القديسين الهدوئيين", الثلاثية الثانية للقديس غريغوريوس بالاماس, تعريب دير القديس جاورجيوس – دير الحرف. صدر عن منشورات التراث الآبائي, 1996, 173 صفحة من القطع الكبير, يُطلب من منشورات النور. وكانت مكتبة " رعيتي" قد أعلنت عن صدور الثلاثية الاولى من هذه المجموعة منذ سنة (العدد 2 / 1995).
في الكتاب الصادر اليوم يتناول القديس غريغوريوس اولا قضية المعرفة والعقل في ردّه على الراهب برلعام الايطالي الذي كان يحارب الرهبان الهدوئيين. يقول ان المعرفة الحقيقية التي توصل الى الخلاص هي معرفة الله التي نجدها في قراءة الكتاب المقدس والصلاة والعيش حسب مشيئة الله. اما المعرفة العقلية البحتة او فلسفة هذا الدهر فعقيمة لا تتفق مع الإنجيل.
ثم يتكلّم في البحث الثاني عن صلاة يسوع وكيفية ممارستها. هي صلاة القلب مركز الكيان البشري, مُنطَلق الحب ومكان الحضور الإلهي في الإنسان. فهو يقول:" ان الصلاة هي عمل مناسب لسمو الذهن ولصعود الذهن الى الله". التركيز على القلب لا ينفع العقل لأنه هبة من الله لكن يدعو الى استعمال العقل ضمن نظرة شاملة للانسان لا ثنائية كما يدّعي برلعام.
في البحث الثالث يتكلم القديس غريغوريوس عن النور الإلهي الذي يعانيه بصورة غير حسية مَن أُعطي النعمة. بالإيمان والنعمة يُعرف الله بطريقة تفوق العقل. هذا ما اختبره البعض وما يمكن ان يختبره كل انسان يسعى الى ذلك لأنه مخلوق على صورة الله. ويؤكد على أن التأله هو مطابق للإيمان المسيحي, وهو بمتناول جميع أعضاء الكنيسة من جراء معموديتهم.