على الرغم من انهيار التحالف الديمقراطي من أجل مصر، الذي يقوده حزب الحرية والعدالة، المعبر عن جماعة الإخوان المسلمين، فإن ذلك لم يمنع قوى حزبية وسياسية وإسلامية أخرى من إقامة تحالفات فيما بينها، لتقود هذه التحالفات برلمان الثورة، كما أصبح يطلق عليه في مصر، وينتظر إطلاق أولى مراحل انتخاباته يوم 28 الجاري .
التحالف الذي كان يقوده “حزب الإخوان” كان ينظر إليه البعض على أنه سيكون نموذجاً لقيادة التحالفات، خاصة أنه كان يضم 43 حزباً، غير أنه سرعان ما انهار هذا التحالف بانسحاب أحزاب كبيرة منه، أمام أحزاب أخرى صغيرة لا تزال منضوية داخله، على الرغم من تصريحات لقيادات بحزب الحرية والعدالة بأن تحالفهم لا يزال قائماً، بالرغم من جملة ما شهده من انسحابات حزبية وقوى سياسية .
اللافت أن معظم الأحزاب التي انسحبت من التحالف السالف، قامت بتحالفات أخرى فيما بينها، غير أنها لم ترق إلى تحالفات كبيرة بحجم أن تضم مثلاً عشرات الأحزاب كما كان التحالف الذي يقوده “حزب الإخوان” . ومن بين هذه الأحزاب، تلك ذات المرجعية الإسلامية وهي البناء والتنمية والنور والأصالة، التي قامت جميعها بتكتل فيما بينها لخوض الانتخابات، بعدما رأت أن حزب الحرية والعدالة كان يرغب في الاستحواذ على أكبر نسبة من قوائم التحالف الانتخابية
.
تفاوت هذه المحاصصة في ذات التحالف أيضاً كان سبباً في انسحاب حزب الوفد منه، غير أن هذا الحزب أعلن خوض الانتخابات بقوائمه منفرداً، من دون الدخول في تحالفات مع أحزاب أخرى، طامحاً في أن يعيد تاريخه القديم بتشكيل الحكومة .
غير أن هناك أحزاباً أخرى لم تدخل التحالف مع “حزب الإخوان”، وقامت من تلقاء نفسها بإبرام تحالفات مع أحزاب أخرى كما هو الحال مع الحزب المصري
الديمقراطي الاجتماعي برئاسة الدكتور محمد أبو الغار، الذي قام بتشكيل تحالف “الكتلة المصرية”، وتضم أحزاب “التجمع والمصريين الأحرار والمصري الاجتماعي الديمقراطي” . اللجنة العليا للانتخابات منحت هذه “الكتلة” رمز “العلم”، فيما دفع الحزب الذي يقودها بنحو 166 مرشحاً لمجلس الشعب و52 مرشحاً للشورى، بينهم 26 سيدة بالشعب، و18 بالشورى، و18 قبطياً منهم 12
بالشعب و6 بالشورى، كما دفع الحزب بنحو 45 مرشحاً على مقاعد الفردي، من بينهم 3 سيدات وقبطيان، فيما تقدم الحزب بقوائمه في 22 دائرة من أصل ،46 في الوقت الذي تنافس فيه “الكتلة” بأوراقها في 46 دائرة كاملة .
ويتمثل
البرنامج الانتخابي للكتلة في الدعوة لتحقيق العدالة الاجتماعية والمواطنة، والتجمع حول صيغة مشتركة، والالتفاف حول الدولة المدنية الحديثة العصرية، فيما نفت “الكتلة” أن يكون على أي من قوائمها أي “فلول” من النظام السابق أو حزبه “المنحل” . ووصف د .أبو الغار استمرار الكتلة بنحو ثلاثة أحزاب فقط بأنه نجاح كبير للحزب الذي يترأسه من ناحية، و”للكتلة” ذاتها من ناحية أخرى، “خاصة وسط الوقت الضيق الذي كان أمام التكتلات والتحالفات لتكوين قوائمها” .
وتراهن
“الكتلة” على قدرتها التنافسية في الانتخابية بفضل ما يتمتع به مرشحوها من حضور جماهيري، وتراهن أيضاً على انفراط بعض التحالفات الأخرى، في الوقت الذي وصف فيه الخبير القانوني د .محمد نور فرحات، تحالف “الكتلة” بأنه يقدم طرحاً نحو مستقبل مشرق، انطلاقاً من أن الحزب الداعم لها ليس في خصومة
سياسية مع حزب آخر . ويعرف أن المفاوضات بين حزب التجمع و”الكتلة” شهدت خلافات على ترتيب مرشحي الحزب، بدعوى وجود فلول من الحزب الوطني المنحل على قوائم “الكتلة”، وهو ما نفاه أبو الغار، بعدما انسحب من “الكتلة” عدد من أمانات التجمع بمحافظات البحيرة وأسيوط والإسماعيلية والقليوبية .
|