المطران قصارجي ، الكنيسة والأحزاب السياسية رفضــوا توطيننا !
بقلم / رونا كيّال :
كشف رئيس الطائفة الكلدانية في لبنان المطران ميشال قصارجي لـ" now " أن
"هناك أكثر من 2000 عائلة كلدانية في لبنان موزعة في مناطق مسيحية كزحلة
خاصةً وسد البوشرية والجديدة والروضة وهم تقريباً فوق الـ10 آلاف شخص،
ينتظرون الأمم المتحدة لتوطنهم في بلاد أخرى فهم لا يريدون البقاء في لبنان".
وتمنى قصارجي " لو يتم توطين الكلدان في لبنان كما حصل مع الأرمن.
ولكن للأسف لم يكن هذا المشروع جديًا من قبل الكنيسة وبخاصة المارونية
المتمثلة بالبطريرك بشارة الراعي ". وأضاف: "وصلنا إلى مرحلة متقدمة وقررنا
أن نأخذ أرضاً في البقاع مساحتها 300 ألف متر ونوطن الكلدان العراقيين
لكن المعارضة كانت من الموارنة، وقال لي البطريرك نصر الله بطرس صفير حينها:
" ستصبحون أكثر منا "، في وقتٍ ينادي المسيحيون في لبنان بالتوازن عبر مشروع
التجنيس لأن المسلمين عددهم أكثر من المسيحيين ". وقال
إن "كل الأحزاب المسيحية "من كبيرها إلى صغيرها "
لم تقبل مشروع التوطين ولم تأخذه بشكلٍ جدي".
ويشير قصارجي إلى أن " أعداداً كبيرة من الكلدان المهجرين تأتي من سوريا إلى لبنان
وأقاربي في الشام يحضّرون أوراقهم للذهاب إلى أميركا ويقفلون محالهم
وأرزاقهم ويهاجرون ". ويتابع : " الربيع العربي لم يفدنا كمسيحيين ولا بأي شكل،
ففي العراق مثلاً وقع مليون ونصف قتيل. ولهذا السبب أنا ضد الربيع العربي بالمطلق ".
ورأى قصارجي أن "فترة الـ40 سنة الماضية أيام حافظ وبشار الأسد،
عاش المسيحيون في سوريا بهدوء. وأرفض أن أعيش في منطقة أكون فيها
محميًا من المسلمين، مضيفًا : " في سوريا كان المسيحيون يعيشون بكرامتهم
تجاراً وكتاباً وسياسيين، أما الآن فهم يُضربون، وهناك مؤسسات
وأحزاب وتيارات سياسية تحاول ضربهم ".
وأردف أن "الدول الغربية اعطت الضوء الأخضر للأخوان المسلمين،
فلقد أعطوهم قيمة " ليحركشوهم " بين بعضهم لتبقى المنطقة العربية مشتعلة
والمستفيد الأول إسرائيل "، متابعًا: " أنا مبدأي المواطنة ولا أدخل في تفاصيل
كأنّ الأسد يحمي المسيحيين أو المعارضة تفعل ذلك ".
وقصارجي الذي اعتبر أن " هناك مخططًا لتهجير المسيحيين من العراق ولبنان وسوريا
وفلسطين والشرق عامةً "، أشار إلى " حالة من التهجير البطيء والاستنزاف،
يتعرّض لها مسيحيو الشرق". وقال : " على صعيد الكنيسة لسنا منظمين والكلام كثير"،
وأضاف : " لم نحبذ يومًا أن يترك المسيحيون أرضهم ويلجأوا الى بلدان أخرى،
لكن للأسف الشديد الأوضاع في الشرق غير مستقرة ".
وختم قصارجي متوجهًا إلى الكلدان في الشرق بالقول : " أصمدوا، ونحن لا ندعوكم
للمشاركة في الثورات العربية وفي نفس الوقت ندعوكم لتختاروا خياراتكم كما تريدون،
ونحن لم يكن لدينا سلاح بل تجارة وفكر وثقافة "، معتبرًا أنه
" لن يأتي ذلك اليوم الذي سيرجع فيه الكلدان إلى العراق ".
* من طرف شماشا فريد يوسف *