سر الرقم 33 في كنيسة القيامة السبت - | 02:49 | !
بحسب القس أرسانيوس صليب ، كاهن كنيسة مارمرقس فى ملبورن بأستراليا ، فإنّ الأقباط الأرثوذكس
يحتفلون اليوم بما يسمى سبت النور حسب العقيدة المسيحية ، وهو يوم مميز جدا يحدث فيه حدث يتكرر
كل عام بطريقة إعجازية ، وهو انبثاق النور المقدس من القبر الذى يعتقد أنّ المسيح دفن فيه ، حيث يدخل بطريرك الروم الأرثوذكس إلى القبر بعد أنْ يتمّ تفتيشه جيدًا ، والتأكد أنه لا يحوى أى مصادر للإضاءة
أو للنيران واشتعالها ، وهذا التفتيش يحدث من قبل قوات الشرطة الإسرائيلية ، ويتم بمنتهى الدقة ،
وهى الخطوة التفتيشية الثانية ، حيث يكون القبر نفسه قد سبق تفتيشه بدقة ، وعقب عمليات التفتيش ،
توضع عليه الأختام الرسمية قبل السماح بدخول البطريرك ببضع ساعات ، ويدخل بطريرك القدس للروم الأرثوذكس بدون ملابسه الأسقفية ، فقط مرتديا جلبابا أبيض بسيطا يسمى « تونية » ، وهى من ملابس خدمة الكهنوت ، ويضيف « صليب » أنّ البطريرك يحمل فقط خلال دخوله القبر حزمة من الشموع بكلتا يديه ،
ويكون عدد الشّــموع ٣٣ شمعة ترمز إلى عمر السيد المسيح عند صلبه ، وبعد أنْ يتلو الصلوات المعتادة والخاصة باليوم والساعة لذلك التوقيت ، يظهر نور عجيب يضىء الشموع التى يحملها ، وذلك قبل أنْ يخرج
بها ويضىء منها بقية الشعب المحتشد خارج القبر المقدس الشموع التى يحملها فى انتشار وتناقل للفرح ،
والغريب أيضا فى ذلك الأمر أنّ هذا النور يظل متقدا لمدة ٣٣ دقيقة من لحظة ظهوره ، وبعد ذلك يكتسب
خواص النار العادية ، والأعجب أيضا أنّ ذلك النور لا يحرق أى إنسان يلمسه ، حسب شهادة الملايين
الذين عاصروا الموقف « حتى نهاية الـ ٣٣ دقيقة فقط » ، ويقول القس أرسانيوس ، إنّ الكتابات التى
تتحدث عنْ هذا النور تعود إلى القرن الرابع الميلادي ، حيث وجدت نصوص ليوحنا الدمشقي « علّامة كنسي » وغريغوريوس النيصى « أسقف وعالم عقيدة » ، اللذين يذكران إنبثاق هذا النور فى القبر المقدس منذ أيام
تلاميذ السّيد المسيح ، كما أنّ هناك أيضا قصة مثبتة تاريخيا عنْ إبراهيم باشا بن محمد على الذى سمع عنْ
هذه القصة ، وأراد التأكد من صحتها ، فاصطحب بابا الإسكندرية فى ذلك الوقت البابا بطرس الجاولى
( ١٨١٠ - ١٨٥١ ) للتأكد مما سمعه عنْ هذا النور العجيب ، ولكى يتأكد أمر بإخراج جميع الحضور
من كنيسة القيامة ، وطلب من بابا الأقباط الدخول معه للقبر، فطلب منه البابا السماح لبطريرك الروم الأرثوذكس بالدخول معهم ، حيث إنّ ظهور النور المقدس يتم على يديه منذ مئات الأعوام ، وللحفاظ على العلاقة الجيدة
معه ومع دولته فسمح إبراهيم باشا له بالدخول معهم ، وعندما صلى البطريرك فجّـر النور المقدس بطريقة
إعجازية أرعبت إبراهيم باشا وخرج النور المقدس مخترقا أحد الأعمدة وشــقّه إلى نصفين ، ليظهر
أمام الجموع الغفيرة خارج الكنيسة التى أخرجها إبراهيم باشا سابقا ، ولا يزال هذا العمود موجودا إلى اليوم مشقوقا من المنتصف شهادة على هذه المعجزة ،ويختتم كاهن كنيسة ملبورن ، أنه من الجدير بالذكر أنّ مفاتيح كنيسة القيامة فى عهدة عائلتين عربيتين مسلمتين هما عائلة « نسيبة » وعائلة « جودة » اللتان تسلمتا الإشراف على حفظ مفاتيح كنيسة القيامة وفتحها وإغلاقها يوميا منذ عهد صلاح الدين الأيوبى منذ أيام الفتح العربى
لبيت المقدس بعهد الخليفة عمر بن الخطاب .
المصدر / موقع البوابــــــة .