" حياتنا في المسيح ، حياتنا لأجل المسيح "
( أفسس 1 /1-23 ) .
1 ـ قراءة النص ( نشيد ليتورجي ) 1 - " تبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح " ظهور للثالوث الأقدس :
آب – ابن – روح قدس، بالمسيح عرفنا الآب ونلنا عطيّة الروح .
2 ) - " باركنا في المسيح كلّ بركة روحيّة في السماوات " :
- الله هو منبع كلّ بركة .
- الله يبارك البشرّي ة، يُشرق شمسه على الأخيار والأشرار.
- " أبوكم السماوي يقوتها " .
- الإنسان يبارك الله على عطاياه وخيراته على خيراته ومواهبه ، على محبّته وسرّ تدبيره الكبير.
- الإنسان يبارك إي يشكر.
- بالمسيح نشكر الاب .
3 ) - " فاختارنا فيه قبل إنشاء العالم لنكون عنده قدّيسين بلا لوم في المحبّة " :
- الآب اختارنا بالمسيح / الجنس البشري بابن الإنسان .
- الاختيار المجاني والمحبّ .
- اختيار " من قبل إنشاء العالم " .
- اختيار لنكون " قدّيسين " أي جماعة مقدّسة .
- اختيار حتى نكون " كنيسة " .
- قبل الخلق الكنيسة مصوّرة في فكر الآب ، وفي تصميمه الإلهي وظهرت في سرّ التدبير
(عمل الابن في الزمن ) .
- دعوة من أجل القداسة في المحبّة .
- في المسيح يتحقق مشروع الكنيسة .
- المسيح هو القدوس .
- المسيح هو المحبة التي تجلّت بالصليب .
4 ) - " وقضى بسابق تدبير ان يتبنّانا بيسوع المسيح على ما ارتضى وشاء لحمد نعمته المجيدة
التي انعم بها علينا في ابنه الحبيب " .
- الآب تبنّانا بابنه .
- بالإبن أصبحنا أبناء .
- بالحبيب أصبحنا أحبّاء ، أصدقاء وأخلاّء .
- من أجل حمد نعمته .
5 ) - " فكان لنا فيه الفداء بدمه ، أي غفران الخطا ، على مقدار غنى نعمته
التي أفاضها علينا بكلّ ما فيها من حكمة وفهم " :
- في المسيح تحقّق الفداء .
- دفع المسيح الثمن .
- الفداء أي غفران الخطايا والحياة الأبديّة .
- الفداء أي الحريّة الحقيقية .
- فداء المسيح غنيّ ولا يُحَدّ ، يطال كل الناس .
6 ) - " فكشف لنا سرّ مشيئته التي ارتضى في نفسه أن يحقّقها ، أي التدبير
الذي يتمّمه عندما تكتمل الأزمنة " :
- بيسوع رأينا الله وعرفنا ارادته .
- بيسوع يتحقّق مشروع الآب وارادته .
- بيسوع يتمّ التدبير ( Economia ) .
- يسوع حقّق وسيكمل هذا التدبير.
- يسوع يأتِ ونحن ننتظر مجيئه حتى الاكتمال .
7 ) - " فيجمع في المسيح كلّ شيء في السماوات وفي الأرض " :
- كلّ شيء يلتقي بالمسيح .
- المسيح يجمع ويحقق في شخصه كلّ شيء :
التاريخ ، الزمن الماضي ، الحاضر، المستقبل ، عمل الله الآب ، إرادته ، الإنسان الذي زلّ وقام ،
تاريخ البشريّة الذي أصبح مرتبطاً فيه ، معنى الحياة التي لا معنى لها بدونه ،
كلّ شيء في السماوات وفي الأرض .
- في المسيح تتحقق الوحدة :
أرض ، سماء ، مجتمع ، كنيسة ، أرض جديدة وسماء جديدة .
8 ) - " وفيه قضى الله بسابق تدبيره ، وهو الذي يفعل كلّ شيء على ما ترضى مشيئته
أن يختارنا لنسبّح بمجده ، نحن الذين جعلوا رجاءهم من قديم الزمان في المسيح " .
- في المسيح اختارنا الآب .
- اختارنا قبل إنشاء العالم واختارنا لنسبّح بمجده .
- نحن المختارون منه وفيه / هو يصبح رجاؤنا .
9 ) - " وفيه أنتم أيضاً حين سمعتم كلام الحق أي بشارة خلاصكم ،
وآمنتم ، ختمتم بالروح القدس الموعود " .
- في المسيح وفي بشارته ومن خلالها آمنّا .
- وفيه ختمنا بالروح القدس أي المعموديّة .
- أصبحنا شعبه الجديد .
- وهو عربون ميراثنا إلى أن يفتدي الله خاصته للتسبيح بمجده .
- بالمسيح نصبح ورثة ، ورثة الحياة ، الخلاص والملكوت .
- إلى أن يكتمل مشروع الفداء بخاصته التي آمنت به .
- في المسيح نصبح ورثة ومالكين .
- في المسيح نرث لنسبّح بمجده .
2 ـ حياتنا في المسيح - يسوع المسيح هو كلّ شيء .
- يسوع المسيح هو محور حياتنا ، محور التاريخ .
- يسوع المسيح يلخّص كلّ مجرى التاريخ وتاريخ حياتي أنا .
- حياتنا في المسيح والمسيح هو حياتنا .
- يسوع هو المسيح ابن الله الحيّ .
- اختبارنا الإيماني يرتكز على شخص حيّ يقيم معنا يسكن في بيتنا ، يسير معنا ،
حيّ في قلوبنا ، متنا فيه وفيه حيينا .
- حياتنا هي إعتراف بحضوره الحيّ والمُحيي .
- في المسيح نبارك الله الآب .
- في المسيح نشكر الآب على محبّته اللامتناهية :
فيها خَلَقَنا وفيها خَلَّصَنا .
- في المسيح نبارك الله ، تصبح حياتنا كلّها فعل شكر ، ذبيحة افخارستيا ، تقدمة دائمة .
- في المسيح يأخذ كلّ شيء معناه :
عبادتنا ، إيماننا ، صلاتنا ، ذهابنا وإيابنا .
- المسيح هو البداية والنهاية .
- المسيح هو الألف والياء .
- المسيح هو المحور، هو مقياس كلّ شيء ، كلّ تفكير وكل فعل وردة فعل وكلّ اخلاق ،
وكلّ عواطف ، وكلّ تحرّك .
- المسيح هو المذبح وهو النور، هو الليتورجيا الحيّة ، هو الكلام العذب ، هو القربان الشهي
وهو التقدمة الطاهرة ، هو صلاة الصبح وبخّور المساء ، هو تضرّع الكنيسة .
- في المسيح عرفنا الله ثالوثاً .
- في المسيح عدنا إلى حضن الآب :
هو مصالحتنا وهو عودتنا من الغربة ، هو عبورنا من المنفى ، هو أرض ميعادنا ،
هو الوارث والإرث ومعه نحن ورثة .
- في المسيح نلنا بركة الآب :
بركةً روحية .
- في وجهه رأينا وجه الآب : أبٌ صالح ، رحوم ، محبّ .
- في المسيح نبارك الآب على محبّته .
- في المسيح ظهر تجلّي سرّ " التدبير" الكبير .
- المسيح حقّق سرّ التدبير:
فيه تم الخلق الأوّل وبهِ تجدّدت الخليقة بالموت والقيامة .
- في المسيح اختارنا الآب .
- في المسيح نكون قدّيسين وفيه ومعه نحن مدعوون أن نكون جماعة القديسين .
- جماعة قدّيسين هنا تتخطّى طابع القداسة الفرديّة الضيّقة لتكون قداسة الجماعة
أي الكنيسة المقدّسة تتقدّس بالمسيح ، تتقدّس بالثالوث وبحضوره الدائم في الأسرار
وتنقل اختبار القداسة إلى العالم المدعو إلى التحوّل ، أن نكون قدّيسين أي أن نتحوّل
نحن أولاً ثم أن نحوّل العالم .
- لا يستخفنّ أحدٌ بقوّة القداسة .
- إذا كنّا في المسيح عندها نستطيع أن نحوّل العالم :
أن نحوّل ذواتنا ، بيوتنا ، رعايانا ، أديارنا ، ذهنياتنا حتى تصبح " ذهنيات رجاء " .
السؤال الذي يُطرح اليوم هو:
هل أنا واع لأهمية عيشي القداسة ؟ هل الكنيسة تعي بأنّها تحمل طاقات قداسة ، أي قدرات تغيير
في العالم لا سيّما في عالمنا المعاصر الذي يطرح علينا تساؤلات كبرى لا سيّما حول الإنسان
الذي يسعى أن يجرّده من كلّ جذور الهيّة وأبعاد خلاصيّة وغايات سماويّة .
- يميل المنطق اليوم إلى نزع الحلّة عن الإنسان ويجعل رأسه في الأرض وفقط في الأرض :
ينحني لها ، همّه فيها ، منطقه مستوحي منها ، مقايسه ومعايره مستلهمة من أسيادها وملوكها وحكّامها .
- محاولات عديدة توهم أنّها تجمع البشر من كلّ ثقافة ولون ( تعولم الإنسان ) .
الاّ أننا نشعر بأن الخلفية هي السيطرة ، فيزداد المظلومون ظلماً والظالمين هيمنةً .
- ففي المسيح فقط وفيه وحده تتحقق العدالة وتتجسّد المحبة .
- هو الذي اختارنا لنكون قدّيسين بلا لوم في المحبّة .
- في المسيح يتحقق مشروع الكنيسة : - انّها كنيسة المسيح .
- وسعها وسع المسيح ، آفاقها آفاق صليبه ، شموليتها بمقياس ذراعيه
التي ضمّتا إلى قلبه البشر أجمعين .
- لا أحد يضيّق الكنيسة بقدر محدوديته .
- لا أحد يفصّلها على مقياسه .
- علينا أن ننمو ونرتقي إلى مقامها ، مع العلم انّها " خادمة " مثله
وهي توزّع الطعام في حينه وهي مدعوة أن تنحني إلى أقدام أبنائها ،
لكن علينا أن ندخل في سرّها وللجميع مكان في ساحتها .
لكلّ واحد دور ومهمة ورسالة ، انّها بيت الجميع ولا سيّما الفقراء والمجروحين .
- في المسيح ننخرط بسرّ الكنيسة الشاملة ، الجامعة المقدّسة والرسوليّة .
- في المسيح أصبحنا أبناء وهو الابن الحبيب .
- هذا هو ابنيَ الحبيب .
- لقاؤنا بالمسيح هو لقاءٌ بالحبيب .
اذاً لم تصل المسيحية إلى هذا الحدّ من العلاقة بالمسيح تكون بعد خارج " الحلبة " .
المسيح هو الحبيب :
هو من أحبّه الآب ومن خلاله أحبّني وأنا أحبّه ومن خلاله أحبّ الآب
الذي أرسله وهذا الحب هو الروح القدس .
- يسوع هو الحبيب ليس فقط في إطار روحانية التكرّس والمكرّسين والزهّاد
والرهبان والنسّاك والصوفييّن والمتوحّدين والكرمل .
- يسوع هو الحبيب لكلّ معمّد ، لأنه لما ظهر حبيب الآب على الأردن ، كذلك يظهر حبيب محبّيه .
خاصته انطلاقاً من مياه العماد :
فالزوجان يثبتان في الحبّ الحقيقي إذا كان يسوع هوَ لهما الحبيب ، والكاهن يخدم بتفانٍ
اذاً كان المسيح حبيبه ، والراهبة تزداد رونقاً وبهاءً إذا ارتاح قلبها في المسيح العريس حبيبها ،
وهكذا كلّ كبير ، كلّ رجل وامرأة ، كلّ معمّد يثبت بالكرمة إذا جعل منها مصدر نموّه وحياته وفرحه .
- علينا الاّ تكون علاقتنا فيه على مستوى الحسابات البشرية .
- معه وفيه نعيش أجمل اللحظات :
فما أجمل أن تكون هذه لحظات الحياة بأكملها !
- في المسيح نصبح أحباء لبعضنا البعض .
- في المسيح نصبح أصدقاء بدون مطامع دنيويّة .
- في المسيح تدوم الصداقة بين الناس وتقّوى عُراها
وتصبح بعض الأحيان أقوى من روابط الدم .
- في المسيح يبذل الصديق لأجل صديقه الحياة والوقت والمال
والذات والسمع والحضور والتفهّم والقبول والمحبّة .
- في المسيح يصبر الصديق على صديقه ويقبله ولو في غلاظته .
- في المسيح يُفتح القلب ليشع كلّ شيء وكلّ إنسان
ويكون أوقيانوس وجبل صنين وصحراء سيناء :
قلب كبير، عقل واسع ، محبة لا متناهية تغفر وتصفح وتصبر
وتتخطّى وتسامح وتجدّد العهود وتبني الإنسان .
- في المسيح تتحقق الوحدة ثمرة الفداء .
- الوحدة هي العلامة الحسّية لاختبارنا الحياتي في المسيح .
- الوحدة هي ثمرة الفداء : المسيح بذل دمه الطاهر من أجل أن تتحقّق الوحدة .
- الوحدة هي من أهم صفات الخلاص وعلامة تجسيده في الحياة اليومية .
- ما هو في المسيح ، هو متوحّد ، واحد وصادق ومتناغم مع ذاته .
- من هو في المسيح ، هو منسجم مع فكره وتعليم كنيسته .
- من هو في المسيح ، هو واحد مع أهل بيته وعائلته ومجتمعه المماثل والمتمايز.
- المسيح وحّد ، جمع الكلّ فيه .
- فلا يمكن لأيّ شخص أو نظام أو نهج أو دين أن يصنع ما صنعه يسوع ، جمع الكلّ فيه :
أصبحنا واحداً .
- الوحدة هي مشروع حياتنا :
وحدة في الكنيسة ( صلاة يسوع الكهنوتيّة ) شوقه قبل الرحيل ، وحدة بين الناس وفي
المجتمع المدني ،وحدة في الكنائس والرعايا والأدبار، وحدة في الوطن ، وحدة في المحبة ،
وحدة على أسس التنوّع الغني والمُغني ، وحدة تولّد الرجاء .
- المسيح هو رجاؤنا ، من هو في المسيح
يتمتّع بذهنية الرجاء لأنّ المسيح كان ولم يزل رجاء البشريّة الحزينة والبائسة ورجاء
كلّ مجروح ومتألم ، لا يمكن أن يملأ قلب الحزين شيء الاّ المسيح .
- رجاء وتجدّد في هذه الحياة وفي الباقية .
- في المسيح نلنا الروح الذي خَتَمَنا وجعلنا شعب العهد الجديد .
- نحن آمنّا فيه مخلّصاً وفادياً .
- اشتركنا في خلاصه بالمعمودية :
ختم الروح . - ختم لا يُمّحى ، ختم أبدي .
- ختم جعلنا نملك معه ونرث معه ونصبح من خاصته .
- ختم جعلنا نسبّح بمجده .
- في المسيح نرفع الشكر للآب بالروح القدس من أجل المساهمة في بناء ملكوته والشهادة لإنجيله ،
بشارة الحياة من أجل التزام شخصيّ وواعٍ بهدف أن يكون كلّ شيء لأجله .
3 ـ حياتنا لأجل المسيح :
- في هذه الديناميّة تصبح حياتنا كلّها لأجل المسيح .
- يصبح هو الهدف الأوّل والأخير .
- نجاحنا لأجله ، فشلنا لأجله . - أعمالنا لأجله ، كنيستنا لأجله .
- مرضنا ، عافيتنا .
- مواهبنا ، شخصيتنا .
- عيالنا ، تكرّسنا .
- التزاماتنا كلّها .
- موتنا وحياتنا لأجله .
حتى نكون فيه ومن خلاله مع الآب بالروح القدس آمين .
المصدر / موقع عائلـة مار شـــــربل .