العسكر اغتالوا حلم المصريين بقلم: حسنى الجندي ‏ دنيا الوطن - منذ 3 دقيقة

بقلم / حسنى الجندي
أثبتت الأيام الماضية أن الشعب المصري هو شعب بسيط جدا يمكن احتوائه والسيطرة عليه عن طريق سلب آماله وأحلامه بمعسول الكلام والوعود البراقة الجوفاء وهذا المخطط نفذه المجلس العسكري الذي فرض نفسه فرضا كحامي للثورة المصرية بعد تنحي مبارك عن الحكم وأكد المجلس العسكري أنه جاء حارس على ممتلكات الشعب ومكاسب الشعب وحافظا لأمن مصر وأمن ثورة 25 يناير ولا يمكن لأحد أن يشكك في ذلك بعد قيام المجلس العسكري ببعض الخطوات المبدئية التي أثارت الفرحة في قلوب الشعب بنزول الدبابات والمدرعات وحاملات الجنود إلي الشوارع والميادين ونادوا بأعلى صوتهم الجيش والشعب ( أيد واحدة ) ولكن ضد من ؟؟ ... فنحن لا نعرف ذلك ومرت الأيام ووكل المصريون أمرهم للمجلس العسكري وفوضوا إليه مشروع ثورتهم ووضعوا ثقتهم الكاملة في رجال الجيش الذين أكدوا للجميع أنهم جاءوا لحماية مكتسبات الثورة لحين نقل السلطة إلي حكومة مدنية في فترة انتقالية بوزارة انتقالية وفي نفس الإطار تم القبض على حسني مبارك وأبنائه وحكومة نظيف بكل وزرائها الفاسدين ومن تبعها وقد كان من المستبعد تماما أن يقدم الجيش على أي حماقة ضد الشعب خلال الشهور الماضية فقد حاول أن يسكن روع المصريين ويطمئنهم بتقديم بعض الحلول التي لا تتناسب مع حجم المشاكل علاوة على أنها حلول غير موضوعية على الإطلاق وقد جاءت التعديلات الدستورية على الإعلان الدستوري وأوضحت أن النية مبيتة من قبل المجلس العسكري ضد مصر وشعبها بعد أن تعاهد مع بقايا النظام وإن لم يكن مع كل النظام لتدبير مؤامرة كبرى تحاك فصولها بمهارة فائقة وتؤكد أن المجلس العسكري قام بحماية نظام الحكم السابق ورموزه وفلوله وبقاياه وكل الكيانات التي ارتبطت بهذا الحكم قام بحمايتها من الثورة بعكس ما هو ظاهر أنه يحمي الثورة منهم وقد أودع رموز النظام الفاسد في فندق 5 نجوم بعد أن ترك لهم فسحة من الوقت لكي يدمروا المستندات التي تدينهم ويهربوا أموالهم بطرق إجرامية يصعب تتبعها واقتفاء آثرها والوصول إليها وبعد ذلك بدء ينقلب على الشعب الذي منحه الثقة وانتظر منه إدارة دفة البلاد وتحويل الدولة من نظام ديكتاتوري عسكري يحكم بعقلية أمنية إلي دولة مدنية بحكومة منتخبة وبرلمان منتخب حسب وعده ولكن ما حدث أن المجلس العسكري فاجئ الجميع بإصدار قانون انتخابات فاشل يعود بنا إلي حكومة الحزب الوطني ويسمح بعودة كل فلول الحزب مرة أخرى إلي البرلمان عن طريق وجودهم في أكثر من 6 أحزاب ستشارك في الانتخابات القادمة علاوة على ذلك فإن المجلس العسكري مازال يراوض الشعب المصري ويخيره بين استتباب الأمن وبين الحكومة العسكرية وترك تداعيات الأمن والانفلات الأمني مستمرا طول هذه الشهور حتى يقر المصريون ببقاء العسكريين كحكام لهذه الدولة وعلى ما يبدو أنه هناك خطة محكمة بين كلا من المجلس العسكري ووزارة الداخلية والحكومة السابقة والحزب الوطني بفلوله لاغتيال حلم المصريين والقضاء على ثورتهم وتحطيم قدرات هذا الشعب في إطار التهدئة وإعطاء المسكنات حتى تأتي الغفلة وينصب المجلس العسكري أحد العسكريين على رأس الدولة والجميع يعلم أن حكم العسكر منذ 23 يوليو 1952 وحتى الآن هو المتسبب الرئيسي في وصول البلاد لهذه المرحلة الخطيرة فقد تمكن العسكر من تفتيت نسيج هذه الأمة وزرعوا الفتن فيما بين أبناءها بعضهم البعض وزرعوا البغض والعداء والكراهية بين فئات الشعب كما نجحوا في بناء شعب يعشق الفوضى والبلطجة والإجرام وقد استخدم جبابرة النظام السابق العناصر الإجرامية لخدمة أهدافهم السياسية وقاموا بتأجير هذه الفئات للدفع بها في أوقات الانتخابات والصراعات لقمع كل صاحب رأي وصاحب فكر من أبناء الشعب المصري ولا أكون مبالغا إذا قلت أن الحكم العسكري الديكتاتوري منذ 60 عاما كان يخدع المصريين ويزيف حياتهم السياسية والنيابية ويسرق أحلامهم البسيطة والمشروعة في أن يتمتعوا بدولة آمنة يسودها العدل ولكن مازال العسكريين يمارسون هذا الدور الغير مسئول من خداع الشعب وعدم تلبية متطلباته علما بأن ثورة الشعب المصري التاريخية والتي قامت في يوم 25 يناير كانت الشرارة التي أشعلت باقي ثورات الشعوب المجاورة وشعوب العالم كله حتى أمريكا وفرنسا ودول أوروبا أصبح فيها احتجاجات واضرابات واعتصامات احتجاجا على الغلاء وارتفاع الأسعار وعدم وجود عدالة اجتماعية فقد رفعت شعوب العالم كله الغبار عن كاهلها واستمدت قوتها من ثورة المصريين الذين يحلمون بتحقيق العدالة الاجتماعية ورفع مستوى معيشتهم إلا أن المجلس العسكري وأعوانه السابقين والحاليين من الداخل ومن الخارج مازالوا يصرون على وجودهم في صدارة الحكم رغما عن الإرادة الشعبية وقصرا عن المصريين ولم يراعوا أي نوع من المشاعر واستخدموا العديد من الأساليب المغلوطة لاستمرار تواجدهم على رأس الدولة وهذا قد يؤدي إلي انفجار شامل للمرة الثانية ولا يعلم أحد إلي أي مدى سيصل هذا الانفجار بعد رفض المجلس العسكري لإلغاء القوانين المقيدة للحريات وإلغاء قوانين الطوارئ وتعديل القوانين الباطلة للانتخابات علاوة على أنه لم يصدر مرسوم حتى الآن بعزل كل من ينتمي للحكومة السابقة أو الحزب الوطني المنحل من دخول الانتخابات القادمة ومراعاة إعادة تصحيح وترسيم وسن قوانين بناءة وقوية من خلال استصدار دستور دائم يتناسب مع متطلبات الشعب المصري بأيدي نخبة من الفلاسفة والكتاب والعلماء والمستشارين المصريين ورجال القانون حتى يمكن بلورة حياة هذا الشعب الذي عانى من ويلات الحكم العسكري على مدار 60 عاما تم إدارة كل المؤسسات الداخلية للدولة بعقلية أمنية عسكرية بحتة مما أدخلها في النفق المظلم الذي تمر به الآن .

» ( الثورات العربية ) وسيطرة الحركات الإسلامية بقلم:د.عبدالإله الراوي ‏ دنيا الوطن - منذ 25 دقيقة
» فنانات ضحايا البلطجية ‏ دنيا الوطن - منذ 7 دقيقة
» مصر .. حرب شوارع بالقرب من ماسبيرو قتيل وعشرين جريح ‏ دنيا الوطن - منذ 2 دقيقة
» حسن ميّ النوراني: هل خطباء المساجد، عميان وبهم صمم؟! نهاية القذافي ... ‏ دنيا الوطن - منذ دقيقة 1‏
» استشهاد القائد العربي الباسل العقيد معمر القذافي هاشم العبيدى ‏ دنيا الوطن - منذ 6 دقيقة