خبير : مصر لا يمكن لها السيطرة على سيناء دون دعم إسرائيلي !
الأربعاء 14 ـ 10 ـ 2020
يبدو أنّ إسرائيل تلقت الضوء الأخضر من مصر لشن هجمات جوية في سيناء ، لكن من الناحية الرسمية
لا يوجد شيء من هذا القبيل ، فيما يعرف المصريون أنّ حكومتهم تقوم بلعبة مزدوجة ، كما يقول خبير شؤون الشرق الأوسط غيدو شتاينبيرغ .
ذكرت صحيفة " نيويورك تايمز " أمّ إسرائيل تشن منذ 2015 هجمات جوية بموافقة مصر على شبه جزيرة سيناء ، أليس بمقدور مصر التحكم في مشكلة الإرهاب في شمال سيناء، وهي تعول على مساعدة إسرائيل ؟
والجيش المصري لم يكن وليس قادراً على التّحكم في الوضع هناك ، وأحد ردود الفعل كان أنْ اتفقت مصر مع إسرائيل ، فإسرائيل تحارب بصفة مشتركة مع مصر هذه الجماعة الجهادية التي تطلق على نفسها " ولاية سيناء " لتنظيم داعش ، هل تعني جماعة أنصار بيت المقدس التي انضمت لتنظيم داعش ؟ بالتحديد ، هذه الجماعة
سبق وأنْ نفذت إعتداءات في 2004 و 2005 في شبه جزيرة سيناء وبعدها انضمت أنصار بيت المقدس
في نوفمبر 2014 رسميا لتنظيم داعش ومنذ خريف 2013 ترمي حملتها ، كانت تستهدف أوّلا سياحا أجانب ثم إسرائيل ـ لضرب قوات الأمن المصرية ، والوضع تدهور جدا منذ 2015 ـ بحيث أنّ إسرائيل وجدت نفسها مضطرة للتدخل هناك ، ما هو الحدث الذي كان حاسما كي تتدخل إسرائيل ؟ لقد كان الهيمنة القصيرة على مدينة صغيرة في شمال سيناء قريبا نسبيا من الحدود الإسرائيلية. هذه المدينة هي ـ شيخ زويد ـ وهناك أظهرت " ولاية سيناء " أنها قادرة على تنفيذ عملية أكبر ضد أهداف محمية جيدا ، بل السيطرة لوقت قصير على مدينة صغيرة ويبدو لي هذا هو الزناد في إطلاق المحادثات بين الإسرائيليين والمصريين ، وبعدها بداية الالتزام الإسرائيلي القوي في سيناء ، ومنذ 1979 يعم رسميا سلام بين إسرائيل ومصر. والحكومة المصرية تظهر رسميا
في آتّجاه الخارج منتقدة لإسرائيل وتدعي التضامن مع الفلسطينيين ، لأن الشعب المصري منتقد لإسرائيل ،
كيف يروج السيسي لهذا التعاون مع الجارة غير المحبوبة لدى الشعب في الداخل ؟ ، من جهة مصر تظهر
في العلن دوما جد منتقدة لإسرائيل ، ومن جهة أخرى يظهر جليا أنّ مصر وإسرائيل تقاربتا منذ 2013 ،
بصفة كبيرة ، لاسيما عندما تؤكد الحكومة المصرية من جديد أهمية محاربة الإرهابيين داخل البلاد ، وهي
لا تعني بذلك فقط تنظيم داعش ، بل أيضا الإخوان المسلمين وتعلل بذلك إجراءات واسعة ضد المعارضة السلمية ، وهنا تلتقي مصالح البلدين ، لأنّ إسرائيل أيضا تنظر إلى داعش وللإخوان المسلمين كخطر. والمصريون يدركون بأن حكومتهم تلعب لعبة مزدوجة ، وليس في مقدورهم فقط التظاهر، كما كان ممكنا في السابق .
هل تعني ، لأنّ إنتقاد الحكومة يُقابل بعقوبة السجن ؟
نعم ، نحنُ نعايش تكثيفا قويا للتعسف يتجاوز بكثير ما كان عليه الوضع أيام مبارك حتى 2011 ،
وهذا يؤدي أيضا إلى أنّ الحكومة المصرية لم تعد تخشى أنْ تتم مناقشة هذا التناقض في سياستها ، والعواقب يمكن أنْ تكون كبيرة بالنسبة إلى الصحفيين المصريين والمواطنين عندما ينتقدون بوضوح الحكومة ،
يبدو أنّ الطائرات بدون طيار والقنابل التي تستخدمها إسرائيل ليس عليها علامات بحيث لا يمكن لأحد
أن يتعرف عليها ويقول بأنّ هناك تعاونا ، هل هذا صحيح ؟ ، نعم هذا جزء من الصفقة ، فالموضوع
مثير للجدل في مصر ومقاومة السّكان قوية ضــدّ هذا التعاون المتقدم مع إسرائيل ، وتفضل
الحكومة المصرية وكذلك الحكومة الإسرائيلية عدم الكشف للرأي العام عنْ تعاونهما ، فعدم وضع علامات
يشكل تنازلا من الإسرائيليين للجانب المصري ، فهم يريدون تمكين الدولة المصرية من الاستقرار
وتفادي إثارة مقاومة سياسية داخلية جديدة .
المصدر / D : W عربي .