بربارة .. سأعود يوماً
بقلم : الإكليريكي مارتن بَنِّي
كلُّ العصافيرِ تُحَلِّقُ في السماء
وأنا عصفورٌ لم يعد قادراً على التحليقِ في سماءك
لكنني أواصل السير على الأرض
أحبُّ، أصلي ، أدرسُ ، أعمل ،
وأنتظر العودة إليك ..
***
أتذكر أيام طفولتي
اطير، أركض ، ألعب ، أفرح ، أمرح
أحتفل بعرسك
فوق تلةٍ خضراء ومزارع خضراء
وزغاريد تملأُ الشوارع والأحياء
في " القصبة القديمة " وفي "حي الربيع "
في "حي العسكري" و" حي الشهداء "
***
هجرتكِ رغماً عنِّي
تتذكرين ذاك الليل المعتم
وطريق هجرتي
حينها طلبتُ شفاعتك فقط
كي تحميَني وتحرسَ أهلي
***
مشتاقٌ إليكِ
والشوقُ كالنارِ يَشتعلُ في صدري
والدَّمعُ كنهرِ دجلة يجري
هل ما زلتِ مثلما أنت ِ ؟
عيناك تبستمان ،
ويُشرق نورُك على بيتي ؟
هل لم يزل بيتُنا مثلما هو ؟
عتبةُ دارِنا ،
محلتُنا ،
وقدحُ الشاي نحتسيه وقت العصر؟
والقمر يضيء ليالينا
***
هل لم تزل ثمارُ كرومِنا
وأشجارُ الزيتون
التي كان " أبونا يوسف " يهتم بها ويسقيها
تنمو وتكبر؟
ومذبحك الذي يزينه " أبونا ثابت "
يتألق رونقاً وبهاءً وتقديساً ؟
شارعكِ المكتظِّ بالشباب والبنات ؟
حدائقك تلتقي فيها الأخويات ،
ونقيمُ فيها المخيمات ؟
آه يا لها من ذكريات
***
كيف هو حال بهنام وسارة وجيراننا الأخرون
هل هم بخير؟
***
بربارة .. أريدُ أن أعود
لقد أصبحَ البعاد أطولَ مما تَخَيَّلت
لكنني واثق أنه سنعود في يوم ما
لكي تحتضنينا بين يديكِ وتكفكي دموعَنا
****
بربارة
تشفعي من أجلي ومن أجل أهلي
تشفعي من أجل نينوى وسهل نينوى
وتشفعي من أجل العراق
ملاحظة :
بربارة : شفيعة قرية " كرمليس / نينوى" ، وهي قرية تبعد عن مدينة الموصل نحو 30 كم .
القصبة القديمة ، حي الربيع ، حي العسكري ، حي الشهداء :
أحياء سكنية تُكون قرية كرمليس .
الأبوان يوسف شمعون وثابت حبيب هما كاهنا قرية كرمليس التي فيها مزار القديسة بربارة .