KALIMOOO ADMIN
الجنس : عدد المساهمات : 17063 التقييم : 10891 تاريخ التسجيل : 09/08/2011
| موضوع: اليوم قبل الغد.. (1) القبس - منذ 4 دقيقة الأحد أكتوبر 09, 2011 11:03 pm | |
| كلمة حق اليوم قبل الغد.. (1) كتب عادل بطرس : اليوم يسبق الغد، والحاضر يسبق المستقبل، هذه هي طبيعة الكون، فعلينا أن نتعلم كيف نعيش حاضرنا حتى نستطيع أن نفكر كيف نبني المستقبل، فليس من المعقول أن نترك المصاب ملقى على الأرض ودمه ينزف بغزارة ونجلس لكي نناقش ما هو الزي المناسب الذي سيرتديه بعد أن ينهض من كبوته، ونتعارك ونتصارع ونختلف في الرأي بين مؤيد ومعارض؟ هذا هو عين ما يحدث في مصر، فالوطن يعاني مشاكل لا حصر لها لا تحتمل التأخير ولو للحظة واحدة، ومع ذلك فإننا نغرق الصحف والمجلات والقنوات الفضائية بسيل عارم من المناقشات التي لا تنتهي ليلاً ونهاراً: «مدنية» أم «سلفية»، انتخاب الرئيس أولاً أم انتخاب مجلس الشعب والشورى، الانتخابات بالقائمة أم بالفردي أم بالاثنين معاً؟ وما هي نسبة الفردي ونسبة القائمة؟ كل هذا والوطن ينزف وينزف من أمنه واقتصاده والمواطن يذبحه الغلاء ذبحاً، وتفاوت الأجور يجعل النوم يجافي عينيه، فهناك من يموت من التخمة، وهناك من يموت لهثاً وراء اللقمة! إن هذا يدعونا إلى أن نفيق، وأن تنتابنا صحوة ضمير فنترك خلافاتنا جانباً فهي لن تزول أبداً، ونتكاتف جميعاً لنبحث عن حلول سريعة لهذه المشاكل التي تحاصرنا، وكأنها سيف مصلت على رقبة الوطن، نرتّب سلم أولوياتنا لنبدأ بالأهم فالمهم، ويأتي الأمن على قمة الأولويات، فالمواطن لن يشعر بحرية أو ديموقراطية إلا في ظل الأمن والأمان، فهو يعاني الآن مشكلة الأمن المفقود، فثمة سيولة في الوضع الأمني تهدد بخطورة قادمة، بل قائمة فعلاً، فكون المواطن العادي، ولا نقول السائح أو الزائر، لا يستطيع أن يتحرك في بعض الأماكن في أمن وأمان،وهذا أمر محزن ومؤسف حقاً، فقد سمعت أنه في الصعيد، الذي يشتهر أهله بالجرأة والجسارة، لا يستطيع سائق سيارة النقل أن يقود سيارته وحده على الطريق الموصل بين بلد وآخر، لأن أمامه نماذج كثيرة من معارفه وزملائه وأصدقائه جرى قطع الطريق عليهم واستولوا منهم على حمولة السيارة، بل وعلى السيارة ذاتها، فأصبح هؤلاء الصعايدة، الذين كانوا مضرب الأمثال في الجسارة، لا يتحركون فرادى، وإنما يتفقون كمجموعة ليتحركوا معاً، حتى لا يستطيع المعتدي أن يقترب منهم. ولا يقتصر الأمر على سائقي النقل، فالمثل لدينا قريب ومنشور في كل الصحف، حيث قام بعض البلطجية بالاعتداء على ناشط سياسي مشهور هو عمرو حمزاوي، وفنانة مشهورة هي بسمة، حيث اعتدوا على عمرو حمزاوي وجردوه من ساعته وهاتفه النقال وما يحمله من أموال بالكامل وتركوه ملقى في الصحراء. أما بسمة، فقد أخذوها بسيارتها إلى مكان آخر بعيداً عنه، حيث عرضت عليهم أن يأخذوا سيارتها وكل ما معها من نقود وهاتف وغيره في نظير أن يتركوها في حال سبيلها، وكانوا كرماء معها فأعطوها عشرين جنيهاً تدفعها لسيارة الأجرة التي تقلها بعيداً عنهم! ولقد كنا نظن أنهم ربما جماعة متطرفة تتعقب الناشطين السياسيين أو تتعقب الفنانات لتطبيق أيديولوجيات خاطئة كالمعتاد، ولكن اتضح حين تم القبض عليهم أنهم باعترافهم كانوا يجهلون شخصية المختطفين، فكان كل همهم هو سرقة السيارة وسرقة المنقولات التي في حوزة ركابها، وبالفعل باعوا السيارة الفاخرة التي استولوا عليها إلى شخص تم القبض عليه معهم بمبلغ أربعين ألف جنيه، في حين أن ثمنها يفوق أربعمائة ألف جنيه، والأدهى والأمر أنه اتضح أن زعيم العصابة أمين شرطة! ليس الأمن وحده هو المفقود في الوطن العزيز وإنما هناك ضرورات كثيرة لا تستقيم الحياة من دونها حرم منها المواطن. وللحديث بقية.
| |
|