KALIMOOO ADMIN
الجنس : عدد المساهمات : 17063 التقييم : 10891 تاريخ التسجيل : 09/08/2011
| موضوع: هل يتردّد في لبنان صدى كلام الراعي في الامم المتّحدة؟ السبت أكتوبر 22, 2011 7:13 pm | |
| هل يتردّد في لبنان صدى كلام الراعي في الامم المتّحدة؟
من قال ان رجال الاكليروس والرهبانيات المارونية عاشوا عهودهم الذهبية معتمدين على الاتصال بالخارج للاستقواء على محيطهم، في الواقع احرز الموارنة انتصارات جمّة للبنان لا يمكن تجاهلها عبر التاريخ، فنصر العام 1920 كان نصرا مجيدا لكل اللبنانيين يوم ولد لبنان الكبير على يد البطريرك الماروني الياس الحويك. يوم اندلعت الشرارة للحرب الكونية الأولى، لم يعانِ الموارنة وحدهم من الذل والجوع ومن قبل من ظلم الأتراك بل عانى جميع اللبنانيين، اقتيدوا الى السجون مسلمين ومسيحيين وحلفوا على الموت في ساحات الشهادة دفاعا عن لبنان العظيم، لم يكن لبنان هدفا دوليا من اجل ثروات طبيعية بل كان هدفا استراتيجيا للغرب الأوروبي الذي وجد في شعبه روح الانفتاح على الثقافات الاجنبية، فكان الموارنة بوابة دخلت عبرها كل الارساليات الأوروبية التي تتلمذ لديها كل ابناء الطوائف اللبنانية. ولد لبنان كمشروع وطن على يد الموارنة يوم ترأس البطريرك الياس الحويك اول وفد لبناني الى مؤتمر الصلح في باريس لرسم خريطة دولة لبنان الكبير بريشة فرنسية تطبيقا لاتفاقية سايكس-بيكو التي وضعت لبنان تحت الوصاية الفرنسية، نجح الحويك في "فرنسنة" لبنان واجاد بادخال الثقافة الأوروبية التي يعتز بها اللبنانيون من بين ذويهم المواطنين العرب، بدأت الأمارة الأوروبية في الشرق الأوسط بالاهتزاز في عهد البطريرك انطوان عريضة الذي لم يتمكن من رأب الصدع داخل الجسم الماروني وتحديدا مع اهالي زغرتا وهو الآتي من بشري، فانطلقت المظاهرات في شمال لبنان تردد "البطريرك عريضة تركنا وعبد الحميد كرامي بطركنا" وراح لبنان يتنصل من امه الحنون شيئا فشيئا في عهد البطريرك عريضة مساندا الرئيس بشارة الخوري الذي راح يسكب لبنان في حضن انكلترا. في الخمسينيات وصل البطريرك الماروني بولس المعوشي وهو الآتي من ثقافة التعايش الاسلامي المسيحي في جنوب لبنان، فلقب بمحمد بولس المعوشي خصوصا بعد خلافه مع الرئيس الراحل كميل شمعون حول هوية السياسة اللبنانية. فالمعوشي قاد الكنيسة المارونية الى الحضن العربي، فاحتج فريق من الموارنة راح يردد في الشارع "وفود الجبل والساحل جايي تحتج بدنا بطرك ببكركي ما بدنا حج". في عهد البطريرك انطونيوس خريش اندلعت الحرب اللبنانية حين راحت كل طائفة تبحث عن ام حنون تطعمها خبزا وسلاحا تنفيذا لاتفاقيات دولية هدفها تفتيت لبنان الصغير، وضاعت هوية لبنان في موزاييك مطامح الدول النافذة في المنطقة. ترأس الكنيسة المارونية البطريرك نصرالله صفير في ربيع 1986، فنجح في لملمة لبنان من التشرذم واللبنانيين من موج البحار، واذا كان أوصى السفارات الأجنبية بعدم اعطاء تأشيرات هجرة للمسيحيين ضمن مخطّط اعدّه باقة من الزعماء اللبنانيين ذوي الخبرات الاقتصادية للاهتمام بشحن من يرغب من المسيحيين بشروط مغرية الى بلاد الصقيع كندا، إنما لم يستطع أن يجمع المسيحيون تحت كنفه على الرغم من أنه حضن القضايا العربية المحقة، ففتح ابواب بكركي امام الحركات التحررية سواء الفلسطينية او غيرها وللأحزاب العقائدية التي وجدت منبرا قويا لدى اعلى المراجع الدينية ذات الجذور التاريخية. عاش لبنان في عهده ازمات وانتفاضات ومسرحيات دولية لعبت على ارضه فصولأ ساهمت بتهجير ما تبقى من لبنانيين على اختلاف طوائفهم من مرقد عنزتهم الى بلاد الله الواسعة، وضاعت مجددا هوية لبنان الكبير في السفارات الأجنبية في بيروت. ويوم اشرقت شمس نيويورك الباردة في 21 من تشرين الاول الجاري، تنبهت منظمة الأمم المتحدة ان بطريرك انطاكية وسائر المشرق للموارنة سيكون ضيفها ليعلن رسميا وجهة سير المسيحيين في الشرق الأوسط ولينبه من عراق جديد يطرق باب المشرقيين، وشرحت كواليس الأمم المتحدة لـ"النشرة" عن مباركة فاتيكانية لمواقف البطريرك الراعي في الأمم المتحدة، لا سيّما أن الفاتيكان هو من سعى للقاءات البطريرك الماروني في الامم المتّحدة. منذ حوالي 34 سنة صرخ السفير غسان تويني في الأمم المتحدة آنذاك: اتركوا بلدي يعيش، واليوم وبعد مرور ثلاثة عقود ونصف لم يتركوا بلده، فوصل البطريرك الراعي ليقول: حيّدوا بلدي ... لبنان الرسالة، وطن لا يشبه الا نفسه، حر، ديمقراطي، هو جزء من العالم العربي ولن يعيش الا مع هذا العالم. وصلت الرسالة والراعي قال كلمته ومشى بعد ان رسم درب مسيحيي لبنان والمشرق برعاية فاتيكانية واسمعت كلماته من فيه صمم: اتركوا مسيحيي الشرق، لا نريد عراقا آخر .
| |
|