في يوم 12 ابيب أيضا من سنة 146 ش ( 430 م ) تنيح القديس العظيم الأنبا شيشوي . ولد هذا القديس سنة 320 م ترهب عند القديس مكاريوس الكبير في برية شيهيت سنة 340 م وصار من أوائل تلاميذه .كان محبا للوحدة والهدوء فلما كثر عدد الرهبان في شيهيت مضى إلى جبل القديس أنطونيوس طلبا للهدوء في سنة 356 م بعد نياحة القديس أنطونيوس الكبير حيث اتبع سيرته بكل دقة حتى كان له صورة حية فانعكف على الصمت والصلاة والتقشف وعمل اليد لا يأكل إلا مرة كل يومين وعاش على هذا الحال سبعين سنة ثم رجع إلى شيهيت سنة 426 م ودخل المجمع لشيخوخته ، ولهذا القديس بعض الأقوال في الأتضاع والمحبة والجهاد الروحي والهدوء والصمت منها قوله على الإنسان أن يصد ثورة الغضب بمجرد شعوره بها وسأله أخ إذا سقطت يا أبي فماذا أصنع ؟ أجابه القديس : أنهض من سقطتك ولما قال له الأخ وإذا سقطت أكثر من مرة فقال له القديس أنصحك أن تجاهد حتى النهاية وكان يقول :جيد للراهب أن يبقى في قلايته فإذا احتمل البقاء فيها بصبر فسينال بركة من كل صنف ومرة سأله أخ ما هي الغربة فأجابه هي الصمت في كل موضع يوجد فيه الإنسان يجب أن يقول لنفسه ما شأني في هذا الأمر ؟ وكان يقول : نحن نحتاج إلى طهارة القلب ولهذا ينبغي أن نهتم كثيرا لا بما نقوله بل بما نعيشه
وعند نياحته أحاط به الرهبان لأخذ بركته فشاهدوا وجهه يسطع بنور سماوي وسمعوه يقول هوذا الأنبا أنطونيوس هوذا الرسل والقديسون آتون إلينا وسمعوه يهمس مع أشخاص أمامه دون أن يروا أحدا . فسألوه من تخاطب يا أبانا ؟ فأجاب الملائكة الذين جاءوا ليأخذوا روحي أسألهم أن يتركوني زمنا لأصنع فيه توبة مقبولة فانتفع الرهبان جدا ثم تلألأ وجهه بهالة من النور وهتف قائلا انظروا هوذا الرب آت يقول اعطني هذا الإناء المختار قال هذا وأستودع روحه في يدي الرب الذي أحبه وظل وجهه متلألئا بالنور وفاحت من جسده رائحة زكية . وهكذا استراح بعد جهاد طويل ، صلاته تكون معنا . آمين
شيشوي : كلمة معناها المحمى أو الُمعلىَ أو تعنى ابن العالي