3 ـ مخافة الرب :
العمل على وصيته :
كل ما رأينا أعلاه مع خطوة واحدة ﺈلى اﻷمام ، في الحقيقة لا أعرف
كيف يستطيع شخص ما المشي في إرادة الرب بينما ليس لديه مخافة الله وكيف يستطيع الشخص
ان يخاف الله إذا لم يعمل وصيته ، فمخافة الرب تعني إذن أن نعمل وصيته ، القصد من هذا هو
بإتخاذ خطوة اﻹيمان كما قال لنا الله حتى بإذا لم نفهم كيف تحصل هذه اﻷشياء ولم نر الصورة بكاملها ،
هؤلاء من في داخلهم مخافة الله يريدون العمل على وصية الله ، لهؤلاء كلام اﻷب له قيمة كبيرة
وغير قابل للتفاوض وهذا ﻷنه جاء من فم الرب ، مخافة الرب ،
اﻹحترام العميق للرب وبإرادته ، طاعة الرب وبإرادته يمشون جنبا ﺈلى جنب ، في الواقع تخيل أطفالاً عصاة .
هل ستقول أن هؤلاء اﻷطفال يحترمون أبائهم ؟ قد يتقربون من اﻷب للحصول على أشياء
ولكن في الحقيقة هم لا يحبونه ولا يحترمونه ، إذا أحبوه سيخزنون وصيته في قلوبهم ويتممون إرادته ،
ﻟﻷسف يوجد بعض المسيحيون هكذا :
يترددونا لى الله فقط عند الحاجة الكبيرة بينما معظم الوقت يعيشون تماما كالعالم ، من الواضح
أن هذا يجب أن يتغير، يجب علينا أن نعميق علاقتنا مع الله عوضا عن التقرب ﺈليه بهذه الطريقة ،
طالبين أولا ملكوت الله وبره وهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَنا .
( متى ٦ : ٣٣) .
وكما قال أهل فيلبي عن مثالنا في ٢ : ٥ -11 ، أن الرب يسوع المسيح :
أهل فيلبي ٢ : ٥ -11 " فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيْضًا :
الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً للهِ، لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ ،
صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ ، وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ ،
لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا ، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ
وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ " .
يقول اﻹنجيل : دعوا الفكر نفسه يكون فينا ، كما كان في الرب يسوع المسيح ، ماذا كان هذا الفكر ؟
هذا كان فكر الطاعة حتى الموت ، هذا كان فكر " لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ " .
( لوقا ٢٢ :٤٢ ) .
ما أريد أن أقول مع ما ورد أعلاه هو ﺑأننا لا نستطيع أن نخاف الله في حال لم نعمل على وصيته ،
بل هو في الواقع نفس محبة الرب ،
كما قال : يوحنا 14: ٢٣-٢٤ "
إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ كَلاَمِي ،وَيُحِبُّهُ أَبِي ، وَإِلَيْهِ نَأْتِي ، وَعِنْدَهُ نَصْنَعُ مَنْزِلاً ، اَلَّذِي لاَ يُحِبُّنِي
لاَ يَحْفَظُ كَلاَمِي ، وَالْكَلاَمُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي " .
لا نستطيع القول ﺑأننا نحب الله في حال لا نفعل ما يقول ، أعتقد أيضا أننا لا نستطيع القول
ﺑأننا نخاف الله ما دمنا ما دمنا لا نعمل وصيته .
ﻹختتام هذا القسم ، فمخافة الرب تعني ﺈطاعة الرب ، تعني أن نحفظ الله وبإرادته مهما كان الثمن ،
وهذا ما يعني في عبارة واحدة :
عقد الله ومشيئته على أعلى تقدير .
المصدر / منتدى الثّقافة المسيحيّة ـ الكلمـــة .