منتدى يسوع المخلص
اشهر نجاحات المخابرات المصريه  613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
منتدى يسوع المخلص
اشهر نجاحات المخابرات المصريه  613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
منتدى يسوع المخلص
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى ثقافي ديني اجتماعي حواري واقسام للتسلية والترفيه.
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
لأي مشكل وللرسائل هنا
welcome maria

 

 اشهر نجاحات المخابرات المصريه

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
asmicheal
الرتبة: مشارك بالتأسيس ومشرف(ة)سابقة
الرتبة: مشارك بالتأسيس ومشرف(ة)سابقة
asmicheal


الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3731
التقييم : 410
تاريخ التسجيل : 09/08/2011

اشهر نجاحات المخابرات المصريه  Empty
مُساهمةموضوع: اشهر نجاحات المخابرات المصريه    اشهر نجاحات المخابرات المصريه  I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 06, 2011 3:33 pm




رفعت الجمال ..؟
رأفت الهجان...؟


هو اعظم جاسوس فى تاريخ الجاسوسيه بل فى تاريخ البشريه في رأي الكثيرين .
و لن نسرد الكثير عن بطولته في التوبيك نظرا لشهرة قصته الطاغية خصوصا بعد عرضها في المسلسل الشهير رأفت الهجان....

لم يتوقع احد تلك العاصفة التى هبت داخل اسرائيل بحثا وسعيا لمعرفة حقيقة الشخصية التى اعلنت المخابرات العامة المصرية عام 1988 بانها قد عاشت داخل اسرائيل لسنوات طوال امدت خلالها جهاز المخابرات المصرى بمعلومات مهمة كما انها شكلت وجندت داخل المجتمع الاسرائيلى نفسه اكبر شبكه تجسس شهدتها منطقة الشرق الاوسط.
وكان اسم (رأفت الهجان) هو الاسم المعلن البديل للمواطن المصرى المسلم (رفعت على سليمان الجمال) ابن دمياط والذى ارتحل الى اسرائيل بتكليف من المخابرات المصرية عام 1954 حاملا روحه على كفة.

وحقق الجمال نجاحات باهرة وبه استطاعت المخابرات المصرية ان تثبت عمليا كذب اسطورة التالق التى تدعيها اسرائيل لجهاز مخابراتها.
وفور اعلان القاهرة لهذة العملية المذهلة طالبت الصحفية الاسرائيلية "سمادر بيرى" - فى موضوع نشرته بجريدة يدعوت احرونوت الاسرائيلية - آيسر هريتيل مدير المخابرات الاسرائيلية فى هذا الوقت ان ينفى ما اعلنته المخابرات المصرية واكدت لمدير المخابرات الاسرائيلية ان هذة المعلومات التى اعلنتها القاهرة تثبت تفوق المخابرات العربية المصرية فى اشهر عملية تجسس داخل اسرائيل ولمدة تقرب من العشرين عاما.

واستهدفت الصحفية من نشر هذا الموضوع عرض الحقيقة كاملة ، حقيقة ذلك الرجل الذى عاش بينهم وزود بلاده بمعلومات خطيرة منها موعد حرب يونيو 1967 وكان له دور فعال للغاية فى الاعداد لحرب اكتوبر 1973 بعد ان زود مصر بادق التفاصيل عن خط برليف ، كما انه كون امبراطورية سياحية داخل اسرائيل ولم يكشف احد امره .
وجاء الرد الرسمى من جانب المخابرات الاسرائيلية : ان هذة المعلومات التى اعلنت عنها المخابرات المصرية ما هى الا نسج خيال وروايه بالغة التعقيد .. وان على المصريين ان لايفخروا بنجاحهم كثيرا !!!!!!!!!

وبينما يلهث الكل وراء اى معلومة للتأكد من الحقيقة عن هذا المجهول المقيد فى السجلات الاسرائيلية باسم "جاك بيتون" بصفته اسرائيلى ويهودى ، نشرت صحيفة "الجيروزاليم بوست" الاسرائيلية موضوعا موسعا بعد ان وصلت الى الدكتور "ايميرى فريد" شريك الجمال فى شركتة السياحية "سي تورز" وبعد ان عرضوا علية صورة الجمال التى نشرتها القاهرة شعر بالذهول واكد انها لشريكه "جاك بيتون" الذى شاركه لمدة سبع سنوات وانه كان بجواره مع جمع كبير من صفوة المجتمع الاسرائيلى عندما رشح لعضوية الكنيست الاسرائيلى ممثلا لحزب "مباى" الاسرائيلى "حزب عمال الارض" ولكنه لم يرغب فى ذلك.

وفور ان فجرت صحيفة "الجيروزاليم بوست" حقيقة الجاسوس المصرى وانه شخصية حقيقية وليست من نسج خيال المصريين كما ادعى مدير الموساد حصلت الصحيفة ايضا على بيانات رسمية من السجلات الاسرائيلية مفادها ان "جاك بيتون" يهودى مصرى من مواليد المنصورة عام 1919 وصل الى اسرائيل عام 1955 وغادرها للمرة الاخيرة عام 1973 .
واضافت الصحيفة بعد التحرى ان "جاك بيتون" او "رفعت الجمال" رجل الاعمال الاسرائيلى استطاع ان ينشئ علاقات صداقه مع عديد من القيادات فى اسرائيل منها "جولدا مائير" رئيسة الوزراء ، و"موشى ديان" وزير الدفاع .

وخلصت الصحيفة الى حقيقة ليس بها ادنى شك :
"جاك بيتون" ما هو الا رجل مصرى مسلم دفعت به المخابرات المصرية الى اسرائيل واسمه الحقيقى "رفعت على سليمان الجمال" من ابناء مدينة دمياط بمصر.
وفور هذة المعلومات الدقيقة التقطت الصحف العالمية اطراف الخيط فقالت صحيفة "الاوبزرفر" البريطانية الواسعة الانتشار : ان "الجمال" عبقرية مصرية استطاع ان يحقق اهداف بلاده .. ونجح فى ان يعود الى وطنه سالما ويموت طبيعيا على فراشه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
من ملفات المخابرات العامه المصريه
القصه كما وردت فى ملفات المخابرات

الصراع الحقيقي بين المخابرات المصرية والاسرائيلية
لم يتوقع احد تلك العاصفة التى هبت داخل اسرائيل بحثا وسعيا لمعرفة حقيقة الشخصية التى اعلنت المخابرات العامة المصرية عام 1988 بانها قد عاشت داخل اسرائيل لسنوات طوال امدت خلالها جهاز المخابرات المصرى بمعلومات مهمة كما انها شكلت وجندت داخل المجتمع الاسرائيلى نفسه اكبر شبكه تجسس شهدتها منطقة الشرق الاوسط.
وكان اسم (رأفت الهجان) هو الاسم المعلن البديل للمواطن المصرى المسلم (رفعت على سليمان الجمال) ابن دمياط والذى ارتحل الى اسرائيل بتكليف من المخابرات المصرية عام 1954 حاملا روحه على كفة.
وحقق الجمال نجاحات باهرة وبه استطاعت المخابرات المصرية ان تثبت عمليا كذب اسطورة التالق التى تدعيها اسرائيل لجهاز مخابراتها.
وفور اعلان القاهرة لهذة العملية المذهلة طالبت الصحفية الاسرائيلية "سمادر

بيرى" - فى موضوع نشرته بجريدة يدعوت احرونوت الاسرائيلية - آيسر هريتيل مدير المخابرات الاسرائيلية فى هذا الوقت ان ينفى ما اعلنته المخابرات المصرية واكدت لمدير المخابرات الاسرائيلية ان هذة المعلومات التى اعلنتها القاهرة تثبت تفوق المخابرات العربية المصرية فى اشهر عملية تجسس داخل اسرائيل ولمدة تقرب من العشرين عاما.
واستهدفت الصحفية من نشر هذا الموضوع عرض الحقيقة كاملة ، حقيقة ذلك الرجل الذى عاش بينهم وزود بلاده بمعلومات خطيرة منها موعد حرب يونيو 1967 وكان له دور فعال للغاية فى الاعداد لحرب اكتوبر 1973 بعد ان زود مصر بادق التفاصيل عن خط برليف ، كما انه كون امبراطورية سياحية داخل اسرائيل ولم يكشف احد امره .
وجاء الرد الرسمى من جانب المخابرات الاسرائيلية : ان هذة المعلومات التى اعلنت عنها المخابرات المصرية ما هى الا نسج خيال وروايه بالغة التعقيد .. وان على المصريين ان يفخروا بنجاحهم!

وبينما يلهث الكل وراء اى معلومة للتأكد من الحقيقة عن هذا المجهول المقيد فى السجلات الاسرائيلية باسم "جاك بيتون" بصفته اسرائيلى ويهودى ، نشرت صحيفة "الجيروزاليم بوست" الاسرائيلية موضوعا موسعا بعد ان وصلت الى الدكتور "ايميرى فريد" شريك الجمال فى شركتة السياحية "سي تورز" وبعد ان عرضوا علية صورة الجمال التى نشرتها القاهرة شعر بالذهول واكد انها لشريكة "جاك بيتون" الذى شاركه لمدة سبع سنوات وانه كان بجواره مع جمع كبير من صفوة المجتمع الاسرائيلى عندما رشح لعضوية الكنيست الاسرائيلى ممثلا لحزب "مباى" الاسرائيلى "حزب عمال الارض" ولكنه لم يرغب فى ذلك.

وفور ان فجرت صحيفة "الجيروزاليم بوست" حقيقة الجاسوس المصرى وانه شخصية حقيقية وليست من نسج خيال المصريين كما ادعى مدير الموساد حصلت الصحيفة ايضا على بيانات رسمية من السجلات الاسرائيلية مفادها ان "جاك بيتون" يهودى مصرى من مواليد المنصورة عام 1919 وصل الى اسرائيل عام 1955 وغادرها للمرة الاخيرة عام 1973 .
واضافت الصحيفة بعد التحرى ان "جاك بيتون" او "رفعت الجمال" رجل الاعمال الاسرائيلى استطاع ان ينشئ علاقات صداقه مع عديد من القيادات فى اسرائيل منها "جولدا مائير" رئيسة الوزراء ، و"موشى ديان" وزير الدفاع .

وخلصت الصحيفة الى حقيقة ليس بها ادنى شك :
"جاك بيتون" ما هو الا رجل مصرى مسلم دفعت به المخابرات المصرية الى اسرائيل واسمه الحقيقى "رفعت على سليمان الجمال" من ابناء مدينة دمياط بمصر.
وفور هذة المعلومات الدقيقة التقطت الصحف العالمية اطراف الخيط فقالت صحيفة "الاوبزرفر" البريطانية الواسعة الانتشار : ان "الجمال" عبقرية مصرية استطاع ان يحقق اهداف بلاده .. ونجح فى ان يعود الى وطنه سالما ويموت طبيعيا على فراشه.

رفعت الجمال
ولد رفعت الجمال فى الأول من يوليو 1927 بمدينة طنطا وكان الأبن الأصغر للحاج على سليمان الجمال تاجر الفحم وكان له اخوين اشقاء هما لبيب ونزيهه اضافة الى اخ غير شقيق هو سامى، وكان والده يحمل لقب (أفندي) اما والدته فكانت من أسرة عريقة وكانت تتحدث الإنجليزية والفرنسية.

لم ينعم "رفعت" بوالده طويلا اذ توفى والده وهو بعد فى التاسعة من عمره عام 1936 وكانت شقيقته نزيهه فى الحادية عشر ولبيب فى الثالثة عشر، اما سامي فكان فى الثالثة والعشرين، ولم يكن لهم اى مصدر للرزق فاتفق الاعمام والعمات على حل كان منطقيا فى هذة الظروف وهو ان يلتحق الصبيين (رفعت ولبيب) بورشة للنجارة حيث كانت مدينة دمياط منذ القدم وحتى الان مشهورة بصناعة الاخشاب الا ان الشقيق الاكبر سامى رفض الفكرة من اساسها واقترح ان ينتقل الاولاد الثلاثة وامهم معه الى القاهرة ليتعلموا فى مدارسها ويكفل لهم راتبه المتواضع حياه كريمة، وكان سامي مدرسا للغة الإنجليزية وكان مسئولا عن تعليم أخوة الملكة فريدة اللغة الإنجليزية.

وفى القاهرة التحقت نزيهة بمدرسة ثانوية للبنات والتحق لبيب بمدرسة تجارية متوسطة، اما رفعت فالتحق بمدرسة ابتدائية وبعد اتمامه لها التحق ايضا بمدرسة تجارية وكان وقتها يتقن التحدث باللغتين الانجليزية والفرنسية ، وبرغم محاولات سامى ان يخلق من رفعت رجلا منضبطا ومستقيما الا ان رفعت كان على النقيض من اخية سامى فقد كان يهوى اللهو والمسرح والسينما بل انه استطاع ان يقنع الممثل الكبير بشارة وكيم بموهبته ومثل معه بالفعل في ثلاثة افلام.

وفي عام 1943 تزوجت نزيهة من الملازم اول احمد شفيق في حين سافرت امه الى دكرنس للإقامة مع أخوها ليجد رفعت نفسه محروما فجأة من امه وأخته التى كان يحبها كثيرا، ووجد نفسه فجأة مطالبا بتحمل أعباء نفسه ومن ثم وعلى سبيل الإحتجاج رسب عمدا فى امتحان العام الدراسي الثالث بمدرسته التجارية وفي هذا الوقت تزوج شقيقه سامي من ابنه محرم فهيم نقيب المحامين فى ذلك الوقت، في حين انشغل لبيب بعمله، ولما كان هناك ملاحق للراسبين فى الامتحان النهائي ومع ثورة الجميع على رفعت ومطالبته بالنجاح في الملاحق الا انه كان مصرا .. ورسب للمرة الثانية.

وفي العام التالي نجح رفعت فى الامتحان ولم يعد امامه الا عام واحد على التخرج وبالفعل تخرج في عام 1946 فى الوقت الذى كان فيه قد انضم الى عالم السينما.
الا انه احس ان الوقت قد حان لكي ينتقل لمجال آخر، وربما كان يريد وقتها الهروب من (بيتي) تلك الراقصة التى تعرف عليها، فتقدم بطلب لشركة بترول اجنبية تعمل بالبحر الأحمر للعمل كمحاسب واختارته الشركة برغم العدد الكبير للمتقدمين ربما نظرا لإتقانه الإنجليزية والفرنسية، وانتقل بالفعل الى رأس غارب حيث بقى لمده خمسة عشر شهرا تعلم خلالها كل ما امكنه عن اعمال البترول واقام علاقات متعدده مع مهندسين اجانب، وفي هذه الأثناء توفيت والدته بدكرنس.

وفي عام 1947 قرر رئيسه نقله الى المركز الرئيسي بالقاهرة ولما كان لا يرغب في العودة الى القاهرة آنذاك إذ انه لن يستطيع ان يكون قريبا من أخته نزيهة وأبناءها وفي الوقت نفسه لا يستطيع رؤيتها مع سوء علاقته بزوجها فقد رفض الترقية.
وانتقل الى الإسكندرية للعمل في شركة كيماويات كان رئيسها قد فاتحه أكثر من مرة للعمل لديه، وسر منه صاحب الشركة كثيرا نظرا لإجتهاده وكان يعامله كإبن له وهو الشئ الذى كان يفتقده رفعت كثيرا.

وفي عام 1949 طلب منه صاحب الشركة السفر الى القاهرة لأنه غير مطمئن للمدير هناك وطلب منه مراجعه اعماله.
وسافر رفعت الى القاهره وراجع اعمال مدير الفرع فلم يجد ما يثير الريبه وتسلم منه الخزانه وراجع ما فيها دون ان يدري انه يمتلك مفتاحا ثانيا لها، وفي اليوم التالي اكتشف ضياع الف جنيه من الخزانه واصبح هو من الناحية الرسمية المسئول عن ضياع المبلغ، واتصل مدير الفرع برئيس الشركة بلإسكندرية وابلغه انه عثر على المبلغ في غرفته وهو ما لم يحدث، وعاد رفعت الى الإسكندرية وقال له رئيسه انه يصدقه لكنه لا يستطيع الإبقاء عليه فى وظيفته تجنبا لإجراء اى تحقيقات رسمية لكنه ايضا رتب له عمل آخر مع صديق له يدير شركة ملاحه بحرية .. ولم يكن امام رفعت خيار آخر.

رفعت الجمال
وبدأ رفعت العمل كمساعد لضابط الحسابات على سفينة الشحن "حورس"، وبعد أسبوعين من العمل غادر مصر لأول مرة في حياته على متن السفينة. وطافت "حورس" طويلا بين الموانئ؛ نابولي، جنوة، مارسيليا، برشلونة، جبل طارق، طنجة .. وفي النهاية رست السفينة في ميناء ليفربول الإنجليزي لعمل بعض الإصلاحات وكان مقررا أن تتجه بعد ذلك إلى بومباي الهندية.

ولما كان من المفترض أن تبقى السفينة لمدة ليست بالقصيرة في ليفربول فقد بدأ رفعت في أستكشاف المكان وتولت الأقدار أمر تعارفه بـ "جودي موريس" وهي فتاة انجليزية ذكرته كثيرا ببيتي التى كان يعرفها في مصر، غير أن جودي كانت تختلف كثيرا فقد كان والدها شخصية نقابية هامة في انجلترا.

ولما أصبحت "حورس" جاهزة للرحيل تمسكت جودي برفعت وطالبته بالبقاء معها لبعض الوقت لكنه لم يكن مستعدا لخسارة وظيفته أو البقاء في انجلترا بطريقة غير مشروعة، غير أن جودي أوضحت له أن كثيرا من البحارة يضطرون إلى إستئصال الزائدة الدودية وبذلك يتخلفون عن اللحاق بسفنهم وينتظرون إلى أن تعود مرة آخرى كما أن والدها يستطيع مساعدته في الحصول على تصريح إقامة ومن ثم أدعى رفعت الألم وأجرى عملية إستئصال الزائدة الدودية وهو لا يشكو حقيقة منها بأي ألم!

وعقب تماثله للشفاء التحق بالعمل لدى والد جودي في الميناء بعد أن رتب له الوالد تصريحا بالعمل.

وسارت الأمور طبيعية بعض الوقت إلى أن شعر رفعت أن الأمور تتطور في غير صالحه خاصة بعد أن تعلقت جودي به كثيرا وأعلنت صراحة رغبتها في الزواج منه، ولما كان قد أيقن أنها لا تصلح له كزوجه فقد أنتهز أول فرصة حينما عادت "حورس" إلى ليفربول ليودعها عائدا إلى حياة البحر.

وفي مارس 1950 عاد رفعت الجمال إلى مصر. عاد ليجد نفسه لم يتغير كثيرا فقد وجد نفسه كما رحل عنها؛ بلا أسرة أو عائلة. ولذلك لم يلبث أن رحل مرة آخرى على متن سفينة ترفع العلم الفرنسي. وبعد أربعة أيام من الإبحار وصلت السفينة إلى مارسيليا حيث واصل رفعت هوايته في إستكشاف الأماكن، ومن مارسيليا أنتقل إلى العاصمة الفرنسية باريس حيث واجه خطر الترحيل لأنه لم يكن يمتلك تأشيرة إقامة.

ومن باريس أستقل رفعت القطار إلى العاصمة الإنجليزية لندن زاعما أنه مضطر لاستشارة الطبيب الذى أجرى له استئصال الزائدة الدودية وحصل بموجب ذلك على تأشيرة دخول لمدة أسبوعين ولم يكن من الممكن بالنسبة إليه أن يكون في انجلترا دون أن يعرج على ليفربول لرؤية جودي التى بكت من الفرحة حينما رأته متصورة أنه عاد من أجلها.

وهناك ساعده قس مسيحي، كان قد طلب منه في زيارته الأولى لليفربول أن يعلمه ما يعرفه عن الإسلام، في الحصول على وظيفة جيدة في وكالة سفريات تدعى "سلتيك تورز".

وأظهر رفعت كفاءة كبيرة في عمله الجديد ونجح في إقناع رئيسه في محاولة الحصول على موافقة السفارة المصرية بلندن على أن تتولى "سلتيك تورز" تنظيم سفر الدبلوماسيين المصريين والحاصلين على منح دراسية من وإلى انجلترا وأقتنع رئيسه ونجح رفعت في مهمته وعاد إلى الوكالة بعقد مربح بلغت عمولته عنه 2000 جنيه استرليني وهو مبلغ رهيب بالنسبة لهذا الزمن.

وقبل أن تمر خمسة شهور على هذه الصفقة زادت أرباح وكالة السفريات وزادت مدخراته إلى 5000 جنيه استرليني وضعها في بنك أمريكان أكسبريس مقابل شيكات سياحية بنفس القيمة.

وفكر رفعت في تكرار تجربته مع السفارة المصرية في نيويورك وأقنع رئيسه بالفكرة وسافر بالفعل على الفور إلى نيويورك. لكنه لم يكن يعلم أنه لن يعود مرة آخرى...



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/pages/%D8%AC%D8%B1%D9%88%D8%A8-%D9%85%D9
asmicheal
الرتبة: مشارك بالتأسيس ومشرف(ة)سابقة
الرتبة: مشارك بالتأسيس ومشرف(ة)سابقة
asmicheal


الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3731
التقييم : 410
تاريخ التسجيل : 09/08/2011

اشهر نجاحات المخابرات المصريه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: اشهر نجاحات المخابرات المصريه    اشهر نجاحات المخابرات المصريه  I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 06, 2011 3:46 pm





شارك في تأسيس جهاز المخابرات وإذاعة صوت العرب ومهندس حركات التحرر ، فتحي الديب رجل المهام الخاصة لعبد الناصر .

فتحي الديب أحد أبرز معاوني الزعيم المصري الراحل جمال عبدالناصر في قضايا الشئون العربية. يعد الديب من مؤسسي جهاز المخابرات العامة المصرية عام 1953، حيث كان ضمن ثمانية اختارهم عبدالناصر برئاسة عضو مجلس قيادة الثورة زكريا محيي الدين، تولوا مهمة انشاء جهاز المخابرات.
ومن خلال عمله كلف عبدالناصر فتحي الديب برئاسة دائرة الشئون العربية في جهاز الاستخبارات، وأوكل اليه اعداد خطة لتحرير دول الوطن العربي من الاستعمار. وقام الديب بانجاز هذه المهمة، ومن خلالها تأسست اذاعة «صوت العرب» كأداة إعلامية لثورة يوليو عام 1952 في معاركها ضد الاستعمار.



وارتبط اسم فتحي الديب، الذي رحل عن عمر يناهز الثمانين عاماً، بمعظم الثورات وحركات التحرر العربية، حيث كان المهندس الفعلي لربط الثورة الجزائرية بمصر، وعن طريقه تم تقديم الزعيم أحمد بن بيلا الى الرئيس جمال عبدالناصر.


وتولى الديب ادارة أصعب المهام التي ساعدت على نجاح الثورة الجزائرية، حيث تولى مسئولية امدادها بالمال والسلاح، وظل مطلعاً على أدق التفاصيل التي ساعدت على نجاح الثورة.


وقام الديب بالدور نفسه في ثورات اليمن وليبيا، كما امتد نشاطه في هذا المجال الى منطقة المشرق العربي، في سوريا ولبنان. كذلك لعب دوراً رئيسياً في نجاح ثورة العراق ضد نظام الحكم الملكي ونوري السعيد، وهو ما أدى الى اسقاط «حلف بغداد» الذي كانت تسعى الى تأسيسه المخابرات الأميركية في محاولة لوقف تأثير المد الناصري والقومي في المنطقة العربية.


وعبر تكليف من الرئيس عبدالناصر اضطلع فتحي الديب بدراسة الأوضاع في منطقة الخليج العربي، وعن طريقه تم توثيق العلاقة مع نضال الشعب العُماني ضد الاستعمار الانجليزي الذي كان يسعى الى فصل العاصمة مسقط عن عُمان، وهو ما فشل فيه الانجليز بعد المساندة القوية من ثورة يوليو.


ولم يقتصر دور الديب على هذه المهام، وإنما امتد نشاطه الى دعم حركات التحرر في العالم الثالث كأحد أهداف الثورة المصرية، حيث كان همزة الوصل بين حركات المعارضة الايرانية ضد حكم الشاه، وساعد على نمو هذه العلاقة التي ربطت بين تلك المعارضة والزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وكان ذلك بعلم الإمام الخميني الذي قاد الثورة ضد الشاه عام 1979. ولم يكشف الديب عن هذا الدور إلا منذ ثلاث سنوات.


وكان لرجل «المهام الخاصة» الراحل دور أيضاً في ربط عرب المهجر بثورة يوليو، وقدّم ـ عبر عرب المهجر في أميركا اللاتينية ـ الى الحركة الوطنية في بنما تجربة وخبرة مصر في تأميم قناة السويس للاقتداء بها في السيطرة على قناة بنما.


وتولى الديب مهام عديدة من أعقد مراحل النضال المصري والعربي، حيث شغل منصب سفير مصر في سويسرا (1961) وكان تكليف عبدالناصر له مرتبطا بجعل السفارة المصرية هناك مركزاً متقدماً وتجمعاً لحركات التحرر العربية والعالمية.


كما كلف بادارة الأمانة العامة لمجلس الرئاسة المشترك بين مصر والعراق (1964). ومنح جمال عبدالناصر فتحي الديب وسام الجمهورية من الطبقة الثانية (1965)، كما نال وسام الاستحقاق من سوريا (1955)، ثم منحه عبدالناصر وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام (1969) وكلفه برئاسة الأمانة العامة للقيادة السياسية الموحدة عام (1970) بين مصر وسوريا وليبيا والسودان، وهو مشروع الوحدة الذي كانت خطواته قد بدأت. ولم يستكمل بسبب رحيل جمال عبدالناصر. وفي عام (1970) ـ بعد وفاة عبدالناصر ـ استقال فتحي الديب من عمله برئاسة الجمهورية .
__________________
من ملفات المخابرات العامه المصريه
القصه كما وردت فى ملفات المخابرات



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/pages/%D8%AC%D8%B1%D9%88%D8%A8-%D9%85%D9
asmicheal
الرتبة: مشارك بالتأسيس ومشرف(ة)سابقة
الرتبة: مشارك بالتأسيس ومشرف(ة)سابقة
asmicheal


الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3731
التقييم : 410
تاريخ التسجيل : 09/08/2011

اشهر نجاحات المخابرات المصريه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: اشهر نجاحات المخابرات المصريه    اشهر نجاحات المخابرات المصريه  I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 06, 2011 3:47 pm

الشوان يروي محطات اختراقه للموساد، مقابلة مع عبد الناصر أرخت لبدء العملية


لا ينافس قصة (رأفت الهجان) الشهيرة الذي زرعته المخابرات المصرية في قلب (اسرائيل) سوى قصة (جمعة الشوان) وهو عميل آخر وليس أخيرا تم تجنيده كعميل مزدوج اخترق جهاز المخابرات الاسرائيلي ومرح في جسده كيفما حلا له او حلا للمخابرات المصرية آنذاك, في تلك الفترة الناصعة من تاريخ الامة العربية في ذروة الصراع العربي الاسرائيلي .

, والثاني اسمه الحقيقي, ابن السويس الطيب يحكي للاجيال الجديدة محطات من اختراقه لجهاز المخابرات الاسرائيلية, حيث يكشف ان نشاطه كان بمعرفة ومباركة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر. يكشف كذلك في حكايته المثيرة كيف وضع الموساد في طريقه 111 من اجمل الفتيات على اطباق حمراء لاغوائه وذلك قبل ان يغدق عليه الاموال طيلة عشر سنوات قضاها في اوروبا لكن رغم كل الاغراءات عجز الموساد عن شراء وطنية احد ابناء هذا الوطن الطيب الممتد من المحيط الى الخليج الذي اختار بدلا من الخيانة الطريق الاصعب وهو تضليل عملاء الموساد وايقاعهم في حبائل المخابرات المصرية شارعا في رسم ملامح ملحمته الوطنية الخاصة. في شقته بوسط القاهرة التي كانت غرفة عمليات لأقوى عملية تجسس مزدوج لصالح مصر.. كان اللقاء مع الشوان. بادرناه بالسؤال عن كيفية قيام المخابرات العامة المصرية بالكشف عن شخصيته بعد خداع عشر سنوات للموساد الاسرائيلي.. وكيف كان رد فعلهم؟ فأجاب: وكأنه مبرمجا.. بل لنتحدث عن البداية. يعتدل الهوان وكأنه يستعد للقيام بمهمة.. وتتغير ملامحه فيبدو مزهوا: البداية كانت هناك في السويس. بلد الشهداء والشجعان. نشأت في اسرة مكونة من سبعة ابناء واب وام كان ترتيبي الخامس بين اخواتي ومع انني لست الكبير.. الا انني تحملت مسئولية رعاية الاسرة مع ابي وانا في الرابعة عشرة وبعد حصولي على الشهادة الاساسية.. وفي فترة قصيرة اصبحت من الافراد الهامين في مجال اعمال الميناء والبحر, وعرفني الاجانب واختلطت بهم حتى تعلمت عدة لغات في سنوات قليلة, واطلق علي السوايسة في الميناء: الشاطر.. وكنت صاحب ومدير شركة سياحية ولم اكمل بعد عامي التاسع عشر. وبعد قرارات التأميم التي شملت شركتي تم تعييني رئيسا لقسم الاشغال براتب كبير في ذلك الوقت هو 48,75 جنيها مصريا. يتابع هذا الكلام هام جدا لمعرفة الخلفية التاريخية لقصة التجسس التي لا أتردد في وصفها برحلة الموت. المهم, لم اطق العمل الحكومي ورحت اجتهد حتى استطعت ان انظم عدة رحلات ترفيهية لاطقم السفن التي كانت ترسو على ميناء السويس, ومدها بالمواد التموينية.. ولكن الشركة فتحت فرعا في بور توفيق وعينوني مديرا لادارته. وحتى لا نطيل, فلنقفز الى يونيو 1967 وهذه الحرب الشرسة التي حولت السويس الى مدينة اشباح بسبب الغارات التي دمرت كل شيء واخذت في طريقها اللانش الذي بنيته بعرقي ودمي, ولم تترك سيارتي وبيتي. واصبحت لا املك شيئا, وكان التهجير, هذا اللفظ الذي مازال يرعبني ويتعسني حتى اليوم.. وفي القاهرة راحت الايام تقذف بي, وانا الهث وراء لقمة العيش دون جدوى.. وفي احدى الليالي وانا جالس محطم محبط تذكرت مبلغا من المال كنت ادين به لصاحب شركة البحر الاحمر في اليونان كنت قد امددته بقيمته مواد تموينية لاحدى سفنه, وكان مبلغا كبيرا 2000 جنيه استرليني. ويعيد الهوان الجملة بطريقة اخرى 2000 جنيه استرليني لدى الخواجه (باماجاكوس) في اليونان.. تستحق السفر.. فقد كان هذا المبلغ في ذلك الوقت ـ في عام 1968 ـ يساوي ثروة كبيرة يمكن ان يبدأ بها الانسان مشروعا ليس صغيرا. يلتقط الهوان انفاسه ويرشف قليلا من الماء ويستمر في الحديث: سافرت الى اليونان مع صديق لي.. ولم نكن نملك سوى 22 دولارا لكل منا 11 دولارا وهذا كل ما كان يسمح به للمصريين المسافرين للخارج وحين وصلنا اليونان وسألنا عن باماجاكوس كانت الصدمة.. انه ليس بالبلاد, ولكنه سيأتي بعد اسبوعين دارت بنا الدنيا, فما نملكه من مال لا يكفي (عيش حاف). وكنا نقيم في فندق متواضع. ولكنه التهم كل ما نملك في اقل من اسبوع وبعده سرنا نستدين من الفندق حتى يأتي الفرج ومعه (باماجاكوس) وكدنا نساق للشرطة التي هددتنا ادارة الفندق بها, وذهبنا هائمين على وجوهنا نبحث عن فتات العيش في القمامة, واذا بأحد الافراد يسألنا عن كوكايين, ووجدت الفرصة, فاشتريت اسبرينا وفلفلا ابيض وطحنتهما واعطيته هذا المسحوق الذي اشتراه بستمئة جنيه كانت كفيلة بأن ترد ديننا ونأكل منها حتى عودة الخواجة باماجاكوس, وبعد الاسبوعين جاء الخواجة الذي لطمني بقوله انه لا يملك المال لأنه تعرض لهزة كبيرة. فقد غرقت احدى سفينتيه, والاحوال ليست على ما يرام, ووعدني بأن يرد لي بعض الدين مع ضمان العمل على السفينة, ولم يكن امامي سوى الاستجابة ويستطرد الهوان: ما باليد حيلة..: وللأسف لم يوافق على الحاق صديقي بنفس العمل بل الحقه بعمل آخر.. وافترقنا ولم اره حتى اليوم.

هنا كانت بداية الرحلة.. والتجنيد؟!

- فعلا .... انطلقت السفينة حتى وصلنا الى بريستون في اول رحلة من اليونان وانا في العمل. واصدقك القول انني كنت سعيدا جدا لأنني طالما حلمت بالسفر الى اوروبا بلاد الاجانب الذين كنت اقابلهم كثيرا.. تعرفت على شاب يوناني على السفينة يدعى ديموس اصطحبني لشوارع بريستون بعدما رفض القبطان اعطائي اية نقود (لأنني حديث) على السفينة. فاعطاني ديموس عشرة جنيهات استرليني مقابل قيامي بالترجمة له اثناء حديثه مع الاجانب فلم يكن يعرف سوى اليونانية؛ وذهبنا الى احد البارات.. وجلسنا واذا بشاب اسمر يرمقني بطريقة ملفته.. لدرجة انني اعتقدت انني ربما اشبه احد معارفه, وقبل ان ابادره بالسؤال سألني عن اسمي في محاولة للتعارف فتعرفت عليه واعطيته بطاقة هوية مكتوبا عليها اسمي وعملي كمدير شركة ابوسنبل السياحية, فأبدى الشاب مزيدا من الاهتمام وسألني ولكن ماذا تفعل هنا, فقلت له بقليل من الحرج: حال الدنيا فانا عامل على احدى السفن اليونانية, فاستنكر الشاب هذا وعرض علي وظيفة بـ الف جنيه استرليني مع الاقامة والطعام باحدى الشركات وودعني على امل اللقاء في اليوم التالي. يقول الهوان: لم اذق طعم النوم في هذه الليلة ورحت انسج من خيالي قصصا.. اذ ان مبلغا كبيرا كهذا كفيل بأن يعيد اليّ كل ما فقدت من ثروة ومركز. وفي الصباح الباكر اسرعت الى ديموس ليصحبني الى نفس البار لنلتقي بالشاب الاسمر الذي لم يأت رحت انتظر ساعة وراء ساعة دون جدوى.. واثناء شرودي واحباطي اذا بالجرسون يقدم لنا كأسين من الويسكي واشار بيده الى فتاتين تجلسان على المائده المجاورة.. احداهما ذات جمال, لا يوصف لم اره من قبل, ولكنني قرأت عنه فقط.. قرأت عن الحوريات وهي قطعا منهن.. ابتسمت لي واشارت بكأسها ولكنني لم اكن اشرب الخمر, ولم اكن في حالة نفسية على ما يرام كما انني لم اكن املك سوى عشرة جنيهات استرليني لا تكفي لشيء, وحين لمحت (الفتاتان عدم شربي الويسكي انتقلتا للانضمام لمائدتي ومعي ديموس, قالت الاولى انا (جوجو) وصديقتي (ماري) وسألتني لماذا لا تشرب هذه دعوة.. فقلت لها ولكنني لا املك ما ادعوك عليه.. فاطلقت ماري ضحكة عالية وقالت هذه جوجو ابنة اشهر رجل اعمال ومليونير في مانشستر, وانا امتلك اربعة محلات سوبر ماركت.. قلت لها بحمية الشرقيين ولكنني لابد ان اقدم لكما الشراب.. فتدخلت (جوجو) بخفة تخلب العقول لنخرج من هذا المكان.. ولكن قبل ذلك لننزل الى الدور الاسفل. ذهبت معها انا وديموس.. واذا بي ارى الشاب الاسمر الذي تجاهلني تماما.. ورأيته يعطي جوجو حقنة مخدرات.. فاقتربت منه وسألته, ولكنه اسرف في تجاهله لي.. مما اشعرني بدهشة وغيظ في نفس الوقت.. وفي هذه الاثناء جذبتني جوجو من يدي بعدما وضعت في جيبي كمية من النقود لم اتبين عددها, وقالت بضحكة عالية: حتى لا تغضب, يلتقط الهوان انفاسه ويقول اذا حكيت الاحداث التي مرت بنا وجوجو منذ هذا اللقاء لا تكفي الدفاتر ولكن باختصار.. تطورت العلاقة بيننا وصارت قوية جدا لدرجة انها عرضت عليّ الزواج.. بل حددت موعدا للقاء مع والدها في مانشستر, واحضرت لي حقيبتين مليئتين بأفخر الملابس منها بدلة انيقة تليق بلقاء مليونير وعلمتني اصول البروتوكول في مثل هذه المناسبات. لم تستغرق مقابلتي لأبيها اكثر من نصف ساعة كانت الخلاصة انه موافق من حيث المبدأ على الزواج شريطة ان تقيم معه في فيلته وان اعمل باحدى شركاته براتب شهري الف جنيه استرليني.. فكان عليّ ان اقول انني متزوج ولدي ابنة وابن فقال ومن قال لك انك ستتركهم, سوف ترسل لهم نقودا وكل ما يحتاجون اليه.. يضحك الهوان بسخرية قائلا: كم كان كريما!! ويكمل حديثه: ثم سألني والد جوجو عن اتجاه السفينة التي اعمل عليها قلت له الى روسيا ولكنه قال: بل الى كوبنهاجن, وكم اندهشت حين اتجهت السفينة فعلا الى كوبنهاجن. وهناك وجدت جوجو تنتظرني على رصيف الميناء, واخذتني لنقضي الوقت معا حتى ابحار السفينة, وفي كل رحلة كانت تكرر الحكاية تماما, كل ميناء اصل اليه اجدها في انتظاري ونقضي اليوم معا. حتى وصلنا في احدى المرات الى ميناء بلفاست بأيرلندا الشمالية وكانت مشتعلة بالحرب الاهلية ومحظور التجول في شوارعها. فلم ابرح السفينة وشوقي الى جوجو يكاد يقتلني فاهتديت الى الاتصال بها تلفونيا. واذا بصوت يأتيني قائلا: انا شقيقة جوجو.. لقد ذهبت الى امريكا للزواج (يتلون وجه الهوان وكأنه يسترجع الحوادث وردود افعالها ايضا ومشاعره) ويقول بصوت هادئ: لقد دارت الدنيا بي فلم ابال بالبرد القارس وقفت على ظهر السفينة كالمجنون لماذا خدعتني. لماذا كان ابوها متجاوبا واعطاني هذا الامل الكبير.. ولم اشعر بنفسي الا وقد اصابتني الحمى.. حمى البرد والحزن.. ولم افق من غيبوبتي إلا بحقنة الطبيب.. وصوت جوجو وصورتها أمامي بشحمها ولحمها, وقالت معتذرة: هذه السيدة ليست شقيقتي بل صديقة وقد أخطأت, ولكنني لم أصدقها إلا حين صممت على مغادرتنا السفينة والذهاب رأسا لعقد قراننا.. صدقتها وقمت من فراشي سعيداً وقضينا اليوم معاً.. ثم اعادتني إلى السفينة وقالت لي: سوف تتجه السفينة إلى بلجيكا وهناك سنلتقي على الرصيف وإذا لم تجدني سنلتقي في اليوم التالي في هذا البار وأعطتني بطاقة بالاسم والعنوان. .. يبلل الهوان ريقه بقليل من الماء ليستكمل الحديث: شعرت في ذلك الوقت أنه لابد من الارتباط بجوجو التي أحببتها جداً ولم أستطع الاستغناء عنها وكان قراري الذي عقدت العزم عليه هو الزواج والاقامة معها بمانشيستر كما قال والدها.. وصلت السفينة إلى بلجيكا؛ ولكنني لم أجد (جوجو) على الرصيف كما عودتني دائماً وتذكرت اننا سنلتقي في اليوم التالي في البار... بحثت عن البطاقة المكتوب عليها العنوان.. رفعتها بحنان ورفق ووضعتها تحت الوسادة.. وفي الصباح الباكر ذهبت إلى هناك ورغم أن الموعد كان عصراً.. رحت استحلف الساعة أن تمر.. وتسكعت في الشوارع حتى جاء الموعد.. طرت إلى البار ابحث عن جوجو كطفل يبحث عن أمه.. وكانت الصدمة حين لم اجدها.. ومرت الساعات وأنا أكاد افقد عقلي.. ولأول مرة اطلب خمراً لأشرب لعلني أنسى هذا الشعور المميت بالاحباط والتعاسة والحزن, وفي هذه الاثناء إذا بالمقعد يهتز بسبب اصطدام, أحد الشباب به والذي راح يعتذر لي مسرفاً في أدبه.. فاندهشت لأن ما حدث لا يستحق كل هذا الاعتذار.. ولكنه بادرني بالقول وبطريقة فيها من الود ما زاد من دهشتي: أنا وصديقي راهنا عليك.. صديقي قال أنك من باكستان.. قلت له تخسرا انتما الاثنين فأنا من مصر... فضحك وقال اذن أنت الرابح فهيا لتأخذ ماربحت فسألته على أي شيء كان الرهان, قال: على سهره حمراء. يتابع الهوان: أعرف أن في الحديث بعض الاحراج, ولكنه أسلوب الموساد في اصطياد فرائسه: ـ المال والنساء بمعنى أدق, وأنا شاب وقتذاك في الثالثة والعشرين.. ويستطرد الهوان: لا أحد يصدق أن ما قدمه لي الموساد من نساء طوال سنوات عملي معهم وصل إلى 111 فتاة كانت جوجو أقلهن جمالاً

وهل ذهبت معهم؟


ـ طبعاً بعدما تعارفنا حيث قال لي: أنا جاك وصديقي أبراهام واعطيتهما نفس البطاقة التي أحملها بأسمى ووظيفتي كمدير لشركة أبي سنبل السياحية. وتحدثت معهما عن ظروفي وكيف وصل بي الحال لعامل على إحدى السفن اليونانية, فبادرني جاك بعرض لم يخطر على بال أحد حيث قال لي: أبي يمتلك شركة للحديد والصلب وأنا مديرها العام.. فما رأيك بوظيفة في هذه الشركة براتب خمسة آلاف جنيه استرليني شهرياً.؟ يضحك الهوان قائلا: كان هذا العرض طبعاً كفيلا بأن يجعلني أقع مغشياً علي, وأن ينسيني جوجو وما حدث منها, واتفقنا على اللقاء في اليوم التالي للاتفاق على التفاصيل ووضع الاتفاق في الصيغة النهائية وكيفية التخلص من العمل على السفينة والحصول على جواز سفري للالتحاق بالعمل الجديد. وفي اليوم التالي وجدتهما على الرصيف الذي ترسو عليه السفينة فاستضفتهما, وأثناء انشغالي بغسل أكواب القهوة لمحت ابراهام يضع يده في جيب البالطو الخاص بي.. تجاهلت الموقف وكأنني لم ألحظ شيئاً ومضيت في استضافتهما, ثم دعيانني على العشاء في أشهر مطعم.. وهناك أصر على جلوسي في مكان على المائدة في مواجهة فتاة جميلة جداً.. أخذت هذه الفتاة تغازلني بشكل جريء.. ولكن حيائي منعني من النظر إليها, ويضحك الهوان قائلاً: لكن (أزاي) فقد كانت في مواجهتي تماماً... وهنا تدخل جاك وسألني فاشرت إلى الفتاة, فأشار علي أن ادعوها للانضمام إلينا, وفعلا قمت لأدعوها, وانضمت إلينا, وفي أثناء انشغالي بها إذا بجاك يبشرني بموافقة الشركة على انضمامي للعمل بها شريطة أن تكون هناك ضمانات خاصة بي مثل مستندات شركة السياحة... ولكنني أجبته موضحاً أن الحرب أتت على كل شيء ولولا هذا ما كنت هنا أصلاً.. وقلت له: كل ما أملك هو جواز سفري وليس معي بل مع القبطان, فقال جاك يمكن أن يضمنني لدى الشركة ولكن بشرط أن أكتب أسماء وعناوين وتلفونات أقاربي, وبعد ذلك أفتعل مشاجرة على ظهر السفينة حتى تتدخل الشرطة ويتم فصلي واستلم جواز السفر.. ثم يتم تدخل جاك وأبراهام لاستلامي من الشرطة.. يقول الهوان موضحاً: هكذا كانت خطتهم التي رسماها ونحن نتناول العشاء.. وبعد الانتهاء من العشاء أشار على أبراهام اصطحاب الفتاة التي تعرفت عليها ـ وكانت تدعى راشيل ـ وذلك لقضاء الليلة في أحد الفنادق الكبرى وقد تم حجز جناح لي وطلب مني أن أكتب أسماء وعناوين أهم الشخصيات من الأقارب والمعارف وأتركها مع راشيل.. * أتدخل بالسؤال: وهنا ألم تلحظ أن هناك شيئاً غريباً؟ ـ ويستكمل قائلاً: طبعاً الضوء الأحمر بدأ يضيء داخلي وبدأت الشكوك والاستفسارات العديدة تقفز إلى ذهني: ما هي علاقة الضمانات بأسماء وكبار الشخصيات من الأهل؟ وما علاقة جوجو بهذا المكان الذي أعطتني عنوانه والتقيت فيه بأبراهام وجاك؟ ولماذا حاول ابراهام أن يتسلل بيده في جيب البالطو الخاص بي؟ وما قصة هذا العمل والعرض المغري المفاجئ؟ وأخيراً لماذا طلبوا مني أن اترك الأسماء مع راشيل وهي التي من المفروض ان تعرفنا عليها بالصدفة. * كيف تصرفت وما رد فعلك؟ ـ جلست على منضدة صغيرة وبدأت في كتابة أسماء حقيقية عن عائلتي ومعارفي وتعمدت كتابة أسماء بعض العسكريين من بينهم لواء يشغل مركزاً مرموقاً بإحدى محطات الصواريخ المصرية وتركت الورقة مع راشيل وعدت إلى السفينة وأنا على يقين من أنني وقعت فريسة لإحدى دوائر التجسس أو أجهزة المخابرات وطبعا لم أكن أعرف ولم أسمع عن شيء اسمه (الموساد) ولكن كل هذه الأحداث وأسماء ابراهام وجاك تشير إلى أنهم يهود..

ألم يكن أمامك فرصة للهرب؟

ـ إلى أين أهرب والغربة صعبة.. ثم أن جواز سفري مع القبطان ولابد حتى أعود لبلدي أن أحصل على الجواز, ولم يكن أمامي إلا تنفيذ ما اتفقت عليه مع ابراهام وجاك, وصعدت إلى ظهر السفينة وافتعلت خلافاً مع أحد أفراد الطاقم وضربته ضرباً مبرحا, ولكن القبطان الذي كان يحبني لم يستدع الشرطة, ولم تفلح الحيلة, فسألت القبطان مباشرة أن يسلمني جواز سفري لأتمكن من مغادرة السفينة. ولكن أجابني بأن السفينة ستتجه إلى النرويج وهناك سيكون البديل ويمكن أن تتسلم جواز سفرك.. هكذا قال لي القبطان, وذهبت محبطاً لاحكي لأبراهام وجاك. فقال ابراهام ان السفينة ستتجه إلى الدنمارك.. وهنا بدأت شكوكي تتحول إلى يقين عندما رست السفينة في أحد موانئ الدنمارك. وهناك نزلت إلى رصيف الميناء لأجد ابراهام يستقبلني بحرارة, وأخبرته أن القبطان قال لي أن البديل لم يتوفر فأخرج ابراهام من جيبه خطابا عليه طابع مصري بخاتم مصري ومكتوبا عليه اسم الراسل (أم الهوان) يقول الهوان: أدركت الخدعة وأخذت الخطاب وذهبت إلى القبطان منهاراً وقلت له أمي بين الحياة والموت ولابد أن أسافر لأراها... ويستدرك الهوان قائلاً: أمام هذه الحالة الانسانية وافق القبطان على تسليمي جواز سفري والسماح لي بمغادرة السفينة. وما أن امسكت بالجواز حتى طرت إلى ابراهام, وفي إحدى السيارات قريباً من الميناء جلسنا وهنأني على تسلمي جواز سفري وفوجئت به يخرج من جيبه لفة نقود. قلت له.. ما هذا.. قال خمسة الاف استرليني راتب شهر مقدماً.. وطلب مني أن أستقل القطار من كيلي إلى بريمن.. وهناك ـ الكلام لابراهام ـ ستجد في مواجهة محطة القطار فندق كولومبس وجناحاً محجوزاً باسم مسيو عبدالرحمن.. انتظرني هناك... ويمضي الهوان في كلامه قائلا: ودعني ابراهام وخرجت ابحث عن سيارة أجرة تصحبني لمحطة القطار فوجدت سائق تاكسي يقف أمامي ويسألني عن وجهتي فقلت إلى محطة القطار فعاد وسألني إلى أين ستسافر قلت له إلى بريمن فقال ماذا لو أوصلتك مقابل مائة دولار, وكنت أعرف أن تذكرة القطار قيمتها 120 دولارا فوافقت, وفي الطريق راح يدعوني على مشروبات ومأكولات بأكثر من مائة دولار.. ولم يكن هناك أدنى شك أن هذا السائق تابع لأبراهام. ويمضي الهوان في سرد الأحداث وصلت الفندق وسألت عن الجناح المحجوز لي باسم مسيو عبدالرحمن, فاصطحبني عامل الفندق إلى جناحي وإذا بي لا أجد أي أثاث وقبل ان أبدي دهشتي وجدت العامل يمسك بريموت كنترول ويقوم باخراج الاثاث من الحائط.. ويقول الهوان: رغم انبهاري الشديد إلا أن التوتر كان مسيطرا على كل حواسي من هذا المجهول الذي ينتظرني.. وعدم تمكني من الفكاك مما وقعت فيه.. ويكمل الهوان: في اليوم التالي استيقظت على طرق ابراهام وجاك على باب غرفتي ومعهما العامل يحمل ما لذ وطاب من طعام.. فاستقبلتهما بشعور غريب جداً ولكنني حاولت جاهدا أن أكون طبيعياً.. ورحنا نتناول الافطار ولم أستطع منع نفسي من الشرود.. الذي قطعه جاك بقوله بالعربية الركيكة: (عشان يبقى فيه عيش وملح) رغما عني لم أستطع التجاوب معه بل ذهبت بفكري الى السويس حيث القتلى والخراب والدمار ووجدتني اقول في نفسي عيش وملح معكم يا سفاحين! كيف ومرة اخرى يقطع شرودي ابراهام الذي بادرني بالقول: لابد أنك تفتقد الاسرة وهنا افقت وخشية ان يقرأ احدهما افكاري.. قلت له متصنعا الاسى: فعلا وحشوني قوي فهذه اول مرة ابعد عنهم.. فتدخل جاك قائلا: سوف تراهم يا هوان, وقبل ان ابدي دهشتي او اتساءل كيف اكمل قائلا: انت تعرف اننا نمتلك شركة للحديد والصلب ونرغب في افتتاح فرع لها في مصر.. وستتولى انت ادارته, نريدك ان تفتح مكتبا في ارقى شوارع القاهرة بطاقم سكرتارية يجيد اللغات.. كما تعلم فان الراتب الشهري خمسة الاف استرليني ومصاريف للمكتب ألف استرليني للعام كله..

* وكيف استقبلت هذا العرض؟

ـ كنت انتظر منهما الافصاح عن حقيقتهما, ولكن الذي حدث انهما لهم يعطياني فرصة لمجرد التعليق اذ راحا يتكلمان بشكل متواصل كل واحد يلتقط من الاخر الكلمة ويكمل.. فبعدما تحدث جاك عن مكتب القاهرة.. تدخل ابراهام قائلا هناك العديد من السفن المحتجزة في البحيرات سيتم بيعها في مزاد علني عالمي.. نريد كل شيء عن هذه السفن, الاطوال والاحجام, وما تقوم بشحنه. وكل التفاصيل الخاصة بها.. لاننا ننوي الدخول في المزاد وشراءها, والتقط جاك الكلمة مشيرا الى حقيبة وقال: في هذه الحقيبة (185) الف دولار مصاريف فتح المكتب وتأثيثه, كما اشار الى حقيبتين كبيرتين قائلا: وهذه الحقائب بها ملابس وهدايا لزوجتك وابنائك, واختتم جاك كلامه قائلا: هل أنت مستعد للقيام بأول مهمة فمسألة السفن هامة جدا.. اجبته متظاهرا بالزهو والسعادة: يا عزيزي بالتليفون تكون كل التفاصيل لدي منطقة القناة كلها تحت امري. * يصمت الهوان برهة مسترجعا تلك الاحداث, فابادره بالسؤال: هل تحاول التذكر!؟ ـ يطلق الهوان ضحكة كلها مرارة ويقول: كيف انسى؟! ان هذه الاحداث التي مر عليها اكثر من ثلاثين عاما لم تتركني لحظة, بل لم انس منها اي تفصيلة وكأنها حدثت بالامس.. ويعتدل الهوان في جلسته ويسترسل مستكملا ما حدث قائلا: لقد تركاني ـ يقصد ابراهام وجاك ـ يومين لانعم باجازة اقضيها في مرح وسهر.. ولكنني لم انعم حتى بنوم هادئ لدقائق فقد بات كل شيء واضحا وضوح الشمس. في اليوم الثالث حضر ابراهام وجاك واوصلاني للمطار وقالا لي سنراك في فرانكفورت حيث ترانزيت الطائرة.. وفعلا وصلت الطائرة لمطار فرانكفورت وهناك تقابلت معهما ليبديا مزيدا من التأكيد والاهتمام على مهمتي

ويستدرك الهوان قائلا: لقد كانت رحلتي من فرانكفورت الى القاهرة من اسرع ما يمكن فقد شرد ذهني وراحت تتراقص امامي العديد من الاحداث متشابكة معقدة بداية من السويس وايام الرغد قبل الحرب, ثم هذه الحرب المدمرة وهؤلاء الصهاينة المتوحشون الذين اتوا على كل اخضر ويابس وقتلهم الاطفال والنساء قبل الرجال.. وفي غمرة تفكيري وشرودي سمعت المضيفة تعلن عن وصول الطائرة لمطار القاهرة وتطلب ربط الاحزمة.. ولم أكن اصلا فككت هذا الحزام منذ ركوب الطائرة. نزلت من الطائرة مسرعا.. وفي الدائرة الجمركية تم تفتيشي وتفتيش حقائبي.. والغريب انهم لم يجدوا الـ (185) الف دولار فقد قام ابراهام باخفائها بطريقة جهنمية. استقليت (تاكسي) من المطار واسرعت لاولادي وزوجتي الذين جمدتهم المفاجأة السعيدة بقدومي دون اخبارهم مسبقا.. وفي اليوم التالي زرت ابي وامي في الصعيد حيث استقروا فيه بعد التهجير, وكنت اشعر بالعبء الثقيل الذي احمله على صدري, ورحت افكر كيف اتخلص من هذا العبء الجاثم فوق قلبي ويشل تفكيري حتى اهتديت الى الاجابة: لابد من الذهاب الى الزعيم الاب فحتما هناك سأجد الراحة والامان والسكينة ـ وقبل ان اسأله عمن يقصد.. قال: جمال عبد الناصر طبعا.. ولكن المشكلة الكبرى كانت.. كيف اصل؟! وقضيت ليلة مؤرقة, لم يغمض لي جفن.. افكر في السبيل الى الرئيس.. حتى اهتديت الى فكرة ربما افلحت, وهي الذهاب الى مبنى المباحث العامة وفي الصباح الباكر اخذت الحقيبة ذات الـ (185) الف دولار وذهبت الى احد المقاهي وسألت عن مكان المباحث العامة وعرفت انها بوسط المدينة وهناك على البوابة سألت عن رئيس المباحث العامة.. وبالطبع لم يكن الوصول اليه سهلا.. بل استغرق ساعات حتى سمحوا لي بمقابلته, وهناك سألني ماذا تريد؟ قلت له اريد مقابلة الرئيس جمال عبدالناصر فضحك ساخرا وامطرني سبابا ولماذا؟ فتمالكت نفسي وقلت له لدي معلومات تهم البلد اريد ان ابلغها لسيادته شخصيا. فقال الضابط الكبير وهل الرئيس متفرغ لامثالك.. قل لنا ماهي هذه المعلومات وسوف نتصرف فأصريت على موقفي.. فما كان من رئيس المباحث الا ان سلمني لمرؤوسيه ليقوموا بالواجب معي.. ويضحك الهوان بأسى قائلا: وامضيت معهم ثلاثة ايام في ضيافتهم.. ولم انطق سوى بكلمتين: اريد مقابلة الرئيس.. حتى أعياهم ألحاحي واصراري فاتصلوا بمكتب الرئيس وكان رئيسه وقتذاك سامي شرف, فطلب منهم ارسالي للرئاسة, فذهبت في حراسة من المباحث ومعي الحقيبة التي لم يكتشف احد ما فيها, وهناك سألني سامي شرف عن سبب طلبي الملح في مقابلة الريس, فأجبته لقد حاولوا معي ثلاثة ايام بلياليها ولم اقل شيئا.. واذا حاولت سيادتك ثلاث سنوات لن أقول شيئاً الا امام الرئيس فذهب شرف للرئيس جمال عبدالناصر يستأذنه في مقابلتي.. وجاءني شرف ليقول باحترام تفضل يا سيد هوان


الشوان يروي محطات اختراقه للموساد

عبدالناصر اعطاني رقم هاتفه الخاص واحالني الى المخابرات

تابعنا من قبل كيف استدرج الموساد الشوان في اوروبا ومحاولة اغرائه بالاموال والنساء, ثم قراره بالعودة الى مصر ولقاء اكبر المسئولين فيها يكشف لهم كل شيء ويضع نفسه تحت تصرفهم. وفي هذه الحلقة يواصل الشوان وصف لقائه بالزعيم الراحل جمال عبدالناصر الذي اعطاه رقم تليفونه الخاص مباركا بدء عملية الخداع للموساد قبل ان يحيله الى جهاز المخابرات المصري الذي شرح له قواعد اللعبة الجديدة. يحكي الشوان كذلك عن تدريب المخابرات الاسرائيلية له على العمل بالحبر السري وباقي الشيفرات الخاصة في المراسلات بينهما... لنتابع




يقول الهوان انه عندما وصل الى مدير مكتب عبدالناصر للمعلومات سامي شرف وطالبه بمقابلة عبدالناصر قام شرف باستئذان الرئيس في المقابلة فوافق وهنا استأذن سامي شرف الهوان في تفتيش الحقيبة التي كان يحملها معه وبداخلها الدولارات ويضيف الهوان: وافقت على تفتيش الحقيبة. فقد كنت اعرف جيدا انه لن يستطيع الحصول على شيء لأن المباحث قامت بتفتيشها اكثر من مرة ولم تفلح في العثور على النقود, وبالفعل لم يجد سامي شرف شيئا فأعطاني الحقيبة ودخلت لمكتب الريس. يتلون الهوان وكأنه عاد لهذا اليوم وتلك اللحظة ـ ويكمل قائلا: فوجئت بنفسي امام الريس جمال عبدالناصر بشحمه ولحمه بيعدا عن الصور المعلقة على الجدران فتلعثمت وكادت انفاسي تنقطع, ولاحظ الريس ذلك فوضع يده على كتفي مهدئا وقال مرحبا: اهلا يا سيد هوان, وطلب لي عصير ليمون وله فنجان قهوة, وكنت في امس الحاجة لهذا العصير حتى ألملم نفسي وارتب افكاري ـ يكمل الهوان كلامه وقد تحشرج صوته بالبكاء ويستدرك قائلا لم انس هذا اليوم في حياتي, ولولا هذه المقابلة ما كنت قمت بأي عمل, فقد كانت هذه المقابلة دفعة قوية لي. اقاطعه: وماذا حدث في هذه المقابلة؟ اقصد ما الحوار الذي دار بينكما؟ * يستمر الهوان في انفعاله, ويزيد, واذا به يجهش بالبكاء قائلا: الا تعرفي ماذا حدث لي عندما سمعت نبأ وفاة الريس؟! رغم انني اتلهف على معرفة ما حدث في مقابلة الريس, الا انني امام انفعاله وبكائه الحار وجدتني اقول باستسلام: ماذا حدث؟

* كنت في امستردام في احد الفنادق الفاخرة وجاء الخبر على التلفزيون ولسوء حظي كان هناك اعداد من السائحين الاسرائيليين الذي راحوا يحتفلون بهذه المناسبة باقامة حفل كرنفالي وانا معهم واخذت في الشرب والضحك لدرجة البكاء, وفي الحقيقة كنت ابكي بجد بل كان قلبي يتمزق, فموت عبدالناصر كان بالنسبة لي موت مصر بأسرها, وكان علي ان اتصنع السعادة, وفي اول فرصة للافلات منهم اسرعت الى غرفتي بالفندق وفي احد الاركان رحت في بكاء حار تحت ملاءة خشية ان يراني احدهم لدرجة انني مزقت باسناني الملاءة. ويستدرك الهوان باكيا: لقد مات الاب, ومات الرمز ـ لا انكر ان الهوان جعلني انفعل معه, فحاولت التماسك حتى لا يضيع منا الحديث, طلبت كوبين من الشاي حتى يهدأ, وعدت لسؤالي: ماذا تم عندما قابلت الرئيس عبدالناصر؟ بصعوبة يحاول الهوان التماسك قائلا: قصصت على الريس كل ما حدث بداية من السويس, مرورا باليونان حتى محطات اوروبا المليئة بالاحداث ثم قدمت له الحقيبة مؤكدا ان بها (185) الف دولار.. مشيرا الى ما حدث في المباحث وكيف فشلوا في العثور على المبلغ رغم تفتيشها مرات عديدة, فطلب مني الرئيس ان افتحها كما علموني ليشاهد بنفسه كيف تم الاخفاء. ثم سألني ولماذا لم تفتحها للمباحث فقلت له لاقدمها لسيادتك فلم يكن ببالي ان اصطدم بالمباحث... فضحك الرئيس ووضع يده على رأسي قائلا بصوت حنون: لا تغضب فهذه المباحث العامة ثم قال ـ رحمه الله ـ سأرسلك الى رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه.. لان ما حدث معك بالفعل شغل موساد.. وأوصاني ان اقص عليهم كل شيء كما فعلت معه. وودعني بعدما شكرني على موقفي مربتا على كتفي بحنان الأب مؤكدا على عدم اغفالي اي تفاصيل ثم اعطاني رقم هاتفه الخاص وقال اذا اردت اي شيء فاتصل بهذا الرقم وساكون قريبا منك.. ولا تنس ان مصر بحاجة إلى امثالك.. وتدمع عين الهوان ـ ويقول بصوت متحشرج: هذه الكلمة وحدها هي التي جعلتني اصمد كل هذه السنوات.

اسأله: لمن ارسلك الرئيس؟ للمخابرات العامة المصرية طبعا.

ويمضي الهوان في الحديث قائلا: ذهبت من الرئاسة بسيارة خاصة الى مبنى المخابرات العامة بكوبري القبة وهناك طلب مني الضابط ان اكتب كل ما حدث لي بالتفصيل.. فجلست لساعات اكتب كل شيء.. ثم طلب مني ان اقص كل شيء.. وبالفعل اعدت ما كتبته بالتفصيل ثم سلمت الحقيبة الملىئة بالدولارات وصور جوجو وخطاباتها وثلاثة عناوين كان ابراهام اعطاها لي في النمسا, والمانيا, ولندن لارسل على احدها خطاباتي ثم طلب مني الضابط المصري عنواني وعناوين اسرتي.. ووعدني بلقاء بعد اسبوع. ويضيف الهوان قائلا: لاول مرة اشعر بالراحة وان حملا ثقيلا ازيح من على صدري ويكمل الهوان الحديث قائلا: عدت للمنزل بعد غياب ثلاثة ايام لاجد زوجتي قد اخذت الاولاد وسافرت الى الصعيد عند ابي لتسأل عني وهي في قمة القلق, فذهبت على الفور الى هناك لاتعلل لهم بانني ذهبت الى السويس بعد الحصول على تصريح ثم ذهبت الى الدقهلية لتوصيل خطابات خاصة باصدقائي من اوروبا.

ـ وقبل ان يسترسل الهوان في التفاصيل بادرته بالسؤال عن موعده مع المخابرات وماذا تم هناك؟

* قال الهوان: ارتديت افخر ملابس وذهبت مسرعا الى سراي القبة وغادرت التاكسي بعيدا عن مبنى المخابرات ثم تسللت بعدما تأكدت تماما عدم وجود اي عيون ورائي, وفي مكتب احد القيادات الكبيرة جاءني صوت الضابط الكبير بتودد كيف حالك وحال فاطمة والاولاد والعائلة.. ثم قال لي بصوت قاطع هل تعلم ان مهمتك صعبة ولابد ان تكون قادرا عليها والا فلتصارحني من اولها. يقول الهوان: وجدني اقول بحماس سأفعل اي شيء من اجل مصر فطلب مني ان ابدأ فورا في البحث عن مكتب كما طلبوا مني .. وبالفعل خرجت من مبنى المخابرات الى وسط البلد وبحثت عن شقة فاخرة في عمارة راقية وبالفعل وجدت شقة في احدى العمارات الشهيرة في القاهرة وافتتحت المكتب وقمت بتأثيثه بأفخر الاثاث واطلقت على المكتب شركة (تريديشن) . وقمت باختيار طاقم من السكرتارية التي تجيد العديد من اللغات.

ـ وفيما كان نشاط الشركة؟

* يضحك الهوان بطفولية قائلا: بالطبع لم يكن هناك نشاط, وحتى لا يكتشف احد انها شركة وهمية قمت بتفريغ اسماء وعناوين وتليفونات السفارات الاجنبية بالقاهرة وطبعت مجموعة من الفواتير تحت دعوى انها فواتير نقل عفش السفارات, وقمت بتوزيع هذه الفواتير على العاملين بالمكتب لملئها .. ثم كنت اقوم بجمعها لحرقها بالمنزل, ويضيف الهوان: واستمريت على هذا الوضع حوالي عشرين يوما حتى جاء موعدي مع الرئيس زكريا او الضابط المصري الكبير وكان اسمه (الحاج احمد) وهناك طلب مني ان ابعث بالرسالة الاولى.

ـ وماذا كتبت؟

* نصها كان كالآتي: اخي العزيز / محمد سليم بعد التحية الطيبة التي ابعث بها من قلب مصر, وبعد ان اطمئنك على جميع الاهل والاقارب والاصدقاء, واتمنى ان تكون بصحة جيدة, والحقيقة يا صديقي ان الحياة هنا صعبة وحالة السوق لاتدعو للطمأنينة فكما انت تعلم لم اجد حتى الآن فرصة عمل لذلك اتمنى ان تبحث لي عن فرصة عمل لديكم وتبعث لي بالتذكرة واي مبلغ مالي يساعدني على الوصول اليكم .. على فكرة يا محمد الاهلي هزم الزمالك و جماهير الزمالك على المقهى لايحضرون جلساتنا اليومية بعد هزيمتهم الاخيرة.


تحياتي واشواقي وقبلاتي اخوك .. احمد الهوان ثم كتبت على الرسالة عنوان ابراهام في لندن

ـ وما معنى هذه الرسالة؟

* تعني انني قمت بتأثيث المكتب واصبح جاهزا للعمل.

ـ وهل جاءك رد؟

* بعد عشرة ايام جاءني الرد من محمد سليم وتذكرة باخرة ومئة دولار في رد الرسالة يقول محمد سليم ـ وهو ابراهام ـ لقد وجدت لك فرصة عمل ونحن في انتظارك.

ـ وماذا فعلت؟

* بالطبع ذهبت الى الحاج احمد بالمخابرات واعطيته الخطاب فراح يشرح لي ابعاد اللعبة, وطمأنني ان كل شيء يسير وفق مايريدون وطلب مني ان اسافر بعد تجهيز اوراقي بنفسي دون الاعتماد على المخابرات حتى يسير كل شيء طبيعيا




عدل سابقا من قبل asmicheal في الخميس أكتوبر 06, 2011 3:51 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/pages/%D8%AC%D8%B1%D9%88%D8%A8-%D9%85%D9
asmicheal
الرتبة: مشارك بالتأسيس ومشرف(ة)سابقة
الرتبة: مشارك بالتأسيس ومشرف(ة)سابقة
asmicheal


الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3731
التقييم : 410
تاريخ التسجيل : 09/08/2011

اشهر نجاحات المخابرات المصريه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: اشهر نجاحات المخابرات المصريه    اشهر نجاحات المخابرات المصريه  I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 06, 2011 3:49 pm

ابراهيم شاهين
نشرت هذة العملية من جانب المخابرات الإسرائيلية (الموساد) كمحاولة للرد على نشر القاهرة لعملية رفعت الجمال، فقد واجهت المخابرات الإسرائيلية حملات صحفية عنيفة داخل إسرائيل وخارجها تقلل من شأنها.
بدأ نشر العملية عندما نشرت الصحف الإسرائيلية موضوعا موسعا في 26 نوفمبر 1989 تقول فيه أن المخابرات الإسرائيلية تلقت قبل حوالى شهر من حرب أكتوبر من أحد جواسيسها في مصر تحذيرات واضحة بأن مصر تنوى شن حرب ضد إسرائيل.وأن هذا الجاسوس بعث بمعلومات في غاية الدقة عن تحركات الجيش المصري فى منطقة قناة السويس اضافة الى تأكيده بأن المصريين قاموا بتحريك الجسور الخشبية العائمة الحاملة للجنود الى ضفة القناة.
وأكد الموضوع أن هذا الجاسوس مواطن مصري مسلم عمل جاسوسا في مصر لصالح إسرائيل طوال سبع سنوات .. وأن اسمه هو إبراهيم شاهين.
وتبدأ القصة بنجاح المخابرات الإسرائيلية فى تجنيد ابراهيم شاهين إبن مدينة العريش والذى كان يعمل موظفا بمديرية العمل بسيناء بعد ان لاحظت حاجتة للمال. وعرض علية ضابط المخابرات الاسرائيلى "نعيم ليشع" اعطاءه تصريح للسفر الى القاهرة ،وكانت كل مهمتة كما كلفه "نعيم" هى السفر الى القاهرة وارسال اسعار الخضروات والفواكه فى القاهرة الى شقيقة الذى كان يمتلك مكتب للتصدير والاستيراد فى لندن ، واصطحبة "نعيم" الى رئيسه المقدم "ابو يعقوب" المختص بتدريب الجواسيس المستجدين.
واتقن ابراهيم التدريب واصبح يستطيع التمييز بين انواع الاسلحة والطائرات والكتابة بالحبر السري ، كما نجح ابراهيم فى ان يجند زوجتة انشراح للعمل معه وحمل معه الى القاهرة العناوين التى سيرسل اليها رسائله من القاهرة وكانت كلها عناوين فى مدن اوربية.
وبعد وصوله الى القاهرة تقدم ابراهيم الى ادارة المهجرين المصريين وحصل على منزل فى منطقة المطرية ومعاش شهرى تدفعه الحكومة للمهجرين من مدن المواجهة.
وواصل ابراهيم وزوجتة ارسال المعلومات المطلوبة ، الى ان طلب منهما السفر الى روما وهناك تم منحهما جوازى سفر بإسم موسى عمر وزوجته دينا عمر، وسافرا من روما على طائرة شركة العال الاسرائيلية الى اللد ومنها الى بئر سبع
وكان المغزى من هذة الرحلة هو عرض ابراهيم على جهاز كشف الكذب تحسبا وخوفا من ان يكون مدسوسا من المخابرات المصرية، واثبت الجهاز مصداقيته وتم تكليفة بموجب ذلك بمتابعة وتقصى وقياس الحالة المعنوية للشعب المصرى اضافة الى النواحى العسكرية، وبعد ان عادا من روما قاموا بتجنيد جميع اولادهم للعمل معهم.

وحقق ابراهيم وزوجته نجاحا كبيرا خاصة فى النواحى المعنوية بسبب احتكاكهم بالمناطق الشعبية، وعاود الاثنين السفر الى بئر سبع مرة أخرى لتلقى دورة تدريبية متقدمة فى اعمال التصوير وحصلوا على كاميرات صغيرة تعمل تلقائيا فى التقاط الصور ، كما تم زيادة اجرهم الشهرى الى ما يعادل 300 دولار، ومنح ابراهيم رتبه مقدم فى جيش الدفاع الاسرائيلى وزوجتة رتبة ملازم اول، وعادا الى مصر على ان يتلقوا التعليمات بشفرة خاصة من خلال الراديو.

وبرغم هذا النجاح الا انهما فشلا فى توقع نشوب حرب السادس من أكتوبر والتى كانت المخابرات الاسرائيلية قد وعدتهم بمبلغ مليون دولار كمكافأة فى حالة توقعهما لميعاد الحرب وكان كل المطلوب منهما فى هذة الحالة هو رسالة شفرية من كلمتين "يوم ......".
وتصادف ان سافرت انشراح وحدها الى روما يوم 5 أكتوبر وقابلها "ابو يعقوب" يوم 7 أكتوبر وأمطرها بسيل من الأسئلة عن الحرب وأتضح انها لا تعرف شيئا.
واخبرها ابو يعقوب ان الجيش المصرى والسورى هجما على اسرائيل وان المصريون عبروا القناة وحطموا خط برليف ، وامرها بالعودة فورا الى مصر .
ابراهيم شاهين
وفى بدايه عام 1974 سافر ابراهيم الى تركيا ومنها الى اليونان ثم الى تل ابيب وحضر اجتماعا خاصا على مستوى عال مع قيادات المخابرات الاسرائيلية الجديدة بعد ان اطاحت حرب اكتوبر بالقيادات السابقة.
وخضع ابراهيم للاستجواب حول عدم تمكنه من معرفة ميعاد الحرب وأجاب ابراهيم انه لم يلحظ شيئا غير عادي بل ان قريبا له بالجيش المصرى كان يستعد للسفر للحج ، وانه حتى لو كان يعلم بالميعاد فليس لدية اجهزة حديثة لارسال مثل تلك المعلومات الهامة.
واستضاف نائب مدير المخابرات الاسرائيلية ابراهيم وابلغه بانه سيتم منحه جهاز ارسال متطور ثمنه 200 الف دولار وهو احدث جهاز ارسال فى العالم ملحق به كمبيوتر صغير فى حجم اليد له ازرار ارسال على موجه محددة واخبره كذلك ان راتبه الشهرى قد تم رفعة الى الف دولار اضافة الى مكافأة مليون دولار فى حالة اخبارهم عن موعد الحرب القادمة التى ستشنها مصر بواسطة الفريق سعد الشاذلي!.
وقامت المخابرات الاسرائيلية بتوصيل الجهاز المتطور بنفسها الى مصر خشية تعرض ابراهيم للتفتيش، وقامت زوجتة بالحصول على الجهاز من المكان المتفق علية عند الكيلو 108 طريق السويس وهى المنطقة التى تعرضت لثغرة الدفرسوار.
وبمجرد وصول انشراح للقاهرة اعدوا رسالة تجريبية ولكنهم اكتشفوا عطلا فى مفتاح الجهاز وبعد فشل ابراهيم فى اصلاحه توجهت انشراح الى تل ابيب للحصول على مفتاح جديد.
لم يدر بخلد انشراح ان المخابرات المصرية التقطت رسالة لها عبر جهاز روسي حديث يسمى "صائد الموجات" وذلك اثناء تدريبها وتجربتها للجهاز الجديد.
وايقن رجال المخابرات المصرية انهم بصدد الامساك بصيد جديد ، وتم وضع منزل ابراهيم تحت المراقبة وتم اعتقاله صباح 5 اغسطس 1974 مع ولديه وانتظارا لوصول انشراح من تل ابيب اقام رجال المخابرات المصرية بمنزل ابراهيم لثلاثة اسابيع كاملة ، وبمجرد وصولها استقبلها رجال المخابرات المصرية وزج بهم جميعا الى السجن.
وكانت المخابرات الاسرائيلية قد بثت رسائل بعد عودة انشراح من اسرائيل واستقبلها رجال المخابرات المصرية على الجهاز الاسرائيلى بعد ان ركبوا المفاتيح ، ووصل الرد من مصر.
" ان المقدم ابراهيم شاهين والملازم اول انشراح سقطا بين ايدينا .. ونشكركم على ارسال المفاتيح الخاصة بالجهاز .. كنا فى انتظار وصولها منذ تسلم ابراهيم جهازكم المتطور"
تحياتنا الى السيد "ايلي زئيرا" مدير مخابراتكم.
وتمت محاكمة الخونة بتهمة التجسس لصالح إسرائيل وأصدرت المحكمة حكمها بإعدام إبراهيم وإنشراح بينما حكم على ابنهما الأكبر نبيل بالأشغال الشاقة وأودع الولدان محمد وعادل باصلاحية الاحداث نظرا لصغر سنهما، ونفذ حكم الأعدام في إبراهيم شاهين شنقا، بينما تم الإفراج عن إنشراح وابنها بعد ثلاث سنوات من السجن في عملية تبادل للأسرى مع بعض أبطال حرب أكتوبر.

وقد نشرت صحيفة يدعوت احرونوت عام 1989موضوعا عن انشراح واولادها قالت فيه : ان انشراح شاهين (دينا بن دافييد) تقيم الان مع اثنين من ابنائها بوسط اسرائيل وهما محمد وعادل بعد ان اتخذت لهما اسماء عبرية هى حاييم ورافي اما الابن الاكبر نبيل فقد غير اسمه الى يوشي.
وتقول الصحيفة ان دينا بن دافيد تعمل عاملة فى دورة مياه للسيدات فى مدينة حيفا وفى اوقات الفراغ تحلم بالعودة للعمل كجاسوسة لإسرائيل فى مصر !، بينما يعمل ابنها حاييم كحارس ليلي بأحد المصانع ، اما الأبن الأكبر فلم يحتمل الحياة فى إسرائيل وهاجر هو وزوجتة اليهودية الى كندا حيث يعمل هو وزوجته بمحل لغسل وتنظيف الملابس.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/pages/%D8%AC%D8%B1%D9%88%D8%A8-%D9%85%D9
asmicheal
الرتبة: مشارك بالتأسيس ومشرف(ة)سابقة
الرتبة: مشارك بالتأسيس ومشرف(ة)سابقة
asmicheal


الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3731
التقييم : 410
تاريخ التسجيل : 09/08/2011

اشهر نجاحات المخابرات المصريه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: اشهر نجاحات المخابرات المصريه    اشهر نجاحات المخابرات المصريه  I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 06, 2011 3:52 pm

عملية نقل أسرار الصاروخ "حيتس" للمخابرات المصرية

تابع الوقائع المذهلة لفضيحة تهز تل أبيب

16 فبراير 2004

من المؤكد أن صراع العقول بين جهاز المخابرات المصري، وجهاز المخابرات الإسرائيلى معركة طويلة، لا ينتهى فصل من فصولها، حتى يبدأ آخر. ومن المؤكد أننا لا نفاجأ كل يوم باعتراف إسرائيلى صريح بالعبقرية المصرية، والانتصار المصرى على العدو اللدود. وقد كانت مفاجأة سارة لي، وأظن لكل مصري، لو قدر له مطالعة المانشيت الرئيسى لصحيفة معاريف الإسرائيلية فى عددها الصادر يوم أمس السبت، وقد جاء المانشيت ممتعا ومثيرا لأقصى حدود الإثارة والمتعة معا، "برامج الصاروخ "حيتس" كتاب مفتوح أمام المصريين" "فضيحة منظومة الصواريخ "حيتس". وسر الفرحة بالطبع ان الصاروخ حيتس ليس مجرد صاروخ أرض - جو عادي، يستخدم فى الدفاعات الجوية الإسرائيلية لحماية السموات الإسرائيلية، فهو فى واقع الأمر أهم وأخطر منظومة دفاع جوى فى إسرائيل وربما فى العالم، استثمرت فيها إسرائيل مئات المليارات من الدولارات، وعشرات السنوات بمساعدة ودعم أمريكى مفتوح، بعد أن توصل الاستراتيجيون الإسرائيليون والأمريكان بعد حرب الخليج الثانية مباشرة، إلى أن التهديد الحقيقى الذى قد يواجه إسرائيل فى أى حرب شاملة مع دول المواجهة العربية يتمثل فى الصواريخ الباليستية التى تعتمد عليها الجيوش العربية بشكل رئيسى.





وتحمست الولايات المتحدة الأمريكية لمساعدة إسرائيل بجدية، فى تنفيذ مشروعها للدفاع الصاروخى بعد فشل منظومة بطاريات الصاروخ "باتريوت" الأمريكية التى نشرت فى إسرائيل آنذاك عن صد صواريخ سكود العراقية التى سقطت فى العمق الإسرائيلي، وعلى الرغم من أن هذه الصواريخ لم تحدث فى حينها أضرارا بالغة إلا أن السرعة التى تطور بها قدرة الصواريخ الباليستية، ودقتها فى تحديد وإصابة أهدافها. جعلت من الصاروخ "حيتس" (السهم بالعبرية) مشروعا قوميا إسرائيليا، وعكف العلماء الإسرائيليون على تطوير تلك المنظومة الصاروخية "حيتس" الموجهة إليكترونيا، وأنفقوا ملايين الدولارات، فى مشروع مواز لبناء منظومة تحكم عالية التقنية تقوم بمهمة تشغيل بطاريات الصواريخ، وربطها بأجهزة الرادارات والتحكم الأخرى إليكترونيا. وعرفت المنظومة الأخيرة باسم (حوما) أى "السور" باللغة العبرية أيضا. اللغة العبرية التى كانت ثقب الباب الضيق الذى نفذت منه عيون المصريين لتغترف المعلومات المفيدة عن منظومة الصواريخ الدفاعية "حيتس" وتحولها من مظلة أمان لإسرائيل، إلى مظلة مثقوبة تكشف أكثر مما تستر.

لقد كانت المفاجأة التى هزت إسرائيل يوم السبت (14-2-2004) وكشفتها صحيفة معاريف بالصدفة البحتة، ولم تكتشفها أجهزة إسرائيل الأمنية من موساد وشاباك، واستخبارات حربية "أمان" واستخبارت تكنولوجية الوحدة (8200). هى أن المهندس وعالم الإليكترونيات الذى أشرف على تطوير برنامج تشغيل منظومة "حيتس" الإسرائيلية هو مهندس مصرى يدعى "خالد شريف" يقيم فى القاهرة، ويعمل مصمم برمجيات فى فرع شركة Ibm العالمية بالقاهرة.

والحقيقة ليس هناك فى الدنيا أصدق من مدح أو ثناء يصدر من أعدائك، خاصة لو كانوا مثل الإسرائيليين يجادلون فى أبسط الحقائق البديهية، وينكرون وقائع تاريخية ويلفقون أخري. لقد بدأ السبق الصحفى الذى انفردت به معاريف عن سائر الصحف الإسرائيلية بالحقيقة المجردة التالية: " لعب العالم والمبرمج المصرى "خالد شريف" دورا هاما ومحوريا فى حماية السموات الإسرائيلية من تهديدات ومخاطر الصواريخ الباليستية. وخالد شريف هو مهندس كمبيوتر عبقرى وموهوب، يعمل بشركة (ibm) عملاقة التكنولوجيا العالمية فرع القاهرة. فى الشهور الأخيرة تبادل شريف هو وطاقم عمل من الخبراء المصريين الرسائل الإليكترونية مع نظرائهم الإسرائيليين العاملين بفرع (ibm) إسرائيل. ودارت المناقشات والرسائل المتبادلة حول تحديد وإصلاح عدد من العيوب التى ظهرت فى برنامج الكمبيوتر المعروف باسم (motif)، هو البرنامج الرئيسى الذى تعمل من خلاله منظومة الصواريخ الدفاعية الإسرائيلية المشهورة باسم "الصاروخ حيتس".

وتعاجل الصحيفة القراء بالصدمة الثانية: "إن المعلومات السابقة ليست قصة من وحى الخيال العلمي، ولا هى قصة من قصص الإثارة الشيقة إنها الحقيقة التى اكتشفتها صحيفة معاريف وغفلت عنها جميع الأجهزة الأمنية بإسرائيل، ولم تعرف عنها شيئا إلا عندما أسرعت هيئة تحرير الصحيفة بتقديم بلاغ رسمى يحتوى على جميع المعلومات التى توصلوا إليها. وهى أن علماء ومبرمجين مصريين يقيمون فى القاهرة، يعملون منذ شهور طويلة مع علماء ومبرمجين إسرائيليين يقيمون فى تل أبيب، ويتعاونون فى إصلاح عدد من العيوب الفنية والإليكترونية ظهرت فى المنظومة الدفاعية للصاروخ "حيتس". وبالتحديد فى برمجيات المنظومة السرية المعروفة بالاسم الكودى (حوما "السور") ومهمتها تشغيل بطاريات الصواريخ من طراز "حيتس".

وتوضح معاريف أن جميع المعلومات الآن بحوزة المخابرات المصرية،بعد التأكد من توجيهات معينةمن المخابرات المصرية إلى خالد شريف.
أما أكثر السيناريوهات سوداوية هو أن جميع المعلومات الآن بحوزة جهات معادية قد تكون نجحت فى تخريب منظومة الصاروخ.
وتؤكد الصحيفة كذلك أنها تنشر هذه المعلومات وهى فى منتهى الحزن، فلا يعقل أن نتصور أن العلماء الأمريكان الذين عكفوا فى أربعينيات القرن الماضى على تطوير أول قنبلة نووية، جلسوا يناقشون تفاصيل بناء هذه القنبلة مع نظرائهم فى موسكو، عبر أسلاك الهاتف مثلا.
معاريف تعتبر ما حدث فضيحة استخباراتية بكل المقاييس، والذى يضاعف حجم الفضيحة وأبعادها أن الأجهزة المعنية فى إسرائيل ظلت غارقة فى سبات عميق، حتى توجه إليهم عدد من صحفيى معاريف بالمعلومات التى توصلوا إليها بمحض الصدفة من خلال ترددهم على فرع شركة (ibm) فى إسرائيل، ومع ذلك لم يسمح للصحيفة بالنشر سوى أمس السبت بعد أن بدأت طواقم من وزارة الدفاع ومن جهاز الاستخبارات الإسرائيلية التحقيق فى القضية منذ عدة أسابيع. وبعد ان تم تكوين طواقم فنية لكى تقوم بعملية تمشيط دقيقة لجميع المنظومات الإليكترونية، داخل منظومة الصاروخ حيتس، وتنظيفها،حسب تعبير الصحيفة، وتحديد مواقع البرامج التجسسية التى زرعها المصريون وتحييدها. والبحث عن أية برامج تجسسية من تلك المعروفة باسم "حصان طروادة" قد تكون مثبتة داخل منظومة الصاروخ "حيتس" لتخدم الجهات المعادية لإسرائيل فى الوقت المناسب.

جهات التحقيق لم تحسم أمرها بعد، ولا تعرف بالتأكيد هل جرت محاولات مصرية للسيطرة على المنظومة الدفاعية الإسرائيلية، أو غرس برامج تجسس بداخلها، وبالطبع حتى لو اكتشفوا برامج من هذا النوع، فمن غير المتوقع أن ينشروا التفاصيل الكاملة لفضيحتهم. ويؤكد "بن كسبيت" الصحفى الأشهر بمعاريف أن التقصير الأمنى الإسرائيلى حدث بحسن نية، ولم تكن هناك دوافع إجرامية أو تجسسية، ولكن الخطأ الكبير هو المخالفة الحمقاء لأبسط قواعد المنطق. فبالفعل هناك علاقات سلام بين مصر وإسرائيل، وتسعى الأخيرة لتشجيع العلاقات التجارية والزراعية، وكافة سبل التعاون معها، لكن يجب وضع خط أحمر واضح، وبارز ومطلق عندما يتعلق الأمر بمنظومة صواريخ دفاعية حساسة إلى هذا الحد.

فالمخابرات المصرية مشهورة بنجاحاتها، وعملياتها الابداعية. ولا شك أن لديهم وسائلهم التى تمكنهم من الإطلاع على كل ما يحدث داخل شركة إليكترونيات عالمية تعمل فى قلب القاهرة. وهى فى ذلك لا تشذ عن الموساد أو وكالة الاستخبارات الأمريكية أو أى جهاز يتبع أبجديات العمل الاستخباري". ويضيف "بن كسبيت": " لذلك فإن الافتراض المنطقى الآن هو أن كل ما تم تبادله من معلومات هذا الشأن بين العلماء المصريين والعلماء الإسرائيليين حسنى النية، معروف ومتاح برمته لأجهزة الاستخبارات المصرية. إذا لم يكن الأمر أخطر من ذلك." ويوضح خبير عسكرى إسرائيلى مدى الخطورة التى يستشعرها الإسرائيليون من هذه العملية الغامضة، قائلا: "إن الجيش الإسرائيلى يعتمد فى أكثر من 80% من أدائه وعملياته على أنظمة قتالية متطورة، من ضمنها منظومة الصواريخ "حيتس" التى تعتمد كليا على أساليب التشغيل الإليكترونى.

شأنها فى ذلك شأن سلاح الجو الإسرائيلى الذى يعتمد على النظام الإليكترونى فى تنفيذ عملياته، وبقية الأسلحة التى تستعين بعشرات بل مئات البرامج الإليكترونية الأخرى. ويضيف الخبير الإسرائيلي: " فى الماضى كنا نضغط على الزناد بقوة لكى نطلق رصاصة، أما الآن فلكى نطلق صاروخ "حيتس" أرض - جو أو قنبلة موجهة بالليزر، ولتشغيل أو إيقاف أجهزة الرادار المتطورة، نضغط برقة على مفتاح Send))، بجهاز الكمبيوتر. ومن أبرز الأمثلة العملية على ذلك عندما حَلقت الطائرات الإسرائيلية من طراز إف 16 فوق مخيم "عين الصاحب" بسوريا، فإن قائد سلاح الجو الإسرائيلى "دان حالوتس" كان يجلس على مقعد وثير فى مكتبه بتل أبيب، وأرسل للطيارين، صورا للمنطقة التى يحلقون فوقها بالايميل، وعلى الصور سهم أحمر يحدد الهدف المراد تدميره. وفى هذه اللحظة فقط يقوم الطيار بمطابقة الصور الإليكترونية، مع صور المنطقة، التى بحوزته من قبل، ويحدد الهدف ويضغط مفتاح Send.

وبالتالى وبناء على هذا الشرح المستفيض، يكفى برنامج اختراق صغير يتم تثبيته وسط هذه المنظومة الإليكترونية لكى يدمر العملية التى تقوم بها الإف 16 بالكامل. أما إذا كنا نتحدث عن الصاروخ "حيتس" فإن الأمر أعقد من ذلك بكثير. فأى خبير كمبيوتر متمكن يستطيع أن يزرع داخل منظومة التشغيل برنامجا صغيرا من طراز "حصان طروادة" وهو برنامج، فعال ومدمر، مصمم بحيث يعمل فور تشغيل المنظومة، ويتسبب فى تدميرها وانهيارها فورا. وبناء على هذه المعلومات البديهية ترسم معاريف السيناريو التالى : " عندما يأتى يوم الحساب وتبدأ الصواريخ الباليستية (العربية طبعا) فى قطع طريقها بسرعة البرق نحو السموات الإسرائيلية، لتسقط شظاياها على رؤوس الإسرائيليين، وتصدر الأوامر بسرعة أيضا، بتشغيل منظومة "حوما" الإليكترونية، قد نفاجأ بأنها غير قادرة على العمل، وأنها تتهاوى أمام أعيننا.

ولا تنطلق الصواريخ الدفاعية التى أنفق عليها المليارات، أو تنطلق الصواريخ لكن تنحرف عن مسارها وتخطئ أهدافها، وفى أسوأ الأحوال تنفجر فى الهواء على رؤوسنا فور انطلاقها. وعلى الرغم من أن البعض قد يعتقد أن هذا السيناريو خيالى بعض الشيء، إلا أنه للأسف نفس السيناريو الذى تجرى دراسته الآن فى أهم الأجهزة الأمنية والاستخباراتية فى إسرائيل.

محررو معاريف الذين اكتشفوا تفاصيل الفضيحة، أعلنوا أن لديهم وثائق تدل على الصلة الوثيقة والاتصالات شبه اليومية التى دارت بين مهندسى شركة (ibm) فرع إسرائيل، ونظرائهم المصريين فى فرع الشركة بالقاهرة. والمجهودات المشتركة التى بذلوها لإصلاح عيوب برنامج تشغيل الصاروخ "حيتس"، لكن الأخطر من ذلك فعلا، هو أن المعلومات التى حصلت عليها معاريف، ونشرتها تؤكد أن الجيل التالى من هذا البرنامج المعروف باسم(motif) سيتم تصميمه وتطويره فى فرع الشركة بالقاهرة، تحت إشراف "مهندسين مصريين" بالطبع. ثم يتم إرساله إلى تل أبيب ليتدربوا عليه، ثم يتم إحلاله محل الجيل الحالى من البرنامج.

والسؤال البديهى الذى بدأ بالتأكيد يطرح نفسه الآن بالنسبة للقارئ، هو كيف تم التعاون بين المهندسين المصريين والإسرائيليين فى تطوير برنامج بهذه الخطورة العالية والحساسية البالغة بالنسبة للإسرائيليين. الحقيقة أن الأمر بسيط للغاية، ربما كان المفتاح الرئيسى فيه هو اللغة العبرية، نعم اللغة العبرية، فأساس المشكلة التى واجهت مهندسى وزارة الدفاع الإسرائيلية أن جميع البرامج الإليكترونية متوائمة مع اللغة الانجليزية بالأساس. وإذا أراد الإسرائيليون عبرنة البرنامج فالحل هو التوجه لفرع شركة (ibm)فى القاهرة، وهو بالمناسبة أكبر فرع للشركة فى الشرق الأوسط وهو الفرع الوحيد المرخص له تحويل مواءمة البرامج من اللغة الانجليزية، إلى اللغات السامية - العربية والعبرية. وبالتالى فقد جاء الإسرائيليون بأقدامهم ومعلوماتهم إلى الخبراء المصريين، ليحلوا لهم مشاكلهم التقنية التى عجزوا عن معالجتها. وعلى الرغم من أن صحيفة معاريف أوردت جميع هذه المعلومات، وأشارت إلى أن إسرائيل لا يمكن أن تتهم مصر بأى مسئولية، ولا تحملها إهمال العلماء الإسرائيليين، إلا أنها استنكرت بالطبع أن تطبق هذه القواعد على برنامج تشغيل منظومة الصواريخ الدفاعية الإسرائيلية، وخاصة أنه أمر فى غاية الحساسية ومن غير المبرر، من وجهة نظرهم، أن يجرى تطوير هذا البرنامج الخطير الذى سيحمى السماوات الإسرائيلية، فى معامل بقلب القاهرة.

وتدعى الصحيفة نقلا عن مسئول كبير بسلاح الجو الإسرائيلى : "أن العلماء الإسرائيليين المسئولين عن العملية وفقوا أوضاعهم، وأوقفوا الاتصالات مع المصريين، ولو أن هذه الخطوة تأخرت كثيرا، لكن كل شيء تحت السيطرة، أوالفحص، بقيادة طاقم خاص أقيم لهذا الغرض".



لكن صحيفة معاريف نسبت لمصادر فى وزارة الدفاع الإسرائيلية قولها: "إن شفرات وحزم معلومات، وبيانات عن البرنامج جرى تبادلها لفترة طويلة بين فرعى الشركة، بل وأثناء المناقشات تسرب الاسم الكودى للمشروع وهو يعتبر بمثابة سر حربى إسرائيلي، هذا بالطبع بخلاف الجيل الجديد من البرنامج الذى يتم تطويره فى القاهرة. والذى قررت السلطات الإسرائيلية وقفه، ووقف التعامل مع العلماء المصريين بهذا الخصوص لأجل غير مسمى بالطبع.

هذه التصريحات المتناقضة للمسئولين الإسرائيليين تؤكد كبر حجم الكارثة، وتضاعف أبعاد الفضيحة، وتدشن لبداية مرحلة جديدة من مراحل الصراع الاستخباري، إنه عصر الجاسوس الإليكتروني، و"أحصنة طروادة". و أن الإستخبارات المصرية قامت بعملية البداية في هذه الحرب ..و للأسف حسب الجريدة ..فإن الإستخبارات المصريه قد أحرزت هدفا مبكرا جدا..في بداية المباراة



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/pages/%D8%AC%D8%B1%D9%88%D8%A8-%D9%85%D9
asmicheal
الرتبة: مشارك بالتأسيس ومشرف(ة)سابقة
الرتبة: مشارك بالتأسيس ومشرف(ة)سابقة
asmicheal


الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3731
التقييم : 410
تاريخ التسجيل : 09/08/2011

اشهر نجاحات المخابرات المصريه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: اشهر نجاحات المخابرات المصريه    اشهر نجاحات المخابرات المصريه  I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 06, 2011 3:52 pm


فضيحة لافون

اشهر عمليات المخابرات بقلم / دكتور سمير محمود قديح الباحث في الشئون الامنية والاستراتيجية
انها فضيحة لافون وهي أحد أشهر عمليات المخابرات على المستوى المصري – الإسرائيلي وربما على المستوى العالمي ، جرت العملية في أوائل الخمسينيات في مصر بعد قيام ثورة يوليو 1952، يطلق عليها أيضا "فضيحة لافون" في إشارة إلى بنحاس لافون وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق غير أن الإسم الحقيقي للعملية هو "سوزانا".
تم التخطيط للعملية بحيث يقوم مجموعة من الشباب الإسرائيلي المدرب بتخريب بعض المنشأت الأمريكية الموجودة في مصر بهدف زعزعة الأمن المصري وتوتير الأوضاع بين مصر والولايات المتحدة.

الخلفية السياسية لوضع اسرائيل عام 1954.

كان بن جوريون أحد أشهر الشخصيات الإسرائيلية وزيرا للدفاع ورئيسا للوزراء وفي هذا العام أستقال بن جوريون من رئاسة الوزارة ووزارة الدفاع، وتوجه الى الاستيطان في كيبوتس (مستوطنة) سد بوكر في النقب.
وجاء بدلا منه موشي شاريت في رئاسة الوزراء وبنحاس لافون في وزارة الدفاع، في الوقت الذي أصبح وضع اسرائيل دوليا في منتهى التعقيد، فالاتحاد السوفييتي أصبح دولة عظمى معادية، وبريطانيا على وشك سحب قواتها المرابطة في منطقة السويس، والادارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس ايزنهاور تنكرت جزئيا لاسرائيل، على أمل فتح قنوات جديدة مع النظام المصري بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر.
وكان الإعتقاد السائد لدى إسرائيل في هذا الوقت هو أن الدول العربية لن تلبث أن تعمل على الانتقام لكرامتها المهدورة في حرب 1948، وستستعد لحرب جديدة ضد اسرائيل، ولذلك فمن الأفضل توجيه ضربة وقائية لمصر قبل أن تتسلح بالعدة والعتاد.
وبناء على هذا الإعتقاد وضعت المخابرات العسكرية في الجيش الاسرائيلي – وهي المختصة بتفعيل شباب اليهود - خطة للتخريب والتجسس في مصر تقوم باعتداءات على دور السينما والمؤسسات العامة، وبعض المؤسسات الأمريكية والبريطانية، وكان الأمل معقودا على أن تؤدي هذه الأعمال الى توتر العلاقات المصرية الأمريكية، وعدول بريطانيا عن اجلاء قواتها من السويس.
وبالفعل تم تشكيل المجموعة وأطلق عليها الرمز (131) وتم تعيين المقدم موردخاي بن تسور مسؤولا عن الوحدة عام 1951، وكان بن تسور هو صاحب فكرة انشاء شبكات تجسس في مصر، ولذلك قام بتجنيد الرائد "أبراهام دار" الذى ارتحل على الفور إلى مصر ودخلها بجواز سفر لرجل أعمال بريطاني يحمل اسم "جون دارلينج".

فضيحة لافون (عملية سوزانا2)
بداية العملية:

عبر اللاسلكي أرسل إلى الخلية في مصر برقية توضح أسلوب العمل كالتالي:
"أولا:
العمل فورا على الحيلولة دون التوصل إلى إتفاقية مصرية بريطانية.
الأهداف:
المراكز الثقافية والإعلامية
المؤسسات الإقتصادية
سيارات الممثلين الدبلوماسيين البريطانيين وغيرهم من الرعايا الإنجليز
أي هدف يؤدي تدميره إلى توتر العلاقات الدبلوماسية بين مصر وبريطانيا
ثانيا:
أحيطونا علما بإمكانيات العمل في منطقة القناة
ثالثا:
استمعوا إلينا في الساعة السابعة من كل يوم على موجه طولها (g) لتلقي التعليمات...
وفيما بعد أتضح أن الموجه (g) هي موجة راديو إسرائيل وأن السابعة هي الساعة السابعة صباحا وهو موعد برنامج منزلي يومي كانت المعلومات تصل عبره يوميا إلى الشبكة .. وعندما أذاع البرنامج طريقة "الكيك الإنجليزي" كانت هذه هي الإشارة لبدء العملية..!!
وفي يوم الأربعاء الثاني من يوليو 1954، أنفجرت فجأة ثلاثة صناديق في مبنى البريد الرئيسي في الاسكندرية ملحقين أضراراً طفيفة وعثرت السلطات المصرية على بعد الأدلة عبارة عن:
- علبة اسطوانية الشكل لنوع من المنظفات الصناعية كان شائعا في هذا الوقت أسمه "فيم".
- جراب نظارة يحمل أسم محل شهير في الإسكندرية يملكه أجنبي يدعي "مارون أياك".
وكان من تولى التحقيقات هو الصاغ ممدوح سالم وزير الداخلية فيما بعد ثم رئيس الوزراء ثم مساعد رئيس الجمهورية!
وبعد الفحص تبين أن العلبة الإسطوانية كانت تحتوى على مواد كيميائية وقطع صغيرة من الفوسفور الأحمر، ولأن الخسائر لم تكن بالضخامة الكافية فقد تجاهلت الصحافة المصرية الموضوع برمته.
وفي الرابع عشر من يوليو انفجرت قنبلة في المركز الثقافي الأمريكي (وكالة الإستعلامات الأمريكية) في الاسكندرية. وعثر في بقايا الحريق على جراب نظارة مماثل لذلك الذى عثر عليه في الحادث الأول، غير أن السلطات المصرية رأت أن الشبهات تنحصر حول الشيوعيين والأخوان المسلمين. وبرغم أن الصحافة لم تتجاهل الموضوع هذه المرة لكنها أشارت إلى الحريق بإعتباره ناتج عن "ماس كهربائي"!.
وفي مساء اليوم نفسه أنفجرت قنبلة آخرى في المركز الثقافي الأمريكي بالقاهرة وعثر على جرابين من نفس النوع يحتويان على بقايا مواد كيميائية.
وفي الثالث والعشرين من يوليو (الذكرى السنوية الثانية للثورة) كان من المفترض وضع متفجرات في محطة القطارات ومسرح ريفولي بالقاهرة وداري السينما (مترو وريو) في الاسكندرية، غير أن سوء الحظ لعب دوره وأشتعلت إحدى المتفجرات في جيب العميل المكلف بوضع المتفجرات بدار سينما ريو فأنقذه المارة ولسوء حظه تواجد رجل شرطة في المكان تشكك في تصرفاته فاصطحبه إلى المستشفى بدعوى إسعافه من أثار الحريق وهناك قال الأطباء أن جسم الشاب ملطخ بمسحوق فضي لامع وأن ثمة مسحوق مشابه في جراب نظاره يحمله في يده ورجح الأطباء أن يكون الاشتعال ناتج عن تفاعل كيميائي.
وبتفتيش الشاب عثر معه على قنبلة آخرى عليها أسم "مارون أياك" صاحب محل النظارات. وتم إعتقاله،
وقال أن أسمه فيليب ناتاسون يهودي الديانه وعمره 21 عام وجنسيته غير معروفه، وأعترف بأنه عضو في منظمة إرهابية هي المسئولة عن الحرائق.
وعثر في منزله على مصنع صغير للمفرقعات ومواد كيميائيه سريعة الإشتعال وقنابل حارقة جاهزة للإستخدام وأوراق تشرح طريقة صنع القنابل.
وبناء على أعترافات ناتاسون تم القبض على كل من:
فيكتور موين ليفي مصري الجنسية يهودي الديانة يبلغ من العمر 21 عام مهندس زراعي.
روبير نسيم داسا مصري المولد يهودي الديانة يبلغ من العمر 21 عاما يعمل في التجارة.
وأمام المحققين أصر الثلاثة على أنهم يعملون بشكل فردي دون محرضين أو ممولين، أم الأسباب فهي "حبهم لمصر ومساهمة في قضيتها الوطنية ولكي يعرف الإنجليز والأمريكان أنهم سيخرجون من مصر بالقوة والإرهاب!!".
وحينما سؤلوا: لماذا أحرقتم مبنى البريد وهو ملك المصريين .. لم يجدوا جوابا!
وقبل أن تنتهى التحقيقات جاء تقرير للمعمل الجنائي يثبت العثور على شرائح ميكروفيلم في منزل فيليب ناتاسون، وثبت فيما بعد أن هذه الشرائح دخلت مصر قادمة من باريس بالتتابع بأن لصقت على ظهور طوابع البريد!
ولأن الميكروفيلم كان أعجوبة هذا العصر وكان قاصرا فقط على أجهزة المخابرات وشبكات التجسس فقد بدأت شبهة التجسس تحوم حول العملية.
وبعد تكبير الشرائح، بوسائل بدائية، أتضح أنها تحتوى على سبع وثائق عن تركيب وأستعمال القنابل الحارقة إضافة إلى شفرة لاسلكي وأشياء آخرى.

فضيحة لافون (عملية سوزانا3)

وبمواصلة التحريات تم القبض على:
صمويل باخور عازار يهودي الديانة يبلغ من العمر 24 عام مهندس وهو مؤسس خلية الإسكندرية وزعيمها لبعض الوقت قبل أن يتنازل عن الزعامة لفيكتور ليفي الذي يفوقه تدريبا.
ومن أعترافات عازار وصلت السلطات إلى ماير موحاس ذو الأصل البولندي وهو يهودي الجنسية عمره 22 عام يعمل كوسيط تجاري (مندوب مبيعات).
وكان أخطر ما أعترف به موحاس هو إشارته إلى جون دارلينج أو ابراهام دار الذى اتضح فيما بعد أنه قائد الشبكة ومؤسس فرعيها بالقاهرة والإسكندرية وأحد أخطر رجال المخابرات الإسرائيلية في ذلك الوقت.
كما كشف ميوحاس عن الطبيب اليهودي موسى ليتو وهو طبيب جراح وهو مسؤول فرع القاهرة، وتم القبض عليه ومن أعترفاته تم القبض على فيكتورين نينو الشهيرة بمارسيل وماكس بينيت وإيلي جاكوب ويوسف زعفران وسيزار يوسف كوهين وإيلي كوهين الجاسوس الشهير الذى أفرج عنه فيما بعد.
وأعدت النيابة قرار الإتهام كالتالي:
1- إبراهام دار (جون دارلينج) ضابط بالمخابرات الإسرائيلية – هارب – مؤسس التنظيم
2- بول فرانك – هارب – المشرف على التنظيم
3- ماكس بينيت حلقة الإتصال بين الخارج والداخل
4- صمويل عازار مدرس بهندسة الإسكندرية مسؤول خلية الإسكندرية في البداية
5- فيكتور مويز ليفي مسؤول خلية الإسكندرية عند القبض عليه
6- د. موسى ليتو مرزوق طبيب بالمستشفى الاسرائيلي مسؤول خلية القاهرة
7- فيكتورين نينو الشهيرة بمارسيل مسؤولة الاتصال بين خلايا التنظيم
8- ماير ميوحاس مسؤول التمويل في خلية الاسكندرية
9- فيليب هرمان ناتاسون عضو
10- روبير نسيم داسا عضو
11- إيلي جاكوب نعيم عضو
12- يوسف زعفران عضو
13- سيزار يوسف كوهين عضو
بعد الفضيحة
في أعقاب سقوط الشبكة في مصر وما صاحبها من دوي عالمي أصدر موشي ديان رئيس الأركان في ذلك الوقت قرارا بعزل مردخاي بن تسور من قيادة الوحدة 131 وتعيين يوسي هارئيل بدلا منه فما كان من الأخير الا أن اتخذ أحد أكثر القرارات غرابة في تاريخ المخابرات بأن استدعى جميع العملاء في البلاد العربية وأوقف جميع النشاطات.

المحاكمة:

في الحادي عشر من ديسمبر عام 1954 جرت محاكمة أفراد الشبكة في محكمة القاهرة العسكرية التي أصدرت أحكامها كالتالي:
الإعدام شنقا لموسى ليتو مرزوق وصمويل بخور عازار (تم تنفيذ الحكم في 31 يناير 1955).
الأشغال الشاقة المؤبدة لفيكتور ليفي وفيليب هرمان ناتاسون.
الأشغال الشاقة لمدة 15 سنة لفيكتورين نينو وروبير نسيم داسا.
الأشغال الشاقة لمدة 7 سنوات لماير يوسف زعفران وماير صمويل ميوحاس.
براءة إيلي جاكوب نعيم وسيزار يوسف كوهين.
مصادرة أجهزة اللاسلكي والأموال وسياراة ماكس بينيت.
وتجاهل الحكم ماكس بينت لأنه كان قد أنتحر في السجن!، وأعيدت جثته لاسرائيل بعد ذلك بأعوام.

فضيحة لافون (عملية سوزانا4)

في أعقاب المحاكمة حاولت إسرائيل استرضاء مصر للإفراج عن التنظيم بعد أن وصل الشارع الإسرائيلي الى مرحلة الغليان، والعجيب أن الولايات المتحدة وبريطانيا اشتركتا في هذا الطلب فقد بعث الرئيس الأمريكي ايزنهاور برسالة شخصية الى الرئيس عبد الناصر يطلب الإفراج عن المحتجزين "لدوافع إنسانية" وبعث أنتوني إيدن وونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني ومسؤولين فرنسيين بخطابات وطلبات مماثلة غير أنها جميعا قُوبلت بالرفض المطلق.
وقالت وكالة الأنباء الإسرائيلية وقتها أن "هذا الرفض يعد صفعة على أقفية حكام الغرب ويدل على أن مصر تمضي في طريقها غير عابئة بغير مصلحتها".
وفي 31 يناير 1955 تم تنفيذ حكمي الإعدام في موسى ليتو مرزوق (دُفن بمقابر اليهود بالبساتين) وصمويل بخور عازار (دُفن بمقابر اليهود بالإسكندرية) وعلى الفور أعلنهما موشي شاريت "شهداء".. ووقف أعضاء الكنيست حددا على وفاتهما وأعلن في اليوم التالي الحداد الرسمي ونكست الأعلام الإسرائيلية وخرجت الصحف بدون ألوان وأطلق أسما الجاسوسين على شوارع بئر سبع.
وأستمرت الفضيحة في إسرائيل..
فقد أتضح أن موشي شاريت رئيس الوزراء لم يكن على علم بالعملية على الإطلاق!، وكان لابد من كبش فداء وأتجهت الأنظار الى بنحاس لافون وزير الدفاع الذى أنكر معرفته بأى عملية تحمل أسم "سوزانا"! .. وتم التحقيق معه لكن التحقيق لم يسفر عن شئ.
وأستقال بنحاس لافون من منصبه مجبرا وعاد بن جوريون من جديد لتسلمه، كما عزل بنيامين جيلبي مسئول شعبة المخابرات العسكرية ليحل محله نائبه هركافي.
وفي بداية عام 1968 تم الافراج عن سجناء القضية ضمن صفقة تبادل للأسرى مع مصر في أعقاب نكسة يونيو.
وأستقبلوا في إسرائيل "إستقبال الأبطال" وحضرت رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير بنفسها حفل زفاف مرسيل نينو بصحبة وزير الدفاع موشي ديان ورئيس الأركان.
وتم تعيين معظم هؤلاء الجواسيس في الجيش الإسرائيلي كوسيلة مضمونة لمنعهم من التحدث بشأن القضية.
وبعد 20 سنة من أحداث عملية سوزانا ظهرت مارسيل نينو وروبير داسا ويوسف زعفران للمرة الأولى على شاشة التلفزيون الإسرائيلي وهاجموا الحكومات الإسرائيلية التى لم تكلف نفسها عناء البحث عن طريقة للإفراج عنهم!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/pages/%D8%AC%D8%B1%D9%88%D8%A8-%D9%85%D9
asmicheal
الرتبة: مشارك بالتأسيس ومشرف(ة)سابقة
الرتبة: مشارك بالتأسيس ومشرف(ة)سابقة
asmicheal


الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3731
التقييم : 410
تاريخ التسجيل : 09/08/2011

اشهر نجاحات المخابرات المصريه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: اشهر نجاحات المخابرات المصريه    اشهر نجاحات المخابرات المصريه  I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 06, 2011 3:53 pm

عمرو طلبة
الاسم الحقيقي : عمرو طلبه
الرمز الكودي : 1001
الاسم المستعار : موشي زكى رافئ
تاريخ بدا العملية تقريبا : 1969
تاريخ استشهاد البطل : 1973

انها احد العمليات البارعه التى قامت بها المخابرات العامه المصرية من خلال زرع احد ضباطها : الشهيد عمرو طلبه داخل المجتمع الاسرائيلى عقب نكسه 1967 ضمن العديد من عمليات الزرع الناجحة التي جرت في هذا الوقت للحصول على المعلومات عن الجيش والمجتمع الاسرائيلى
وقد مر الشهيد عمرو طلبه بالعديد من الاختبارات في استخدام أجهزه اللاسلكي وأجاده اللغة العبرية بعد أن عثر رجال المخابرات على تغطيه مناسبة لدفعه داخل المجتمع الاسرائيلى بانتحاله لشخصيه يهودي شاب - يحمل الاسم سابق الذكر- توفى في احد المستشفيات المصرية
وهكذا يسافر عمرو مودعا والده ووالدته وخطيبته باعتباره متجها إلى بعثه عسكريه في موسكو وفى الحقيقة يتجه إلى اليونان – كبداية لخطه طويلة ومتقنه وضعها رجال المخابرات المصرية- متظاهرا بأنه يبحث عن عمل ويقضى هناك بعض الوقت إلى أن يتعرف على احد البحارة – يهودي الديانة – يسهل له عملا على السفينة التي يعمل عليها ويقنعه بتقديم طلب هجره إلى إسرائيل باعتبارها جنه اليهود في الأرض " كما يزعمون"
وهكذا يتجه عمرو إلى إسرائيل مثله مثل كل يهودي في ذلك الوقت صدق دعاية ارض الميعاد ويتم قبول طلبه بعد الكثير من العقبات والمضياقات ويقضى بعض الوقت داخل معسكرات المهاجرين محتملا للعذاب والاهانه من اجل هدف اسمي واغلي من الوجود وما فيه " كرامه مصر "
وداخل هذا المعسكر يتم تلقينه اللغة العبرية حتى يمكنه التعايش مع المجتمع الاسرائيلى وهناك يتعرف على عجوز يعطيه عنوان احد اقاربه فى القدس لكى يوفر له عملا بعد خروجه من المعسكر
ويبدأ عمرو مشواره بالعمل في القدس في مستشفى يتعرف على احد أطبائها ولانه لبق تظاهر بانه خدوم للغايه فقد نجح فى توطيد علاقته بهذا الطبيب لدرجه انه اقام معه ، ومع انتقال الطبيب إلى مستشفى جديد فى ضاحيه جديده بعيدا عن القدس ينتقل عمرو بدوره إلى تل أبيب حيث يعمل هناك كسكرتير في مكتبه مستغلا وسامته في السيطرة على صاحبتها العجوز المتصابية فتسلمه مقادير الامور داخل المكتبه مما يثير حنق العمال القدامى ،ومن خلال عمله وعن طريق صاحبه المكتبة يتعرف على عضوه بالكنيست " سوناتا " تقع فى هواه هى الاخرى وتتعدداللقاءات بينهما مما يعطى الفرصه لعمال المكتبه لكشف الامر امام صاحبه المكتبه فتثور وتطرده و ينتقل للاقامه في منزل " سوناتا"
وفى احد الأيام يفاجئ عمرو بالمخابرات الحربية الاسرائيله تلقى القبض عليه بتهمه التهرب من الخدمة العسكرية ، بعد ان ابلغت عنه صاحبه المكتبه انتقاما منه ومن " سوناتا " ،كل هذا ورجال المخابرات يتابعونه عن بعد دون أن يحاولوا الاتصال به
وتستغل عضوة الكنيست علاقاتها في الإفراج عنه ثم تساعده أيضا بنفوذها في أن يتم تعينه في احد المواقع الخدمية القريبة من تل أبيب كمراجع للخطابات التى يرسلها المجندون داخل الجيش الاسرائيلى باعتباره يهودي عربي يجيد القراه باللغة العربية
وهنا تبدأ مهمته فوظيفته داخل الجيش أطلعته على الكثير من المعلومات المهمة فيتم بعمليه شديدة التعقيد والآمان إرسال جهاز لاسلكي إليه ليستخدمه في إيصال معلوماته إلى القيادة المصرية
ويبدا تدفق سيل من المعلومات شديده الخطوره والاهميه الى القياده المصريه
ومع اقتراب العد التنازلي لحرب أكتوبر المجيدة وحاجه القيادة إلى معلومات عن مواقع الرادارات والكتائب ومنصات الصواريخ الاسرائيليه تم إصدار الأوامر إلى عمرو بافتعال مشكله كبيرة مع عضوة الكنيست املآ في أن يدفعها غضبها إلى استخدام نفوذها لنقله إلى سيناء حيث تتوافر المعلومات بصوره أكثر وضوحا
وبالفعل نجحت المحاولة وتم نقله إلى منطقه مرجانه في سيناء وبدا عمرو في إرسال معلومات شديدة الاهميه والخطورة عن مواقع الرادار والصواريخ المضادة للطائرات ومخازن الذخيرة ومواقع الكتائب الاسرائيليه
عمرو طلبة
وقامت حربنا المجيدة حرب السادس من أكتوبر ومعها ومع انهيار التحصينات الاسرائيليه تم نقل كتيبته إلى خط المواجهه وفور علم رجال المخابرات من إحدى البرقيات التي كان يرسلها بانتظام منذ بدا الحرب أسرعوا يطلبون منه تحديد وجهته ومكانه بالتحديد
وحدثت المفاجئه لقد نجح عمرو فى العثور على جهاز ارسال صوتى يتمكن من ضبطه على موجه القياده وياتى صوته مصحوبا بطلقات المدافع وقذائف الطائرات وسيل لا ينقطع من المعلومات ، فيصرخ فيه الرجال طالبين تحديد مكانه قبل فوات الاوان ، ولكن الوقت لم يمهله للأسف ، فقط اخبرهم بانه فى القنطره شرق ثم دوى انفجار هائل وتوقف صوت الشهيد للابد
توفى الشهيد عمرو طلبه في منطقه القنطرة شرق في سيناء بعد أن أدى مهمته على أكمل وجه وساهم في انتصار لن ينمحي من ذاكره المصريين مهما مرت السنوات
ولان الوطن لا ينسى أبنائه الذين يضحون من اجله بكل عزيز فقد تم إرسال طائره هليكوبتر خاصة بعد ان فشل رجال المخابرات المصريه فى الاستعانه برجال الجيش الثانى الميدانى المواجه لمنطقه القنطره شرق، وفي جنح الظلام تتسلل الطائره مخاطره باقتحام خطوط العدو و عدم التحديد الدقيق لمكانه من اجل إحضار جثه الشهيد وقد استرشد الرجال بحقيبة جهاز اللاسلكي التي كان يحملها وارسل منها اخر البرقيات قبل وفاته
ولعل أفضل ختام لهذه الملحمه البطوليه الرائعه هو ما جاء على لسان ضابط المخابرات المصري : ماهر عبد الحميد " رحمه الله " والذى روى هذه العمليه :
" ولقد حملناه عائدين دون أن نزرف عليه دمعه واحده فقد نال شرفا لم نحظى به بعد ".

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/pages/%D8%AC%D8%B1%D9%88%D8%A8-%D9%85%D9
asmicheal
الرتبة: مشارك بالتأسيس ومشرف(ة)سابقة
الرتبة: مشارك بالتأسيس ومشرف(ة)سابقة
asmicheal


الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3731
التقييم : 410
تاريخ التسجيل : 09/08/2011

اشهر نجاحات المخابرات المصريه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: اشهر نجاحات المخابرات المصريه    اشهر نجاحات المخابرات المصريه  I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 06, 2011 3:54 pm

كيف استطاعت المخابرات المصرية الوصول الى جاسوس للموساد انتحل هوية عالم آثار بريطاني‏ بقلم:دكتور سمير محمود

كيف استطاعت المخابرات المصرية الوصول اليه ؟
جاسوس للموساد انتحل هوية عالم آثار بريطاني‏ في مصر .

دكتور / سمير محمود قديح
باحث في الشئون الامنية والاستراتيجية

هناك جاسوس إسرائيلي بالغ الخطورة‏,‏ في قلب‏(‏ مصر‏)..‏
بهذه العبارة المثيرة‏,‏ بدأ واحد من أهم اجتماعات المخابرات العامة المصرية‏,‏ في تلك الفترة من أواخر خمسينيات القرن العشرين‏..‏

وعلي الرغم من خطورة ماتحمله العبارة من معان‏,‏ ظـل الرجال المجتمعون حول مائدة الاجتماعات الرئيسية‏,‏ محتفظين بهدوئهم وتماسكهم‏,‏ وعيونهم متعلقة بمديرهم‏,‏ الذي واصل حديثه‏,‏ قائلا في حزم‏:‏
أحد جواسيسنا المزدوجين‏,‏ الذين يعملون لحسابنا‏,‏ ويوهمون العدو بأنهم من رجاله‏,‏ تلقي ثلاث حوالات بريدية‏,‏ بما مجموعه مائة جنيه مصري‏,‏ علي صندوق بريده مباشرة‏,‏ في قلب‏(‏ القاهرة‏),‏ والمعني الوحيد لهذا‏,‏ هو أن الإسرائيليين قد أرسلوا أحد جواسيسهم إلي هنا‏;‏ لمتابعة عمل جاسوسنا المزدوج‏,‏ وتمويله‏,‏ والإشراف علي تطورات مزمعة قادمة‏.‏

ولأن جميع من حضروا الاجتماع‏,‏ كانوا من أفضل عناصر المخابرات المصرية‏,‏ ومن المتابعين لقضية ذلك الجاسوس المزدوج الشاب‏,‏ فقد انبري بعضهم علي الفور يطرح مجموعة من الأسئلة‏,‏ حول هوية ذلك الجاسوس‏,‏ والحجة التي دخل بها إلي البلاد‏,‏ والسمة التي يتخفي خلفها‏,‏ و‏...,‏ و‏..‏
وجاء الجواب حاسما حازما‏,‏ علي لسان المدير‏:‏

ـ كل هذا مجرد أسئلة‏..‏ مطلوب منكم الأجوبة لها‏..‏ وبأسرع وسيلة ممكنة‏...‏
كان تكليفا مباشرا بالقيام بمهمة‏,‏ قد تبدو للوهلة الأولي مستحيلة تماما‏,‏ لولا نقطة واحدة‏..‏
أن هؤلاء الرجال من طراز خاص جدا‏..‏
طراز لايعرف المستحيل‏!..‏
فقبل مرور ساعة واحدة‏,‏ علي إنتهاء الاجتماع‏,‏ كان الرجال قد انقسموا بالفعل إلي عدة فرق‏,‏ مهمتها‏,‏ وبكل اختصار‏,‏ أن تمشط‏(‏ مصر‏)‏ تمشيطا للعثور علي جاسوس‏,‏ لاتوجد عنه أية معلومات واضحة محددة‏..‏

وفي نشاط منقطع النظير‏,‏ وبأسلوب مدروس عبقري‏,‏ قدر الفريق الأول أن ذلك الجاسوس قد دخل البلاد خلال الأشهر الستة الأخيرة علي أقصي تقدير‏,‏ وأنها ليست المرة الأولي‏,‏ التي يصل فيها إلي‏(‏ مصر‏);‏ نظرا لما درسه خبراء المخابرات المصرية‏,‏ من أساليب وطرق المخابرات الإسرائيلية‏,‏ التي تتميز بالحذر الشديد‏,‏ وتعتمد علي توطين الجاسوس لفترات متقطعة‏;‏ لدراسة ردود الأفعال المصرية تجاهه‏,‏ وللتأكد من استيعابه لإمكانيات المغادرة‏,‏ أو الفرار بأقصي سرعة‏,‏ إذا مادعت الحاجة إلي هذا‏..‏
وبناء علي المعلومتين‏,‏ تمت مراجعة كشوف أسماء كل الأجانب‏,‏ الذين تنطبق عليهم تلك الشروط‏;‏ لتقليل أعداد المشتبه فيهم‏,‏ وحصر دائرة البحث في قائمة محدودة‏..‏

في الوقت ذاته‏,‏ كان الفريق الثاني يضع الحوالات البريدية تحت البحث‏,‏ ويجري كل التحريات الممكنة‏,‏ حول كيفية ووسيلة إرسالها‏,‏ وهوية مرسلها‏,‏ في سرية بالغة‏,‏ حتي لاينتبه الجاسوس لما يحدث‏,‏ فيبادر بالفرار‏,‏ قبيل الإيقاع به‏..‏
أما الفريق الثالث‏,‏ فقد استعان بالقائمة المصغرة‏,‏ التي وضعها الفريق الأول‏,‏ مع تقرير دقيق للخبراء‏,‏ حول أماكن السكن المثالية للجواسيس‏,‏ والتي تناسب إحتياجهم لتلقي التعليمات‏,‏ عبر وسائل الإتصال اللاسلكي‏,‏ كما تتيح لهم إمكانيات كشف المراقبة في الوقت ذاته‏,‏ ومزج كل هذا بقاعدة ذهبية‏,‏ تؤكد أن الجواسيس نادرا إن لم يكن من المستحيل أن يميلوا الي الإقامة في الفنادق العامة‏,‏ أو الأماكن التي تفرض نظما خاصة‏,‏ وأن طبيعة عملهم تدفعهم إلي اختيار الأماكن الخاصة‏,‏ التي يمكنهم السيطرة عليها تماما‏,‏ وإخفاء أدوات التجسس وأجهزته فيها‏,‏ دون أن يخشوا فضول أحد الخدم‏,‏ أو عمال النظافة‏,‏ أو أية احتمالات أخري غير متوقعة‏..‏

وهنا أصبحت دائرة البحث محدودة للغاية‏,‏ فالمطلوب شخص أجنبي الجنسية‏,‏ دخل البلاد أكثر من مرة‏,‏ ويقيم في إحدي الشقق المفروشة علي الأرجح‏..‏
ومن هذا المنطلق‏,‏ بدأت عملية البحث الدقيق عن الهدف‏..‏

واقتصرت الدائرة علي خمسة أفراد فحسب‏,‏ تنطبق عليهم الشروط الثلاثة‏,‏ علي نحو يجعلهم المشتبه فيهم الأكثر احتمالا‏..‏
وبدأت عملية مراقبة دقيقة للمشتبه فيهم الخمسة‏..‏
لدرجة أن التقارير الرسمية يمكن أن تحوي عدد خطواتهم‏,‏ وتردد أنفاسهم‏,‏ وكل لمحة حملتها خلجاتهم‏,‏ طوال فترة المراقبة‏..‏
ولأن الجاسوس المنشود هو محترف بكل المقاييس‏,‏ كان من العسير أن يقع في أي خطأ يكشف أمره‏,‏ حتي إنه من الممكن أن تشتعل الحيرة في نفوس الرجال طويلا‏..‏
لولا لمحة واحدة‏..‏
هوائي بسيط‏,‏ معلق في شرفة منزل مواجه للبحر‏,‏ في مدينة‏(‏ الأسكندرية‏)..‏
ذلك الهوائي‏,‏ الذي ورد ذكره في تقرير المراقبة‏,‏ الخاص بأحد المشتبه فيهم الخمسة‏,‏ توقف عنده رجال المخابرات‏,‏ وطلبوا التقاط بعض الصور الواضحة‏,‏ وعرضها علي خبراء الإتصال اللاسلكي بالجهاز‏..‏
وجاء تقرير الخبراء بسرعة مدهشة‏,‏ ليحسم الأمر تماما‏..‏

ذلك الهوائي‏,‏ الموجود في شرفة شقة الدور العلوي‏,‏ في المنزل رقم‏(Cool‏ في شارع الإدريسي في‏(‏ جليم‏)(‏ الأسكندرية‏),‏ تنطبق عليه شروط الهوائيات المستعملة‏,‏ في إستقبال وإرسال البث اللاسلكي‏,‏ وأن موقع الشقة‏,‏ المطل علي البحر‏,‏ يرجح وجود جهاز اتصال لاسلكي داخلها‏..‏
وهنا‏,‏ تحولت الجهود كلها نحو ذلك الهولندي‏,‏ المقيم بتلك الشقة‏,‏ والذي يدعي‏(‏ مويس جودسوارد‏)..‏

وبسرعة ونشاط‏,‏ يعجز العقل العادي عن استيعابهما‏,‏ بدأت عملية تطويق الجاسوس‏,‏ وسبر أغواره في الوقت ذاته‏,‏ ففي نفس الفترة‏,‏ التي أستأجر فيها بعضهم ذلك المحل الصغير‏,‏ عند ناصية الشارع‏,‏ ووضع فوقه لافتة متهالكة‏,‏ تشير إلي أنه متخصص في إصلاح أجهزة الراديو القديمة‏,‏ ونقل إليه بعض الأدوات‏,‏ وأجهزة الراديو الضخمة‏,‏ التي تخفي أدوات الرصد والإعتراض اللاسلكي‏,‏ علي مسافة أمتار قليلة من منزل الجاسوس‏,‏ كان رجال المخابرات المصرية يجمعون كل مايمكن جمعه من معلومات‏,‏ عن‏(‏ مويس سوارد‏)‏ هذا‏,‏ في قلب وطنه نفسه‏..‏
والمدهش أنه خلال ثلاثة أيام فحسب‏,‏ وصل أحد عملاء المخابرات المصرية من‏(‏ أمستردام‏)‏ مع ملف كامل عن الجاسوس‏..‏

اسمه‏(‏ مويس جود سوارد‏)‏ المولود في‏(‏ أمستردام‏),‏ في يوليو‏1892‏ م‏,‏ والذي عمل بالتجارة في‏(‏ هولندا‏),‏ في عام‏1929,‏ وحتي عام‏1942‏ م‏.‏
وفي الفترة من‏1942‏ م‏,‏ وحتي نهاية الحرب العالمية الثانية‏,‏ ترك العمل بالتجارة‏;‏ ليتفرغ للعمل السري‏,‏ ضد الإحتلال النازي‏..‏

ومع إنتهاء الحرب‏,‏ عاد‏(‏ مويس‏)‏ إلي مزاولة نشاطه التجاري‏,‏ وسافر عام‏1952‏ م إلي جنوب أفريقيا‏,‏ إلا أنه لم يستطع تحقيق أي نجاح يذكر‏,‏ فعاد إلي‏(‏ هولندا‏)‏ في أوائل عام‏1955‏ م‏,‏ وقد ساءت أحواله المادية‏,‏ مما أدي الي مشكلات عنيفة‏,‏ بينه وبين زوجته‏,‏ ثم طلاقه منها فيما بعد‏,‏ مما ضاعف من سوء أحواله المادية‏,‏ وفي موقفه العام أيضا‏.‏
ولأنه صار لقمة سائغة مثالية‏,‏ فقد وجدت المخابرات الإسرائيلية سبيلها إليه‏,‏ فالتقي بأحد رجالها‏,‏ في منتصف عام‏1957‏ م‏,‏ داخل القنصلية الإسرائيلية نفسها‏,‏ وقبل القيام بأعمال جاسوسية في‏(‏ مصر‏),‏ لصالح‏(‏ إسرائيل‏),‏ مقابل ثلاثمائة جنيه شهريا‏,‏ بخلاف أجور السفر‏,‏ وكل المصاريف التي يتم إنفاقها‏,‏ أثناء المهمة‏..‏

وفي‏(‏ باريس‏),‏ بدأت عملية تدريب‏(‏ مويس سوارد‏),‏ علي إستخدام أجهزة الإتصال اللاسلكي‏,‏ للإرسال والإستقبال‏,‏ وترجمة الشفرة‏,‏ وكتابة وإظهار الحبر السري‏,‏ وتصوير المستندات‏,‏ والتصوير بصفة عامة‏,‏ وطرق إخفاء الأفلام في أماكن سرية بالطرود‏,‏ وتمييز الأسلحة والمعدات المريبة بصفة عامة‏,‏ والبحرية بصفة خاصة‏..‏
وفي نهاية نوفمبر‏1957,‏ جاء‏(‏ مويس‏)‏ إلي مصر‏,‏ مع أوامر بإجراء معاينة كاملة لمدينة‏(‏ القاهرة‏),‏ والحصول علي سكن مناسب للإتصالات اللاسلكية‏,‏ مع إدعاء تنفيذ بعض العقود التجارية الهولندية في‏(‏ مصر‏)..‏

وفي‏(‏ القاهرة‏)‏ إستغل‏(‏ مويس‏)‏ مالديه من توكيلات تجارية‏,‏ للإتصال ببعض الشركات المصرية‏,‏ وأجري بعض الإتصالات اللاسلكية‏,‏ ولكنه لم يتلق ردا عليها‏,‏ ووصلته بعض الخطابات بالحبر السري‏,‏ ولكنه فشل تماما في إظهارها‏,‏ فوصله أمر بالعودة‏,‏ في أواخر إبريل‏1958‏ م‏,‏ ليسافر مع كل معداته إلي‏(‏ أمستردام‏)‏ في‏1958/4/28‏ م‏..‏
ومرة أخري‏,‏ راح‏(‏ مويس‏)‏ يتلقي تدريبات مكثفة‏,‏ لفشله في الإتصالات‏,‏ في المرة الأولي‏,‏ واستمرت عملية تدريبه‏,‏ حتي‏1958/7/15‏ م‏,‏ بعد أن أطمأن مدربوه إلي أنه قد أجاد عمله بالفعل هذه المرة‏.‏

وفي هذه المرة‏,‏ عاد‏(‏ مويس‏)‏ إلي‏(‏ القاهرة‏),‏ مع كل معداته‏,‏ في نهاية يوليو‏,‏ في العام نفسه‏,‏ ولكنه لم يقض وقتا طويلا‏,‏ إذ وصلته إشارة لاسلكية‏,‏ جعلته يعود إلي‏(‏ أمستردام‏),‏ بكل معداته وأدواته السرية‏,‏ في نهاية مارس‏1959‏ م‏..‏
في تلك الفترة‏,‏ كان ذلك العميل المزدوج الشاب‏,‏ الذي يعمل لحساب المخابرات المصرية‏,‏ قد بدأ بإيعاز منها ـ يلح علي تلقي تمويله‏,‏ وعلي سرعة وصول راتبه‏,‏ وعلي ضرورة زيادة مكافآته‏,‏ وأبدي غضبا وتبرما‏,‏ خشيت معه المخابرات الإسرائيلية أن تفقده‏,‏ وأن تفقد معه سيل المعلومات الخطيرة‏,‏ التي يرسلها إليها بإنتظام‏,‏ فما كان منها إلا أن أعادت‏(‏ مويس‏)‏ إلي‏(‏ مصر‏)‏ عن طريق البحر‏,‏ ليصل مع كل أدواته ومعداته السرية إلي الأسكندرية‏,‏ في منتصف يوليو‏1959‏ م‏,‏ وكان ماكان‏..‏

وبعد كشف أمر الجاسوس‏,‏ بدأت عملية مراقبته بتركيز أكثر‏,‏ ودقة أشد‏,‏ مع حرص شديد علي ألايشعر بهذا قط‏,‏ ولو حتي عن طريق الشك أو الحذر‏..‏
ومن الواضح أن الرجال‏,‏ الذين قاموا بالمهمة‏,‏ كانوا خبراء بحق‏,‏ فالجاسوس المحترف لم يشعر بمراقبتهم له لحظة واحدة‏,‏ حتي وهو يسافر إلي‏(‏ القاهرة‏).‏

ويقيم في فندق‏(‏ سميراميس‏),‏ ثم يجري اتصالاته بالجاسوس المزدوج‏,‏ من فندق‏(‏ هيلتون‏)‏ للتمويه‏..‏
ومن خلال مراقبة‏(‏ مويس‏)‏ اعترضت المخابرات المصرية كل اتصالاته اللاسلكية‏,‏ وكل مايستقبله من بث‏,‏ وحلله خبراؤها‏,‏ وتوصلوا الي طبيعة الشفرة المستخدمة‏,‏ بل وقرأوا كل ماأرسله إلي رؤسائه في‏(‏ تل أبيب‏),‏ من الرسائل المكتوبة بالحبر السري‏,‏ وكل ماوصل منهم بالوسيلة نفسها أيضا‏..‏

وكان‏(‏ مويس‏)‏ قد انتحل هوية عالم آثار بريطاني‏,‏ ووضع بعض التحف في شقته للتمويه‏,‏ وكان شديد الحذر‏,‏ بحيث لايفتح باب الشقة‏,‏ إلا إذا تأكد من هوية القادم أولا‏,‏ وذلك حسب تعليمات المخابرات الإسرائيلية‏,‏ حتي يمكنه تدمير بعض الوثائق التي تدينه‏,‏ أو التخلص من جهاز الإتصال اللاسلكي‏,‏ لو حاصره رجال الأمن بوسيلة ما‏..‏
وعلي الرغم من هذا‏,‏ فقد تم إتخاذ قرار‏,‏ في التاسع من نوفمبر‏1959‏ م‏,‏ بإنهاء العملية‏,‏ وإلقاء القبض علي‏(‏ مويس جود سوارد‏)‏ نظرا لقرب إنتهاء تأشيرته السياحية‏,‏ وخشية أن يغادر البلاد فجأة‏,‏ فتفشل مع رحيله العملية كلها‏..‏

وفي الساعة الثانية إلا عشر دقائق ظهرا‏,‏ تم استخدام أحد معارف‏(‏ مويس‏)‏ لطرق الباب‏,‏ وما أن تأكد من هوية الطارق‏,‏ وفتح باب الشقة‏,‏ حتي انقض عليه رجال المخابرات المصرية كالأسود‏,‏ وسيطروا عليه في لحظات‏,‏ وكبلوا حركته‏,‏ حتي لايمكنه لمس أي أداة من أدواته‏..‏
وبدأت عملية تفتيش دقيقة للغاية‏,‏ أسفرت عن ضبط كل أدوات التجسس‏,‏ في شقة‏(‏ مويس‏)...‏ جهاز الإتصال اللاسلكي‏,‏ وزجاجات الحبر السري ومظهره‏,‏ وأدوات التصوير‏,‏ والأفلام البحرية التي إلتقطها‏,‏ وكذلك آخر رسالة وصلته بالحبر السري‏,‏ من قلب‏(‏ تل أبيب‏)..‏

وعلي الرغم من كل هذا‏,‏ فقد ثار‏(‏ مويس‏),‏ وهاج‏,‏ وماج‏,‏ وطالب بإبلاغ السفير الهولندي‏,‏ وأنكر كل صلاته بما عثر عليه رجال المخابرات‏,‏ في وجود النيابة العامة‏,‏ وأكد أنه يخص الساكن السابق للشقة‏,‏ وأنه لم يدرك ماهيته‏,‏ عندما استأجرها للسكن‏,‏ و‏..‏ و‏..‏
وفي هدوء‏,‏ ودون أن يلتفت إلي ثورته الزائفة‏,‏ إتجه ضابط المخابرات إلي منضده قريبة‏,‏ تراصت فوقها مجموعه من الكتب‏,‏ والتقط من بينها كتابا بعينه‏,‏ وهو رواية‏(‏ ذهب مع الريح‏),‏ والتفت الي‏(‏ مويس سوارد‏))‏ قائلا بإبتسامة ذات مغزي‏:‏

قل لي ياسيدي‏(‏ مويس‏)‏ هل تعتقد أننا يمكن أن نجد في هذه الرواية مايفيدناولم ينبس‏(‏ مويس جود سوارد‏)‏ بحرف واحد‏,‏ ولكن ملامحه حملت كل الإحباط واليأس والإنهيار‏,‏ فالرواية التي التقطها رجل المخابرات والتي انتقاها بالذات من بين كل الروايات الأخري‏,‏ كانت كتاب الشفرة‏,‏ المستخدم في بث واستقبال الإتصالات اللاسلكية‏..‏
وكان هذا يعني أن الرجال يعرفون‏,‏ ويدركون وليست لديهم ذرة من الشك‏,‏ يمكن إستغلالها لتمييع الموقف‏,‏ بأي حال من الأحوال‏..‏

وفي إستسلام تام‏,‏ طلب‏(‏ مويس‏)‏ بعض الأوراق وقلما‏,‏ وجلس يكتب اعترافا تفصيليا بكل ماحدث‏,‏ منذ لقائه الأول برجال المخابرات الإسرائيلية‏,‏ وحتي لحظة سقوطه‏..‏
بل واعترف بالمصطلحات والإصطلاحات الخاصة‏,‏ التي ينبغي أن يستخدمها في رسائله وإتصالاته‏,‏ في حال إلقاء القبض عليه وإضطراره للعمل تحت سيطرة الدولة التي ذهب ليتجسس عليها‏..‏

وهنا تم إتخاذ قرار حاسم‏,‏ بإستمرار العملية‏,‏ تحت سيطرة المخابرات المصرية‏,‏ وإجبار‏(‏ مويس‏)‏ علي مواصلة إتصالاته مع الإسرائيليين‏,‏ كوسيلة لكشف أي عملاء جدد‏,‏ قد يطلب من الجاسوس الإتصال بهم أو تمويلهم‏,‏ والتعرف علي إحتياجات وأهداف المخابرات الإسرائيلية‏,‏ في المرحلة التالية‏.‏ وبناء علي هذا‏,‏ تم نقل‏(‏ مويس‏),‏ من الأسكندرية الي القاهرة‏,‏ وهناك بدأ أول إتصالاته المحاصرة مع العدو‏,‏ ليبرر إنقطاعه عن التراسل‏,‏ خلال اليومين السابقين‏,‏ متعللا بإصابته في حادث سيارة خفيف‏,‏ وبخضوعه للعلاج في مستشفي‏(‏ المواساة‏)‏ لبعض الوقت‏..‏
ولقد ابتلع الإسرائيليون الطعم‏,‏ وأرسلوا يتمنون له الشفاء والصحة‏.‏
واستمرت إتصالات‏(‏ مويس‏)‏ مع المخابرات الإسرائيلية‏,‏ حتي يوم‏26‏ فبراير‏1960‏ م‏,‏ وكان يتلقي بعض الأوامر‏,‏ لجمع بعض المعلومات العسكرية‏,‏ حيث راح أحد ضباط المخابرات المصرية يتعامل معهم‏,‏ متظاهرا بتنفيذ أوامرهم‏,‏ ومنفذا بعض تعليماتهم‏,‏ بنفس الأسلوب والإمكانيات‏,‏ التي ساعدت علي خداع الإسرائيليين تماما‏,‏ فلم يكشفوا سيطرة المخابرات المصرية علي الموقف لحظة واحدة‏,‏ بدليل أنهم واصلوا كشف عملائهم في‏(‏ القاهرة‏),‏ من خلال تعليماتهم لجاسوسهم‏(‏ مويس‏)..‏

ورويدا رويدا‏,‏ حصلت المخابرات المصرية علي قائمة بأسماء مجموعة من أخطر جواسيس العدو الإسرائيلي في‏(‏ مصر‏)..‏
كان معظمهم من الأجانب المقيمين‏,‏ والعاملين في‏(‏ مصر‏)‏ مع قلة من المصريين‏,‏ الذين أغواهم الشيطان‏,‏ فنسوا ماأرضعتهم أمهاتهم من ماء نيل مصر‏,‏ وسعوا بكل الطمع والجشع والشر لخيانتها‏,‏ وبيع أمنها وأمانها للعدو‏,‏ مقابل حفنة من النقود‏..‏

وانطلق رجال المخابرات خلف أهدافهم‏....‏
وتساقط الجواسيس كالذباب‏...‏
شبكة هائلة من جواسيس العدو‏,‏ تساقطت في قبضة المخابرات المصرية‏,‏ في وقت واحد تقريبا‏,‏ وهو نفس الوقت الذي استقبل فيه رجال المخابرات الإسرائيلية رسالتهم الأخيرة‏,‏ من جاسوسهم الهولندي‏(‏ مويس جود سوارد‏)..‏

تعاونكم معنا‏,‏ خلال الفترة السابقة‏,‏ كان مثمرا بحق‏,‏ ومنحنا أكثر بكثير مما كنا نحلم به‏..‏ مع شكرنا وتحياتنا‏..‏ المخابرات المصرية‏...‏
وجن جنون الإسرائيليين‏,‏ وإنهار رئيس مخابراتهم‏,‏ وتم استدعاؤه للمساءلة‏,‏ أمام مجلس الوزراء الإسرائيلي‏,‏ حيث إضطر لتقديم استقالته‏,‏ والخروج من الخدمة مكللا بالعار في نفس الوقت الذي كان رجال المخابرات المصرية يتلقون فيه خالص التهنئة‏,‏ علي نجاحهم المدهش‏,‏ في هذه العملية المتقنة‏,‏ التي ألقت الإسرائيليين وجواسيسهم في أعماق الهاوية‏.‏
هاوية الهزيمة
والعار‏..!‏


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/pages/%D8%AC%D8%B1%D9%88%D8%A8-%D9%85%D9
asmicheal
الرتبة: مشارك بالتأسيس ومشرف(ة)سابقة
الرتبة: مشارك بالتأسيس ومشرف(ة)سابقة
asmicheal


الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3731
التقييم : 410
تاريخ التسجيل : 09/08/2011

اشهر نجاحات المخابرات المصريه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: اشهر نجاحات المخابرات المصريه    اشهر نجاحات المخابرات المصريه  I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 06, 2011 3:55 pm


المخابرات المصرية ... محمد نسيم .. ونسف الحفار.. صفعة على وجه الغرور ”الإسرائيلي “... !!!

تصحيح تاريخى وواجب

عملية الحفار بدأت بخبر قرأه الرئيس جمال عبد الناصر فى نشرة الأخبار اليومية التى كانت تستعرض اهم الأحداث العالمية وكان من ضمنها خبر صغير مضمونه ان اسرائيل اشترت حفارا للبترول من احدى الشركات الأجنبية

وقد كتب الرئيس بخط يده على الخبر تأشيرة ما زلت اذكرها بالنص :

سامى

تكلف المخابرات العامة ببحث هذا الموضوع وان صحت الأخبار تشكل لجنة تجتمع مع لجنة العمل اليومى ويشارك فيها عناصر من المخابرات الحربية بالاتفاق مع الفريق فوزى تشمل مجموعة من الضفادع البحرية وتعمل خطة للقضاء على هذا الحفار
توقيع ( جمال عبد الناصر )

ابلغت هذه التعليمات لكل من السادة امين هويدى المشرف على المخابرات العامة والسيد شعراوى جمعة والفريق اول محمد فوزى واتفقنا على تشكيل فرق عمل لجمع المعلومات واخرى للتدريب على تنفيذ ما سيتقرر بالنسبة لهذه العملية

اردت بهذا التصويب والتصحيح التاريخى ان تكون الحقائق تحت انظار القارىء الكريم

وشكرا

سامى شرف

2692006

هذا تعليق الأستاذ "ســامى شرف ، سكرتير المعلومات .. لرئيس الجمهورية جمال عبدالناصر " رحمه الله ...
وكلمات ارئيس جمال عبدالناصر عن هذه العملية التى قامت بها المخابرات العامة .......

تاريخ هذا التعليق هو الأمس .. الثلاثاء 26 سبتمبر 2006

، بالنسبة للسطور المذكورة ادناه تحت عنوان ...Re: أبطال وخونة ... الحفار.. صفعة على وجه الغرور ”الإسرائيلي “
بواسطة زائر في 4-9-1427 هـ

وهكذا ، تنشر "بورسعيد أون لاين أحدث المعلومات التاريخية


فما هى هذه القصة الجريئة ... ؟؟؟؟

من الأجهزة التى تعمل فى صمت ... تحمى الوطن .. تضحى بأرواح رجالها .... تعيش فى وسط الأعداء ... فى دولهم ... تؤمن حياتنا ضد كل عدوان خارجى دون إنتظار أى شكر ... "المخابرات العامة" المصرية ...

ولا يعلم غالبية المواطنين أن للمخابرات العامة الدور الرئيسى الأساسى فى لقيادة المقاومة السرية عام 1956 ، وكان يدعمها
فى ذلك ... الرئيس جمال عبد الناصر رحمه الله ...

وكم يود العديد معرفة ما يحدث ، ولكن ... لا يمكن ... والسبب مفهوم ... "عمل المخابرات العامة هو عمل يتسم بالسرية المطلقة ، والأخلاص والأمانة والشرف وحب الوطن ... وكل ما ينشر
لا بد أن يراعى فيه ... ليس الماضى والحاضر فقط .. ولكن المستقبل ، حتى لا يتعرض أى من رجالها أو عملياتها الى خطورة الكشف ... فالأعداء ينصتون ، ولا يغمضون أعينهم ... ويتربصون ...
.... لكم ... وللوطن ...

رغم ذلك ، هناك قصص ، إنتهى زمانها من بعيد ، وتستدعى الأمانة ، نشرها ، حتى يتعلم الجيل الجديد ، أن "مصر فى خير" برجالها .. ولا بد أن تبقى على خير ... بفضل شبابها وشاباتها


قصة ، إغراق "الحفار" الأسرائيلى ...

هى أحدى القصص ، التى تستدعى القراءة .. مرة .. ومرات ...
حقا .. لقد أخرجت سلسلة تلفزيونية عنها ... وكتب الكثير عن تفاثيلها ... ولكن مازالت إمكانية قراءة تفاصيلها المجهولة ، تجذب القراء ...


فيما يلى ، ما يتيسر من المعلومات ، التى أنقلها من العديد من المصادر "العلنية" ... وابدا بأهم السطور ..


يحى الشاعر



ما نشر وما هو معروف ..... !!!

في عملية حقيرة عقب نكسة 1967 حاول الإسرائيليين تحطيم الروح المعنوية للشعب المصري و تدمير أملهم القائم على تحرير الأرض المغتصبة ... فقاموا بتنفيذ مخطط لإذلال مصر, وقرروا استخراج البترول من خليج السويس أمام أعين المصريين وذلك في محاولة لإجبار مصر على قبول أحد الأمرين ...

إما أن تقوم إسرائيل باستنزاف البترول المصري، وإما أن يرفض المصريون ذلك ويهاجموا الحقول المصرية التي تستغلها إسرائيل وهو ما كانت إسرائيل تنتظره لتتخذه كذريعة لضرب حقل (مرجان) حقل البترول الوحيد الباقي في يد مصر لتحرم الجيش المصري من إمدادات البترول.

وتم الإعلان عن تكوين شركة (ميدبار) وهي شركة إسرائيلية أمريكية إنجليزية حيث قامت باستئجار الحفار (كينتنج) ونظرا للظروف الدولية السائدة , و التوترات الاقليمية حاول البعض إثناء إسرائيل عن هذا العمل حتى لا تزيد الموقف توترا الا ان كل المساعي فشلت واستمرت إسرائيل في الإعلان عن مخططها فأعلنت القيادة السياسية المصرية أن سلاح الجو المصري سيهاجم الحفار عند دخوله البحر الأحمر. وبدا من الواضح أن هناك خطة إسرائيلية لاستدراج مصر إلى مواجهة عسكرية لم تستعد مصر لها جيدا أو يضطر المصريون إلى التراجع والصمت .. وعلى ذلك قرر جهاز المخابرات المصري التقدم باقتراح إلى الرئيس جمال عبد الناصر يقضي :

- بضرب الحفار خارج حدود مصر بواسطة عملية سرية مع عدم ترك أية أدلة تثبت مسئولية المصريين عن هذه العملية.

- أو يتم الاستعانة بسفينتين مصريتين كانتا تعملان في خدمة حقول البترول و عندما بدأت إسرائيل عدوانها عام 1967 تلقت السفينتان الأمر بالتوجه إلى السودان (ميناء بورسودان ) و البقاء في حالة استعداد لنقل الضفادع المصرية ومهاجمة الحفار من ميناء (مصوع) في حالة إفلاته من المحاولات الأخرى.

- و أما إذا فشلت تلك العملية , يتم الاستعانة بالقوات الجوية كحل أخير.
وقد أوكل الرئيس عبد الناصر للمخابرات العامة ( وكان يرأسها في ذلك الوقت السيد أمين هويدي ) التخطيط لهذه العملية وتنفيذها على أن تقوم أجهزة الدولة في الجيش و البحرية بمساعدتها . و تم تشكيل مجموعة عمل من 3 أعضاء في الجهاز , كان من ضمنهم السيد محمد نسيم (قلب الأسد)..و تم تعيينه كقائد ميداني للعملية و من خلال متابعة دقيقة قامت بها المخابرات المصرية أمكن الحصول على معلومات كاملة عن تصميم الحفار وخط سيره و محطات توقفه.

وبدأ الفريق المنتدب لهذه العملية في اختيار مجموعة الضفادع البشرية التي ستنفذ المهمة فعليا بتلغيم الحفار تحت سطح الماء أثناء توقفه في أحد الموانئ الإفريقية و رغم تكتم إسرائيل لتفاصيل خط السير , فقد تأكد الجهاز من مصادر سرية أن الحفار سيتوقف في داكار بالسنغال فسافر نسيم إلى السنغال تاركا لضباط المخابرات في القاهرة مسئولية حجز الأماكن المطلوبة لسفر طاقم الضفادع البشرية.

وفي السنغال, قام نسيم باستطلاع موقع رسو الحفار واكتشف أنه يقف بجوار قاعدة بحرية فرنسية مما يصعب من عملية تفجيره وبعد وصول الضفادع بقيادة الرائد (خليفة جودت) فوجئ الجميع بالحفار يطلق صفارته معلنا مغادرته للميناء و كان هذا أمرا جيدا برأي السيد نسيم لأن الظروف لم تكن مواتيه لتنفيذ العملية هناك.

واضطر رجال الضفادع للعودة إلى القاهرة , بينما ظل السيد نسيم في داكار وشهد فيها عيد الأضحى ثم عاد للقاهرة ليتابع تحركات الحفار الذي واصل طريقه و توقف في ( أبيدجان) عاصمة ساحل العاج .

ومرة أخرى يطير السيد نسيم إلى باريس ومعه بعض المعدات التي ستستخدم في تنفيذ العملية ليصل إلى أبيدجان مما أتاح له أن يلقي نظرة شاملة على الميناء من الجو واكتشف وجود منطقة غابات مطلة على الميناء تصلح كنقطة بداية للاختفاء و التحرك حيث لا يفصل بينها وبين الحفار سوى كيلومتر واحد.

وفور وصوله إلى أبيدجان في فجر 6مارس 1970 علم نسيم بوجود مهرجان ضخم لاستقبال عدد من رواد الفضاء الأمريكيين الذين يزورون أفريقيا لأول مرة .

فأرسل في طلب جماعات الضفادع البشرية لاستثمار هذه الفرصة الذهبية لانشغال السلطات الوطنية بتأمين زيارة رواد الفضاء و حراستهم عن ملاحظة دخول المجموعات و توجيه الضربة للحفار الذي يقف على بعد أمتار من قصر الرئيس العاجي ( ليكون في ظل حمايته ) و بدأ وصول الأفراد من خلال عمليات تمويه دقيقة ومتقنة وبمساعدة بعض عملاء المخابرات المصرية.

وتجمعت الدفعة الأولى من الضفادع مكونة من 3 أفراد هم الملازم أول حسني الشراكي والملازم أول محمود سعد وضابط الصف أحمد المصري بالإضافة إلى قائدهم الرائد خليفة جودت وبقى أن يصل باقي المجموعة حيث كان مخططا أن يقوم بالعملية 8 أفراد وهنا بدأت المشاورات بين جودت ونسيم واتفقا على انتهاز الفرصة وتنفيذ العملية دون انتظار وصول باقي الرجال خاصة أنهم لم يكونوا متأكدين من وجود الحفار في الميناء لليلة ثانية، ونزلت الضفادع المصرية من منطقة الغابات وقاموا بتلغيم الحفار وسمع دوي الإنفجار بينما كان أبطال الضفادع فى طريق عودتهم الى القاهرة.


ما ينشر إضافة لمــا هو معروف من تفاصيل عما حدث...... !!!

بقلم الشرقاوى ... يوم 4 سبتمبر 2006

أبطال وخونة ... الحفار.. صفعة على وجه الغرور ”الإسرائيلي “

Contributed by الشرقاوي on 4-9-1427 هـ

Topic: من معارك عبد الناصر

خمسة سيناريوهات وضعتها المخابرات المصرية لتفجيره
أبطال وخونة ... الحفّار.. صفعة على وجه الغرور "الإسرائيلي"
تظل عملية تدمير الحفار “الإسرائيلي” “كينتنج” في أبيدجان عاصمة ساحل العاج، يوم 8 مارس من العام ،1970 واحدة من أكبر وأهم العمليات التي قامت بها المخابرات المصرية، في أثناء صراعها الطويل مع المخابرات “الإسرائيلية”. وتكتسب هذه العملية أهميتها من كونها جاءت في وقت كانت مصر فيه في أمس الحاجة إلى انتصار، ردا على نكسة مفاجئة منيت بها في العام ،1967 فضلا عن أنها كانت تمثل في ذاتها ردا شديد البلاغة والقسوة على الغطرسة “الإسرائيلية”، ومحاولتها تحطيم الروح المعنوية للشعب المصري، وتدمير أمله القائم على تحرير الأرض المغتصبة.


القاهرة “الخليج”:

كانت “إسرائيل” تخطط بدقة شديدة لتنفيذ مخطط يستهدف إذلال مصر، فكانت النتيجة أنها هي التي ذاقت مرارة الذل، وبدلا من أن تستخرج البترول من خليج السويس، أمام أعين المصريين حسبما كان مخططا باستخدام هذا الحفار العملاق، صارت بعدها تفكر كيف يمكن لها أن تنتشل حطامه، أو ما تبقى منه من مياه المحيط.

وللحفار” الإسرائيلي” قصة طويلة وتفاصيل مثيرة، تضمنتها سجلات المخابرات المصرية، بعضها أفرج عنه وصار بالإمكان تداوله، وبعضها الآخر لا يزال قيد الحفظ، وللقصة دائما بداية، والبداية من احتلال “إسرائيل” لسيناء، بعد نكسة العام ،1967 عندما بدأت في التفكير جديا في العديد من الطرق لاستغلال الوضع، ونهب ثروات مصر الطبيعية في تلك المنطقة، وأهمها البترول، ومن أجل ذلك اشترت حفاراً بحرياً من كندا، لاستخدامه في البحث والتنقيب عن البترول في مياه خليج السويس.


بلطجة ثلاثية

في تلك الفترة أعلنت “إسرائيل” عن تكوين شركة “ميدبار” بالتعاون مع شركتين أمريكية وإنجليزية للبحث والتنقيب عن البترول في الأراضي المصرية، وقامت الشركة الثلاثية باستئجار الحفار “كينتنج”، ما بدا معه أن “إسرائيل” عازمة على البدء في مهمتها غير عابئة بالظروف الدولية السائدة، أو بالتوترات الإقليمية الناشئة عن حربها مع مصر، وقد حاولت بعض الدول إثني “إسرائيل” عن هذا العمل، حتى لا تزيد من توتر الموقف، غير أن كل المساعي فشلت واستمرت “إسرائيل” في الإعلان عن مخططها.

بدا في تلك الأثناء أن هناك خطة “إسرائيلية” لاستدراج مصر إلى مواجهة عسكرية، لم تستعد مصر لها جيدا، أو أن يكون البديل هو سكوت المصريين ولجوؤهم إلى التراجع والصمت على تلك السرقة العلنية لثروات بلادهم.

في شهر فبراير/ شباط من العام ،1970 صدرت الأوامر إلى قيادة القوات البحرية، لمنع وصول هذا الحفار إلى منطقة خليج السويس، وكانت الأوامر وقتها واضحة وتقضي بأن يتم تدمير هذا الحفار العملاق قبل دخوله حقل البترول المصري “مرجان” الكائن في منطقة خليج السويس، فشرعت القوات الجوية على الفور في جمع المعلومات المتيسرة عن الحفار، من خلال المخابرات العامة، التي علمت عن طريق عيونها المنتشرة في إفريقيا، أن الحفار وصل بالفعل إلى ميناء “داكار” في السنغال على الساحل الغربي، وأنه سيمكث هناك حوالي ثلاثة أسابيع لإجراء بعض الإصلاحات.

في تلك الفترة العصيبة قرر جهاز المخابرات المصري أن يتصدى إلى تلك المهمة، ليجنب مصر تداعيات قصف الحفار بالطائرات، وما يسفر عن ذلك من اندلاع حرب في غير وقتها، وحدث أن تقدم رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية حينذاك أمين هويدي باقتراح إلى الرئيس جمال عبد الناصر، يقضي بضرب الحفار خارج حدود مصر، عن طريق “عملية سرية” مع عدم ترك أية أدلة تثبت مسؤولية المصريين عن هذه العملية.

كانت الخطة في بدايتها تعتمد على الاستعانة بسفينتين مصريتين، كانتا تعملان في خدمة حقول البترول، وعندما بدأت “إسرائيل” عدوانها في عام ،1967 تلقت السفينتان الأمر بالتوجه إلى ميناء بورسودان والبقاء في حالة استعداد لتنفيذ ما يوكل لهما من مهام، واستغلت المخابرات المصرية وجود السفينتين في إمكانية أن يتوليا مهمة نقل الضفادع المصرية، ومهاجمة الحفار من ميناء “مصوع” في حالة إفلاته من المحاولات الأخرى، وقد وضعت الخطة مستندة إلى عدة احتمالات، فإذا ما فشلت هذه الاحتمالات، تتم الاستعانة بالقوات الجوية كحل أخير.


المخابرات تخطط

أوكل الرئيس عبد الناصر للمخابرات العامة التخطيط الكامل لهذه العملية وتنفيذها، على أن تقوم أجهزة الدولة في الجيش والبحرية بمساعدتها، وتم تشكيل مجموعة عمل من ثلاثة أعضاء في الجهاز، كان من ضمنهم محمد نسيم، الذي لقب فيما بعد ب “قلب الأسد”، وتم تعيينه قائداً ميدانياً للعملية، ومن خلال متابعة دقيقة قامت بها المخابرات المصرية، أمكن الحصول على معلومات كاملة عن تصميم الحفار، وخط سيره ومحطات توقفه للتزود بالوقود وإجراء عملية الصيانة اللازمة.

بدأ الفريق المنتدب لهذه العملية في اختيار مجموعة الضفادع البشرية التي ستنفذ المهمة فعليا، والتي ستتولى تلغيم الحفار تحت سطح الماء، في أثناء توقفه في أحد الموانئ الإفريقية، ورغم تكتم “إسرائيل” لتفاصيل خط السير، تأكد جهاز المخابرات المصري من مصادر سرية، أن الحفار سيتوقف في داكار بالسنغال، فسافر نسيم تاركا لضباط المخابرات في القاهرة، مسؤولية حجز الأماكن المطلوبة لسفر طاقم الضفادع البشرية.

العقيد متقاعد أنور عطية أحد أبطال عملية تدمير الحفار يعود بذاكرته إلى الوراء، ويحكي القصة قائلا: كنت حينذاك رائدا بالمخابرات الحربية، ومسؤولاً عن البحرية “الإسرائيلية” في فرع المعلومات، ووصلت لي معلومة تقول إن “إسرائيل” قامت باستئجار حفار بترول من شركة أمريكية، ليقوم بالتنقيب عن البترول المصري في خليج السويس، وأن هذا الحفار يعبر المحيط الأطلنطي في طريقه إلى الساحل الغربي لإفريقيا، وبدأت أتتبع أخبار هذا الحفار حتى علمت أنه رسا بميناء “داكار” بالسنغال، وأن قاطرة هولندية تقوم بسحبه.

على الفور أبلغت مدير المخابرات الحربية، الذي أبلغني بدوره بأنني مدعو لإلقاء محاضرة عن الحفارات البحرية في هيئة الخدمة السرية بالمخابرات العامة، وحينما ذهبت اكتشفت أنها لم تكن محاضرة، ولكنها كانت اجتماعاً على أعلى درجة من السرية، وكان يضم رئيس هيئة الخدمة السرية في المخابرات العامة، ورئيس هيئة المعلومات والتقديرات، وأحد ضباط المخابرات الحربية وكان متخصصاً في أعمال النسف والتدمير.

ويستطرد العقيد أنور عطية: كان لا بد لي من وضع عدد من الخطط لتدمير الحفار لنضمن نجاح العملية وكانت الخطة الأولى تعتمد على أن يتم اختيار مجموعة من الضفادع البشرية، وأن نستعين بألغام قامت بتطويرها القوات البحرية المصرية، بإضافة ساعة توقيت لها على أن تسافر مجموعة التنفيذ تحت سواتر مختلفة، وكل فرد فيها يسافر بصفة تختلف عن الآخر، ونتسلل إلى الميناء الموجود به الحفار ونضع الألغام تحت جسمه لتفجيره، والغريب أن الخطة رغم أنها كانت تعتبر بدائية جداً وساذجة، لكنها هي التي نفذت.


خطط بديلة

إلى جانب هذه الخطة كانت توجد ثلاث خطط أخرى بديلة في حالة فشلها، وكانت الخطة الثانية تعتمد على استدعاء إحدى سفن الصيد المصرية من أعالي البحار، وأن يوضع عليها طاقم الضفادع البشرية والألغام، وتتبع المركب الحفار لاسلكياً في المحيط، وحينما يدخل أي ميناء تدخل وراءه وتلغمه وتدمره، بينما كانت الخطة الثالثة تعتمد على استئجار يخت في الميناء الموجود به الحفار، وان تقيم المجموعة المكلفة بالتفجير حفلاً صاخباً فوق اليخت، وأثناء الحفل ينزل أفراد الضفادع لتلغيم الحفار ثم يرحل الجميع باليخت بعيدا.

ويقول العقيد متقاعد أنور عطية: كانت الخطة الرابعة هي التي يتقرر تنفيذها في حالة هروب الحفار، وتنص على ضرب الحفار بالمدافع “الآر بي جي” عند دخوله البحر الأحمر، وقد كان لدينا في الصاعقة البحرية والضفادع البشرية أفراد مدربون على هذه المدافع تدريباً عالياً جداً، وكان من المقرر تحميل هذه المدافع على قوارب “الزود ياك”. وأضاف رئيس هيئة المعلومات والتقديرات خطة خامسة، وهي أن تخرج طائرة مصرية تتمركز في ميناء عدن، ويتم ضرب الحفار بالطيران في حالة هروبه من كل المراحل السابقة.

استدعى قائد القوات البحرية المصرية، قائد المجموعة المسند إليها تنفيذ مهمة تدمير الحفار، وأخطره بالمهمة المنتظرة، وبدأت الخطة بعمل رسم تفصيلي للحفار، ويقول العقيد متقاعد أنور عطية: العجيب أن من أمدنا بتلك المعلومات كان شخصا “أمريكي الجنسية”، وحدث أن اتصل المهندس علي والي وأنا أجلس معه بمديري شركة “إسو” للبترول بالقاهرة، وكان أمريكي الجنسية وطلبت منه أن يساعدني فيما أطلبه، وذهبت له بالفعل وأدخلني إلى مكتبته، فوجدت كتاباً عن كل الحفارات الموجودة بجميع أنحاء العالم، ومنها الحفار “كينتنج 1” بمواصفاته ومقاساته وصوره، وبالطبع لم يكن ذلك إلا توفيقا من عند الله، وبدأت بعد ذلك في جمع المعلومات عن المناطق التي يتوقع أن يوجد فيها الحفار، فتوجهت إلى مكتبة القوات البحرية بالإسكندرية، وجمعت معلومات عن منطقة الساحل الإفريقي الغربي بأكمله، بكل موانئها وجغرافيتها والتيارات البحرية فيها والأعماق وكل شيء، حتى العملة السائدة واقتصادها، وبدأت في حساب الوقت الذي يمكن أن تستغرقه القاطرة والحفار حتى تصل لأقرب ميناء، وقدرت أن القاطرة لن تسير بسرعة أكثر من 8.1 كم في الساعة، لأنها تسحب وراءها حفاراً ضخماً وكان هذا هو توقعي وتقديري.

وتلخصت الخطة الموضوعة حينذاك في تقسيم قوة الهجوم، المكونة من سبعة أفراد إلى مجموعتين، الأولى: مكونة من أربعة أفراد تتوجه إلى باريس، والثانية مكونة من ثلاثة أفراد وتتوجه إلى زيوريخ.


سرية تامة

كانت الخطة تقتضي لظروف السرية التامة أن تتحرك المجموعتان في توقيت واحد، من باريس وزيوريخ إلى السنغال بعد أن يحصل كل منهم على تأشيرة الدخول، ثم تتوجه المجموعتان بعد ذلك، بطريقة فردية إلى “داكار”، وبعد ليلة واحدة يجب أن تتم العملية.

في السنغال قام نسيم باستطلاع موقع رسو الحفار، واكتشف أنه يقف بجوار قاعدة بحرية فرنسية، مما يصعب من عملية تفجيره.

العقيد أنور عطية يحكي عن تلك اللحظات قائلا: بعد أن اخترنا مجموعة التنفيذ انتقلوا للقاهرة، ووضعناهم في “منزل آمن” الى حين تنفيذ العملية، وبدأنا في تلقينهم الأسماء الجديدة التي اختيرت لكل منهم، والشخصية التي سينتحلها عند سفره.

وكان من بين المجموعة من سيسافر على أنه مستشار بالخارجية، ومنهم على أنه من مؤسسة دعم السينما، وأنه ذاهب إلى تلك الدولة لتصوير فيلم سينمائي مصري، يقال إنه فيلم “عماشة في الأدغال” بطولة صفاء أبو السعود وفؤاد المهندس ومحمد رضا، واثنان منهم كمدرسين ومنهم من انتحل صفة موظف بشركة النصر للتصدير والاستيراد.

ويضيف العقيد أنور عطية: ظلت المجموعة في البيت الآمن لمدة ستة أيام، عاشوا فيها وتعاملوا بشخصياتهم الجديدة، وكنت ومعي محمد نسيم وأحمد هلال من المخابرات العامة، نتعامل معهم على أساس شخصياتهم الجديدة، وكان من المقرر أن نحمل معنا أربعة ألغام وستة أجهزة تفجير من القاهرة إلى داكار، مع الوقوف ترانزيت بمطار أمستردام لعدم وجود خطوط طيران مباشرة بين القاهرة والدول الإفريقية وقتها، وكنت أنا الذي سيحمل الألغام على أن يسافر الباقون على دفعات.

وكان محمد نسيم قد سبقنا إلى داكار هو وأحمد هلال، وأذكر أننا قبل سفرنا قابلنا أمين هويدي مدير المخابرات العامة، وذهبنا إليه في منزله لأنه كان مصاباً بانفلونزا حادة، وبعد أن جلسنا معه قام وأمسك بكتفي بقوة قائلاً:

“يا أنور سيادة الرئيس معتمد على الله وعليك لضرب الحفار”

فقلت له اعتبر أن الحفار تم ضربه بالفعل.

مرت الساعات على أفراد العملية طويلة للغاية، وعند الظهر في اليوم التالي، وبينما كان قائد المجموعة يعد الألغام والمعدات الخاصة بالتفجير، ويقوم بتلقين الأفراد بتفاصيل الخطة، كانت المفاجأة في انتظاره، إذ علم بخروج الحفار من ميناء “داكار” مقطورا بوساطة قاطرة هولندية، إلى جهة غير معلومة، فلم يكن هناك من حل سوى تأجيل العملية الى حين الحصول على معلومات جديدة، وتقرر عودة الأفراد إلى القاهرة عن طريق زيوريخ.


معلومات متسارعة

نشطت أجهزة المخابرات المصرية المختلفة في تجميع المعلومات عن الحفار، وبعد عشرة أيام جاءت المعلومات تفيد بأن الحفار لجأ إلى ميناء “أبيدجان” في ساحل العاج، وكان محمد نسيم طار قبلها إلى باريس، ومعه بعض المعدات التي ستستخدم في تنفيذ العملية، ليصل إلى أبيدجان، مما أتاح له أن يلقي نظرة شاملة على الميناء من الجو، واكتشف وجود منطقة غابات مطلة على الميناء، تصلح كنقطة بداية للاختفاء والتحرك، حيث لا يفصل بينها وبين الحفار سوى كيلومتر واحد.

وفور وصول الحفار إلى أبيدجان في فجر يوم 6 مارس/ آذار ،1970 علم نسيم بوجود مهرجان ضخم لاستقبال عدد من رواد الفضاء الأمريكيين، الذين كانوا يزورون إفريقيا لأول مرة حينذاك، فأرسل في طلب جماعات الضفادع البشرية، لاستثمار هذه الفرصة الذهبية لانشغال السلطات الوطنية بتأمين زيارة رواد الفضاء وحراستهم، عن ملاحظة دخول المجموعات وتوجيه الضربة للحفار، الذي كان يقف على بعد أمتار من قصر الرئيس العاجي ليكون في ظل حمايته.

بعد ساعات من وصول الخبر، كانت المجموعة المكلفة بتنفيذ العملية وصلت إلى أبيدجان، وتقرر أن تتم في مساء السابع من مارس، وهي الليلة التي كان الأهالي يحتفلون بها برواد الفضاء الأمريكيين حتى الصباح.

تجمعت الدفعة الأولى من الضفادع مكونة من ثلاثة أفراد هم: الملازم أول حسني الشراكي، والملازم أول محمود سعد، وضابط الصف أحمد المصري، بالإضافة إلى قائدهم الرائد خليفة جودت، وبقي أن تصل بقية المجموعة حيث كان مخططا أن يقوم بالعملية ثمانية أفراد، وهنا بدأت المشاورات بين جودت ونسيم، واتفقا على انتهاز الفرصة وتنفيذ العملية دون انتظار وصول باقي الرجال، خاصة أنهم لم يكونوا متأكدين من وجود الحفار في الميناء لليلة ثانية.


سيارة أجرة

بعد الاستطلاع الدقيق للميناء، تم وضع الخطة التفصيلية لتنفيذ الهجوم على الحفار، وفي منتصف الليل تماما، بدأت المجموعة في تجهيز الألغام وتعميرها وضبطها، على أن تنفجر بعد ثلاث ساعات من نزع فتيل الأمان، كما جرى تجهيز المعدات وأجهزة الغطس. واستقل أفراد المجموعة سيارة أجرة، أوصلتهم في الرابعة صباحا إلى منطقة العملية، وغادر الأفراد الشاطئ، واتخذوا خط السير في اتجاه الحفار، حيث وصلوا إليه في الساعة الخامسة، لينجحوا في تثبيت الألغام الأربعة، ويعودوا إلى الشاطئ الساعة الخامسة وعشر دقائق. بعد فترة قصيرة من الراحة، توجهت مجموعة الضفادع إلى الفندق، فجمعوا ما كان لهم من متاع، ثم توجهوا مباشرة إلى المطار، الذي وصلوا إليه في الساعة الثامنة، وهو توقيت انفجار الألغام، وبينما كانت الطائرة المتجهة إلى باريس، تستعد للإقلاع، وقبل إقلاع الطائرة من أبيدجان، علم الفريق أن الألغام الأربعة انفجرت في الحفار بين الساعة السابعة والنصف والثامنة والنصف.




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/pages/%D8%AC%D8%B1%D9%88%D8%A8-%D9%85%D9
asmicheal
الرتبة: مشارك بالتأسيس ومشرف(ة)سابقة
الرتبة: مشارك بالتأسيس ومشرف(ة)سابقة
asmicheal


الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3731
التقييم : 410
تاريخ التسجيل : 09/08/2011

اشهر نجاحات المخابرات المصريه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: اشهر نجاحات المخابرات المصريه    اشهر نجاحات المخابرات المصريه  I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 06, 2011 3:55 pm

لطمة قوية للموساد
عساف ياجوري كان عميلا للمخابرات المصرية

منذ فترة طويلة لم نفرح.. منذ فترة طويلة والاصفار تنهش رجولتنا.. تهزمنا.. تخضعنا لحاضر أسود.. تلعق دماءنا المحترقة بمشاهد دامية للقتل الوحشي الذي يمارسه القتلة في بغداد والقدس..
المحتلون.. يمرحون.. يستبيحون الحاضر ويطمسون الماضي.. ويخنقون المستقبل.
تعالوا.. نفرح.. تعالوا نقول لهذه الدمي الورقية المنتفخة بلا معني: إننا هزمناكم.. ونهزمكم إذا أردنا..
فمع بدايات العام 2005 وبعد اكثر من ثلاثين عاما من الكتمان تخرج إلينا إحدي قصص البطولة والكبرياء.. تطوق أعناقنا بنسمات العزة.. قصة جديدة تضاف إلي رصيد رجال احترفوا الصمت الصاخب بالانجاز...
ذكرونا بقصص جميلة ظللنا ونحن صغارا وحتي مرحلة الشباب نشعر بالفخر عندما تتردد قصص 'رأفت الهجان.. جمعة الشوان.. تدمير الحفار'.. الكثير.. والكثير من البطولات التي تشرق صفحاتها في وجوهنا.. نغترف منها نورا يلهم أرواحنا الكسيرة ويلهب ظهور الاعداء..
الكلمات تتهادي في زهو.. تستلقي علي جسر الذكريات.. تنطلق فجأة لتقول.. إن من اعتبرته إسرائيل بطلا قوميا بعد خروجه من الأسر عام ..1973 نجحت المخابرات المصرية منذ الساعات الأولي لسقوطه في الأسر في تجنيده. وتم اطلاق اسم (عبر الاثير) علي هذه العملية.
العقيد عساف ياجوري الذي كان ملء السمع والبصر.. والذي سقط بعد أن دمر دبابته الأسد (محمد محمود المصري) بصواريخ فهد.
سقط عساف.. التقطته المخابرات المصرية ليصبح أحد عملائها.. بعد أن عاد إلي إسرائيل ليكون أسطورة قومية.
ظل ياجوري يروي الكثير من القصص عن التعذيب الذي تعرض له في الأسر وصموده وامتناعه عن الادلاء بأية معلومات عسكرية.. وقام بكتابة قصته في كتاب كان الأشهر في إسرائيل وحصل علي رتبة عقيد بسبب ذلك.
خرج ياجوري من الخدمة ليلتحق بالعمل السياسي فانضم إلي حزب الجنرالات الجديد (داش).
وفي غمار عمله السياسي نجح ياجوري في دعم هذا الحزب ولأول مرة تنقلب الموازين بسبب نشاطه ليحكم الليكود.. وينهزم حزب العمل ويصبح بيجين أول زعيم ليكودي يفوز برئاسة الوزراء في إسرائيل.. وانتخب ياجوري عضوا بالكنيست ويصبح نائب وزير.. ثم تحول إلي عالم رجال الأعمال.. كل هذا وهو يعمل لصالح المخابرات المصرية.. بينما رجال الموساد يغطون في سباتهم..
الروايات التي تتناقلها المصادر الإسرائيلية تؤكد أن ياجوري قد بدأ في الاعتراف أمام المخابرات المصرية منذ اللحظة الأولي لسقوطه في الأسر وبعد 6 ساعات من التحقيق معه في مكاتب المخابرات في القاهرة نقل إلي غرفة حيث أمضي فترة أسره..
وتضيف هذه المصادر أيضا أن ياجوري كان يتاح له التجوال في شوارع القاهرة وأسواقها بين التحقيق والآخر.. وقد أفشي الكثير من الأسرار العسكرية أمام المحققين وحاول أن يقوم بدور في اقامة اتصالات سرية بين مصر وإسرائيل ولم يتمكن خلال ذلك من اخفاء مشاعره الايجابية تجاه مصر.
هذا ملخص لقصة طويلة.. تجب حكايتها.. فربما تفيد شبابا تخنقه دوامة سيقان عرايا الفضائيات ومثيري الخيول.. ودعاة الشذوذ والانحلال..
ياجوري قصة انتصار.. ياجوري قصة نجاح جديدة تضاف لسجل المخابرات المصرية الذهبي.
الذاكرة ربما تنتعش إذا عادت للوراء لأكثر من ثلاثين عاما كانت الأجواء المحيطة بالعقيد عساف ياجوري توحي بأن هناك شيئا في رحم الأحداث قد يولد، فجأة قواتنا المسلحة تتقدم عبر قناة السويس. تطوق خط بارليف.. حصونه تتساقط وكأنها أوراق خائرة القوي في شجرة تتلاعب بها رياح ساخنة..
كان يوم 8 أكتوبر 1973 يفتتح دفاتره وقد أرهقته عملية تسجيل انتصارات الجنود المصريين التي كانت بشائرها ترسم الفرحة علي مدينة القنطرة التي قاربت علي الفكاك من أسر القوات الإسرائيلية علي يد الفرقة 8 التابعة للجيش الثاني الميداني. وبينما كان الجانب الإسرائيلي يحاول تضليل الرأي العام في تل أبيب كانت قواتنا تتلاعب بالدمي المنتفخة سواء في سلاح الطيران أو المدرعات أو المشاة للعدو.
وبينما كانت الفرقة 19 التابعة للجيش الثالث الميداني تسيطر علي منطقة عيون موسي كان الفشل يلسع ظهور الصهاينة وهم يتراجعون في ثلاث محاولات فاشلة.
كانت الدمية القبيحة المنتفخة قد أعطت تعليماتها للعقيد عساف ياجوري قائد اللواء (نيتكا 190 مدرع) بالقيام بنزهة خلوية لأسر قائد الجيش الثاني الميداني المصري العقيد حسن أبو سعدة وتسليمه إلي تل أبيب حيا.. ليستقبلوه بأكاليل الغار.. كان ياجوري يلم بهذه اللحظة. المشهد لا يغادر ذاكرته.. تحرك مع قواته بأوامر من قيادته إلي الشرق للاستيلاء علي كوبري الفردان الذي خسروه في بداية المعارك.
في الساعة الثانية والنصف بعد ظهر الثامن من أكتوبر بدأت دبابات ومصفحات اللواء 190 مدرع بالانطلاق بأقصي سرعة لإحداث الارتباك في صفوف القوات المصرية وكان ياجوري يقول (أنا أعلم جيدا طبيعة هؤلاء المصريين وضعف تماسكهم وانهيارهم السريع).
وظل ياجوري يتقدم، تنتفخ عروقه بأوهام وغطرسة ظلت القيادات الصهيونية تحقنهم بها لسنوات.
تقدم في مساحة تزيد علي ثلاثة كيلو مترات وكما كان يظن فإن فرقة المشاة التي كانت تواجه ياجوري ستصبح صيدا سهلا.. اخترق اللواء 190 مدرع النطاق المحدد ولم يجد مقاومة تذكر.. فتح ياجوري اللاسلكي للاتصال بالجنرال/آدان.. وعندما سأله عن موقف لوائه ضحك.. ضحكة ساخرة قائلا (إن كل شيء علي ما يرام ودباباتي تدوس الجنود المصريين الذين أربكهم الهجوم).
لم يكد ياجوري ينهي اتصاله بقائده.. وبينما وصلت الدبابات الثلاث الأولي إلي مقربة من شاطئ القناة حتي انقلبت الدنيا رأسا علي عقب.
فقد اكتشف ياجوري أنه وقع هو وبقية اللواء في كمين محكم نصبه له رجال الفرقة الثانية مشاة وفجأة تحولت الدنيا حوله إلي قطعة من جهنم.. لتخرج لنا المعارك قصص الأبطال أشبه برجال الأساطير.
وفي هذه اللحظة ينقض علي ذاكرتنا (محمد إبراهيم المصري) الشرقاوي الذي جسد.. (المصري) بكل ما تحمله الكلمة من معني.. فقد دمر 27 دبابة ب 30 صاروخا.. ليحتل المستوي الأول علي مستوي العالم.
كان المصري ضمن 6 مجموعات.. كل مجموعة مكونة من ثلاث مقاتلين.. اثنان لحمل الصواريخ والثالث مخصص لحمل صندوق التحكم الآلي المزود بجهاز منظار بثقب واحد وذلك لمسح منطقة النيران ومسرح العمليات لمساحة 3 كيلو مترات.. وكانت المهمة قطع الطريق علي الدبابات الإسرائيلية وعمل كمائن مموهة وسط العدو وفي جميع الاتجاهات.
وبدأ المصري رحلة الصيد.. والدبابات الإسرائيلية تحترق وتنفجر مع كل صاروخ يطلقه المصري.. كانت الآليات الإسرائيلية تترنح وكأنها عجوز لعبت برأسه سكرات الموت.. خمس دبابات في لحظات وخلال نصف ساعة كان هناك 30 دبابة قد تم تدميرها.. ولم يكن أمام عساف ياجوري سوي القفز من دبابة القيادة ومعه طاقمها للاختفاء في إحدي الحفر لعدة دقائق.. واخطر الجنرال إبراهام آدان قائد الفرقة المدرعة لإيقاف الهجوم والانسحاب شرقا.
بينما كان ياجوري صيدا سهلا.. للأسود المصريين وضع يده في استسلام.. صاح بأعلي صوته وهو يري الموت يطبق علي رقبته.. (أنا جنرال.. لا تقتلوني.. أريد مقابلة قائدكم).. سار عساف ودموعه تنهش غطرسته وصلفه وكل العرائس الورقية الصهيونية التي تساقطت علي أرض الميدان.
وبعد ذلك تم نقل عساف إلي مقر قيادة الفرقة التي كان مكلفا بتدميرها وأسر قائدها (حسن أبو سعدة).
يقول ياجوري (قلت لقائد الفرقة.. إنني أملك في الحياة المدنية فندقا في تل أبيب.. وشرحت له كيف كانت خطته محكمة وكيف أن الجنود المصريين يقفزون علي دباباتنا دون أن يبالوا بأي شيء حتي ولو كان الموت).
وفي مقال نشرته صحيفة معاريف في 7 فبراير 1975 قال ياجوري(بعد انتهاء التسجيل الذي أجراه التليفزيون المصري معي.. قادوني إلي مقر الأسر وقد نظموا لي طوال فترة وجودي عدة رحلات إلي الأهرام وفندق هيلتون.. كما التقيت بعدد من اليهود الذين لا يزالون يعيشون في مصر بناء علي طلبي).
ما تم الكشف عنه.. ربما يخرجنا من الحالة الصفرية إلي الفعل.. ربما يأخذ بيد المحبطين إلي الأمل.. أمل في الانتصار.. أمل في هزيمة اليأس والكويز والتطبيع.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/pages/%D8%AC%D8%B1%D9%88%D8%A8-%D9%85%D9
asmicheal
الرتبة: مشارك بالتأسيس ومشرف(ة)سابقة
الرتبة: مشارك بالتأسيس ومشرف(ة)سابقة
asmicheal


الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3731
التقييم : 410
تاريخ التسجيل : 09/08/2011

اشهر نجاحات المخابرات المصريه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: اشهر نجاحات المخابرات المصريه    اشهر نجاحات المخابرات المصريه  I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 06, 2011 3:56 pm

توماس المصرى

محدودة جداً. . شبكات الجاسوسية الإسرائيلية في مصر،قياساً بعدد الجواسيس الذين يعملون بمفردهم. وأشهر هذه الشبكات التي نعرفها ولاقتشهرة واسعة.. شبكة التخريب التي تكونت من يهود مصر وفجرت "فضيحة لافون" عام 1954فأحدثت أزمة طاحنة في إسرائيل حينذاك.
أما شبكة توماس – التي لم تأخذ ولو قدراً ضئيلاً منالشهرة – فتعد من أكبر الشبكات التي ضُبطت، وحجّمت كثيراً من شأن الموساد، وألقتالضوء مبهراً على براعة المخابرات المصرية.
وخطورة هذه الشبكة تكمن في تنوع أنشطتها وأهدافها،وكثرة عدد أعضائها من المصريين والأجانب، وكثافة المعلومات الحيوية التي نقلتهالإسرائيل، وأيضاً. . عمرها القصير جداً الذي يقابله انتشار شرس محموم في أكثر مندولة.
إنها بحق . . أشهر شبكات الجاسوسية التي سقطت في مصر .. ولا يعرفها أحد. . !!

الصياد والفريسة
في فبراير عام 1958 دخلت سوريا مع مصر في اتحاداندماجي، وعرفت الدولتان باسم "الجمهورية العربية المتحدة" وكانت سوريا هي الاقليمالشمالي، ومصر هي الاقليم الجنوبي. ورأت إسرائيل في هذا الاتحاد خطراً عظيماً يتهددأمنها في الشمال والجنوب ومن الشرق أيضاً.
وحوصرت الدولة اليهودية بالجيوش العربية، ولم يتبق لهاسوى البحر الأبيض المتوسط – المنفذ الوحيد الآمن، فحصنته بالسفن وبالمدمرات، وزرعتغواصاتها بطول الساحل خوفاً من حصار هذه الجبهة بالقوات البحرية العربية، وأصبحتإسرائيل تعيش في حالة طوارئ دائماً لا تدري من أية جهة تأتيها الضربة الفجائيةالقاضية.
لذلك حرص ساستها – بواسطة أجهزة المخابرات – على عرقلةنمو هذا التطويق العربي من الشمال والجنوب، ولعبت على كل الأوتار لإفشاله والقضاءعليه. ولم يكن بمستطاعها وقف الزحف العربي لإنقاذ فلسطين المغتصبة، سوى باللجوء الى كل الحيل القذرة والتصرفات الوحشية لإرهاب العرب، وبث الدعايات المسمومة لإخافتهم،وتصوير الجندي الاسرائيلي والعسكرية الاسرائيلية كأسطورة في الأداء والمهارةوالقوة.
لذا فقد عمدت الى ترسيخ هذا الاعتقاد لدى العرب بمحوما يقرب من "293" قرية فلسطينية وإزالتها من فوق الأرض والخريطة، وارتكاب أبشع المذابح في التاريخ دموية وبربرية ضد العرب العزل في فلسطين. هذا بجانب التكثيفالإعلامي والنشاط الدبلوماسي للحد من يقظة روح الجهاد، التي جاهدت قوى الاستعمارعلى إسكاتها بالضغط على العرب وسد أفواههم.. ومنع السلاح عنهم وإغراقهم في مشاكل داخلية معقدة . . كالجهل والتخلف والفقر والمرض. . وإثارة الثورات الداخلية طمعاًفي شهوة الوصول الى الحكم.
كل ذلك أدى الى إضعاف الجيوش العربية في حين كانت إسرائيل تتشكل وتقوى، وتغدق عليها الدول الاستعمارية الكبرى الأسلحة المتطورةالحديثة التي صنعت إسرائيل، وزراعتها في قلب المنطقة العربية لتقسمها الى نصفين – أفريقي وآسيوي – لا أمل في التقائهما إلا بفناء إسرائيل.
من هنا كان الرعب الأكبر لإسرائيل حينما قامت الوحدةفي فبراير 1958 بين الشطرين المنفصلين في الشمال والجنوب، وربطهما اتحاد اندماج يوجد حكومة واحدة على رأسها الزعيم جمال عبد الناصر، خاصة بعدما فشل زعماء اتفاق "سيفر" بفرنسا في العدوان الثلاثي الغاشم على مصر في أكتوبر 1956، والذي انتهى بخيبة أملانجلترا وفرنسا وإسرائيل، وانسحابهم يملأهم الخزي والعار.
لذلك كان على إسرائيل أن تراقب اتحاد الشطرين، بل وتسعى الى معرفة أدق الأسرار عنهما. . لكي تحتاط الى نفسها من مغبة تقويضها واجتياح الأرض السليبة فجأة.
وكانت أن أرسلت الى مصر وسوريا بأمهر صائدي الجواسيس . . للبحث عن خونة يمدونها بالمعلومات وبالوثائق السرية، فجندت مصرياً ****اً من أصلأرمني اسمه "جان ليون توماس" استطاع تكوني شبكة تجسس خطيرة في مصر، وأرسلت الى سوريا – إيلياهو كوهين – داهية الجواسيس على الإطلاق، وأسطورة الموساد الذي ظل جسدها معلقاً في المشنقة لأربعة أيام في دمشق. والأرمن . .جالية أقلية استوطنت مصر هرباًمن الاضطهاد والتنكيل الذي تعرض له الشعب الأرمني . . وتعدادهم بالآلاف في مصر .. امتزجوا بنسيجها الاجتماعي وتزاوجوا فيما بينهم في البداية. . ثم اختلطت دماؤهم بالمصريين في مصاهرة طبيعية تؤكد هذا الامتزاج والاستقرار، واحتفظوا فيما بينهم بعاداتهم وتقاليدهم وبلغتهم الأصلية.
وتشير بعض المصادر أن تعدادهم في مصر يصل الى مائة ألف أرمني، يتمتعون بالجنسية المصرية وبكامل الحقوق، وسمحت لهم السلطات بإصدار صحيفةباللغة الأرمينية، تدعم ترابطهم وتذكرهم بجذورهم.
اشتهر عن الأرمن أنهم أناس درجوا على العمل والكفاح والاشتغال بالتجارة، لذلك.. فأمورهم الحياتية والمادية ممتازة.. خاصة بعدما هيأ لهم المناخ المستقر في مصر فرص الانطلاق والنجاح.
وكان "جان ليون توماس" أحد ابناء هذه الجالية، وقد عمل بالتجارة والاستيراد والتصدير، واستطاع بعد عدة سنوات أن يجمع ثروة طائلة تؤمن لهم ستقبلاً رائعاً. . تدفعه إليه زوجته الألمانية "كيتي دورث" فتغلغل داخل أوساط المجتمع الراقي يزهو بثمرة كده واجتهاده. ولظروف عمله وقرابته تعددت سفرياته الى ألمانيا الغربية لإنجاز أعماله.
هناك . . اقترب منه أحد صائدي الجواسيس المهرة، واشتم فيه رائحة ما غالباً هي نقطة ضعف من خلالها يستطيع الالتفاف حوله. . وتجنيده، لاسيما بعد تأكده من أن له علاقات واسعة في مصر.
ولم تخب حاسة الشم لدى ضابط المخابرات الاسرائيلي الذي يتستر وراء شخصية رجل أعمال. إذ اكتشف هواية خاصة جداً عن توماس. . وهي عشقه للجنس مع الأطفال الصغار. ففي غمرة مشاغله وأعماله، سرعان ما ينقلب الى ذئب شره يبحث عن فريسة تشبع نهم شذوذه.
كان توماس بالفعل يعاني من هذا الداء، ويصاب أحياناًبتوترات عصبية وتقلبات مواجية حادة، تظهر عادة في صورة ثورة على زوجته الجميلة. . التي لم تكن تدرك السبب الحقيقي في هروب الخادمات صغيرات السن من بيتها، ولا يعدن إ ليه مرة ثانية؟ وفشلت كثيراً في الوصول الى إجابة منطقية لذلك.

ولكي يزجوا به داخل دائرة الجاسوسية من أوسع الأبواب. . قذفوا اليه بطفلة يهودية يتيمة في العاشرة من عمرها، طرقت باب شقته في فرانكفورت،ولأنهم زرعوا الكاميرات والأجهزة السرية بها واتخذوا من الشقة المجاورة مكمناًلتسجيل ما سيحدث .. أذهلتهم أغرب مطاردة بين جدران الشقة الصغيرة، بين توماس الذئب الجائع. . والطفلة الضعيفة التي كانت تبكي متوسلة إليه، فيتوسل هو إليها ألا تتركها تعاني أكثر من ذلك.
كان عارياً تماماً، يتصبب منه العرق الغزير وترتجف خلجات وجهه، وبدا في قمة ضعفه عندما هجم على الطفلة، وصفعها في عنف فانخرست من الخوف، وشرع في الحال في تجريدها من ملابسها حتى تعرت تماماً، وبدا واضحاً ارتجاف أطرافها واضطراب أنفاسها اللاهثة، فتحرر بسرعة من ملابسه كأنه لا يصدق أن فريسة بين يديه، واحتضنها في لهفة الجائع وهو يأمرها ألا تصده، أو تعترض على ما يفعله بها.
وفوجئ بهم من حوله، انتزعوا الطفلة من بين يديه وهى تترتجف.. بينما أخذ يرجوهم ألا يصحبوه عارياً للشرطة. وأطلعوه على ما لديهم من أدلةشذوذه، فانهار.. ووقع في لمح البصر على عقد يقر فيه بتعاونه مع الموساد، وأنه على استعداد تام لتنفيذ ما يكلف به.

باتريشا اللذيذه

هذه هي الموساد .. تتبع أقذر الحيل للسيطرة على عملائها وإخضاعهم، وهذا ليس بأمر جديد على المخابرات الاسرائيلية، فلا شيء يهم طالما ستحقق مآربها وتجند ضعاف النفوس في كل زمان ومكان.
في قمة مذلته وشذوذه لم تكن لديه القدرة على أن يفكرأو يقرر، إذ أن إرادته قد شلت . . وانقلب الى شخص آخر بلا عقل. . فقد خلفته المحنةوأزهقته الصدمة، وبسهولة شديدة استسلم لضباط الموساد يتحكمون بأعصابه.. وابتدأوا في تدريبه وإحكام سيطرتهم عليه، وكتب في عدة صفحات بيده كل ما لديه من معلوماتاقتصادية يعرفها بحكم عمله وعلاقاته، وأحاطوه بدائرة الخوف فلم يستطع الإفلات،وهددوا بقتل أفراد أسرته إذا ما عاد الى مصر وأبلغ السلطات. . فقد كان من السهلإقناعه بوجود عملاء لهم في القاهرة ينتظرون إشارة منهم ليقوموا باللازم مع عائلته هناك.
وتأكيداً لذلك. . أرسلوا باقة زهور الى منزله بمناسبةعيد ميلاد ابنته. . وكم كان فزعه شديداً عندما اتصل بالقاهرة فتشكره ابنته على باقةالزهور التي أرسلها.. وأصيب رجل الأعمال المذعور بصدمة عنيفة، وصرخ في هلع مؤكداًبأنه سيقوم بالعمل لصالحهم. . وتركوه يسافر ملتاعاً ومرعوباً يحمل تكليفات محددةوأسئلة مطلوب إجاباتها، وكانوا على يقين أنه سقط في شباكهم ولن يمكنه الإفلات أبداً.
وفي الطائرة استغرقه تفكير عميق فيما صار إليه حاله،وهل يستطيع النجاة من هذا المأزق أم لا؟ واتصل فور وصوله بصديقه محمد أحمد حسن الذي يشغل منصباً حساساً في مدرسة المدفعية بالقاهرة، وسأله عدة أسئلة تتصل بعمل جهازالمخابرات المصري. وهل بالإمكان حماية شخص ما تورط مع المخابرات الاسرائيلية؟ وكانتإجابات محمد حسن إجابات قاطعة، تؤكد ان المخابرات المصرية من أنشط أجهزة المخابرات في العالم بعد استحداثها وتدريب كوادرها بأقسامها المختلفة، وحسبما يقال فهي تحمي المتورطين إذا ما تقدم بالإبلاغ عما وقع لهم بالخارج.
لكن توماس لم يثق بكلامه، وظن انها دعاية يروجها لاأكثر.. فتملكه الخوف من الانسياق وراء دعاية لن تفيد، وحرص على المضي في طريق الخيانة حتى آخره. بينما انشغل صديقه بالهدايا الثمينة التي جلبها له ولم يسأله عن تفاصيل الأمر. أو عن ذلك الشخص المتورط مع الموساد.
لم يضيع توماس وقته في إثارة أعصابه بالتفكير والقلق.. وشرع كما دربوه في دراسة أحوال المحيطين به ليستكشف نقاط ضعف تمكنه من النفاذاليهم، وكان أول من نصب شباكه حوله – محمد أحمد حسين – الذي كان يدرك جيداً أنا لمخابرات المصرية أضافت اختصاصات وتكنولوجيا حديثة تمكنها من تعقب الجواسيس والخونة.
تناسى الرجل العسكري كل ذلك وعاش في وهم ابتدعه. ولم يعد يفكر سوى في نفسه فقط. . وقد طغت هدايا صديقه على أنسجة عقله. كان ذلك في شهرأكتوبر عام 1958 عندما نام ضميره نوم الموات بلا أدنى حياة أو رعشة من شعور. . وأسلم مصيره بل حياته كلها لمغامرة طائشة قادته الى الهلاك.
وكانت "بياتريشيا" خطوة أولى في سلم الموت الذي لامهرب منه ولا منجي على الإطلاق. . وبياتريشيا هذه راقصة ألمانية مقيمة بالقاهرة. . تربطها بتوماس علاقة قديمة قبل زواجه من كيتي، وفي حين انشغل عنها بعمله اضطرلتجديد علاقته بها بمجرد عودته، لتساعده في تجنيد محمد حسن الذي كان يعرف عنه ميلهالشديد للخمر والنساء.
فرحت الراقصة المثيرة بعودة توماس اليها وتقابلت الأغراض والنوايا. . وبعد سهرة ممتعة بأحد النوادي الليلية. . ارتسمت بخيالات محمدحسن صور متعددة لعلاقته ببياتريشيا، أراد ترجمتها الى واقع فعلي لكن راتبه الضئيل لم يكن ليكفي للإنفاق على بيته. . وعلى راقصة مثيرة تجتذب من حولها هواة صيدالحسناوات. وتكررت السهرات الرائعة، التي أصبحت تشكل شبه عادة لديه لم يكن من السهل تبديلها أو الاستغناء عنها، وأغرقته الراقصة في عشقها فازداد اندفاعاً تجاهها، ولميوقفه سوى ضيق ذات اليد.
عند ذلك لم يكن أمامه سوى الالتجاء الى توماس ليستدين منه، وتضخم الدين حتى توترت حياة محمد حسن. . وانتهزها توماس فرصة سانحة لاستغلالها والضغط عليه فرضخ له في النهاية وسقط مخموراً في مصيدة الجاسوسية. . مستسلماً بكامل رغبته مقابل راتب شهري – خمسين جنيهاً – خصصه له توماس لينفق على الفاتنة التي أغوته وأسكرته حتى الثمالة.
في المقابل لم يبخل محمد حسن بالمعلومات الحيوية عن مدرسة المدفعية. . كأعداد الطلاب بها وأسماء المدربين والخطة الاستراتيجيةللتدريب.. كل ذلك من أجل عيون الفاتنة الحسناء العميلة.

فيالها من سقطة .. ويالها من مأساةوخيبة !!

وفي الوقت الذي نشط فيه توماس كجاسوس يقوم بمهمته،تراءت له فكرة تجنيد عملاء آخرين تتنوع من خلالهم المعلومات التي يسعى للوصول اليها. فكان أن نصب شباكه حول مصور أرمني محترف اسمه جريس يعقوب تانيليان – 43عاماً ، واستطاع أن يسيطر عليه هو الآخر بواسطة إحدى الساقطات وتدعى – كاميليابازيان – أوهمته كذباً بفحولة لا يتمتع بها سواه.
ولأنه كان ضعيفاً جنسياً. . رأى رجولة وهمية بين أحضانها، فهي المرأة الوحيدة التي "أنعشت" رجولته، وبالتالي فقد كان لزاماً عليها إسباغ رجولة أخرى حولها، وهي الإنفاق عليها بسخاء.
وفي غضون عدة أشهر استنزفته كاميليا مادياً. . فاتبع مسلك محمد حسن باللجوء الى توماس ليقرضه مالاً، فجنده في لحظات ضعفه وحاجته.
ولما اتسع نشاطه.. استأجر توماس شقة بمنطقة روكسي باسم محمد حسن كانت تزهر بأنواع فاخرة من الخمور، وتقام فيها الحفلات الماجنة التي تدعى اليها شخصيات عامة، تتناثر منها المعلومات كلما لعبت الخمر بالرؤوس فتمايلت على صدور الحسان وتمرغت بين أحضانها. وفي إحدى حجرات الشقة أقام جريس تانيليان معملاًمصغراً لتحميض الأفلام وإظهار الصور والخرائط، حيث كان يجلبها محمد حسن من مقر عمله ويعيدها ثانية الى مكانها.
وذات مرة . . عرض توماس على محمد حسن فكرة السفر الى السويس بالسيارة. . ثم الى بورسعيد لتصوير المواقع العسكرية والتعرف عليها من خلال شروحه. . ووافق الأخير ورافقتهما كيتي التي اطلعت على سر مهنة زوجها وشاركته عمله. وكان محمد حسن دليلاً لهما يشرح على الواقع أماكن الوحدات العسكرية.. فيقوم توماس بتصويرها من النافذة وتسجيلها على خريطة معه بينما تقود كيتي السيارة.



المشهد العجيب


وعندما تعثرت أحوال "جورج شفيق دهاقيان" – 45 عاماً – تاجر الملابس، تدخل صديقه توماس بطريقته الخاصة لإنقاذه، وكان المقابل تجنيده للعمل معه في شبكة الجاسوسية.
لم يعترض جورج كثيراً في البداية.. فهو يعلم أنه لايملك معلومات حيوية هامة تساوي مئات الجنيهات التي أخذها من توماس مقابل إيصالات ورهونات. وقد كان توماس ال**** ينظر الى بعيد. . الى ضابط كبير يقيم أعلى شقة جورجوتربطهما علاقات وطيدة، وكان له دور فعال فيما بعد.
ولأن "بوليدور باب زوغلو" تاجر طموح يحلم بامتلاك محل كبير للمجوهرات بوسط القاهرة .. عرض الفكرة على توماس فأبدى موافقته وشجعه على المضي لتحقيق حلمه، والحلم تلزمه مبالغ كبيرة، والخمر تلتهم حصيلة مكسبه أولاً بأول الى جانب السهرات الماجنة التي تستنزف الكثير من رأسماله. عند ذلك لم يجد توماس صعوبة تذكر في اصطياده أيضاً بعدما رسم له خطوط الحلم المرجو.
لقد رأى بوليدور أن لا شيء يجب أن يعوق تنفيذ حلمها الكبير .. حتى ولو كانت الخيانة هي الثمن.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/pages/%D8%AC%D8%B1%D9%88%D8%A8-%D9%85%D9
asmicheal
الرتبة: مشارك بالتأسيس ومشرف(ة)سابقة
الرتبة: مشارك بالتأسيس ومشرف(ة)سابقة
asmicheal


الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3731
التقييم : 410
تاريخ التسجيل : 09/08/2011

اشهر نجاحات المخابرات المصريه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: اشهر نجاحات المخابرات المصريه    اشهر نجاحات المخابرات المصريه  I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 06, 2011 3:56 pm

العميل ل564م

هذا العميل كان من افضل عناصر المخابرات المصرية نشاطا فى قلب اسرائيل وكان فى ذللك الوقت لدى مصر 3 شبكات جاسوسية رائعة فى قلب الكيان الصهيونى اولا العميل 313 رفعت محمد الجمال والعمة استير والعميل ل564م
وكان صاحبنا هذا يمتللك مركزا مرموقا فى سلاح الجو الاسرائيلى بل كان احد خبرائها وتم زرعة قبل نكسة 67 وعندما جأت النكسة وشعر اليهود بنصرهم تم تعين صاحبنا كخبير فى سلاح الجو الاسرئيلى وكان يعمل فى اهم واشد قاعدة جوية خطورة فى ذللك الوقت وهى قاعدة رامات ديفيد فى شمال تل ابيب ومستشار فى قسم الصيانة فى لطائرات مستير 4أ
وكان يجمع للمخابرات المصرية عدد القوات السرية واماكن وجودها وموقعا على الخرائط الجوية وهى خرئط تختلف عن الخرائط المعروفة بخطوط الطول والعرض وتجهيزات المطارات والمواد التى تم بناء اللمرات الاسرائيلية بها واماكن تواجد بطاريات الدفاع الجوى ونقاط الضعف ونقاط القوة وصاحبنا هذا لم يكن تم تدريبة كفاية وحدثت مفارقة يوم العبور فى الفجر فى تمام الساعة 7 صباح حيث كانت طلبت منة القيادة العامة وقيادة القوات الجوية المصرية من ارسال اخر برقية لة فى ذللك اليوم و كان المطلوب فيها اذا كان العدو اكتشف اى تحرك للقوات المصرية وماهو وضع المقاتلات الاسرائيلية فى اقرب القواعد التى تحت سلطتة واستلم الرسالة وارسل برقية فى تمام الساعة ال8 يقول فيها ان القواعد بخير ولا توجد اى تحركات مريبة للقوات

وهنا اطمئنت القيادة وساعة الصفر تقترب رويدا رويدا وحدثت المفارقة انة كان توجة فى ذللك الوقت الى قاعدة حاتسور الجوية ولفت انتباةشيئا فأرسل برقية الى المخابرات العامة يقول فيها انة وجد 4 اسراب من مقاتلات ماستير 4أ وهى طائرات شديدة الخطورة
و3 اسراب طائرات فانتوم ف4
و6اسراب هليكوبتر سيكورسكى وهى طائرات اغاثة ونقل قوات خاصة وتستخدم كطائرات انزال با المظلات
وهنا اشتعل الموقف حرارة فى المخابرات والقوات الجوية كيف تحركت هذة الاسراب من مواقعها الى تللك القاعدة فى ذللك الوقت با الذات هل علم العدو بموعد الهجوم وانة جاهز لاجهاضها بتللك الطائرات وجن جنون الرجال لكن قام السيد قلب الاسد [ارسال برقية يطلب من ل564م النظر جيدا فى محتوى الرسالة وانتظرو الرد وفى تمام الساعة 12 تمام جأت رسالة فى معمل الارسال وكان كل الرجال فى قسم الشفرة وهذا من المفروض الا يحدث فى قمة التوتر واللهفة لمعرفة الرد وكان الرد كالاتى (تبين ان كل الاسراب التى تم ذكرها موجودة اصلا فى تللك القاعدة وانها من ضمن الاسراب الرئيسية فى القاعدة ) وهنا تنفس الرجال الصعداء حيث انة كان قد ذكر فى رسالتة الاولى قال فيها (وجد فى القاععدة الاسراب كذا وكذ وكذ
وبحكم عملة انة كان دائم المرور على القواعد الجوية بحكم انة خبير فى سلاح الجو الاسرائيلى ولم يكن قد زار تللك القاعدة فى وقت قريب وانة عندما راى تللك الاسراب الثلاثة وراى مما تتكون من هذة الطائرات احس بخطورتها وانة لم يكن يعلم بوجودها اصلا فى تللك القاعدة وحدث العبور وتمت العملية بكل خير واذكر انة تم تدريب صاحبنا هذا جيدا بعد النصر وانة عمل فى اسرائيل مدة 4 سنوات بعد العبور الى انة طلب بعدها التقاعد وطلب السفر الى الولايات المتحدة للراحة وبعدها اختفى تماما من الوجود



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/pages/%D8%AC%D8%B1%D9%88%D8%A8-%D9%85%D9
asmicheal
الرتبة: مشارك بالتأسيس ومشرف(ة)سابقة
الرتبة: مشارك بالتأسيس ومشرف(ة)سابقة
asmicheal


الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3731
التقييم : 410
تاريخ التسجيل : 09/08/2011

اشهر نجاحات المخابرات المصريه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: اشهر نجاحات المخابرات المصريه    اشهر نجاحات المخابرات المصريه  I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 06, 2011 3:57 pm

4-19


من منكم يعرف قصة هذا البطل الذى أستشهد عام 1973 أثناء حرب أكتوبر المجيدة دفاعا عن أرض السويس؟
قصة هذا البطل واحدة من بين مئات وربما الآف القصص المماثلة التى لم تجد طريقها إلى النشر بعد، ربما لأن أصحابها لم يجدوا فيما فعلوه نوعا من الإعجاز لأنهم أدوا واجبهم وكفى..

قصة هذا البطل دائما تبدأ وتنتهى بين يومي 23 و24 أكتوبر 1973 وكل ما نعرفه عنه أنه كان أحد أبطال لعبة الجمباز ويقال أنه حاز بطولة الجمهورية، ..في يوم 23 أكتوبر أدركت قوات الدفاع الشعبي في السويس أن القوات الإسرائيلية على وشك دخول المدينة بعد أن أستغلت ثغرة الدفرسوار، وبدأ الفدائيون في الإستعداد لملاقاة العدو مسلحين بخبرتهم الطويلة في حرب العصابات التى حصلوا عليها من مقاومة عدوان 1956 (العدوان الثلاثي) و1967 (النكسة).

وأعد الفدائيون تحت قيادة الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية في السويس عدة كمائن في مواقع إستراتيجية بالسويس، وقبيل بزوغ صباح 24 أكتوبر بدأت القوات المعادية التقدم ودخلت المدينة دون مقاومة، وكانت خطة الفدائيين هي إدخال القوات الإسرائيلية الشرك ثم محاصرتها وهي نفس الخطة التى أستخدمها أهالى مدينة رشيد المصرية ضد حملة فريزر الإنجليزية عام 1807!.

وبدأت الدبابات الإسرائيلية في السير بما يشبه النزهة داخل المدينة التى بدت خالية على عروشها حتى أن بعض الجنود الإسرائيليين نزلوا لإلتقاط بعض التذكارات من الشوارع.

وفجأة فتحت السويس أبواب الجحيم في وجه العدوان!
ودارت معركة طاحنة بين الفدائيين وقوات العدو، وكانت أشرس المواجهات في ميدان الأربعين حيث واجه محمود عواد ومجموعته رتل من الدبابات، وقام عواد بإطلاق ثلاث قذائف Rbj لم تكن مؤثرة، وأنتقل الكمين الذى كان يتمركز عند سينما رويال لمساندة محمود عواد ومجموعته وفي الوقت الذى كانت تتقدم فيه دبابة من طراز سنتوريون العملاقة أعد البطل إبراهيم سليمان سلاحه وأطلق مباشرة ليخترق برج الدبابة وتطيح برأس قائدها الذى سقطت جثته داخل الدبابة ليطلق طاقمها صرخات مرعبة ويفروا مذعورين ومن خلفهم طواقم جميع الدبابات خلفها!!.

يقول البطل محمود عواد: (بعد أن أصاب إبراهيم الدبابة الإسرائيلية القى سلاحه وقام بحركات بهلوانية وأخذ يصفق بقدميه مبتهجا وهو يصرخ "يا بو خليل يا جن")

وبعد تدمير معظم المدرعات الإسرائيلية التى دخلت المدينة تركزت المعركة في مبنى قسم شرطة الأربعين بعد أن فر إليه جنود العدو وتحركت كل الكمائن لمحاصرة القسم وإطلاق النيران عليه من كل جانب، وحاول الجنود الإستسلام لكن المحاولة فشلت، ولم يعد امام أبطال السويس إلا أقتحام القسم وجاءت المبادرة من الشهيد البطل إبراهيم سليمان ومعه أشرف عبد الدايم وفايز حافظ أمين وإبراهيم يوسف وتم وضع الخطة بحيث يستغل إبراهيم سليمان قدراته ولياقته البدنية في القفز فوق سور القسم لكن رصاصة غادرة من قناصة العدو أسقطته شهيدا فوق سور القسم وبقى جسده معلقا يوما كاملا حتى تمكن الفدائيون من إستعادته تحت القصف الشديد.

يقول محمود عواد أن الشهيد إبراهيم سليمان كان قد أوصاه إذا هو مات أن يقوم الشيخ حافظ سلامه بدفنه بنفسه، لكن ظروف الحرب لم تسمح بذلك وقام عواد بدفن الشهيد بنفسه.
وبعد إنتهاء حصار السويس الذى أستمر 100 يوم قام الشيخ حافظ سلامه بإخراج جثمانه لينفذ وصيته، يقول الشيخ: (أخرجنا جثمانه فكأنه مات منذ دقائق وليس من 100 يوم، ويومها غمرت السويس كلها رائحة طيبة لا يمكن وصفها..)

رحم الله شهدائنا جميعا



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/pages/%D8%AC%D8%B1%D9%88%D8%A8-%D9%85%D9
asmicheal
الرتبة: مشارك بالتأسيس ومشرف(ة)سابقة
الرتبة: مشارك بالتأسيس ومشرف(ة)سابقة
asmicheal


الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3731
التقييم : 410
تاريخ التسجيل : 09/08/2011

اشهر نجاحات المخابرات المصريه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: اشهر نجاحات المخابرات المصريه    اشهر نجاحات المخابرات المصريه  I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 06, 2011 4:00 pm

أدهم صبري ("شخصيه حقيقية")

شخصيته الحقيقية

ظلت شخصية رجل المستحيل شخصية خيالية إلا أن ظهر عدد رقم 25"أوراق بطل" من سلسله كوكتيل2000 تلك السلسلة الشهيرة ضمن باقة روايات مصرية للجيب و التى تحدث فيها الدكتور نبيل فاروق عن علاقتة بجهاز المخابرات العامة المصرية ثم لقائه بالشخصية الحقيقة التى استوحى منها شخصية رجل المستحيل و كان لهذا العدد صدى واسع لدى العديد من القراء و المتابعين لسلسلة رجل المستحيل إذ أنه لقرابة 16 سنة ظلت الشخصية خيالية فى نظرهم ...تبعه بعد ذلك العدد26"الملحمة" من نفس السلسلة(كوكتيل2000) و تحدث فيها الرجل عن أولى عملياته الرسمية لجهاز المخابرات العامة المصرية و كانت فى قلب اسرائيل و من خلال العددين تكونت عدة دلائل عن شخصية رجل المستحيل الحقيقة.
اسمه الحقيقى يبدأ بحرفى بالالف و الصاد.
ولد بين عامى 1951و عامى 1952.
والده كان يتيما و كان من الضباط الاحرار الذين قاموا بثورة يوليو 195.
منذ أن كان فى الثالثة من عمره كان يجيد الانكليزية و بعض الفرنسية و كيفية فك و ربط المسدسات و ذلك برغبة من والده الذى أراد أن يصنع منه رجل مخابرات مثالى.
عندما أصبح فى الثامنة عشر من عمرة اصبح يجيد خمس لغات اجنبية بلهجاتها المختلفة بالإضافة إلى رياضات قتالية كالجودو و الكاراتية و الملاكمة و المصارعة.
اغتيل والده إثر عملية أعدها له الموساد فى ايطاليا و لكنها فشلت ثم جرت له محاولة اغتيال أخرى فى لندن حيث كان يعمل فى السفارة المصرية حينذاك و كان ذلك عام 1969.
تربت لدى ألف صاد غضب و كراهية للموساد و اصر على الانتقام و من ثم التحق بالكلية الحربية فى نفس العام.
تخرج منها عام1970 والتحق بقوات الصاعقة حيث اشترك فى حرب الاستنزاف و كانت له بطولات عديدة فيها.
عمل لدى المخابرات المصرية بصفه غير رسمية فى عملية هامة خاصة بأنابيب النابلم و كان ذلك 1971؛و لاتزال هذة العملية تندرج تحت بند "السرية التامة".
شارك فى حرب أكتوبر المجيدة و كان له بطولات كبيرة فيها كعمليات الممرات التى ساهمت بشكل فعال فى انتصار القوات المصرية و حصل على وسام الاستحقاق من رئيس الجمهورية الراحل/محمد انور السادات.
التحق (الف صاد) رسميا بجهاز المخابرات العامة المصرية عام 1973 و منها اصبح رائد و من ثم تتدرج فى الرتب بسسب براعته اللافته.
كانت له مواجهات عديدة مع اجهزة مخابرات اجنبية كالموساد و الCIAالامريكية و الkgpالسوفيتيةو مؤسسات جاسوسية و اجرامية عديدة.
تزال جميع عملياته تحت بند"السرية التامة"و لاتزال السلطات المصرية تحيطة بسياج أمنى كبير.
ألفت عنه اسرائيل كتاب بعنوان"البطل العدو" "the heroic enemy" و تسرد فية بعض عملياته التى قام بها فى إسرائيل و بعض آراء رجال الموساد عنه و ذكر فية أن نسبة نجاحه فى عملياتة الاستخباراتية بلغت 100% و الكتاب موجود بجامعةالقدس العبرية.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/pages/%D8%AC%D8%B1%D9%88%D8%A8-%D9%85%D9
asmicheal
الرتبة: مشارك بالتأسيس ومشرف(ة)سابقة
الرتبة: مشارك بالتأسيس ومشرف(ة)سابقة
asmicheal


الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3731
التقييم : 410
تاريخ التسجيل : 09/08/2011

اشهر نجاحات المخابرات المصريه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: اشهر نجاحات المخابرات المصريه    اشهر نجاحات المخابرات المصريه  I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 06, 2011 4:05 pm



اشهر جواسيس الموساد الإسرائيلي في مصر الجاسوس " محمد إبراهيم كامل" الملقب ب ماريو خسر ورشته على الراقصات فكان الموساد ملاذه
الحلقة الأولى : منذ تفتحت عيناه على ضجيج الحياة في حي محرم بك المزدحم ذاب عشقاً في جرس الترام . . الذي كلما ملأ أذنيه خرج إلى الشرفة يبتسم في انبهار وحيرة .. فنشأت بينه – منذ طفولته – وبين الترام قصة غرام دفعته للهرب من مدرسته . . والسعي وراءه راكباً لجميع خطوطه المختلفة ومحطاته. ولم يدم هذا الحب كثيراً إذ اندفع فجأة نحو السيارات فالتصق حباً بها . . والتحم عقله وقلبه الصغير بموتور السيارة مستغرقاً وقته كله.. حتى أخفق في دراسته الابتدائية. . وأسرعت به خطاه إلى أول ورشة لميكانيكا السيارات يمتلكها إيطالي يدعى الخواجة "روبرتو" الذي اكتشف هذا الحب الجارف بين الولد والموتور فعلمه كيف يتفاعل معه؟! ويفهمه ويستوعبه. ولم تكد تمضي عدة أشهر فقط إلا وكان محمد أشهر صبي ميكانيكي في ورشة الخواجة روبرتو. كانت السيارات تقف موازية للرصيف بجوار الورشة بأعداد كبيرة. . تنتظر أنامل محمد الذهبية وهي تداعب الآلة المعدنية الصماء. . وتمر بين أجزائها في تناغم عجيب فتعمل بكفاءة ويتحسن صوت "نبض" الموتور .. ويزداد الصبي شهرة كل يوم. ورغم محاولات البعض استدراجه واستثمار خبرته وشهرته في عمل ورشة "مناصفة" بعيداً عن روبرتو، أجبروا على أن يتعاملوا معه كرجل لا كصبي في الخامسة عشرة من عمره. وكثيراً ما كان ينزعج عندما كان يخرج إلى الكورنيش مع أقرانه بسبب توقف السيارة ودعوة أصحابها له ليركب حتى منزله، فكبرت لدى الصبي روح الرجولة وارتسمت خطوطها المبكرة حيث كان مبعثها حبه الشديد للعمل والجدية والتفكير الطويل. وبعد عدة سنوات كانت الأحوال والصور قد تغيرت. صار الصبي شاباً يافعاً خبيراً بميكانيكا السيارات. تعلم اللغة الإيطالية من خلال الخواجة روبرتو والإيطاليين المترددين على الورشة وأصبح يجيد التعبير بها كأهلها.. فأطلق عليه اسم "ماريو". وعندما لسعته نظرات الإعجاب من "وجيدة".. دق قلبه بعنف وانتبه لموعد مرورها أمام الورشة حين عودتها من المدرسة. فواعدها والتقى بها ولم يطل به الأمر كثيراً. . إذ تقدم لأسرتها وتزوجها بعدما أقنعتهم رجولته وسمعته الحميدة وشقته الجميلة في محرم بك. ثمانية أعوام من زواجه وكانت النقود التي يكسبها تستثمر في ورشة جديدة أقامها بمفرده. ومنذ استقل في عمله أخذ منه العمل معظم وقته وفكره حتى تعرف على فتاة قاهرية كانت تصطاف مع أهلها بالإسكندرية وأقنعها بالزواج.. ولأنها كانت ابنة أسرة ثرية فقد اشترى لها شقة في الدقي بالقاهرة وأثثها.. وأقام مع عروسه "تغريد" لبعض الوقت ثم عاد إلى الإسكندرية مستغرقاً في عمله متنقلاً ما بين وجيدة وتغريد ينفق هنا وهناك. وعندما توقف ذات يوم على الطريق الصحراوي بالقرب من الرست هاوس بجوار سيارة معطلة. . أعجبته صاحبة السيارة ودار بينهما حوار قصير. . على أثره ركبت معه السيارة الرائعة إلى القاهرة .. وفي الطريق عرف أنها راقصة مشهورة في شارع الهرم .. سهر معها في الكباريهات وتنقل معها هنا وهناك. . ثم اصطحبته معها إلى شقتها. .واعترف ماريو أن هذه الراقصة كانت أول من دفعه والخطوة الأولى نحو حبل المشنقة. . ويقول في اعترافاته التفصيلية. . * في تلك الليلة شربت كثيراً وكلما رأيت جسد الراقصة المثير يرتعش أمام الزبائن ترتعش في جسدي خلجات الرغبة، وبعدما انتهت من فقراتها الراقصة في أربعة كباريهات . . عدنا إلى شقتها في المهندسين وبدلاً من أن أنام أو أذهب لشقتي حيث تنتظرني تغريد . . وجدتني أطوق خصرها بشدة وأطلب منها أن ترقص لي وحدي، فأبدلت ملابسها وعادت لي بلباس الرقص الشفاف الذي سلب عقلي وأفقدني الصواب. وذهبت إلى تغريد التي وجدتها تشتاق إلى جيوبي قبلما تشتاق إلى .. فافتعلت مشاجرة معها وعدت ثانية إلى الراقصة التي استقبلتني فرحة .. ومنذ ذلك اليوم وأنا لا أكاد أفارقها أو أبتعد عنها لأواصل عملي في الورشة. لقد استعنت ببعض الصبية الذين دربتهم على القيام بالعمل بدلاً مني .. فكنت أتغيب لعدة أيام في القاهرة وأعود لأجمع ما ينتظرني من مال لديهم . . وسرعان ما أرجع لأنفقه على الداعرات والراقصات . . ونساء يبعن بناتهن ورجال يبيعون لحم زوجاتهم من أجل جنيهات قليلة. ولأن للفلوس مفعول السحر فقد كنت أعامل كملك . . لأنني أصرف ببذخ على من يحطن بي من فتيات ونساء أشبعنني تدللاً . . وصورنني كأنني الرجل الأول لديهن، فأطلقت يدي ومددتها إلى مدخراتي في البنك شيئاً فشيئاً حتى أصبح رصيدي صفراً وتحولت الورشة إلى خرابه بعدما سرق الصبيان أدواتها وهرب منها الزبائن. حاولت أن أثوب إلى رشدي وكان الوقت قد فات، وخسرت سمعتي بعدما خسرت نفسي. . وأصبحت مصاريف وجيدة وتغريد تمثل عبئاً قاسياً على نفسي وأنا الذي لم يعضني الجوع أو تثقلني الحاجة من قبل . . فتألمت لحالي وقررت أن أخطو خطوة سريعة إلى الأمام وإلا . فالمستقبل المجهول ينتظرني والفقر يسعى ورائي بشراسة ولا أستطيع مجابهته. استخرجت جواز سفر وحصلت على عناوين لبعض زبائني القدامى في إيطاليا وركبت السفينة الإيطالية "ماركو" إلى نابولي. . وبعدما رأيت أضواء الميناء تتلألأ على صفحة المياه صحت بأعلى صوتي تشاو .. تشاو نابولي. وفي بنسيون قديم وقف أمامه صاحبه العجوز سألته هل زرت مصر من قبل؟ فقال الرجل لا . . ضحكت وقلت له أنني رأيتك في الإسكندرية منذ سنوات فجاءتني زوجته تسبقها حمم من الشتائم قائلة: ماذا تريد أيها المصري من زوجي؟ أتظن أنك فهلوي؟ انتبه لنفسك وإلا . . ففي نابولي يقولون: إذا كان المصري يسرق الكحل من العين .. فنحن نسرق اللبن من فنجان الشاي. وكان استقبالاً سيئاً في أول أيامي في إيطاليا. في اليوم التالي حاولت أن أتعرف على السوق وبالأخص أماكن بيع قطع الغيار المستعملة . ولكن صديقاً إيطالياً توصلت إليه أخبرني أن في "ميلانو" أكبر أسواق إيطاليا للسيارات القديمة والمستعملة . . وثمنها يعادل نصف الثمن في نابولي. فاتجهت شمالاً إلى روما وقطعت مئات الكيلو مترات بالقطار السريع حتى ميلانو .. وبالفعل كانت الأسعار هناك أقل من نصفها في نابولي.. والتقيت في ميلانو بأحد زبائني القدامى الذي سهل لي مهمتي. . ولفت انتباهي إلى أماكن بيع منتجات خان الخليلي في ميلانو بأسعار عالية. ابتعت طلباتي من قطع غيار سيارات الفيات 125 غير المتوافرة في السوق المصرية وعدت إلى الإسكندرية وخرجت من الجمرك بما معي من بضائع بواسطة زبائني الذين يعملون في الدائرة الجمركية .. وقمت ببيع قطع الغيار بأضعاف ثمنها وذهبت إلى خان الخليلي واشتريت بعضاً من بضائعه وسافرت مرة ثانية إلى إيطاليا. . واعتدت أن أنزل ببنسيون "بياتريتشي" في روما ثم أتجه إلى ميلانو لعدة أيام .. أنجز خلالها مهمتي وأعود ثانية إلى روما ونابولي ثم إلى الإسكندرية. اعتدت السفر كثيراً وبدأت الأموال تتدفق بين أصابعي من جديد .. واتسعت علاقاتي بإيطاليين جدد بالإضافة للأصدقاء القدامى الذين يكنون لي كل الود. وفي ذات مرة وبينما كنت في خان الخليلي أنتقي بعض المعروضات التي أوصاني صديق إيطالي بشرائها. . سألتني فتاة تبيع في محل صغير عما أريده .. وساعدتني في شراء بضائع جيدة بسعر رخيص وتكررت مرات الذهاب للشراء بواسطتها ولما عرفت أنني أسافر إلى إيطاليا بصفة مستمرة عرضت علي أن تسافر معي ذات مرة. . لتشتري سيارة فيات مستعملة لتشغيلها تاكسياً في القاهرة. واطمأنت "زينب" وهذا هو اسمها – عندما أخبرتها أنني أعمل ميكانيكياً وأقوم بالإتجار في قطع الغيار. وتركتها لتجمع المبلغ المطلوب ثم أرسل لها من إيطاليا لأنتظرها هناك. أراد أصدقائي الإيطاليين أن أظل بينهم وأمارس عملاً ثابتاً أحصل بمقتضاه على إقامة في إيطاليا. وقد كان. . إذ سرعان ما وجدوا لي عملاً في شركة "راواتيكس". . وبعدما حصلت على تصريح عمل وإقامة .. لم تتوقف رحلاتي إلى الإسكندرية . . فالمكسب كان يشجع على السفر بصفة مستمرة لكي أعرف احتياجات سوق قطع غيار السيارات في مصر . . والذي كان يمتصها بسرعة فائقة. وفي إحدى هذه السفريات وبينما كنت في مطار روما تقابلت بالصدفة مع صديق إيطالي قديم – يهودي – كانت بيننا "عشرة" طويلة واسمه "ليون لابي" فتبادلنا العناوين، وبعد عدة أيام جاءتني مكالمة تليفونية منه وتواعدنا للقاء في مطعم مشهور في ميلانو. أشفق "لابي" كثيراً على حالي بعدما شرحت له ظروفي وتعثراتي المالية وزواجي من امرأتين .. وسألته أن يتدبر صفقة تجارية كبيرة أجني من ورائها أموالاً طائلة . . فضحك "لابي" وقبل أن يقوم لينصرف ضربني على ظهر يدي وقال لي: "لا تقلق ماريو . . غداً سأجد لك حلاً، لا تقلق أبداً". الوقوع في المصيدة: في اليوم التالي وفي الثامنة مساء وقفت مرتبكاً للحظات أمام الباب المغلق. . ثم نزلت عدة درجات من السلم وأخرجت علبة سجائري وأشعلت سيجارة . . وعندئذ سمعت وقع خطوات نسائية بمدخل السلم فانتظرت متردداً. . وعندما رأيت الفتاة القادمة كدت أسقط على الأرض. كانت هي بنفسها الفتاة التي واقعتها في شقة "لابي" لكن ابتسامتها حين رأتني مسحت عني مظاهر القلق وهي تقول: بونجورنو… فرددت تحيتها بينما كانت تسحبني لأصعد درجات السلم ولا زالت ابتسامتها تغطي وجهها وقالت في دلال الأنثى المحبب: - أنا لم أخبر سنيور لابي بما حدث منك .. قلت في ثقة الرجل: - لماذا؟ ألم تهدديني بالانتحار من النافذة؟ بهمس كأنه النسيم يشدو: - أيها الفرعوني الشرس أذهلتني جرأتك ولم تترك لي عقلاً لأفكر .. حتى أنني كنت أحلم بعدها بـ "أونالترا فولتا"، لكنك هربت!! قلت لها: - ياليتني فهمت ذلك. وانفتح الباب وهي تقول: - هل ترفض دعوتي على فنجان من القهوة الإيطالية؟ ووجدت نفسي في صالة القنصلية الإسرائيلية والفتاة لا زالت تسحبني وتفتح باب حجرة داخلية لأجد "لابي" فجأة أمامي. قام ليستقبلني بعاصفة من الهتاف: ميو أميتشو . . ماريو . . أهلاً بك في مكتبك. وهللت الفتاة قائلة: تصور . . تصور سنيور لابي أنه لم يسألني عن اسمي؟ قهقه لابي واهتز كرشه المترهل وهو يقول بصوت جهوري: شكرية . .شكرية بالمصري سنيور ماريو تعني: جراتسيللا. واستمر في قهقهته العالية وصرخت الفتاة باندهاش: أيكون لاسمي معنى بالعربية؟ اشرحه لي من فضلك سنيور ماريو. وكانت تضحك في رقة وهي تردد: شوك . . ريا . . شوك . . ريا . جراتسيللا شوك .. ريا. ولم يتركني لابي أقف هكذا مندهشاً فقال للفتاة: - أسرعي بفنجانين من الـ "كافي" أيتها الكافيتييرا جراتسيللا. واستعرض لابي في الحديث عن ذكرياته بالإسكندرية قبل أن يغادرها إلى روما في منتصف الخمسينيات. . وأفاض في مدح جمالها وشوارعها ومنتزهاتها. . ثم تهدج صوته شجناً وهو يتذكر مراتع صباه وطال حديثنا وامتد لأكثر من ساعتين بينما كانت سكرتيرته الساحرة جراتسيللا لا تكف عن المزاح معي وهي تردد: شوك . . ريا .. سنيوريتا شوك . . ريا . . وعندما سألتني أين أقيم فذكرت لها اسم الفندق الذي أنزل به. . فقالت وكأنها لا تسكن ميلانو: - لم أسمع عن هذا الفندق من قبل. رد لابي قائلاً: - إنه فندق قديم غير معروف في الحي التاسع "الشعبي". قالت في تأفف: - أوه . . كيف تقيم في فندق كهذا؟ قال لابي موجهاً كلامه إليها: - خذيه إلى فندق "ريتزو" وانتظراني هناك بعد ساعتين من الآن. وربت لابي على كتفي في ود وهو يؤكد لي أنه يحتاجني لأمر هام جداً لن أندم عليه وسأربح من ورائه الكثير. وركبت السيارة إلى جوار جراتسيللا فانطلقت تغني أغنية "بالوردو بيلفا" أي "أيها الوحش الضاري" وفجأة توقفت عن الغناء وسألتني: هل تكسب كثيراً من تجارتك يا ماريو؟ قلت لها: بالطبع أكسب . . وإلا . . ما كنت أعدت الكرة بعد ذلك مرات كثيرة. . - كم تكسب شهرياً على وجه التقريب؟ - حوالي ستمائة دولار. قالت في صوت مشوب بالحسرة: وهل هذا المبلغ يكفي لأن تعيش؟ إن لابي يشفق لحالك كثيراً سنيور ماريو. - سنيور لابي صديقي منذ سنوات طويلة .. وأنا أقدر له ذلك. - - إنه دائماً يحدثني عن الإسكندرية .. له هناك تراث ضخم من الذكريات . .!! وفي فندق ريتز .. صعدنا إلى الطابق الثاني حيث حجزت لي جراتسيللا جناحاً رائعاً وبينما أرتب بعض أوراقي فوجئت بها تقف أمامي في دلال وبإصبعها تشير لي قائلة: "أونالترا فولتا" أيها المصري وهذه المرة "للإيطاليا نيتا" . . "محبة الوطن الإيطالي". وغرست أظافرها بجسدي بينما كنت أرتشف عبير أنوثتها وأتذوق طعمها الساحر وكانت لا تكف عن الهتاف: ليوباردو . .ليوباردو .. ماريو إيجتسيانو . وعندما جاء لابي كان من الواضح أننا كنا في معركة شعواء انتهينا منها تواً.. أخرج من جيبه مظروفاً به خمسمائة دولار وقال لي إنه سيمر علي صباح الغد. . وأوصاني أن أنام مبكراً لكي أكون نقي الذهن. وانصرفا بينما تملكتني الأفكار حيرى. . ترى ماذا يريد مني؟ وما دخلي أنا فيما يريده لابي؟؟ وفي العاشرة والنصف صباحاً جاء ومعه شخص آخر يتحدث العربية كأهلها اسمه "ابراهيم" . . قال عنه لابي إنه خبير إسرائيلي يعمل في شعبة مكافحة الشيوعية في البلاد العربية. رحب ابراهيم بماريو وقال له بلغة جادة مفعمة بالثقة: - إسرائيل لا تريد منك شيئاً قد يضرك . .فنحن نحارب الشيوعية ولسنا نريدك أن تخون وطنك. . مطلقاً. . نحن لا نفكر في هذا الأمر البتة. وكل المطلوب منك.. أن تمدنا بمعلومات قد تفيدنا عن نشاط الشيوعيين في مصر وانتشار الشيوعية وخطرها على المنطقة. وأردف ضابط المخابرات الإسرائيلي: - كل ذلك لقاء 500 دولار شهرياً لك. وعندما أوضحت له أنني لا أفهم شيئاً عن الشيوعية أو الاشتراكية. وأنني أريد فقط أن أعيش في سلام. ذكرني لابي بأحوالي السيئة بالإسكندرية والتي أدت إلى تشتتي هكذا بعدما كنت ذا سمعة حسنة في السوق. واعتقدت أنني يجب ألا أرفض هذا العرض. . فهي فرصة عظيمة يجب استغلالها في وسط هذا الخضم المتلاطم من الفوضى التي لازمتني منذ أمد .. وتهدد استقرار حياتي. الحلقة الثانية : الحصار في روما : عندما تسلمت زينب الرسالة الوافدة من إيطاليا، لم تكن تصدق أن يهتم بها هذا العابر المجهول إلى هذا الحد. كانت قد نسيته بعدما مرت عدة أشهر منذ التقت به في خان الخليلي حيث تعمل بائعة في محل للأنتيكات والتحف. وبعدما تردد عليها عدة مرات عرضت عليه السفر معه إلى إيطاليا لتشتري سيارة لتشغيلها سيارة أجرة في القاهرة .. فوعدها بأن يساعدها ثم اختفى فجأة ولم يعد يذهب إليها . . حتى جاءتها رسالته تحمل طابع البريد الإيطالي وعنوانه وتليفونه هناك. أسرعت زينب بالخطاب إلى خالها الذي يتولى أمرها بعد وفاة والديها، ولكنه عارض الفكرة وعندما رأى منها إصراراً رضخ للأمر ووافقها.. سنوات وزينب تحلم بالسفر إلى الخارج للعمل. لقد بلغت الرابعة والعشرين من عمرها، ولم ترتبط بعد بعلاقات عاطفية تعوق أحلامها. لذلك تفوقت في دراستها بكلية الآداب – جامعة عين شمس وعشقت اللغة الإنجليزية عشقاً كبيراً. . والتحقت بعد الجامعة بالعمل في خان الخليلي بالقرب من بيتها في شارع المعز لدين الله بحي الجمالية. . حيث مسجد الحسين ورائحة التاريخ تعبق المكان وتنتشر على مساحة واسعة من الحي القديم العريق. حجزت زينب تذكرة الطائرة ذهاباً وإياباً على طائرة مصر للطيران .. وبحقيبتها كل ما لديها من مال وفرته لمثل هذه الفرصة. وفي مطار روما كان ماريو بانتظارها يملؤه الشوق لأول الضحايا الذين سيجندهم للعمل لصالح المخابرات الإسرائيلية. وعندما رأته كانت كمن عثر على شيء ثمين. إذ صدمتها اللغة الإيطالية التي لا تعرف منها حرفاً واحداً. . وسرت كثيراً عندما وجدت ماريو يتحدث بها "كالطليان" أصحاب البلد. اصطحبها إلى فندق رخيص في روما ثم تركها لتستريح وذهب هو إلى مسكنه ليرتب خطة تجنيدها التي رسم خطوطها عدة مرات. . وفي الصباح ذهب إلى الفندق حيث كانت الفتاة تنتظره فأخذها في جولة رائعة بسيارته لمنتزهات روما وأماكنها السياحية. ثم ذهب بها في اليوم التالي إلى أماكن بيع السيارات المستعملة. معتمداً أن يرفع لها أسعار السيارات مستغلاً جهلها باللغة الإيطالية. . واعتمادها عليه أولاً وأخيراً. وتعمد أيضاً أن تطول مدة إقامتها في روما للبحث عن فرصة شراء سيارة أفضل وأرخص وأقنعها بشراء فيات 125 دفعت فيها معظم ما تملكه من مال. . وما تبقى معها كان يكفي بالكاد مصاريف الشحن إلى الإسكندرية. وصدمت الفتاة بعدما تبين لها أن فاتورة الفندق امتصت النصيب الأكبر من نقودها .. ولم تعد تملك مصاريف الشحن كاملة. لقد خدعها ماريو عندما ذكر لها أرقاماً تقل بكثير الحقيقة عند شحن السيارة. تركها ماريو لعدة أيام دون أن يتصل بها بحجة أنه كان في ميلانو. وبكت زينب في حرقة وهي تحكي له عن حالها. . وكيف إنها لم تعد تملك أية أموال لتعود إلى مصر بالسيارة الواقفة أمام الفندق ومتوسلة أن يساعدها فوعدها بذلك. ومرت ثلاثة أيام أخرى كانت زينب قد باعت حليها ولم تتبق معها سوى ساعة يدها الجوفيال التي لا تساوي شيئاً يذكر. حاصرها ماريو جيداً وأفقدها التفكير واستعمل معها أسلوب "صيد الغزلان" بأن أغلق أمامها كل الطرق.. وترك لها فتحة ضيقة لتنفذ منها إلى شبكته لتقع فيها ولا تخرج. وظهر لها فجأة بعد غياب عدة أيام معتذراً بشدة .. واصطحبها للعشاء بأحد المطاعم الراقية. . وبعد أن جلسا عزفت الموسيقى مقطوعة إيطالية شهيرة عنوانها "مولتي جراتسي ميو أميتشو" أي "شكراً جزيلاً يا صديقي" فقالت زينب لماريو: طلبت منك قرضاً أرده لك في مصر فلم تجبني. اعتدل ماريو في مقعده وقال بسرعة: نعم . . نعم . . لا مشكلة إذن . . بعد غد سأتلوى شحن سيارتك إلى الإسكندرية. ولِم بعد غد؟ مشغول أنا غداً. . ولا أملك وقتاً مطلقاً "قالها ماريو وتعمد ألا ينظر لوجهها". لقد وعدتني أن تدبر لي عملاً هنا في روما. فإن ذلك سيعفيك من إقراضي أية أموال. ماذا تقولين؟ ألم أخبرك أنني أبحث بالفعل عن عمل مناسب لك؟ أنت تقول "قالتها زينب مليئة بالحسرة والإحساس بالندم" فما كان من ماريو إلا أن أجاب: عموماً . . بعد غد ستكون سيارتك على ظهر السفينة. أفهمت؟ وفي تلك اللحظة .. اقترب منها رجل وسيم تعدى الخمسين بقليل وقال بالإنجليزية بأدب جم: أتسمحان لي بأن أطلب من إدارة المطعم إغلاق جهاز التكييف الحار حتى لا نصاب جميعاً بالبرد عند الخروج؟ ردت زينب في حماس بالغ ممزوج بالعرفان: تفضل . . وشكراً يا سيدي أردف الرجل قائلاً: معذرة . . هل أنت تونسية؟ أجابته بأن لكنتها تدل على ذلك وضحكت وقالت في افتخار: أنا من الجمهورية العربية المتحدة. من القاهرة. هتف الرجل سعيداً: أوه . .ناسر . . يا له من زعيم عبقري. وفي حركة مسرحية سريعة مد الرجل يده إلى محفظته.. وأخرج منها صورة لعبد الناصر يشرب من "القلة" ويجلس على الأرض بجوار صلاح سالم وأردف قائلاً: تمنيت أن أراه وأصافحه ذات يوم. فهل يتحقق لي ذلك؟ تعال إلى القاهرة يا سيدي وأعتقد أن ذلك ليس بالشيء الصعب. هكذا قالت زينب بفخر، وهي تتكلم الإنجليزية بطلاقة. .، وتكلم ماريو يخاطب الرجل بالإيطالية: أنتم تكرهون ناصر في الغرب . . وفي الشرق تتوقف الحياة تماماً حينما يتكلم .. تناقض غريب. أجاب الرجل في بشاشة: نعم يا سيد .. ؟ ماريو . . ماريو إيجتسيانو "ماريو المصري". نعم . . نعم سنيور ماريو هذه حقيقة لا ننكرها.. فمنذ أزمة القناة والغرب لا ينسى ذلك لناصر أبداً. واعترضت زينب على حوارهما بالإيطالية فقال لها ماريو إن لغته الإنجليزية ضعيفة جداً .. وجاءت فاتورة الحساب ففوجئت زينب بالرجل الغريب يصر على دفعها.. وعندما تمسك ماريو برأيه قال الرجل: إذن .. هلا قبلتما دعوتي على العشاء غداً؟ أجاب ماريو موافقاً بينما تحرجت زينب ثم فاجأهما ماريو بإعلان اعتذاره لارتباطه طوال الغد .. فأبدى الرجل الأنيق تفهمه ونظر إلى زينب فتراجعت الكلمات على لسانها .. عندها لم يمهلها وقتاً طويلاً لتفكر وقال موجهاً حديثاً إليها أنه سيلتقي بها في الثامنة مساء الغد في مطعم "فريسكو" .. فقالت زينب في اضطراب "بعدما نظر إليها ماريو موافقاً" إنها لا تعرف الأماكن جيداً. وبدأ الرجل سيلاً من الأسئلة عن جوانب حياتها فأجابته زينب بحسن نية وأخيراً قال لها في دبلوماسية شديدة تدل على خبرة عالية في إدارة حوار: لقاء الغد ستترتب عليه أشياء كثيرة مهمة لكلينا .. !! وبعد انتهاء السهرة صحبهما بسيارته الفارهة وأنزل زينب أمام فندقها وانصرف. . وقضت هي وقتاً طويلاً تفكر فيما يقصده بعبارته الأخيرة. وماذا سيترتب عليها من أشياء مهمة؟؟ وفي مساء اليوم التالي كان في انتظارها بردهة الفندق كما اتفقا بالأمس . . وأخذها في جولة ليلية بنوادي روما وشوارعها ثم ذهبا معاً إلى مطعم فريسكو الشهير .. حيث الأنواع الغريبة من الأسماك والمحار وكائنات بحرية مدهشة. كان الرجل قد التمس مكاناً هادئاً في ركن بعيد وتوقعت زينب بأنه من زبائن المطعم المعروفين، للاحترام الجم الذي قوبل به. ولكنه انتشلها من حيرتها وقال لها بحرارة: آنسة زينب .. منذ الأمس وأنا في حيرة شديدة. . وكما تعلمين فأنا رجل أعمال بريطاني معروف . . والذي لا تعرفينه أنني انفصلت عن شريك لي منذ مدة قصيرة .. وكنت أنوي توسيع أعمالي في لندن لكن أشار علي البعض باستثمار مشاريع إنمائية في جنوب أفريقيا . وقمت بالفعل بالسفر إلى جوهانسبرج وزيارة كيب تاون وحصلت على بعض تقارير اقتصادية لتساعدني في اتخاذ قراري. حتى كان لقاء الأمس الذي سبب لي حيرة شديدة فبرغم حبي لناصر إلا أنني لم أفكر من قبل في السفر إلى القاهرة لدراسة السوق المصرية وإقامة بعض مشروعاتي بها. وتنهد الرجل فيما يشبه إحساساً بالندم وأردف: إنني الآن – وبإصرار وثقة – أريد اقتحام السوق العربية من خلال مصر. ومن خلالك أنت. قالت له زينب في دهشة: من خلالي أنا؟ نعم . . فأنت مصرية وجامعية طموحة .. تملكين اللغة العربية والإنجليزية والثقافة. . ويمكنني الاعتماد عليك في إعداد تقرير اقتصادي عن أحوال مصر الاقتصادية ومشاكل التنمية بها ومعوقات السوق. ومن خلال هذا التقرير سأقرر ما إذا كنت أستطيع إقامة مشاريع إنمائية في مصر من عدمه. ولذلك فهذا الأمر مهم بالنسبة لي ولك .. لأنك ستكونين مديرة لفرع القاهرة وتملكين حق اتخاذ قرارات لصالح مؤسستنا. انفرجت أسارير زينب وهللت بشراً وسعادة لهذا الخبر المنهمر الذي أغدق عليها فجأة. كانت تجلس أمامه ولا تملك بحقيبة يدها سوى ستة وعشرين دولاراً وبضع ليرات إيطالية لا تكفي ليوم آخر في روما. . واغرورقت عيناها بدموع الفرح عندما فاجأها قائلاً: ومنذ اليوم سيكون راتبك ثلاثمائة دولار شهرياً. صرخت بأعماقها لا تصدق أن غيمة النحس قد انقشعت . . وأن الحياة عادت لتضحك من جديد.. لقد مرت بها سنوات من الجوع والحرمان والحاجة .. وكلما ارتقت درجة من درجات الأمل انزلقت إلى الوهم وأحلام الخيال. الآن جاءت أحلام الواقع لتزيح أمامها الأوهام فتتراجع القهقري. كانت تبدو من قبل وكأنها تغرق في لجج من ماء ذي قوام .. الآن تطير في سماوات من الصفو اللذيذ. أخيراً تحقق الحلم الذي طال انتظار اليتيم له. حلم ليس بالمستحيل ولكنه كان المستحيل نفسه. يا الله. قالتها زينب وهي تتنهد فتغسل صدرها الصغير من تراكمات اليأس وخيوط الرجاء. أوصلها الرجل إلى الفندق بعدما منحها 600 دولار مرتب شهرين ودفع عنها حساب الفندق. وفوجئت زينب بماريو يسرع بحشن سيارتها ودفع مصاريفها ويودعها بالمطار. وفي مقعدها بالطائرة أغمضت عينيها وجلست تفكر في أمر ماريو. لقد أخبرته بأمر الرجل فأظهر موافقته. وبرغم كونه تاجراً لم يأخذ منها مصاريف الشحن . . بل ألح عليها كثيراً لكي تأخذ منه مائة دولار في المطار. وسلمها حقيبة هدايا بها علبة ماكياج كاملة وزجاجتا بارفان وحزام جلدي أنيق. تشككت زينب في هذه الأمور وأخذت من جديد تستعرض شريط ما مر بها في روما. وتذكرت الدورة الإرشادية التي حضرتها في أحد مدرجات جامعة القاهرة قبل سفرها بأيام. كان المحاضر يشرح أساليب الموساد في اصطياد المصريين في الخارج. ولأن ماريو مصري مثلها ومجريات الأمور كلها كانت شبه طبيعية.. فقد طردت وساوسها التي تضخمت إلى حين .. وقررت أمراً في نفسها. وفي مطار القاهرة انتحت بأحد الضباط جانباً وسألته سؤالاً واحداً. وفي اليوم التالي . . كانت تستقل سيارة صحبتها إلى مقر جهاز المخابرات المصرية.. قالت كل شيء بدقة وسردت تفاصيل رحلتها إلى إيطاليا وكيف خدعها ماريو لتنفق كل ما لديها من نقود. وحكت ظروفها النفسية السيئة التي مرت بها وكيفية تقرب رجل الأعمال البريطاني منها في تلك الظروف. وكيف شحن ماريو سيارتها إلى الإسكندرية على نفقاته.. وهو التاجر الذي يسعى للكسب. . ؟ بل إنه عرض عليها مائة دولار أخرى. ولماذا لم يعطها رجل الأعمال عنوانه في بريطانيا لتراسله وتبعث إليه بالتقارير التي طلبها؟ لقد أخبرها أن ماريو سيسافر إلى القاهرة عما قريب وعليها أن تسلمه التقرير الاقتصادي الوافر الذي ستعده عن مصر. وتذكرت زينب أيضاً كيف أن ماريو طلب منها في المطار أن تهتم جيداً بالعمل الذي أوكل إليها ولا تهمله. وعندما سألته هل لديك عنوان مكتب رجل الأعمال ؟!! أجاب بنعم في حين أنه من المنطقي أن يكون معها عنوانه. لقد سلمها 600 دولار وهي بلا شك لقاء قبولها التجسس على وطنها. صراع العقول : وفوجئت زينب بما لم تتوقعه على الإطلاق . .صور عديدة لها مع ماريو . .قال ضابط المخابرات المصري أن المخابرات العربية على علم بأمره . . وتراقب تحركاته وتنتظر دليل إدانته وقال لها أيضاً : إن إسرائيل منذ قيامها في عام 1948 وهي تسعى بشتى السبل لمعرفة كل ما يجري في البلاد العربية من نمو اقتصادي وتسلح وما لديها من قوات وعتاد .. ولذلك لجأت لشراء ضعاف النفوس والضمائر وجعلتهم يعملون لحسابها.. وينظمون شبكات التجسس المتعددة في العواصم العربية. . حتى إذا كشفت واحدة تقوم الأخرى مكانها وتتابع نشاط جواسيسها. وتنفق إسرائيل الملايين على هذه الشبكات للصرف عليها. وأن السبب الرئيسي لسقوط بعض الأفراد في مصيدة المخابرات الإسرائيلية هو ضعف الحالة المادية. وبالإضافة إلى الأموال الطائلة التي تنفقها الموساد على عملائها. . فإنها تغرقهم أيضاً في بحور الرغبة وتشبع فيهم نزواتهم . . وبذلك تتم له السيطرة عليهم. لذا .. فقد أعلنت المخابرات المصرية في يناير عام 1968 بأنها ستساعد كل من تورط مع العدو .. ووقع في فخ الجاسوسية بالإغراء أو التهديد. وأنها على استعداد للتغاضي عن كل ما أقدم عليه أي مواطن عربي .. إذا ما تقدم بالإبلاغ عن تورطه مع الموساد مهما كان منغمساً في التجسس . . وذلك لتفويت الفرصة على المخابرات الإسرائيلية. ووعد الزعيم جمال عبد الناصر صراحة بحماية كل من تورط بالتجسس لأي سبب. وقد أسفرت هذه الخطة عن تقدم سبعة مصريين إلى جهاز المخابرات المصرية يعترفون بتورطهم ويشرحون ظروف سقوطهم. وأضاف الضابط: لقد تكلمنا مع ماريو عدة مرات من قبل . . وأفهمناه بطريقة غير مباشرة بأننا على استعداد لمساعدة المتورطين دون أن يعاقبوا. لكن يبدو أنه استلذ أموال الموساد. وسيسقط على يديك يا زينب لأننا سنحصل على دليل إدانته من خلالك. ووضعت المخابرات المصرية خطة محكمة لاصطياد ماريو.. وفي أول اتصال هاتفي من روما بعد أيام من وصولها.. أخبرته زينب بأنها مشغولة "بترجمة الكتاب" – وهو مصطلح سبق لهما أن اتفقا عليه – وعندما سألها عن المدة التي تكفي لإنجاز "الترجمة" لأنه ينوي المجيء لمصر بعد يومين طلبت منه – حسب الخطة – أن يتأخر عدة أيام حتى تنجز العمل. اطمأن ماريو وصديقه لردود زينب .. وقنعا بأنها منهمكة في إعداد التقرير . . فلو أن هناك شيء ما يترتب في الخفاء لما ترددت في إيهامه بأنها أنجزت ما طلب منها .. وفي مكالمة أخرى بعدها بثمانية أيام . . زفت النبأ الذي ينتظره . . وينتظره أيضاً رجال الموساد في روما. . وعلى ذلك أكد لها بأنه سيصل إلى القاهرة عما قريب. سقوط الجاسوس “ ماريو “ : وبعد اللقاء المسجل بالصوت والصورة. اتجه الخائن إلى شارع نوال بالدقي حيث شقة زوجته تغريد. فمكث معها يوماً واحداً وحمل كاميرته الخاصة التي تسلمها من الموساد وركب إلى الإسكندرية بالطريق الزراعي . . يصور المنشآت الجديدة التي تقوم على جانبي الطريق . . ويراقب أية تحركات لمركبات عسكرية أو شاحنات تحمل المدرعات . . وأمضى مع زوجته وجيدة عدة ساعات ثم عاد إلى القاهرة مرة ثانية بالطريق الصحراوي .. وكرر ماريو هذا السيناريو لمدة أسبوع بشكل متصل.. كان إخلاصه للموساد قوياً كعقيدة الإنسان أو إيمانه بمبدأ ما.. فآلاف الدولارات التي حصل عليها من الموساد بدلت دماءه وخلايا مصريته وأعمته عن عروبته.. وجعلت منه كائناً فاقد الهوية والشعور .. بل كان لأموال إسرائيل الحرام فعل السحر في قلبه وزعزعة ثوابت إسلامه. فلقد نسي أن اسمه محمد ابراهيم فهمي كامل . . مسلم .. من مصر . . وأن ماريو ليس اسمه الحقيقي الذي ينادى به. وفي إيطاليا كثيراً ما مر على مساجد روما – دون قصد – فكان يتعجب ويتساءل: ماذا يعني الدين والأنبياء والرسل؟ وعندما اتصلت به معشوقته جراتسيللا – عميلة الموساد – تستقصي أخباره وأخبار ضحيته زينب أجابها بأن كل شيء على ما يرام. وحدد لها ميعاد سفره إلى إيطاليا. وبعدما أنهت زينب إجراءات الإفراج الجمركي عن سيارتها . . استعدت "هكذا ادعت له" للسفر معه. . فأخبرها بموعد الطائرة وأنه سيمر عليها ليصحبها إلى المطار. وقبل السفر بعدة ساعات كان ماريو قد أعد أدواته. . وخبأ الأفلام التي صورها بجيوب سرية داخل حقائبه ونزع البطانة الداخلية لها وأخفى التقارير السرية التي أعدها بنفسه ثم أعاد إلصاقها مرة ثانية بإحكام فبدت كما كانت من قبل. ومن بين تلك التقارير كان تقرير زينب الذي كان لدى المخابرات المصرية صورة عنه. وبينما كان ماريو يغادر منزله بالدقي في طريقه إلى زينب ثم إلى المطار. . فوجئ بلفيف من الأشخاص يستوقفونه .. وأقتيد إلى مبنى المخابرات وأمام المحقق أنكر خيانته لكن الأفلام والتقارير التي ضبطت كانت خير دليل على سقوطه في وكر الجاسوسية . . فاعترف مذهولاً بعمالته للموساد .. وأمام المحكمة العسكرية وجهت إليه الجرائم الآتية: الحصول على أسرار عسكرية بصورة غير مشروعة وإفشاؤها إلى المخابرات الإسرائيلية. الحصول على مبلغ "7 آلاف دولار" مقابل إفشاء الأسرار لدولة معادية "إسرائيل". التخابر مع العدو لمعاونته في الإضرار بمصر في العمليات الحربية. تحريض مواطنة مصرية على ارتكابها التخابر .. والحصول على أسرار هامة بقصد إفشائها للعدو. وبرئاسة العميد أسعد محمود إسماعيل وعضوية المقدم فاروق خليفة والمقدم أحمد جمال غلاب بحضور ممثل النيابة العسكرية والمقدم عز الدين رياض صدر الحكم في مايو 1970 بإعدام ماريو شنقاً بعد أن كرر الخائن اعترافه بالتجسس على وطنه. . مبينا الأسرار العسكرية مقابل سبعة آلاف دولار. وصدق رئيس الجمهورية على الحكم لعدم وجود ما يستدعي الرحمة بالجاسوس. لم تنس المخابرات المصرية الدور الكبير الذي لعبته زينب للإيقاع بالخائن ماريو واصطياده إلى حيث غرفة الإعدام ومشنقة عشماوي في أحد سجون القاهرة. وكانت زينب بالفعل – أول مصرية – تصطاد جاسوساً محترفاً في روما . . لإعدامه في القاهرة.!!



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/pages/%D8%AC%D8%B1%D9%88%D8%A8-%D9%85%D9
asmicheal
الرتبة: مشارك بالتأسيس ومشرف(ة)سابقة
الرتبة: مشارك بالتأسيس ومشرف(ة)سابقة
asmicheal


الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3731
التقييم : 410
تاريخ التسجيل : 09/08/2011

اشهر نجاحات المخابرات المصريه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: اشهر نجاحات المخابرات المصريه    اشهر نجاحات المخابرات المصريه  I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 06, 2011 5:02 pm


في كتاب السادات والجاسوس
أغرب قضية جاسوسية أبطالها رئيس مصري وألمانيان وراقصة
في أحد ملاهي النمسا الليلية تمكنت المخابرات الألمانية من نسج خيوطها حول الراقصة المصرية حكمت فهمي، بعد أن دفعت إليها بالجاسوس الألماني ابلر حسين جعفر، ولكنها عندما عادت إلى القاهرة اكتشفت أنه الجاسوس الألماني إبلر ليربط بينهما كراهيتهما للإنكليز، ومن جانبه حبه لبلاده، وحينما تعطل جهاز اللاسلكي تمكنت حكمت فهمي من استدعاء الضابط أنور السادات الوطني الثائر لإصلاح الجهاز ، ليرتبط السادات مع حكمت فهمي والجاسوس الألماني إبلر بأكبر قضية تجسس في ذلك الوقت.الكاتب الصحفي محمود صلاح يكشف لنا من خلال كتابه السادات والجاسوس العلاقات المتشابكة ما بين حكمت فهمي والمخابرات الألمانية، وكيف اشتعلت ثورية الضابط أنور السادات لتجنيده لخدمة الألمان، بعد أن جمعهما كراهيتهما للإنكليز .. كما يكشف عمليات الاعتقال المتكررة، والحوادث والمغامرات المثيرة لحياة الرئيس الراحل أنور السادات، وعلاقته بجماعة الإخوان، والكثير من الأحداث المثيرة منذ الحرب العالمية الثانية حتى هروبه من المعتقل..ويتناول الكتاب قصة حياة الضابط المصري أنور السادات منذ بداية الحرب العالمية الثانية بين دول المحور، والحلفاء وفي مقدمتهم بريطانيا التي كانت تحتل مصر.كما يتناول النشأة الأولى للسادات في قريته ميت أبو الكوم منذ عام 1918 وانتقاله فيما بعد إلى حي كوبري القبة بالقاهرة والحياة الفقيرة التي عاشها، ويرصد الكاتب وطنية السادات المبكرة بكراهيته لمشهد الكونستابل الإنكليزي وهو يجوب شوارع القاهرة.
ومن المتناقضات أنه رغم كراهية السادات للإنجليز، فقد أتاحت له وساطة أحد الأطباء الإنكليز دخول الكلية الحربية وبعد عامين تخرج السادات من الكلية الحربية وهو يراوده الحلم بالثورة ضد الإنكليز.
وفي منقباد التقى السادات مع الضابط جمال عبد الناصر لأول مرة، ،كان عبد الناصر ينصت له ولا يتكلم إلا القليل، لأنه كان لا يميل إلى المزاح، ولأنه يقيم حاجزاً بينه وبين الآخرين، وهو الأمر الذي دفع السادات للإعجاب بشخصيته.
السادات والإخوان
ويكشف الكاتب عن قوة علاقة الضابط أنور السادات بجماعة الإخوان المسلمين، وذلك من خلال التزامه الشديد بحضور درس الثلاثاء، الذي كان يلقيه الشيخ حسن البنا المرشد العام للإخوان المسلمين، وأثار التزامه بحضور الدرس الأسبوعي انتباه الشيخ حسن البنا، مما دفعه إلى التحفظ في الحديث معه في البداية، حتى صارحه السادات ذات يوم بأنه يسعى إلى عمل تنظيم عسكري لقلب الأوضاع في البلد!!
إلا أن الشيخ البنا التزم الصمت رغم دهشته من تلك الصراحة المذهلة، فقد خشي البنا أن يكون السادات مدسوساً عليهم من المخابرات!! إلا أنه عندما كاشفه السادات بمخططات الجيش في التحرك للثورة هنا تخلى الشيخ حسن البنا عن حذره تجاه السادات، وبدأ التنسيق بينهما للثورة على نظام الحكم الملكي.
عزيز المصري
ولما كان السادات مفتوناً بشخصية عزيز المصري، فقد سعى لدي الشيخ حسن البنا لتقديمه إلى الفريق عزيز المصري، وشجعه عزيز على المضي قدماً في تنظيمه السري، وانضم إليه زملاؤه ، حتى اضطرت إدارة الجيش الإنكليزي إلى انسحابهم بأسلحتهم، وعقب ذلك تورط السادات في عملية تهريب عزيز المصري لحساب الألمان، لمساندة رشيد الكيلاني بالعراق في ثورته ضد الإنكليز، إلا أن المخابرات اكتشفت محاولته، وتم القبض علي السادات، وراوغ وكيل النيابة حتى أفرج عنه ليواصل نشاطه السياسي السري.
الإنكليز والنحاس
وعندما تقدمت جيوش القائد الألماني روميل إلى ليبيا في عام 1942 شعر الإنكليز بأن الرأي العام المصري ضدهم، وفي محاولة منهم لإرضاء الشعب المصري، حاصروا قصر الملك فاروق بعد رفضه تكليف مصطفى النحاس بتشكيل الوزارة واجبروا الملك على تكليف النحاس بتشكيل الوزارة ، ورغم ذلك خرجت المظاهرات تهتف في شوارع القاهرة إلى الأمام يا روميل!
وعندما سقطت العلمين في يد الألمان، أرسل السادات ضابطاً مصرياً إلى القائد الألماني روميل، ليخبره بأن التنظيم السري للضباط المصريين، على استعداد للمشاركة في الحرب إلي جانب الألمان ضد الإنكليز، مقابل أن تنال مصر استقلالها، وأقلعت طائرة بالضابط المصري إلا أن الألمان أسقطوها.. وكان السادات في ذلك الوقت يعمل بسلاح الإشارة في الجبل الأصفر، وذات يوم جاءه زميله حسن عزت وأخبره بمفاجأة، أن ضابطين من الجيش الألماني يطلبان مساعدته، لتبدأ علاقة السادات مع أغرب قصة جاسوسية أبطالها ضابطان ألمانيا وراقصة مصرية..
الراقصة والجاسوس
ويكشف الكاتب بداية علاقة الراقصة حكمت فهمي بالجاسوس الألماني حسين جعفر أبلر والتي بدأت داخل أحد النوادي الليلية بالنمسا التي كانت ترقص فيها حكمت فهمي، عندما قدم لها حسين جعفر نفسه علي أنه طالب مصري، واستطاع أن ينسج خيوط شباكه حولها بحكمة، حتى وقعت في غرامه، ليختفي من حياتها فجأة ودون مقدمات.
وعندما نشبت الحرب العالمية الثانية عادت حكمت فهمي إلى مصر، لترقص في ملهي الكونتيننتال، دون أن تعلم أنه قد تم تجنيدها ضمن جهاز المخابرات الألماني من خلال العلاقة التي نسجها حولها حسين جعفر، وكان رئيس المخابرات الألمانية قد شاهد حكمت فهمي وهي ترقص في النمسا، فدعاها للرقص أمام هتلر ووزير دعايته جوبلز في ألمانيا، وعندما شاهدها جوبلز أعطى تعليماته بتجنيدها لصالح الألمان، الذين كانوا يعرفون حجم شعبيتها لدى كبار الضباط الإنكليز في مصر.
ولم تكن حكمت فهمي تعلم أن علاقتها مع حسين جعفر أو الضابط الألماني أبلر سوف تجمعها مع السادات في أكبر قضية تجسس في ذلك الوقت، ويكشف الكاتب حقيقة حسين جعفر، فهو من أب وأم ألمانيين، انفصل كلاهما عن الآخر، وكانت الأم تعمل بمدينة بور سعيد، والتقت بمحام مصري تزوجها وتبنى الطفل، وأطلق عليه حسين جعفر، ولكنه عندما سافر إلى ألمانيا التقطته المخابرات الألمانية وتم تجنيده لإتقانه العربية، وكانت أول المهام التي أوكلت إليه هي نسج علاقة غرامية مع الراقصة حكمت فهمي تمهيداً لتجنيدها وعندما حاولت المخابرات الألمانية زرع جاسوس ألماني في قلب القاهرة لم يكن أمامها سوى حسين جعفر أو إبلر وكانت مهمته تتلخص في الحصول على الخطة البريطانية، وأين سيركزون دفاعاتهم، وعدد القوات البريطانية ونوعها، ومدى تعاون الجيش المصري معهم إذا بدأت المعركة؟
وتمكن إبلر من دخول القاهرة عبر عملية اختراق للصحراء، في الملابس العسكرية للجنود البريطانيين، وعلى مشارف أسيوط استبدل ملابسه هو وزميله مونكاسترن واستكملوا الرحلة بعد عدة مغامرات، حتى وصلا إلى القاهرة لتنفيذ مهمتهما، بينما كانت قوات روميل تقف على أعتاب العلمين بعد عدة انتصارات حققها على جيش الحلفاء.. وعند وصولهما إلي مشارف أسيوط تنكر إبلر في صورة ضابط بريطاني، ومونكاستر في شخصية سائح أميركي ، وتحت هاتين الشخصيتين تمكن إبلر وزميله من دخول أحد المعسكرات البريطانية، بل إن قائد المعسكرات أخذهما بسيارة عسكرية لتوصيلهما إلى أسيوط.
وعندما وصلا إلى القاهرة نزلا في فندق شبرد، ليبدأ أول اتصال بينهما والمخابرات الألمانية، ليعلنا الاستعداد لبدء العملية ، وفي ملهي الكيت كات يلتقي إبلر مع حكمت فهمي مرة ثانية، لتؤكد له حكمت فهمي كراهيتها للإنكليز ، ليكشف لها عن شخصيته، وعن مهمة التجسس التي كلفه بها قائده روميل ، وأبدت حكمت فهمي استعدادها للتعاون مع الألمان، واستأجرت له عوامة قريبة من عوامتها، وعندما صعد إبلر لتركيب إريال اللاسلكي، هنا لاحظ وجود جندي بريطاني على سطح عوامة الميجور البريطاني المجاور لهما، فباغته بطلب المساعدة قبل أن يفكر في أي شيء.
السادات والألمان
وخلال أيام قليلة استطاع إبلر أن يوثق علاقته بالميجور البريطاني، دون أن يتسلل إليه الشك بأن هذا الشاب المصري حسين جعفر هو نفسه الجاسوس الألماني إبلر.
وعندما تم القبض على الجاسوسين الألمانيين اللذين يستقبلان الرسائل من القاهرة، قررت المخابرات الألمانية عدم الرد علي إبلر وصديقه مونكاستر، حتى اعتقد إبلر أن جهاز اللاسلكي أصابه عطل مفاجئ، وطلب المساعدة من حكمت فهمي مساعدته عبر شخص تثق به، لإصلاح الجهاز، حتى يتمكن من إتمام عملية التجسس.


وتمكنت حكمت فهمي من الوصول إلى الضابط المصري أنور السادات، عبر صديقه حسن عزت، فوافق على الفور علي إصلاح الجهاز والتعاون مع الألمان، نظراً لكراهيته للإنكليز، وبلا تردد ذهب معها إلى عوامة إبلر لإصلاح الجهاز المعطل، وتأكد السادات أن الجهاز معطل ولا يمكن إصلاحه، إلا أن إبلر قدم له جهازاً أميركياً آخر، كان قد حصل عليه من سفارة سويسرا التي كانت ترعى شئون الألمان في مصر، إلا أنه لا يعرف كيفية تشغيله، واكتشف السادات أن الجهاز بدون مفاتيح، واقترح السادات أن يشغله بمفاتيح مصرية الصنع يقوم هو بتركيبها.
وحمل السادات الجهاز في حقيبته متجهاً إلي بيته في كوبري القبة، بينما استمر إبلر في نشاطه بجمع المعلومات من داخل النوادي الليلية التي يسهر فيها الضباط والجنود الإنكليز، حتى تسرب الشك إلى أحدهم ولكنه عندما قام للإبلاغ عنه، وهو يرتدي الملابس العسكرية الإنكليزية شعر إبلر بالخطروفر هارباً، إلا أن المخابرات الإنكليزية بدأت منذ تلك الليلة تتبع أثره وفي نفس الليلة التقى إبلر بالراقصة الفرنسية ايفيت وهي في حقيقة الأمر جاسوسة كانت تعمل لحساب الوكالة اليهودية في مصر، وفور قضاء ليلتها معه في العوامة أبلغت عنه في تقرير تفصيلي وكشفت عن حقيقة شخصيته الألمانية، عندما سمعته يتحدث مع زميله مونكاستر بالألمانية، وفي ذات الوقت كان جهاز المخابرات البريطاني يبحث عن إبلر وصديقه.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/pages/%D8%AC%D8%B1%D9%88%D8%A8-%D9%85%D9
asmicheal
الرتبة: مشارك بالتأسيس ومشرف(ة)سابقة
الرتبة: مشارك بالتأسيس ومشرف(ة)سابقة
asmicheal


الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3731
التقييم : 410
تاريخ التسجيل : 09/08/2011

اشهر نجاحات المخابرات المصريه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: اشهر نجاحات المخابرات المصريه    اشهر نجاحات المخابرات المصريه  I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 06, 2011 5:03 pm

أخطر رجال المخابرات المصرية في اسرائيل


في صباح يوم 13 يوليو من عام 1956 نشرت صحيفة الأهرام خبرا عابرا يقول : قتل العقيد مصطفى حافظ نتيجة ارتطام سيارته بلغم في قطاع غزة، وقد نقل جثمانه إلى العريش ومن هناك نقل جوا إلى القاهرة على الفور، ولم ينس الخبر أن يذكر أنه كان من أبطال حرب فلسطين وقاتل من أجل تحريرها .. لكنه تجاهل تماما انه كان أول رجل يزرع الرعب في قلب اسرائيل.

ومصطفى حافظ رجل مصري من مدينة الإسكندرية التي يحمل أحد ميادينها أسمه الآن، كما أن له نصبا تذكاريا في غزة تبارى الإسرائيليون في تحطيمه عندما احتلوها بعد هزيمة يونيو 1967.
كان (مصطفى حافظ) مسؤولاً عن تدريب الفدائيين وإرسالهم داخل إسرائيل كما انه كان مسؤولاً عن تجنيد العملاء لمعرفة ما يجري بين صفوف العدو ووراء خطوطه، فقد كان (مصطفى حافظ) باعتراف الإسرائيليين من أفضل العقول المصرية، وهو ما جعله يحظى بثقة الرئيس جمال عبد الناصر فمنحه أكثر من رتبة استثنائية حتى أصبح عميدا وعمره لا يزيد على 34 سنة، كما انه اصبح الرجل القوي في غزة التي كانت تابعة للإدارة المصرية بعد تقسيم فلسطين في عام 1947.
وبرغم السنوات الطويلة التي قضاها مصطفى حافظ في محاربة الإسرائيليين إلا انه لم يستطع رجل واحد في كافة أجهزة المخابرات الإسرائيلية أن يلتقط له صورة من قريب أو من بعيد، لكن برغم ذلك سجل الإسرائيليون في تحقيقاتهم مع الفدائيين الذين قبضوا عليهم انه رجل لطيف يثير الاهتمام والاحترام ومخيف في مظهره وشخصيته.

وكانت هناك روايات أسطورية عن هروبه الجريء من معتقل أسرى إسرائيلي أثناء حرب 1948، وقد عين في منصبه في عام 1949 وكانت مهمته إدارة كافة عمليات التجسس داخل إسرائيل والاستخبارات المضادة داخل قطاع غزة والإشراف على السكان الفلسطينيين، وفي عام 1955 أصبح مسئولا عن كتيبة الفدائيين في مواجهة الوحدة رقم 101 التي شكلها في تلك الأيام اريل شارون للإغارة على القرى الفلسطينية والانتقام من عمليات الفدائيين ورفع معنويات السكان والجنود الإسرائيليين، وقد فشل شارون فشلا ذريعا في النيل منه ومن رجاله وهو ما جعل مسئولية التخلص منه تنتقل إلى المخابرات الإسرائيلية بكافة فروعها وتخصصاتها السرية والعسكرية.
كان هناك خمسة رجال هم عتاة المخابرات الإسرائيلية في ذلك الوقت عليهم التخلص من مصطفى حافظ على رأسهم (ر) الذي كون شبكة التجسس في مصر المعروفة بشبكة "لافون" والتي قبض عليها في عام 1954 وكانت السبب المباشر وراء الإسراع بتكوين جهاز المخابرات العامة في مصر.

والى جانب (ر) كان هناك ضابط مخابرات إسرائيلي ثان يسمى "أبو نيسان" وأضيف لهما "أبو سليم" و"اساف" و"أهارون" وهم رغم هذه الأسماء الحركية من أكثر ضباط الموساد خبرة بالعرب وبطباعهم وعاداتهم وردود أفعالهم السياسية والنفسية.
ويعترف هؤلاء الضباط الخمسة بأنهم كانوا يعانون من توبيخ رئيس الوزراء في ذلك الوقت ديفيد بن غوريون أول رئيس حكومة في إسرائيل والرجل القوي في تاريخها، وكانت قيادة الأركان التي وضعت تحت سيطرة موشى ديان أشهر وزراء الدفاع في إسرائيل فيما بعد في حالة من التوتر الشديد.
وكان من السهل على حد قول ضباط المخابرات الخمسة التحدث إلى يهوه (الله باللغه العبريه) في السماء عن التحدث مع موشى ديان خاصة عندما يكون الحديث عن براعة مصطفى حافظ في تنفيذ عملياته داخل إسرائيل ورجوع رجاله سالمين إلى غزة وقد خلفوا وراءهم فزعا ورعبا ورغبة متزايدة في الهجرة منها.
وكان الحل الوحيد أمام الأجهزة الإسرائيلية هو التخلص من مصطفى حافظ مهما كان الثمن.
ووضعت الفكرة موضع التنفيذ ورصد للعملية مليون دولار، وهو مبلغ كبير بمقاييس ذلك الزمن، فشبكة "لافون" مثلا لم تتكلف أكثر من 10 آلاف دولار، وعملية اغتيال المبعوث الدولي إلى فلسطين اللورد برنادوت في شوارع القدس لم تتكلف أكثر من 300 دولار.
كانت خطة الاغتيال هي تصفية مصطفى حافظ بعبوة ناسفة تصل إليه بصورة أو بأخرى، لقد استبعدوا طريقة إطلاق الرصاص عليه، واستبعدوا عملية كوماندوز تقليدية، فقد فشلت مثل هذه الطرق في حالات أخرى من قبل، وأصبح السؤال هو: كيف يمكن إرسال ذلك "الشيء" الذي سيقتله إليه ؟.
في البداية فكروا في إرسال طرد بريدي من غزة لكن هذه الفكرة أسقطت إذ لم يكن من المعقول أن يرسل طرد بريدي من غزة إلى غزة، كما استبعدت أيضا فكرة إرسال سلة فواكه كهدية إذ ربما ذاقها شخص آخر قبل مصطفى حافظ.
وأخيرا وبعد استبعاد عدة أفكار أخرى بقيت فكرة واحدة واضحة هي: يجب أن يكون "الشئ" المرسل مثيرا جدا للفضول ومهما جدا لمصطفى حافظ في نفس الوقت كي يجعله يتعامل معه شخصيا، شئ يدخل ويصل إليه مخترقا طوق الحماية الصارمة الذي ينسجه حول نفسه.
وبدأت الخطة تتبلور نحو التنفيذ، إرسال ذلك "الشيء" عن طريق عميل مزدوج وهو عميل موجود بالفعل ويعمل مع الطرفين، انه رجل بدوي في الخامسة والعشرين من عمره يصفه أبو نيسان بأنه نموذج للخداع والمكر، كان هذا الرجل يدعى "طلالقة". لم يكن يعرف على حد قول ضابط الموساد أن مستخدميه من الإسرائيليين.
وبعد أن استقر الأمر على إرسال (الشيء) الذي سيقتل مصطفى حافظ بواسطة (طلالقة) بدأ التفكير في مضمون هذا الشيء، واستقر الرأي على أن يكون طردا بريديا يبدو وكأنه يحتوي على (شئ مهم) وهو في الحقيقة يحتوي على عبوة ناسفة.
ولم يرسل الطرد باسم مصطفى حافظ وإنما أرسل باسم شخصية سياسية معروفة في غزة وهو بالقطع ما سيثير (طلالقة) فيأخذه على الفور إلى مصطفى حافظ الذي لن يتردد فضوله في كشف ما فيه لمعرفة علاقة هذه الشخصية بالإسرائيليين، وفي هذه اللحظة يحدث ما يخطط له الإسرائيليون وينفجر الطرد في الهدف المحدد.
وتم اختيار قائد شرطة غزة (لطفي العكاوي) ليكون الشخصية المثيرة للفضول التي سيرسل الطرد باسمها، وحتى تحبك الخطة أكثر كان على الإسرائيليين أن يسربوا إلى (طلالقة) إن (لطفي العكاوي) يعمل معهم بواسطة جهاز اتصال يعمل بالشيفرة، ولأسباب أمنية ستتغير الشيفرة، أما الشيفرة الجديدة فهي موجودة في الكتاب الموجود في الطرد المرسل إليه والذي سيحمله (طلالقة) بنفسه.
وأشرف على تجهيز الطرد (ج) عضو (الكيبوتس) في المنطقة الوسطى، وقد اكتسب شهرة كبيرة في أعداد الطرود المفخخه وكان ينتمي إلى منظمة إرهابية تسمى (أيستيل) كانت هي ومنظمة إرهابية أخرى اسمها (ليحي) تتخصصان في إرسال الطرود المفخخه إلى ضباط الجيش البريطاني أثناء احتلاله فلسطين لطردهم بعيدا عنها.

مصطفى حافظ
وأصبح الطرد جاهزا وقرار العملية مصدق عليه ولم يبق سوى التنفيذ، وتم نقل الطرد إلى القاعدة الجنوبية في بئر سبع وأصبح مسئولية رئيس القاعدة أبو نيسان الذي يقول: "طيلة اليوم عندما كنا جالسين مع (طلالقة) حاولنا إقناعه بأننا محتارون في أمره، قلنا أن لدنيا مهمة بالغة الأهمية لكننا غير واثقين ومتأكدين من قدرته على القيام بها، وهكذا شعرنا بأن الرجل مستفز تماما، عندئذ قلنا له: حسنا رغم كل شئ قررنا تكليفك بهذه المهمة، اسمع يوجد رجل مهم جدا في قطاع غزة هو عميل لنا هاهو الكارت الشخصي الخاص به وها هو نصف جنيه مصري علامة الاطمئنان إلينا والى كل من نرسله إليه والنصف الآخر معه أما العبارة التي نتعامل بها معه فهي عبارة: (أخوك يسلم عليك)!.

ويتابع ضابط المخابرات الإسرائيلي : كنا نواجه مشكلة نفسية كيف نمنع طلالقة من فتح الطرد قبل أن يصل إلى الهدف ؟ وللتغلب على هذه المشكلة أرسلنا أحد الضباط إلى بئر سبع لشراء كتاب مشابه أعطاه لـ (طلالقة) قائلا: (هذا هو كتاب الشيفرة يحق لك تفقده ومشاهدته وبعد أن شاهده أخذه منه وخرج من الغرفة وعاد وبيده الكتاب الملغوم وسلمه له لكن (طلالقة) لعب اللعبة بكل برود على الرغم من بريق عينيه عندما تساءل: ولكن كيف ستعرفون أن الكتاب وصل؟ وكانت الإجابه: ستأتينا الرياح بالنبأ.
وفهم (طلالقة) من ذلك أنه عندما يبدأ (لطفي العكاوي) بالإرسال حسب الشيفرة الجديدة سيعرف الإسرائيليون انه نفذ المهمة وعندما حل الظلام خرج أحد رجال المخابرات الإسرائيلية المسئولين عن العملية ومعه (طلالقة) وركب سيارة جيب ليوصله إلى أقرب نقطة على الحدود وهناك ودعه واختفى (طلالقة) في الظلام لكن كان هناك من يتبعه ويعرف انه يأخذ طريقه إلى غزة.

وفي رحلة عودته إلى غزة كان الشك يملأ صدر (طلالقة).. وراح يسأل نفسه : كيف يكون (العكاوي) أقرب المساعدين الى مصطفى حافظ عميلا إسرائيليا؟، وفكر في أن يذهب أولا الى (العكاوي) لتسليمه ما يحمل وبالفعل ذهب الى منزله فوجده قد تركه الى منزل جديد لا يعرف عنوانه واحتار ما الذي يفعل؟ ثم حزم أمره وتوجه الى منطقة الرمال في غزة حيث مقر مصطفى حافظ.
وحسب ما جاء في تقرير لجنة التحقيق المصرية التى تقصت وفاة مصطفى حافظ بأمر مباشر من الرئيس جمال عبد الناصر فإنه في 11 يوليو عام 1956 في ساعات المساء الأخيرة جلس مصطفى حافظ على كرسي في حديقة قيادته في غزة وكان قد عاد قبل يومين فقط من القاهرة، كان يتحدث مع أحد رجاله والى جانبه الرائد فتحي محمود وعمر الهريدي وفي نفس الوقت وصل اليهم (طلالقة) الذي سبق أن نفذ ست مهام مطلوبة منه في اسرائيل.

وقابله مصطفى حافظ وراح يروى له ما عرف عن (العكاوي)، وهو ما أزعج مصطفى حافظ الذي كان يدافع كثيرا عن (العكاوي) الذي اتهم أكثر من مرة بالاتجار في الحشيش، لكن هذه المرة يملك الدليل على إدانته بما هو أصعب من الحشيش؛ التخابر مع إسرائيل.
وقرر مصطفى حافظ أن يفتح الطرد ثم يغلقه من جديد ويرسله إلى (العكاوي)، أزال الغلاف دفعة واحدة عندئذ سقطت على الأرض قصاصة ورق انحنى لالتقاطها وفي هذه الثانية وقع الانفجار ودخل الرائد فتحي محمود مع جنود الحراسة ليجدوا ثلاثة أشخاص مصابين بجروح بالغة ونقلوا فورا إلى مستشفى تل الزهرة في غزة.

وفي تمام الساعة الخامسة صباح اليوم التالي أستشهد مصطفى حافظ متأثرا بجراحه، وبقى الرائد عمر الهريدي معاقا بقية حياته بينما فقد (طلالقة) بصره، وأعتقل (العكاوي) لكن لم يعثروا في بيته على ما يدينه.
وبرغم مرور هذه السنين مازال يصر الإسرائيليون على أنهم لم ينفذوا مثل هذه العملية أبدا، وبقيت أسرارها مكتومة هنا وهناك إلى أن كشفها الكاتب الإسرائيلي " يوسف أرجمان" مؤخرا في كتاب يحمل أسم "ثلاثون قضية استخبارية وأمنية في إسرائيل"، والذي لا نعرف هل ما ذكره حقيقة أم خيال.

بقى أن نعرف إن الإسرائيليين عندما احتلوا غزة بعد حرب يونيو وجدوا صورة مصطفى حافظ معلقة في البيوت والمقاهي والمحلات التجارية وأنهم كان يخلعونها من أماكنها ويرمونها على الأرض ويدوسون عليها بالأقدام، وكان الفلسطينيون يجمعونها ويلفونها في أكياس كأنها كفن ويدفنونها تحت الأرض وهم يقرآون على روح صاحبها الفاتحة فهم لا يدفنون صورة وإنما يدفنون كائنا حيا

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/pages/%D8%AC%D8%B1%D9%88%D8%A8-%D9%85%D9
asmicheal
الرتبة: مشارك بالتأسيس ومشرف(ة)سابقة
الرتبة: مشارك بالتأسيس ومشرف(ة)سابقة
asmicheal


الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3731
التقييم : 410
تاريخ التسجيل : 09/08/2011

اشهر نجاحات المخابرات المصريه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: اشهر نجاحات المخابرات المصريه    اشهر نجاحات المخابرات المصريه  I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 06, 2011 5:22 pm

جواسيس إسرائيل في المصيدة
إسرائيل لاتكف عن التجسس على مصر.. رغم اتفاقية السلام!

يخطي من يظن إن اتفاقية السلام، وانتهاء الحرب بين مصر وإسرائيل، وضعت حدأ لأعمال التجسس الإسرائيلية علي مصر.. أو حتى خففت منها، فطبيعة إسرائيل العدوانية والمتسلطة وتركيبتها السياسية والنفسية، وخلفيتها التاريخية لا تعطيها أية فرصة للشعور بالأمان والاستقرار وهذا بالإضافة إلى تأكد إسرائيل ووثوقها.. إن مصر هي القضية الكبرى أمام طموحاتها غير المشروعة بالمنطقة وأطماعها في السيطرة والهيمنة.. لذلك لم تتوقف محاولات إسرائيل في زرع عملاء لها في مصر أو اصطياد بعض الثمار المعطوبة لتجنيدها لخيانة وطنها.

ولكن عملاء الموساد، تساقطوا تباعا في مصيدة المخابرات.
1.عامر سليمان ارميلات
2.سمير عثمان احمد علي
3.عبد الملك عبد المنعم علي حامد
4.عماد عبد الحميد إسماعيل
5.شريف احمد الفيلالي.

تلك هي أسماء الخونة يضيعون خلف الأسوار الآن يقضون السنوات الطويلة، تنفيذ لحكم العدالة في الخونة وأمثالهم.. الذين دفعتهم، أوهام الثروة فهانت عليهم بلدهم وسقطوا في بئر سحيق من الخيانة، وغرقوا في ظلمات بحور الجاسوسية وعندما حاولوا أن يطفوا مرة ثانية كان في انتظارهم رجال المخابرات المصرية.. تلقفوهم إلى حيث القصاص العادل.. وسبق الخونة إلى دهاليز المحاكم يجرون أذيال العار وتلاحقهم لعنات شعبهم وأهلهم أرميلات.

كان العشرات من أبناء قبائل سيناء يتجمعون داخل محكمة العريش وحولها.. الزحام شديد، إجراءات الأمن أشد، همسات تدور بين أبناء سيناء الذين سقط منهم العشرات دفاعا عن الأرض.. إلا عامر سلمان أرميلات.. ذلك الامي الذي لا يجيد القراءة والكتابة.. ولكنه كان احد أخطر جواسيس الموساد.

الأحد 14 أبريل، المستشار حافظ مشهور رئيس محكمة أمن الدولة وزميلاه المستشارين محمود سمير وصبحي الحلاج، في غرفة المداولة، ينظرون وصول الجاسوس من السجن واستعداد الحراسات وأعداد قاعة المحكمة، وبعد دقائق من وصولهم دخل عليهم قائد الجرس وأبلغهم بتمام تنفيذ اجراءات بدء الجلسة.. القضاة الثلاثة أتموا مداولاتهم في الحكم.. وفجأة دوي صوت الحاجب في القاعة.. محكمة.. ليخرج رئيسها وزملائه.. يتخذون مواقعهم علي كراسي العدالة.. وعم الصمت المكان.. الأنفاس تكاد تعدها، فالآن ستنطق المحكمة بحكمها ضد عامر سلمان أرميلات.. وجاء صوت القاضي قويا جمهوريا يشق الصمت وقال: حكمت المحكمة حضوريا علي المتهم عامر سلمان ارميلات بالأشغال الشاقة المؤبدة وغرامة قدرها عشرة آلاف جنيه..
رفعت الجلسة.
ذلك كان المشهد الأخير في حكاية عشرين عاما من الخيانة.. كان بطلها الجاسوس الأمي، الغريب أنه بدأ خيانته مع النسمات الأولي لرياح السلام ففي عام 1977، ألقت القوات الإسرائيلية التي تحتل العريش القبض علي عامر سلمان ارميلات، بتهمة السرقة، وبعد عدة أشهر في السجن غادره.. ويبدو أنه احترف السرقة حتى سقط مرة أخري في أيدي القوات الإسرائيلية أثناء قيامه بسرقة 'ثلاجة' من 'مستوطنة ياميت'، وهذه المرة تم احتجازه في بئر سبع.. وهناك وأثناء قيام ضابط المخابرات بعمله، وصله أن هناك شخص يناسب أسلوبه في العمل، ويبيع نفسه مقابل حفنة نقود.. فهو لص، وتاجر مخدرات، ولا يتردد في أن يكون خائن.. سمع 'أبو شريف' رئيس مكتب الموساد في بئر سبع محدثه.. ثم أرسل من يحضرون ذلك الشيطان.. وبعد دقائق وقف عامر يلهث أمامه، ينتظر ما يلقيه له من كسرة خبز' وبعد فترة صمت تحدث ضابط الموساد بشكل مباشر، فشخص كهذا لا يستحق عناء تحسس وطنيته، فهي بالتأكيد مفقودة.. وطنه هو المال ودينه هو الخيانة.. قال أبو شريف.. لدي عرض يا عامر.. أنت مدان بالسرقة وتم ضبطك وأنت تحمل الثلاجة المسروقة.. لكن أستطيع أن أجعلك تخرج من هنا إلي منزلك دون أن يعترضك أحد..

صيد سهل

زاد لهاث عامر، الذي فرح بالعرض، ورد عليه أعمل أي شيء تريده، فهي كان صعبا.. رد أب وشريف لابل سهل، هو أن تكون علي إتصال بي ونكون أصدقاء احتاج معاونتك في شيء.. فقط تساعدني.. ولو كانت المساعدة مخلصة وصادقة، ستكون هناك هدايا في انتظارك وستتحول عن حياة التشرد والسرقة..؟
سريعا تم الاتفاق.. وكان عامر أرميلات في مركز للموساد بئر سبع يتلقي تدريبا بسيطا.. فهو لن يستعمل الشفرة أو أجهزة اللاسلكي.. فقط كل ما هو مطلوب منه.. أن يشاهد عدة صور، يحفظ الأشكال الموجودة بها فمثلا تلك دبابة تي 55 وذلك مدافع هادتزر، واستمر عدة أيام عاد بعدها إلي العريش وهو يميز جيدا بين أنواع الأسلحة الثقيلة.. ولأنه بدوي فطبيعة حركته في الصحراء والوديان وربما فوق الجبال.. وكل المطلوب منه إبلاغ أبو شريف بما يراه المكان فقط..
ولان أرميلات هذا رمزا للأمية، فهو يكره التعليم والقراءة والناس.. يكره كل شيء ولا يحب سوي المال أو الكيف.. وبدأت المكافآت تنهال علي أرميلات، ولكن من نوع آخر.. شحنات المخدرات تنهال علي أرميلات.. وكان هو الثمن.. وسعد كثيرا الجاسوس بالمقابل.. وكان أبو شريف قد أقنعه أن المخدرات هي خير وسيلة للتمويه علي نشاطه.. ولن يتخيل أحد أن تاجر المخدرات، ما هو إلا جاسوس مراقبة انتشار القوات المسلحة المصرية في سيناء.. مقابل صفقات المخدرات، وكان هدف الموساد مزدوج من هذا الخائن، التجسس علي جيش بلده، ونشر المخدرات بين الشباب..
ولكن الطريف في قضية الخيانة هي وسيلة الاتصال بين العميل والضابط.. وقرر الضابط اختيار وسيلة مناسبة.. وكلف الجاسوس بأن يقوم بوضع حجر أمام أيه سيارة تابعة لحرس الحدود أثناء الدوريات.. ويطلب من ركابها.. نقله إلي مكتب مخابرات بئر سبع.. الذي أعجب كثيرا بنشاط وحماس الخائن.. حتى أنه كلفه بإنشاء شبكة من الجواسيس في العريش وشمال سيناء.. وبالفعل بدأ عامر في الاتصال باثنين من السائقين اختارهما بعناية ووافق عليهما 'أبو شريف' وكانا سائقان، وحسب عملهما يستطيعان الحركة بحركة علي جميع طرق سيناء..
وفي عام 1982 بدأ يتحدث إلى قاعود سليمان وعرض عليه أن يدخل شريك في العمل مع الصهاينة، فعائد المخدرات كبير، وهو يحتاج من يوزع معه.. ولأن قاعود كانت له شقيقة مطلقة في الأراضي المحتلة ويريد إعادتها لسيناء، وفرش له عامر الطريق بالوعود.. يستطيع إعادة أخته في أي وقت، أيضا يمكنه الذهاب إلي هناك.. أبو شريف يستطيع أن يفعل له ما يريد..
وفي عام 1983 قدمت الشرطة عامر سليمان للمحاكمة بتهمة القيام بانشطة تجسيسه ولكن لضعف الأدلة، كان الحكم ضعيفا.. وقضي أرميلات عام ونصف خلف الأسوار.. ليعود في عام 1987 وبكل أصرار علي الخيانة علي استعاده نشاطه التجسسي.. وفي عام 1992 عاود تنفيذ فكرته الأولي فقرر الاتصال بأحد أصدقائه وهو سائق ليساعدٌه في ترويج كميات المخدرات.. وبعد أن اطمأن إليه اعترف له أنه يعمل لحساب الموساد.. وأنه يربح مبالغ كبيرة.. وأنه يستطيع أن يكون شريكا له..
ولم يعرف أرميلات أن للخيانة عملاء ولكن هناك الشرفاء.. ووجد نفسه في مواجهة من عرض عليه العمالة في قاعة المحكمة ليشهد ضده، ويؤكد أن أرميلات طلب منه التجسس وصحبه إلي عدة أماكن كان مكلفا بمراقبتها.. وبعد توافر أدلة الإدانة.. تصدر المحكمة حكمها بالسجن المؤبد علي جاسوس المخدرات وغرامة عشرة آلاف جنيه.
متطوع للخيانة ..!
نموذج آخر علي الخيانة سقط بعد فترة من تطوعه في فرق الخيانة.. هو سمير عثمان احمد علي، وهو الذي أنهي عمله في أحد الجهات الهامة، وأراد أن يبحث عن فرصة عمل، فسافر إلي العراق أثناء الحرب مع إيران والتحق بالجيش الشعبي العراقي، وتدرج في التنظيم السري لحزب البعث حصل علي درجة رفيق، وحصل علي مرتبه ملازم أول وتم نقله للعمل بالمخابرات العراقية وتبدلت الأحوال، فالسيارة والسائق الخاص والراتب الكبير.

ويبدو أن سمير لم يجد ما يريده في العراق، فقرر الانتقال إلي تركيا في أجازة، وقرر عرض نفسه للبيع وأختار أن يتطوع في صفوف الموساد.. وفور وصوله أنقره، سأل عن مكان السفارة الإسرائيلية.. ومنذ تلك اللحظة دخل عالم الخيانة من أوسع أبوابه.. وعاد إلى مصر لينفذ التكليفات المطلوبة منه.. ولأنه مدرب جيدا علي الغوص، فاختار، وله طريقة جديدة للاتصال بالموساد..

وكان سمير يذهب إلي طابا المصرية ويقيم في فندق هيلتون، وبعد فترة، يقرر الذهاب إلي للغوص، يرتدي الملابس، ويغوض تحت الماء، وبين ملابسه جواز سفره، ويستمر سمير في الغوص تحت الماء ولا يخرج إلى سطحها إلي في إيلات وهناك يكون ضباط الموساد في إنتظاره.. ويعود بنفس الطريقة.. وكان يمكن أن يستمر سمير في خيانة لوقت أطول.. حتى وصلت معلومات إلي المخابرات العامة المصرية عن الشبهات التي تحيط به.. فهو كثيرا ما يسافر إلي خارج البلاد وجنوب سيناء.. ووضع سمير تحت المراقبة الدقيقة في مصر وخارجها..
وبعد تحريات، وصلت معلومات تفيد بتورطه مع الموساد.. وهنا تولي فريق من المتخصصين مراقبته ومتابعة القضية.. وبعد فترة أصبحت كل أسرار شريف معروفه.. حتى أن هناك من كان يتابعه في البحر.. وبعد تجميع أدلة قوية لا يستطيع سمير التخلص منها.. صدر قرار بالقبض عليه.. وتوجهت قوة من المخابرات العامة يرافقها رئيس نيابة أمن الدولة حيث شريف في منطقة الدرب الأحمر.. قامت بتفتيش المنزل وعثرت علي جوازات السفر، وأوراق السفر وأدلة أخري تؤكد علاقاته بالموساد..

وبعيدا من القاهرة، كان هناك في طابا، فريق أخر في مياه طابا، ينتظر عودة سمير من إيلات.. لكن مفاجأة حدثت.. سمير ضل طريقه هذه المرة.. ولكن العيون التي تراقبه، لم تخطأ هدفها.. إشارة تلقتها قبل قليل بالقبض عليه..
وبعد ساعات كان سمير في سيارة تقترب من حدود القاهرة.. ليمثل أمام رئيس نيابة أمن الدولة، تتوالي الاعترافات.. ونظر لخطورة القضية، وحجم العمليات الضخمة الذي رافقها وتعلقها بأسرار دول عربية أخري.. فاستمرت المحاكمات بعيدا عن المتابعات الإعلامية.. ليسقط سمير عثمان جزاء ما مثله ويصدر ضده حكم مشدد.. بعدما أعترف بعمالة للموساد، أنه استحق عدة جوازات سفر للتمويه علي أجهزة الأمن ومقابلة ضباط الموساد.. وكشف تحليل جوازات السفر عن تشبعها بمياه البحر نتيجة حمله لها أثناء الغوص تحسبا لأي طارئ.

العامل الجاسوس..!
رغم أنه عمل تطوعي في صفوف القوات البحرية لمدة 12 عاما.. بداية في عام 1966 حتى عام 1978، قرر أن ينهي فترة تطوعه، وقرر مد التجنيد لفترة أخري.. رغبة منه في الحصول علي مكافأة نهاية الخدمة إضافة إلي المعاش الشهري.. يستطيع أن يبدأ مشروعا جديدا.. ولكنه سمع عن زملاء سابقين له عملوا علي البواخر التجارية وبرواتب مغرية..

بدأ عبد الملك عبد المنعم، رحلة البحث، وعثر علي فرصة جيدة، لكنه لم يعد قانعا بدخله.. وفي إحدى إجازاته في قرية نوسا الغيط.. سمع عن سفر شباب القرية للعمل في إسرائيل، والأرباح الكبيرة التي يحققوها.. فقرر أن يذهب هو الآخر.. ولكن عمله السابق وقف في طريقه وتم رفض سفره.. وتعهد بموجب إقرار كتابي بعدم السفر، ولكنه أعتقد أنه سيفلت من هذا الإقرار باستبدال جواز سفره بمهنة موظف بالمعاش.. وبالفعل تمكن من مغادرة البلاد.. وفور وصوله إلي إيلات وحسب الاجراءات المعتادة لمنافذ إسرائيل مع المصريين.. استجواب أمني طويل.. روي فيه عبد الملك تاريخ عمله السابق في القوات البحرية.. وكان ضروريا إخطار الموساد.. وطوال رحلة عمله كانت عيون الموساد ترقبه.. ولأنه دخل ايلات بتأشيرة سياحية، فقد انتهت فترة الأسبوعين وفي اليوم التالي، بدأت الشرطة الإسرائيلية في مطاردته، بناء علي تعليمات مدير مكتب الموساد في ايلات والمدعو 'أبو يوسف' وبعد عدة مطاردات أنهكت عبد الملك.. فكلما ذهب إلي مكان، وجد الشرطة في إنتظاره.. وفجأة وبعدما أصاب عبد الملك التعب، وجد أبو يوسف في طريقه.. قدم له الحماية اللازمة وأصبح ممنوعا علي الشرطة الإقتراب منه بل وفر له أبو يوسف فرصة عمل عندما كلفه بطلاء فيللا خاصة.. ولأن الطمع سيطر علي كل حواس عبد الله، فلم يقاوم عرض أبو يوسف وتحول عبد الملك من عامل، إلي جاسوس.. وتم نقله إلي بئر سبع للتدريب هناك علي أعمال التجسس ونبغ سريعا في الخيانة، وعاد إلي مصر ومعه أرقام تليفونات في فرنسا وايطاليا واليونان..

وكان التكليف لعبد الملك بمتابعة أنشطة إحدى القواعد الجوية القريبة من محل إقامته وإحدى قواعد الدفاع الجوي وطلب ضباط الموساد من عبد الملك أن يبحث عن فرصة عمل في ميناء الإسكندرية..

وعندما داهمت أجهزة الأمن منزل المتهم في قرية نوسا الغيط، حاول المراوغة وقال أنه كان ينوي إبلاغ المخابرات.. ولكن مرض أسنان زوجته، آخره.. لعدة أشهر.. وبدأ يعترف بخط يده، 80 ورقة كاملة.. حوت اعترافات الجاسوس..، وأمام المحكمة اعترف عبد الملك بتقاضي مبالغ من الموساد، وساعة يد هدية.. حاول المتهم الادعاء أنه خشي إبلاغ الأمن، خوفا من أن يكون داخلها أجهزة تتبع.. وكان قرار المحكمة بإدانة المتهم.. وصدر الحكم عليه بالسجن 15 عاما..

عماد وعزام..!
تخرج من كلية الاقتصاد المنزلي، والتحق بالعمل مدرسا بإحدى المدارس الإعدادية في شبين الكوم وكان عماد عبد الحميد، غير قانع بالعمل.. فحصل علي إجازة وإلتحق بالعمل في إحدى الشركات بالعاشر من رمضان، وكانت سعادته بالغة عندما علم أنه سيسافر مع زملائه إلي إسرائيل للتدريب هناك علي صناعة الملابس.. وأقلعت به الطائرة ومعه زملائه وكانت سعادته بالغة، فهناك سوف يبرز انحرافه الخلقي.. وكان في استقبالهم في المطار.. وفي متعب عزام مندوبا عن المصنع، وبسرعة انتهت الإجراءات.. لكن عيون عماد كانت تتعلق بالنساء في كل اتجاه.. وفور وصولهم الفندق كان هناك في انتظارهم عزام متعب عزم، وفورا اكتشف الانحراف الجنسي لعماد.. وهمس إليه.. وبالفعل أحضر له عزام فتاتين روسيتين، لكن عماد خشي من رؤسائه في العمل والمقيمين معه في نفس الفندق.. وأراد عزام الانفراد به فقام بنقله إلي أحد المصانع الأخرى للتدريب بها..

المهم.. كان القرار بتجنيد عماد وفجأة ظهرت زهرة جريس وهما من عملاء الموساد.. أفهمه عزام أنها ثرية وتصلح زوجة له، وكان عماد طلب من عزام مساعدة في الزواج بإسرائيلية.
.. وبعد عمليات السيطرة الجنسية علي عماد عبد المجيد وزهرة جريس، وتم إلتقاط صور جنسية له معها في سيارتها عندما دعته لجولة خلوية..
.. وبدأت التلميحات من عزام وزهرة عناصر الموساد، وكانت الاستجابة التامة من عماد عبد الحميد.. وكانت هناك قصة رواها عماد عن قرب موعد تجنيده، فصدر قرار بتحديد إقامة الوفد أسبوع آخر إكراما للجاسوس حتى تتم السيطرة التامة عليه وحمل قائمة طويلة معه من التكليفات، وأربع قطع ملابس نسائية مشبعة بالحبر السري.. لاستخدامه في إرسال التقارير..
وبالفعل والجاسوس أقام باستخلاص الحبر السري..
وحسب تحريات شعبة الأمن القومي، واعترافات المتهم، أنه في اليوم السابق علي وصوله إلى مصر التقي مع المدعو 'ميكي باغوث' وهو ضابط بالموساد اسمه الحقيقي 'ميخائيل بيركو'.
وتعرف المتهم علي الصورة الذي قدمتها المخابرات لضابط الموساد..
وتوالت الاعترافات.. وتم القبض علي عزام متعب عزام ووجهت إليه نيابة أمن الدولة بتهمة الاتفاق الجنائي مع الجاسوس.. وإعترف عزام بصلات زهرة بالموساد.
وتوالت الجلسات والاعترافات.. وكان في النهاية الحكم الرادع بالسجن المؤبد علي عماد عبد الحميد والسجن 15 عاما علي عزام متعب عزام.
وأخيرا.. سقط شريف الفيلالي... ولكن لن يكون الجاسوس الأخير..!

أفرج لاحقاً عن الجاسوس الإسرائيلي الدرزي عزام عزام بصفقة قامت بها مصر مقابل الإفراد عن ستة طلاب ضلوا الطريق في الصحراء ودخلوا إسرائيل بالخطأ ، إسرائيل أدعت أنهم دخلوا إسرائيل للإستيلاء على دبابة إسرائيلية لمهاجمة إحدى المصارف لسلبها وتسلم الأموال للفلسطينيين، عزام عزام أمضي ثماني سنوات في سجنه.




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/pages/%D8%AC%D8%B1%D9%88%D8%A8-%D9%85%D9
asmicheal
الرتبة: مشارك بالتأسيس ومشرف(ة)سابقة
الرتبة: مشارك بالتأسيس ومشرف(ة)سابقة
asmicheal


الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3731
التقييم : 410
تاريخ التسجيل : 09/08/2011

اشهر نجاحات المخابرات المصريه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: اشهر نجاحات المخابرات المصريه    اشهر نجاحات المخابرات المصريه  I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 06, 2011 5:24 pm


تعقدت فى اواخر نوفمبر 1971 عندما كان العقيد اكرم متجهاً الى باريس .. فوجد هذا الأخير نفسه بمطار تل ابيب عندما نبهه ضابط الجوازات بذلك .. و اصبح فى مأزق خطير عندما سُئل عن عمله، لأنه جاوب فى منتهى البساطه " ضابط بالقوات المسلحه المصريه " و كان جواز السفر الذى يحمله يؤكد ذلك !! .. انقلب مطار تل ابيب رأساً على عقب و تم اعلان حالة الطوارئ فى جميع اجهزة الأمن الاسرائيليه مع التحفظ على العقيد أكرم الذى كان لا يعلم اى شئ عن تلك الخطوه الجريئه و هى من صنع المخابرات المصريه.

لكن قبل ذلك اليوم المشئوم باسابيع قليله، كان هناك فريق من المخابرات المصريه يعمل جاهداً للعثور على ثغرة ما يتم من خلالها الوصول الى الطائره الاسرائيليه ( الكافير ) .. فقد نمى الى علمهم ان اسرائيل تحاول تصنيع تلك الطائره التى تفوق سرعة الصوت لكنهم - الاسرائيليون - كانوا يحاولون التخلص من عيب تقنى بالطائره. و هذا يعنى ان الدخول من بوابة الحرب اصبح مستحيلاً لنا مع انقلاب موازين القوى.
لذلك، كان من اللازم علينا ان نحصل على كل المعلومات الممكنه حول الكاقير.
فلم نجد سوى العقيد أكرم المصرى الذى فآجأ الموساد بتشريفه لهم بتل ابيب و فآجأ المخابرات المصريه بمجهوداته الغير متوقعه. و ها هو قد حصل على كل ما كنا نبتغيه و نجح فى خداع الموساد. لكنه لم يكتفى بهذا .. فقد قدم لمصر جميلاً لن تنساه .. لأنه اطاح بالكافير من الخدمه و احال تلك الطائره الشابه الى المعاش.


بما ان عمليات المخابرات لا تعرف المستحيل توصلت عقول المخابرات الحربيه الى خطه محكمه تساعدهم على اختراق سوار الأمن المفروض على الطائره الكافير. و كانت تلك الخطه نتيجه لما وصل لمدير المخابرات الحربيه و هو ان الرئيس الفرنسى جورج بومبيدو قد اشرك الحكومه الفرنسيه فى المشروع التى تقدمت به شركة Aero-special الفرنسيه لصناعة الطائرات الكونكورد. و هى اول طائرة ركاب ضحمه تطير بسرعة الصوت. لكن بعد التجارب التى اجريت على الطائره الأولى، لوحظ ان هناك اهتزازات فى جسم الطائره، و هو نفس العيب الموجود بالطائره الكافير. و فشل الخبراء الفرنسيين فى اصلاح هذا العيب. لذلك، اتصلت الحكومه الفرنسيه بمصر و طلبت منها مساعدة المهندس العقيد اكرم المصرى. فلدى هذا الرجل بحث بجامعة السوربون يناقش موضوع الاهتزازات هذا. لا اخفى عليكم ان هذا الطلب ازعج المخابرات الحربيه بشده لأنه اذا نجح العقيد اكرم فى اصلاح الكونكورد، فسوف يعلم الاسرائليين بذلك. و تدخل الكافير الخدمه. و هنا كانت اهداف العمليه المستحيله:-
(1) اصلاح الطائره الكونكورد و وضع القوات الجويه فى مكانه عالميه
(2) عدم السماح للفرنسيين بمعرفة كيفية اصلاح الطائره
(3) الوصول الى الكافير بعد التجنيد المتوقع من الموساد لأكرم
(4) الحصول على المعلومات المطلوبه عن الكافير دون اصلاحها

كل ما كان العقيد اكرم يعلمه هو انه ذاهب الى فرنسا فى مهمه سريه لاصلاح الكونكورد و قد زودته المخابرات المصريه دون علمه بجهاز تصنت دقيق للغايه.
منذ ان ترك العقيد اكرم مطار القاهره، ظل هذا الرجل غارقاً فى كتب هندسة الطيران التى كان يحملها معه غير مبالى بما حوله. و فى مطار روما، انتبه الى النداء على طيارته المتوجهه الى باريس فقام مسرعاً الى بوابة طائرته لكنه اصطدم و هو يجرى باجنبى فاسقط منه كارت الـ Boarding، فانحنى هذا الرجل اليونانى الملامح و اعطى له الـ Boarding بعد ان اعتذر له. فاسرع اكرم الى بوابة Air-France، فأشارت المضيفه له على البوابه الأخرى التى اتجه اليها اكرم مسرعاً غير مدركاً انه دخل بقدميه الى طائرة العال الاسرائيليه. (ما حدث هو ان ذلك الرجل اليونانى قد ابدل كروت الـ Boarding عن عمد بتعليمات من المخابرات المصريه). فقد نبهت المخابرات على المهندس اكرم ان يحمل الـ Bording دائماً فى يده. ظل اكرم يقرأ و لم يلاحظ الجو الاسرائيلى المحيط به فى الطائره. و حدث ما ذكرته سابقاً فى مطار تل ابيب و تم استجواب اكرم عن طريق ضابطة الموساد مارجو. و بعد تحريات الموساد عن اكرم و بعد علمهم بمهمته، صدرت الأوامر لمارجو بتجنيده. و هنا فقط، نجحت المرحله الأولى من عملية الكافير و هى "الدفع".

اقترحت ضابطة الموساد على اكرم بأن يعود الى روما اولاً ثم يتجه الى باريس بعد ان لقنته بما سيقوله للملحق العسكرى المصرى بفرنسا ليبرر تأخيره. حاولت مارجو باستخدام وسائل غير شرعيه للسيطره على اكرم لكنها لم تنجح فى ذلك. لأنه بكل بساطه مؤمن يخشى ربه. فهددته بأن تقتل زوجته و اولاده .. اهتز اكرم بشده و وافق فوراً. لم يكن يعلم اى شئ عن الكافير فى ذلك الوقت و اوهمته مارجو بأنهم جندوه لينقل لهم اسرار القوات الجويه. طلبت مارجو ان تسافر وراء اكرم الى باريس لتتابعه. و فى فندق من فنادق باريس الفاخره، كانت هناك 4 غرف تابعه لأحداث العمليه. غرفة العقيد اكرم و كانت مجهزه من قبل الموساد بكاميرات خفيه. غرفه اخرى بها شاشات المراقبه و توضح ما يفعله اكرم. و غرفة مارجو المجاوره لغرفة اكرم
وقعت هذه الأخيره فى حب العقيد اكرم و كانت مطاردتها له بباريس بشعه. و كان هذا الأخير يتساءل دائماً، اين المخابرات المصريه من كل هذا؟لقد قالوا له انه سوف يكون تحت حمايتهم طوال مدة سفره.

بعد ان نجح العقيد اكرم فى اصلاح الطائره الكونكورد، عن طريق وضع اثقال فى اماكن معينه بجسم الطائره، اقترحت عليه مارجو ان يطلب من سفارتنا بباريس اجازه مدتها عشرة ايام لكى تعود هى الى اسرائيل لتسرق كل الوثائق و المستندات التى تدين اكرم و تهرب معه الى مصر. فقد وقعت فى خطأ جسيم عندما وقعت فى غرامه و افشت له السبب الحقيقى وراء تجنيد الموساد له. و عندما رفض اكرم، هددته بالغرفة الرابعه التى لم نتطرق اليها بعد. قبل هذا التهديد بيومين، و فى الفندق الذى يقيم به اكرم، تسلم هذا الأخير رساله من سيده ارتطمت به قرأها اثناء صعوده بالأسانسير لأنه اكتشف انه تحت الميكروسكوب فى حجرته عن طريق قداحه اهدته بها المخابرات المصريه. و كانت تلك الرساله القصيره تحمل هذه الكلمات:- قابلنى فى الحجره 606 بعد انقطاع التيار الكهربائى. وكانت تلك الرساله عليها علامة النسر. و هذا يعنى انها من المخابرات الحربيه. و فعلا عندما انقطع التيار، نفذ اكرم المطلوب. و كانت مارجو تتابعه من شاشات المراقبه. و كاجراء روتينى من اى ضابط مخابرات محترف، خرجت مارجو من حجرة المراقبه متجهة الى غرفته. لكنها فوجئت به يخرج منها متجهاً الى السلالم. فظلت تراقبه حتى وجدت يد تخرج من تلك الحجره و تسحبه الى الداخل فى تلك الأثناء، كان التيار الكهربائى قد عاد. و ايضاً عادت مارجو الى حجرة المراقبه فوجدت زميلتها تستنفر ما يحدث. انقطع التيار مرة اخرى و عندما عاد، كان اكرم بحجرته هذه المره.
بهذا التهديد، لم يدرى اكرم بما سيفعله. هل يبلغ عن مارجو للموساد؟ لكن ماذا يحدث لو ابلغت هى عنه؟ ربما يشك الموساد فى امره و يكشفونه بطريقة ما. لقد كان اكرم فى تلك اللحظات مرتبكاً و خائفاً بحق. و لأن المخابرات المصريه كانت مدركه لشعوره هذا، تحركت على الفور و ارسلت له رساله اخرى محتواها: "ابلغ عما حدث من مارجو لمندوب الموساد الجديد". و لم يكن يعلم من هو او هى مندوب الموساد الجديد حتى فوجئ ان Virginia مديرة العلاقات العامه يشركة Aero-special و التى تولت برنامج زياراته بفرنسا هى نفسها ضابط الموساد الثانى. فأدرك انه محاط بشبكه عنكبوتيه من الموساد فأبلغ Virginia بكل ما ورد من مارجو معه و بذلك، اكتسب هو ثقة الموساد. من ناحيه اخرى، فى تل ابيب، كانت مارجو فى حجرة الاستجواب بالموساد. ليس بسبب بلاغ اكرم عنها .. لكن بسبب الكلمات التى وضعت تحتها خط. اصرارها على الذهاب وراء اكرم بباريس و حجز غرفة لها بجانب غرفته على الرغم من ان هناك غرفة مراقبه. فشك ضباط الموساد فى انها وقعت فى غرام اكرم، فوضعوا كاميرات مراقبه فى حجرة مارجو و سمعوا كل ما دار بينهما عن الهروب الى مصر ووو. الغريب فى الأمر ان مارجو لم تقل للموساد اى شئ عن الحجره 606 لكى تنتقم منهم. و من حسن حظ اكرم، ان الحديث الذى دار بينهما هو و مارجو عن اكتشافها لعلاقته بالمخابرات المصريه، لم يكن بغرفتها.

عن طريق Virginia، توصل اكرم الى الكافير بعد ان طلبت الموساد منه اصلاحها. لكنه اقنع المهندسين الاسرائيلين بذكاء شديد جدا بأنه لا فائده من محاولاتهم. حتى جاء اليوم الرابع و اصلح العيب الموجود بالكافير .. لكن على حساب الـ stall speed للطائره.
و الـ stall speed هذه هى سرعة سقوط الطائره .. فكل طائره لها سرعه قصوى (Maximum speed) و ادنى سرعه للطائره (stall speed) فاذا حلقت المقاتله بسرعه اقل من الـ stall speed، تسقط على الفور. لذلك، كلما تناقصت سرعة السقوط، كلما زادت قدرة الطائره على المناوره. فالطيارون يستخدمونها فى مناوراتهم مع الطائرات الأخرى بحيث يقوم الطيار بابطاء سرعة طائرته الى اقلها حتى تضطر المقاتله التى تطارده ان تتخطاه و بالتالى يتمكن هو من ركوبها و الارتفاع عليها ثم ضربها. و بهذه الطريقه، اصبحت سرعة سقوط الكافير اعلى من سرعة سقوط اى طائره بقواتنا الجويه. و بالتالى خرجت الكافير من الخدمه دون ان تعلم.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/pages/%D8%AC%D8%B1%D9%88%D8%A8-%D9%85%D9
asmicheal
الرتبة: مشارك بالتأسيس ومشرف(ة)سابقة
الرتبة: مشارك بالتأسيس ومشرف(ة)سابقة
asmicheal


الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3731
التقييم : 410
تاريخ التسجيل : 09/08/2011

اشهر نجاحات المخابرات المصريه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: اشهر نجاحات المخابرات المصريه    اشهر نجاحات المخابرات المصريه  I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 06, 2011 5:39 pm



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/pages/%D8%AC%D8%B1%D9%88%D8%A8-%D9%85%D9
asmicheal
الرتبة: مشارك بالتأسيس ومشرف(ة)سابقة
الرتبة: مشارك بالتأسيس ومشرف(ة)سابقة
asmicheal


الجنس : انثى
عدد المساهمات : 3731
التقييم : 410
تاريخ التسجيل : 09/08/2011

اشهر نجاحات المخابرات المصريه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: اشهر نجاحات المخابرات المصريه    اشهر نجاحات المخابرات المصريه  I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 06, 2011 5:50 pm




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/pages/%D8%AC%D8%B1%D9%88%D8%A8-%D9%85%D9
COLETTE2012
المميز(ة)
المميز(ة)
COLETTE2012


الجنس : انثى
السمك
عدد المساهمات : 540
التقييم : 556
تاريخ التسجيل : 15/10/2011
البلد التي انتمي اليها : مندوبة مبيعات وباحب الكتابه

اشهر نجاحات المخابرات المصريه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: اشهر نجاحات المخابرات المصريه    اشهر نجاحات المخابرات المصريه  I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 28, 2011 9:18 am

ميرسى على الجهود الجبار اسما دايما مصر عامره بابطاله تحيا مصر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/groups/165912160129695/
 
اشهر نجاحات المخابرات المصريه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المخابرات الأوكرانية تخاطب المواطنين : البلاد تتعرض لمحاولات لإثارة الذعر! 14.02.2022 | 07:21 GMT | Sputnik : قال جهاز الأمن في أوكرانيا، في بيان له اليوم، إن البلاد تواجه محاولات لإثارة الذعر بشكل منهجي وترويج المعلومات الكاذبة المضللة.وذكرت المخابرات ال
» ازاي المصريه تودع بعلها
» موسوعه الاكلات المصريه كل ماتتمنينه موجود
» خواطر روحيه من ثورة 25 يناير المصريه
» المراه المصريه بعد الثوره الي اين؟بقلم د.جيهان جادو ـ باريس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى يسوع المخلص :: الاخبار الخاصة والعامة-
انتقل الى: