+ قيل عن الأنبا مقار انه كان فى بعض القلالى أخ صدر منه امر شنيع حيث قد زنا مع أمرأة وسمع به الأنبا مقار ولم يرد ان يبكته ... فلما علم الاخوة بذلك لم يستطيعوا صبرا ، فما زالوا يراقبون الأخ الى ان دخلت المرأة الى عنده ، فأوقفوا بعض الأخوة لمراقبته ، وجاءوا الى الأنبا مقار فلما أعلموه قال : " يا أخوة لا تصدقوا هذا الأمر ، وحاشا لأخينا المبارك من ذلك "
فقالوا : " يا أبانا ، أسمح وتعال لتبصر بعينيك حتى يمكنك ان تصدق كلامنا "
فقام القديس وجاء معهم الى قلايه ذلك الأخ كما لو كان قادما ليسلم عليه وأمر الأخوة ان يبتعدوا عنه قليلا . فما ان علم الأخ بقدوم الأب حتى تحير فى نفسه ، واخذته الرعدة وأخذ المرأة ووضعها تحت ماجور كبير عنده ، فلما دخل الأنبا مقار جلس على الماجور وهو يعلم انها تحته ، وأمر الأخوة بالدخول ، فلما دخلوا وفتشوا القلاية لم يجدوا أحدا ولم يمكنهم ان يوقفوا الأنبا مقار من على الماجور ، ثم تحدثوا مع الأخ وأمرهم بالأنصراف . فلما خرجوا أمسك الأنبا مقار بيد الأخ وقال : " يا أخى ، على نفسك أحكم قبل أن يحكموا عليك ، لأن الحكم لله " . ثم ودعه وتركه وفيما هو خارج ، اذ بصوت أتاه قائلا : " طوباك يا مقاريوس الروحانى ، يا من تشبهت بخالقك ، تستر العيوب مثله " .
ثم أن الأخ رجع الى نفسه وصار راهبا حكيما مجاهدا وبطلا شجاعا .
قد وصف دائما الأنبا مقار انه صار متشبها بالرب لأنه كما ان الله يستر على العالم هكذا فعل الأنبا مقار أيضا وستر على الأخطاء التى رأها كأنه لم يراها ، والتى سمعها كأنه لم يسمعها .