2 ـ الجرأة ومخافة الرب في العهد الجديد :
لدى البعض إعتقاداً ، ضمنيا أو صراحة ، بأن مخافة الرب قد أُوقفت بطريقة أو بأخري
بعمل الرب يسوع المسيح , ولكني لا أعتقد أن هذا صحيح .
لنر فقرات من العهد الجديد تتكلم عن مخافة الرب :
أعمال ٩ : ا٣ "
وَأَمَّا الْكَنَائِسُ فِي جَمِيعِ الْيَهُودِيَّةِ وَالْجَلِيلِ وَالسَّامِرَةِ فَكَانَ لَهَا سَلاَمٌ ، وَكَانَتْ تُبْنَى وَتَسِيرُ فِي خَوْفِ الرَّبِّ ،
وَبِتَعْزِيَةِ الرُّوحِ الْقُدُسِ كَانَتْ تَتَكَاثَرُ .
" بطرس الاولي ٢ :17 "
أَكْرِمُوا الْجَمِيعَ ، أَحِبُّوا الإِخْوَةَ ، خَافُوا اللهَ ،
" كورنثوس الثانية ٧ : 1
" فَإِذْ لَنَا هذِهِ الْمَوَاعِيدُ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ لِنُطَهِّرْ ذَوَاتِنَا مِنْ كُلِّ دَنَسِ الْجَسَدِ وَالرُّوحِ ، مُكَمِّلِينَ الْقَدَاسَةَ فِي خَوْفِ اللهِ .
" كولوسي ٣ : ٢٢
" أَيُّهَا الْعَبِيدُ ، أَطِيعُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ سَادَتَكُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ ، لاَ بِخِدْمَةِ الْعَيْنِ كَمَنْ يُرْضِي النَّاسَ ،
بَلْ بِبَسَاطَةِ الْقَلْبِ ، خَائِفِينَ الرَّبَّ ، " كورنيليوس هو أول شخص غير يهودي يتم التبشير باﻹنجيل في منزله ،
كان ﺈنسان يخاف الله ، وكما تقول لنا اﻷعمال 10 :1-٢ :
أعمال 10 : 1-٢
" وَكَانَ فِي قَيْصَرِيَّةَ رَجُلٌ اسْمُهُ كَرْنِيلِيُوسُ ، قَائِدُ مِئَةٍ مِنَ الْكَتِيبَةِ الَّتِي تُدْعَى الإِيطَالِيَّةَ .
وَهُوَ تَقِيٌّ وَخَائِفُ اللهِ مَعَ جَمِيعِ بَيْتِهِ ، يَصْنَعُ حَسَنَاتٍ كَثِيرَةً لِلشَّعْبِ ، وَيُصَلِّي إِلَى اللهِ فِي كُلِّ حِينٍ .
" وكما قال بطرس في اﻷعمال 10 : ٣٤-٣٥
أعمال 10 : ٣٤-٣٥
" فَفَتَحَ بُطْرُسُ فَاهُ وَقَالَ : " بِالْحَقِّ أَنَا أَجِدُ أَنَّ اللهَ لاَ يَقْبَلُ الْوُجُوهَ .
بَلْ فِي كُلِّ أُمَّةٍ، الَّذِي يَتَّقِيهِ وَيَصْنَعُ الْبِرَّ مَقْبُولٌ عِنْدَهُ .
" كما نرى مخافة الله موجودة أيضا في العهد الجديد .
ولكن في الوقت نفسه كما أعتقد وذكرت قبلا ﺑأنه يوجد فرق واسع بين العهد القديم والعهد الجديد .
هذا يرجع إلي حقيقة أنه قد أصبح متاحاً الآن ، نتيجة عمل الرب يسوع المسيح ، علاقة مختلفة جداً مع الله .
يجب أن تؤخذ بعين اﻹعتبار هذه العلاقة المختلفة عندما نحاول فهم معنى مخافة الله .
ﻟﻨأخذ المثل الذي ذكرناه قبلا ، ﺑأنه يوجد فرق واسع بين مواطني المملكة وهم ليسوا سوى غرباء
وبين مواطنين آخرين وهم أولاد الملك ، الغرباء واﻷولاد لا يتقربون من الملك بالطريقة نفسها .
يتقرب الغرباء من الملك برعب وذلك ﻷنه صاحب الجلالة وبسبب عدم وجود أية علاقة معه
سوى علاقة الرعية بالراعي ، أما هذا فهو غير صحيح مع اﻷولاد .
يتقرب اﻷولاد من اﻷب بكل جرأة ، من دون خوف ، كعندما يتقرب اﻷطفال من أبيهم المحب .
هذا ما يقول لنا الكتاب المقدس للتقرب من العرش :
العبرانيين ٤ : 14-16
" فَإِذْ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ عَظِيمٌ قَدِ اجْتَازَ السَّمَاوَاتِ ، يَسُوعُ ابْنُ اللهِ، فَلْنَتَمَسَّكْ بِالإِقْرَارِ .
لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا ، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا ، بِلاَ خَطِيَّةٍ .
فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْنًا فِي حِينِهِ .
" نتقدم ﺈلى عرش النعمة بكل ثقة .
هذا ليس بسببنا ولكن بسبب الرب يسوع المسيح ، الذي سد الفجوة بيننا وبين الله وجعل ذلك
ممكنا لكل من آمن ﺑأنه إبن الله لنصبح أولاد الله
( يوحنا الأولي ٥ :1 ) .
وتقول لنا أيضا يوحنا الأولي ٤ : 17- 19: " لاَ خَوْفَ فِي الْمَحَبَّةِ ، بَلِ الْمَحَبَّةُ الْكَامِلَةُ تَطْرَحُ الْخَوْفَ
إِلَى خَارِجٍ لأَنَّ الْخَوْفَ لَهُ عَذَابٌ ، وَأَمَّا مَنْ خَافَ فَلَمْ يَتَكَمَّلْ فِي الْمَحَبَّةِ ،
نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلاً .
" إذا أحببنا الله ، فلن نخاف منه ، فالخوف والحب لا يسيران جنبا ﺈلى جنب .
وفي الوقت نفسه وأكرر ﺑأن هذا لا يعني أنه من الصحيح التقرب من الله بالطريقة نفسها التي نتقرب
بها من المتساويين ، ربما مع اﻹحترام البسيط ومن دون إدراك عظمة من نتقرب منه .
ولمرة أخرى فهذا ليس رعب ولا خوف منه .
إذا كان رعباً فهذا يعني أننا لا نحبه كما ينبغي لنا ، إذ لا مكان للخوف في الحب .
عوضا عن ذلك ، كما قلنا : مخافة الرب يعني التقرب منه ﻛأب ( بكل جرأة و بدون الخوف منه )
وكاﻷعظم ( بكل الاحترام العميق ) .
* يتبع لطفاً ...
المصدر / موقـــع الكلمــــة .