اعتادت إحدى الفتيات في أمريكا الشمالية أن تتصل بأبينا بيشوي كامل أثناء علاجه بلندن تسأل عن صحته. بعد رحيله تعرضت في إحدى شوارع نيوجيرسي لاثنتي عشر طعنة من شابٍ، نُقلت على أثرها إلى المستشفي في حالة خطيرة ميؤوس منها. إذ كانت فاقدة النطق في غير وعيها كانت تتمتم: "أبونا بيشوي! أبونا بيشوي! (ماتسبنيش!)". إذ كانت تخدم مع أبينا بيشوي ديمتري بإيست برانزويك اتصل البعض به قائلين: "إنها تطلبك... تعال صلِّ لأجلها"، وبالفعل جاء يسأل عنها، وصلى لأجلها، ورشمها بالزيت المقدس! إذ عادت إلى وعيها قالت: "أشكر إلهي الذي لم يتركني، فقد أرسل لي السيدة العذراء والبابا كيرلس وأبانا بيشوي كامل، صلوا من أجلي. وإذ تركتني السيدة العذراء وأيضًا البابا كيرلس سألت أبانا بيشوي ألاّ يتركني... كنت أناديه: "أ بالفعل بقي معي كل الوقت حتى النهاية! قال أحد الجراحين الأمريكان: "لقد قمت بمعالجة الجراحات غير القاضية، أما الجراحات القاضية الميؤوس منها فلم يكن ممكنًا أن أفعل شيئًا. شعرت بيدٍ خفية كانت تعمل أثناء العملية!"
نزلت أيها العجيب لتخلصني، وتدخل معي في صداقة فريدة! صرت قريبًا إليً عميقًا في نفسي، أعمق من نفسي! أراك، وأسمعك، وألمس حبك!
وهبتني صداقات من العالم الآخر! فتحت لي أبواب السماء فأصادق ملائكتك، وأحسب السمائيين أحباءً مخلصين. فتحت لي باب الفردوس، فأدرك أن الموت لم يحطم حب اخوتي، يصلون عني ويطلبون من أجلي، يشتهون خلاصي، وينتظرون عبوري إليهم. نعم! عجيبة هي أعمالك معنا!