هلل خطباء المساجد في البلاد الإسلامية لانتهاء حقبة معمر القذافي التي استمرت 42 عاما.. وشعور البهجة الذي أعرب عنه الخطباء، هو شعور يشاركهم فيه كل محب للحرية، مناهض للطغيان والاستبداد الذي كان القذافي رمزا من رموزه.. كان القذافي طاغية دكتاتورا.. وهدر ثروات شعبه، لإرضاء نزعات شخصية له.. وقتل كثيرين من غير وجه حق.. وأساء استخدام السلطة بصورة فظيعة.. وحق لأحرار العالم، المناهضين للطغيان، أن يبتهجوا إذا ما سقط طاغية مستبد ظالم..
خطباء المساجد، رددوا، بثقة العالم ببواطن الأمور وظواهرها، أن نهاية حقبة القذافي نصر من الله مبين.. أحرار العالم، المناهضون للطغيان، هم أحرار من الجهل والضلالات، ومن كل الظلمات.. نهاية حقبة القذافي جاءت بتدخل عسكري سافر من قوات حلف الناتو.. والطائرات الأمريكية، تحت مظلة حلف الناتو، هي التي قصفت موكب القذافي وهو يحاول الهرب من مسقط رأسه في سرت.. تدخل الناتو العسكري السافر، هو الذي حقق النصر على القذافي..
هل ظل في العالم من أعمى، وأصم، لم تصله الحقيقة وراء سقوط حقبة القذافي؟!
فهل خطباء المساجد، عميان وبهم صمم؟!
هم كذلك.. لكن عماهم وصممهم، ليس عن أحداث تناقلتها وسائل الإعلام، فعرفها أعمى البصر وأصم السمع من غير استثناء.. هم عمي البصائر، فيرون ويزيغون.. وبهم صمم، فيسمعون فيلوون الحقائق، ليرضوا نزعاتهم الشخصية، ومعتقداتهم.. ولكنهم ضالون مضللون..
يقولون: إن النصر على نظام القذافي هو نصر من الله.. وحقائق الواقع تقول إن نصر ثوار ليبيا تحقق بتدخل سافر مباشر حاسم من قوات حلف الناتو..
فهل جاء نصر الله والفتح من جيش حلف الناتو "الكافر" كما يعتقد خطباء المساجد؟!
نعرف أن لله جند هم الذين ينصرون المؤمنين.. فهل طائرات حلف الناتو، جند من جند الله، هبّوا للدفاع عن المؤمنين الثوار الليبيين؟!
وهل الطائرات الأمريكية، التي قصفت سيارة معمر القذافي، ملائكة من ملائكة الله، كالذين حاربوا مع النبي محمد، في حرب بدر ضد مشركي مكة؟!
هل يريد خطباء المساجد أن يقولوا، إن جيش الله، من ملائكته، تطور من استخدام السيف والسهم والحصان، إلى الطائرات والصواريخ التي يصنعها "الكفار" في أوروبا وأمريكا؟!
وهل جند الله هم الذين أنهوا من قبل حقبة طاغية العراق صدام حسين؟!
حق للمؤمنين إذن، أن يفرحوا بنصر الله المبين في ليبيا، ومن قبل، في العراق..
حق للمؤمنين إذن، أن يفرحوا بنصر الله الذي تحقق في مصر بإسقاط حسني مبارك.. وبنصر الله الذي تحقق في تونس، بإسقاط حكم زين العابدين بن علي.. وهما نصران تحققا بتدخل واضح ضاغط من امريكا.. لصالحها.. كما هو لصالحها، وصالح حلفائها الأوربيين، الهيمنة على ثروات ليبيا النفطية؟!
حق للمؤمنين إذن أن يفرحوا، بأن قوات الناتو خرجوا من كفرهم، ودخلوا في الإيمان أقوى دخول، فقفزوا، بطائراتهم، إلى أعلى عليين، فصاروا جند الله المخلصين!
رحماك يا ربنا.. يا أعلى من العليين.. رحماك نرددها بقلوب دامية نحن في فلسطين.. ندعوك ونتوسل إليك، أن تهدى خطباء المساجد الضالين المضلين.. أو أن ترسل قواتك الجديدة من طائرات حلف الناتو، لتحرر لنا مسرى النبي محمد، وكافة أراضي فلسطين.. أرض الوقف الإسلامي.. مسرى النبي محمد، أرض المقدسات الإسلامية والمسيحية.. التي طغى فيها اليهود واستكبروا..
أم أن في علمك وتقديرك يا الله، يا أعلى من العليين، أن تحرير فلسطين، سيأتي من ليبيا المحررة، على أيادي جند الناتو، الكافرين.. عفوا.. المؤمنين كما نفهم من كلام خطباء المساجد؟!
إن كان هذا تقديرك.. فهنيئا لنا في فلسطين.. وصبرا صبرا يا شعبي البائس المضطهد: نصر الله آت.. فقد تطور جيش الله، فامتلك طائرات تتفوق على طائرات إسرائيل.. والنصر معقود لجند الله، فهل في ذلك شك؟!