كابوس زيادة الوزن
نجد بين الصبايا هذه الأيام ظاهرة غريبة وهي الامتناع عن الطعام والاكتفاء بالقليل من الطعام تحت رعب وخوف زيادة الوزن. وقد يتحول هذا الهاجس إلى مرض مزمن وإلى عادات سيئة ترتبط ارتباطا نفسيا بالشخص حتى أنه يجد نفسه عاجزاً عن التحول عنها والرجوع إلى العادات الطبيعية الصحية في الطعام.
إن الفقدان المتعمد للشهية وسط المراهقات أصبح ظاهرة بحاجة إلى الوقوف عندها وقد ابتدأت في الغرب في أمريكا مثلا يعاني حوالي ثمانية ملايين شخص من اضطراب مرتبط بالطعام وعن بحث للدكتورة "ليليانا كوسي" أن أكثر الإصابات تقع في الفئة العمرية التي تتراوح بين السادسة عشرة والثامنة عشرة, وبالطبع هذه الفترة تصعب السيطرة عليها لأنه تتداخل فيها أمور نفسية معقدة.
إن تخفيض الوزن هو الموضوع الشاغل لخبراء التجميل والتغذية وهذا ما يجعل الفتيات يعطين الموضوع أهمية كبيرة جدا قد تصل إلى السيطرة على التفكير تماما وقد تصل إلى ممارسة الموت من الجوع الذي يفرض ذاتيا اعتقادا أن جميع المشاكل يمكن حلها إذا كان مظهرهم أكثر جاذبية ويحصلون على أكثر شعبية وسط الأصدقاء.
إن الطعام هو وسيلة لحفظ الحياة وهو يساعد على القيام بالمهمات البيولوجية داخل الجسم وإلى البناء الصحيح للعقل والنفس وخصوصا إذا كان متكاملا وكافيا. وهو أيضا وسيلة تواصل اجتماعي حيث تجتمع العائلة حول الطعام لتنمية الروابط والعادات الجميلة والراقية في التعامل مع المائدة. أما من يعانون من مرض فقدان الشهية الإجباري فهم ينعزلون وقت الطعام ولا يتواجدون مع العائلة أو الأصدقاء خوفا من أن يفقدوا الإرادة أمام الطعام ولذلك يبدأ التأثير السلبي النفسي على هؤلاء.
الأم لها دور كبير في التنشئة والتثقيف الصحي داخل البيت وترديد الكلمات في أذن المراهقة عن الكمال والمثالية القصوى في الجمال والشكل الخارجي قد يؤدي إلى نتيجة سلبية في داخل الفتيات منذ الطفولة. وهذا ما يجعلهن ذا قابلية أكبر للتوقف عن الطعام الإجباري في المراحل العمرية المتقدمة أي في فترة المراهقة الأخيرة وعندها لا تجد الأم أو الأب وسيلة للسيطرة على هذا المرض.
لقد سميناه مرضاً لأن الدراسات أثبتت الأعراض المرافقة له وهذا ما نود بحثه هنا حتى نتعرف على خطورة هذا الشيء ونتجنبه قدر الإمكان وممارسة العادات الصحيحة في الطعام من دون مبالغة في الإفراط أو في الامتناع.
ومن الأعراض:
- انقطاع الطمث بسبب الخلل الذي يحصل في الجسم وفي الدورة الدموية.
- فقر الدم المزمن (نقص عدد كريات الدم الحمراء).
- اختلال وظيفة الغدد (الغدة الدرقية).
- الإمساك بسبب كسل الأمعاء.
- قصور الكلية واختلال وظيفتها.
- تخلخل العظام بسبب نقص الفيتامينات.
- و يصاب الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية بنوبات الصرع أكثر من غيرهم وجفاف الجلد وضعف بصيلات الشعر وجيوب تحت العينين.
هل نضع أنفسنا في هذه المتاهة لمجرد الحصول على قوام رشيق؟ إننا لا ننصح بتناول الطعام بغير حساب ولكن الاعتدال فيه والتنويع والحفاظ على صحة سليمة وعقل سليم لان الله أعطانا أجسادنا أمانة لنعتني بها ونقوتها ولا نرهقها بأمراض هي من صنع أيدينا.