الساقطين
لقد كان يجلس مع العشارين والخطاة، وقال في ذلك: "لم آت لأدعو أبراراً، بل خطاة إلى التوبة" "لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب، بل المرضى" (لو31:5، 32).
فإن كت من هؤلاء المرضى، الخطاة، الضالين والمطرودين.. إن كنت كسيراً وجريحاً، ثق أنك من الذين جاء المسيح لأجلهم.
"إنه يفرح بخاطئ واحد يتوب، أكثر من تسعة وتسعين باراً لا يحتاجون إلى توبة" (لو7:15).
ما أجمل ما فعله الرب مع الخاطئة في أورشليم (حز16). وجدها مطروحة بكراهة نفسها، مدوسة بدمها.. فلم يتركها، وإنما قال "بسطت ذيلي عليك، ودخلت معك في عهد، فصرت لي. فحممتك بالماء، وغسلت عنك دمائك، ومسحتك بالزيت.. وحليتك بالحلي.. وضعت تاج جمال على رأسك.. وجملت جداً جداً، فصلحت لمملكة" (حز6:16- 14).
هذا هو أسلوب الله: يشجع الخطاة على طريق التوبة، ويقويهم ويعدهم بوعود جميلة فيقول:
"أرش عليكم ماء طاهراً. فتطهرون من كل نجاساتكم.. وأعطيكم قلباً جديداً. وأجعل روحاً جديدة في داخلكم.. وأنزع قلب الحجر من لحمكم، وأعطيكم قلب لحم. وأجعل روحي في داخلكم، وأجعلكم تسلكون في فرائضي وتحفظون أحكامي (حز25:36- 27).
تشجع إذن. إن خلاصك ليس هو عملك أنت وحدك، إنما بالأكثر عمل الله فيك. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). لدرجة أن الرسول يقول "إن كنا غير أمناء. فهو يبقى أميناً. لن يقدر أن ينكر نفسه" (2تي13:2).
إن الرب الذي اختار المجدلية، وكان عليها سبعة شياطين (مر9:16)، وجعلها من خاصته، وظهر لها بعد القيامة. وكلفها بأن تبشر الرسل (مت10:28)، هو قادر أن يخلصك مثلها.
هو الذي أختار متى العشار، ليكون أحد الإثنى عشر واشفق على زكا، ودخل بيته وقال "اليوم حصل خلاص لهذا البيت" (لو9:19). ولما طرح عليه موضوع قلع الشجرة غير المثمرة، قال: "أتركها هذه السنة أيضاً" (لو8:13). أي أعطها فرصة أخرى "حتى أنقب حولها وأضع زبلاً فإن صنعت ثمراً، وإلا ففيما بعد تقطعها". إنه لا يشجع فقط، وإنما أيضاً يقف على الباب ويقرع (رؤ20:3).
إنه يشجع الضعفاء والخطاة، وحتى اليائسين.