26.10.2011
ملابس حديثة من ألياف الحليب للموضة وللمصابين بحساسية الجلد
ألياف فساتين آخر موضة من الحليب
أقمشة الحليب الطبيعية: مُبتَكـَر ألماني جديد من المعتزَم طرحه في الأسواق
العام المقبل ليشمل بالإضافة إلى أزياء الموضة والملابس المضادة للحساسية
الجلدية مجالات أخرى مثل مقاعد السيارات وأرائك الفنادق والأسِرّة الطبية.
سيتم
قريباً طرح أقمشة أنسجتها مشتقة من ألياف الحليب في الأسواق، وتستخدم هذه
الأنسجة ليس في أزياء الموضة فقط بل وللأغراض الطبية أيضاً، وخاصة في إنتاج
ملابس مناسبة للمصابين بالحساسية الجِلدية. الألمانية أنكِه دوماسكِه نالت
براءة اختراع لابتكارها هذا النوع من الأقمشة المشتقة من الحليب الطبيعي،
وقامت دويتشه فيله بزيارة المبتكِرة الشابة في مختبرها بمدينة هانوفار
الألمانية.
قماش طبيعي للموضة خالٍ من الكيماويات
خيوط من الحليبنشأت
أنكِه دوماسكِه في عائلة مولعة بالأزياء والموضة، ودفعها اهتمامها الشخصي
بتصميم الأزياء منذ صغرها ودراستها لعلم الأحياء الدقيقة في الجامعة إلى
ابتكار قماش طبيعي من الحليب. وهو مناسب للموضة وللأغراض الطبية كما تقول
الألمانية أنكِه دوماسكِه البالغة من العمر ثمانية وعشرين عاماً: "فكرتُ في
تعلم مهنة يدوية، بحيث إذا لم أنجح بإحدى المهنتين يمكنني النجاح بالأخرى.
ولكنني بطريقة أو بأخرى استطعت سلوك كلا الطريقين".
وانتهت
أنكِه دوماسكِه من الدراسة عام ألفين وتسعة، وقررت العمل في تصميم الأزياء
وحينها خطرت لها ولفريقها فكرة إنتاج ألياف الحليب كبديل عن الأنسجة
المصنوعة من مواد كيميائية غير صديقة للبيئة، وتضيف: " وجدنا أنه من الرائع
جدا الحصول من مشروب الحليب على قماش ذي ألياف طبيعية.".
الابتكار
لم يكن سهلاً في مختبرها بشركة Q-Milch حيث عملت أنكِه دوماسكِه بجد
واجتهاد منذ سنوات مع فريق من ستة أفراد من المتخصصين بهدف إنتاج أقمشة من
الألياف النسيجية الطبيعية والمشتقة من الحليب الطبيعي، كما تقول: "كنا
محظوظين بشكل لا يُصدق. كان لنا محاولات كثيرة جداً ليس فقط مع مشروب
الحليب ولكن أيضاً مع مادة النشاء". وتضيف:" محاولاتنا في الحصول على قماش
طبيعي مضادّ لتأثير المياه فشلت مِراراًً. عدم تأثر الملابس بالمياه بالطبع
هو شرط مسبق لخياطة أي نوع من الملابس كي يتمكن المرء من غسلها بالماء
فيما بعد"، وبدأت هي وفريقها بخلط المقادير وفق وصفات تجريبية معينة. و في
النهاية وبعد مئات المحاولات تمكنوا من الحصول على المطلوب.
الملابس المنتـَجة من الحليب هي ملابس طبيعية طبية لا تؤثر على جلد الأشخاص المصابين بالحساسية لعدم احتوائها على مواد كيمائية
ألياف نسيجية طبية من الحليب
وحصلت
نتائج تجاربها في النهاية على براءة اختراع في عالم الموضة الصديقة للبيئة
والأزياء الطبيعية، بعد تمكنها من التغلب على صعوبات صبغ هذه الأقمشة
بألوان طبيعية مشتقة من شمع النحل مثلاً وبعد إنتاجها لألياف الحليب
النسيجية وفق وصفةٍ خاصة وفي آلة خاصة والتي تصفها أنكِه دوماسكِه بأنها
"تشبه آلة فرم اللحم الكبيرة، وفي داخلها يوجد لـَـوْلـَبان اثنان. ويتم
فيها تسخين مادة الحليب إلى أن تصبح قابلة للتشكيل. ويوجد في نهاية الآلة
مِغزَل يتم فيه ضغط المادة وتدويرها بحيث نحصل في النهاية على ألياف خيطية
أرقّ من الشـَّعر"، وتضيف: "وبعد ذلك نُرسل هذه الألياف إلى مصنع إنتاج
النسيج."
الألمانية الشابة أنكِه دوماسكِه: مبتكرة ألياف الحليب النسيجيةوتم
بذلك إنتاج قماش خفيف من الحليب نسيجه ناعم الملمس وهو مناسب للموضة
وملائم طبياً للأشخاص المصاب جلدُهم بالحساسية مثلاً، وتقول أنكِه دوماسكِه
بهذا الشأن: "أعرف الكثيرين من المصابين بالحساسية، بل وأعرف أيضاً شخصاً
مصاباً بسرطان الجلد للأسف. وأنا أشعر بمعاناتهم عندما أراهم يعانون من
مشاكل عدم العثور على الملابس المناسبة بحيث لا يعاني جلدهم الحساس عند
ملامسته لها بسبب احتوائها على مواد كيميائية. كنا نريد مساعدة مثل هؤلاء
الناس وكانت تلك هي نقطةَ البداية."
سوق
الأقمشة التي لا تسبب للجلد حساسية عند ملامستها له واسعة جداً. لذا فقد
تواصلت أنكِه دوماسكِه مبتكرة الأقمشة الطبيعية ذات الألياف المشتقة من
الحليب مع شركات صناعة السيارات ومع الفنادق والمتخصصين بالتقنيات الطبية
وغيرهم ليتم توظيف هذا النوع الجديد من الأقمشة الطبيعية في موضات أثاث
الفنادق وأسِـرَّة المستشفيات ومقاعد السيارات، ناهيك عن ملابس الحياة
اليومية.