما إذا كانت الضربات صادرة من فصائل عراقية أو غيرها ؟ " ، ولفت الخبير في الشأن السياسي العراقي إلى أنّ " الرد الأمريكي
كان يجب أنْ يكون مغايراً ؛ لأنّ الحشد جهة رسمية عراقية " ، معرباً عنْ " خشيته من وصول الأمور
في العراق إلى مرحلة الفلتان الأمني " ، وأردف : " إذا كان هناك قصف وردّ عليه على المستوى العسكري ، إضافة إلى اقتحام أجزاء من السفارة ، فهذا يعطي مؤشرات على أنّ الأموربدأت تخرج عنْ نطاق السيطرة ،
وأنّ الدولة بمؤسساتها غير قادرة على ضبط إيقاع الأزمة ، وهذا يعد مؤشرا خطيرا " .
" إجهاض المظاهرات " :
وفي السياق ذاته ، قال حساب صالح محمد العراقي على " الفيسبوك " ، وهو مقرب من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ، إنّ هنالك قرينة بأنّ تظاهرات اليوم أمام مبنى السفارة الأمريكية في بغداد ، يراد بها إنهاء تظاهرات الشعب الإصلاحية ، وأضاف في منشور على " فيسبوك " أنّ " العراق صار اليوم ساحة تظاهرات ،
وساحة حرق للسفارات والبعثات الدبلوماسية ، وكأنه هو البلد الوحيد الذي يضم السفارات والبعثات ، ثم
لا تنسوا أنّ كل الساسة جالسوا المحتل ، لا في الســرّ ، بل في العلن بكل طوائفهم وآنتماءاتهم أجمع ، إلا
( قائدنا الصدر ) ، اليوم صاروا يصبون جام غضبهم على السفارة ، فأين كنتم ؟ " ، وتابع :
" لكن حسب تصوري والله العالم ، وخصوصا بعد ما سمعته من بعض قادة المليشيات ومن أمام سفارة الشر :
إنّ السفارة هي المكان الحقيقي لدعم العصابات ، ويعني بها : ( الثوار ) ، وهذه قرينة على أنّ التظاهرات
أمام السفارة يراد بها إنهاء ( تظاهرات الشعب الإصلاحية ) " ، ودعا الحساب المقرّب من الصدر من أسماهم " الثوار للثبات والاستمرار على سلميتهم ، وعدم الاحتكاك بهم ، ولا تحزنوا ولا تهنوا ، وإنْ رأيتم ( الخضراء ) مفتوحة أمامهم ومغلقة بوجوهكم ، فأنتم اليوم على أسوارها ، وغدا سيكون الشعب فيها " .
المصدر / RT عربي .