ومن الحب ما قتل .. نحـرَ صديقته ثم قبلها قبلة الوداع !
11 ـ 03 ـ 2021
دبي - رامي عايش :
لم يحتمل شاب عربي الابتعاد عن صديقته الأوروبية التي تعرف إليها في أحد المطاعم وأحبها على مدى سنتين، فقد صارحته برغبتها في قطع العلاقة معه كونها تعرفت الى شخص آخر، بالرغم من انه كان يساعدها ماديا ويسافر معها ويزورها باستمرار، فقرر بعد محاولات عدة لإحياء تلك العلاقة من جديد، التخلصَ منها، كونه لا يستوعب فكرة دخولها في علاقة مع أحد غيره، ففعل " مُكرها " ولكن بوحشية لفرط غيرته عليها.
الحب أمام الانتقام :
تفاصيل هذه الواقعة المليئة بالمفارقات التي تعكس حالة الصراع الداخلي التي مر بها العاشق مع حبيبته كونه كان يحبها، وفي نفس الوقت يفكر في قتلها، تحكي لنا أن الشاب البالغ من العمر 36 عاما عاش تجربة حب صادقة وربما نادرة، لكن نهايتها كانت مأساوية ودموية، إذ تعرف الى الفتاة في العام 2017، في مطعم في أبوظبي، ثم نشأت علاقة حب بينهما، استمرت مدة عامين، قبل أن تبدأ تلك العلاقة بالتوتر بعدما شاهد صوراً لها على برنامج للتعارف، ثم انقطعت تلك العلاقة بعد نحو شهر عندما سافرت الحبيبة في إجازة الى موطنها، وانقطعت أخبارها عنه، حينها نصحه أهله بتركها ، فتركها مكرها ، بالرغم من أن قلبه كان لا يزال معلقا بها ، حتى أنه خسر عمله بعد 8 شهور من تلك الواقعة بسبب الحالة النفسية التي تعرض لها.
عودة من جديد :
وفي بداية العام الماضي، اشتاق الشاب العربي إلى حبيبته، فذهب إلى مقر عملها في محل ملابس في مركزتجاري في دبي، وتصالح معها وعادت علاقتهما كما كانت في السابق، وأخبرته أنها غيرت مقر سكنها في مجمع أبراج مشهور دون أن تخبره في أي برج تحديدا، حيث كان يتواعد معها في سيارته أو يذهبان الى الفندق طوال فترة عودتهما الى بعضهما البعض، وظلت علاقتهما طيبة مدة شهرين إلى ان شاهد صورها مرة ثانية على برنامج للتواصل الاجتماعي، فعبر لها عن انزعاجه من تصرفها، غير انها لم تكترث له، وساءت العلاقة مرة ثانية وابلغته برسالة " واتساب " انها لا تريد الاستمرار في العلاقة معه، فرد عليها بسؤال اذا ما كانت على علاقة مع احد غيره، فجاءه الجواب كالصاعقة " نعم لدي علاقة مع شخص اخر " ، فسألها إذا ما اقامت " علاقة " غير شرعية معه فطمأنته " لا ".
تهديد :
ولأنه لم يحتمل صراحتها، أبلغها بالقول : " غادري الدولة، وافعلي ما تشائين بعدها، فلا ارغب بمشاهدتك مع أحد غيري هنا "، فغضبت وهددته بانه سوف تبلغ الشرطة إذا أزعجها مرة ثانية، ثم
انقطعت علاقتهما مدة شهر قبل ان تعاود الاتصال به طالبة منه اقراضها 55 ألف درهم، فأخبرها أنه لا يملك سوى 30 ألفا ولم يخبرها حينها بفصله من عمله، فأخذت المبلغ منه، واستغل تواصلها معه ليتأكد منها ثانية اذا ما أقامت علاقة محرمة مع غيره، فأخبرته بأنها فعلت ذلك ، " فانفجر من شدة الغضب وسبها وشتمها، وساءت العلاقة بينهما، وأخبرته بأنها ستعيد له المبلغ وتقطع علاقتها به، بالرغم
من تمسكه حتى اللحظة بها.
البحث عن السكن الجديد :
وفي نهاية يونيو الماضي، قرر الشاب العربي المجيء من أبوظبي حيث يسكن إلى دبي للبحث عن مقر سكن حبيبته، وتوجه إلى مجمع السكن الذي وصفته له، وراح يبحث عن سيارتها حتى يحدد البرج الذي تسكن فيه، وبالفعل وجدها، ثم راح يبحث عن حبيبته في كل طابق، وكان معروفاً لديه أنها تترك أحذيتها خارج الشقة، وتضع المفتاح داخل حذاء منها، فاستدل على الشقة ووجد المفتاح الذي إصطنع نسخة منه وأعاد المفتاح الأصلي إلى الحذاء.وفي اليوم عينه دخل الشاب إلى الشقة ليتعرف إلى طريقة حياة حبيبته فيها، ولاحظ عدم وجود مرآة كبيرة لتسريح شعرها، فخرج واشترى لها واحدة، وتواعد معها والتقى بها
في ذاك اليوم وقدم لها المرآة هدية، وطلب صفو خاطرها، فأحست بدخوله الى الشقة لكنه أنكر ذلك.
إتصال مزعج :
وبعد رفضها استئناف العلاقة معه، غاب عنها شهرا، ثم عاد إلى مواقف البناية، وشاهدها تخرج بفستان سهرة، وكان ذلك في يوليو الماضي، فانتظرها حتى تعود لكنها غابت ليلتين فبدأ ينهار لأنه أدرك حقيقة نومها في منزل "حبيبها الجديد"، كما تلقى وقتها اتصالاً من أحد الأشخاص من أبو ظبي مدعيا بأنه من الشرطة وطلب إليه
الابتعاد عنها، فغضب كثيراً، وتوجه إلى محلات مختلفة واشترى شريطاً وعصا بلاستيكيين، وشريطاً اخر لاصقاَ، وسكيناً، بالإضافة إلى مطرقة أخذها من منزل صديقه في دبي وتوجه إلى شقة حبيبته ليلا ،
وفتحها بالمفتاح الاحتياطي وانتظرها هناك خلف الباب .ولما عادت المذكورة أمسك بها وكبل يديها
واعتدى عليها واستفسر منها حول سبب غيابها عن البيت مدة يومين، فأخبرته بأنها خرجت مع صديقها الجديد الذي حضر إليها وحجز لها غرفة مشتركة في فندق لمدة ليلتين، كما أخبرته أنها هي من طلبت
ذلك نكاية به، فزاد جنونه وصرعه، وأشهر السكين والعصا في وجهها راغباً في قتلها لكنه تراجع
بعدما توسلت إليه وقبلت يديه بينما شرع هو في البكاء بحجة انه " لا يستحق ما يجري له ".
طلب غريب :
ومن شدة حبه لها أخذ أدوات الجريمة وانصرف، بعدما سلمها النسخة الاحتياطية من المفتاح حتى يشعرها
بالأمان، وعاد إليها ظهر ذلك اليوم، وبدأ ينظف لها الشقة، واشترى لها الطعام والورود ثم غادرتاركا
لها رسالة مكتوب عليها " أنت حرة، افعلي ما تشائين "، ولكنه طلب منها أن تفعل معه مثلما فعلت
مع صديقها الجديد بأن تقضي ليلتين معه في الفندق، لكنها لم تكترث لذلك، وتوجهت في اليوم التالي
إلى الشرطة وأبلغت عنه، وتعهد بعدم مضايقتها، وخاف أن يعود لها حتى لا يُسجن.
لحظة الانتقام :
وفي يوم الواقعة، منتصف يوليو الماضي، ذهب إلى مقر سكنها وكان يجلس عند باب سلم البناية
لكي يشاهدها وهي ذاهبة إلى العمل، فشاهدها وهي تستقل سيارة جديدة اشترتها من القرض الذي طلبته
منه وأعادته له سابقا، ولم يعترض طريقها وقتها، غير أنه انتظرها لحين عودتها ومعه أدوات الجريمة
التي أحضرها في المرة الأولى، وكان ينتابه غضب وحب في الوقت عينه ويشعر بأنه يريد قتلها فعلا، ولكن حبه لها كان يمنعه، لكنه هذه المرة كان جاداً فعلاً، فانتظرها خلف باب سلم البرج المؤدي إلى شقتها، ولما حضرت، أشهر السكين في وجهها وأدخلها عنوة إلى الشقة، وأغلق الباب.
خوف وهلع :
في تلك الأثناء حاولت المجني عليها إمساك الجاني من يده التي كان يحمل بها السكين، فانجرح
إصبعه وسالت منه الدماء، فخاف وآرتعب، ووجه إليها طعنتين في رقبتها ثم أكمل نحرها عندما سمع صوت غرغرتها.
حب بعد انتقام :
بعد ذلك المشهد الدموي نزل " القاتل " إلى سيارته ثم رجع إلى الشقة مرة ثانية وشاهد حبيبته
وهي غارقة في الدماء فقبلها على رأسها وغادر، لكنه انزلق على ظهره على السلم بعد خروجه من الشقة نتيجة الدماء التي كانت على حذائه، فانتبه إليه حارس وامرأة أخرى، غيرأنه هرب بسيارته إلى منزل صديقه في دبي وبدل ملابسه رغم أن الأخير لم يكن موجودا في الشقة، ومن ثم قرر العودة الى منزله، ومن شدة التعب توقف عند المخرج المؤدي الى " ابن بطوطة مول " حيث نام قليلا من الوقت، ولما استيقظ أحس بسيارة شكّ بأنها سيارة تحريات، فغير مكانه، لكن التحريات حضرت الى المكان ثانية، بموجب بلاغ عن الواقعة، فسلم نفسه وآعترف بتفاصيل الواقعة.
محاكمة : وأحالت النيابة العامة إلى المحكمة الجزائية في دبي اليوم القاتل مطالبة بإعدامه عن الجريمة الوحشية المنسوبة إليه " عمداً مع سبق الإصرار والترصد ".
المصدر / موقع البيان الألكتروني .